السبت 23 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 1 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

٢٤١٢ ٩٥٩ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل السادس والعشرون
اطمأنت عائلة مسعد هاتفيا على حال ابنتهم الصغيرة إيناس وكذلك على سابين ظنا منهم أنها رفيقتها الأجنبية وبالطبع كانت معها خلال الأحداث المؤسفة وتنفسوا الصعداء لكونهما بخير ولم يصبهما مكروه .. ولم يهتموا برحيل الأخيرة فالأهم عندهم هو سلامة ابنتهم .. 

وأبلغهم مسعد مدعيا بأن سبب رحيلها المفاجيء هو إصرار عائلتها على عودتها حتى تهدأ الأمور ..
وبالرغم من هذا كان هو على عكسهم تماما فسيطرت عليه حالة حزن جلية ..
فرحيلها برفقة أولئك الرجال تاركة إياه في حالة تخبط قد أحدث في نفسه فجوة عميقة وفراغ كبير ..
تمنى لو لم يقابلها أو يحبها أو حتى يخفق قلبه لأجلها كي لا يعاني حينما تحين لحظة فراقها المحتومة ..
لكن ما لأحد من سيطرة على فؤاده أو مشاعره ...
ولأن البناية تحولت بأسرها إلى ساحة چريمة فتم منع أغلب السكان من الصعود إلى منازلهم حتى ينتهي المعمل الجنائي من مهامه كلية لذلك اضطر مسعد أن يذهب مع باسل وبالطبع كانت أخته الصغرى تجلس بالمقعد الخلفي متذمرة من تحكمات رفيقه الغير مبررة بها ..
هي مازالت على ظنها به .. متسلط جارح للمشاعر غير مكترث بالأخرين .. دوره في الحياة فقط هو تثبيط العزائم وإهانة غيره والتحقير من شأنه ..
قررت في نفسها ألا تعيره الانتباه وأن تهتم بما يخصها فقط فأمثاله لا يستحقون سوى ما يليق بهم .. 
لم يغب عن مخيلة سابين نظرات مسعد العميقة المليئة بالحزن وهو يودعها .. تلك النظرات التي اعتصرت قلبها آلما وجعلتها تشعر بوخزات حادة في صدرها ...
لم تظن أن وجوده القليل في حياتها سيحدث كل هذا التأثير الكبير عندها ..
هي لا تملك زمام أمرها الآن لتقرر البقاء معه لكن عليها أن تنهي ما بدأته .. فأمور كثيرة على المحك بسبب تلك القضية الشائكة ...
وها قد أوشكت النهاية ....
لمح باسل تلك العبرات التي يحاول رفيقه تخبئتها فأراد أن يهون عليه الأمر فمازحه قائلا 
شكلك لما هتبقى عريس هتعيط ليلة فرحك اه والله !
الټفت له مسعد ونظر له من طرف عينه بنظرات شبه خاوية فتابع باسل متساءلا 
تفتكر هايكون من ايه 
هز مسعد كتفيه في عدم مبالاة ولم يرد عليه .. فقد بدى غير مهتما بما يقول واستدار بجسده لينظر أمامه بينما علقت إيناس قائلة بتهكم 
تلاقيه شاف واحدة احلى من اللي اتجوزها فندمان انه اتسرع
لم يتحمل مسعد الدعابات السخيفة المتبادلة بين باسل وأخته الصغرى إيناس فعنفهما قائلا 
اتلموا انتو الاتنين بدل ما أكدركم !
رد عليه باسل بحذر 
انا بأحاول بس ألطف اﻷجواء وآآ...
قاطعه مسعد قائلا بغلظة وقد قست تعابير وجهه 
لا تلطف ولا تعطف خليكوا ساكتين أحسن
التزمت إيناس الصمت مجبرة .. فأخيها كان في حالة مزاجية سيئة .. وأسلم شيء اﻵن هو تجنب الحديث معه ..
بعد برهة وصل باسل بسيارته إلى بنايته ثم ترجل منها بعد تأكده من نزول مسعد و إيناس ..
كانت تلك هي المرة اﻷولى التي ترى فيها إيناس منزله فبالرغم من صداقته لأخيها والممتدة ﻷعوام إلا أن عائلتها لم تقم بزيارته ولو لمرة واحدة .. 
صعد الجميع إلى الطابق المتواجد به المنزل وقام باسل بفتح بابه ليلج الثلاثة إلى الداخل ..
تأملت إيناس المكان بنظرات متفحصة شمولية سريعة .. فلا وقت لدراس تفاصيلها بدقة ..
رأت هي صالة المنزل الواسعة والموضوع بها طاقم من اﻷرائك المريحة لاستقبال الزائرين من اللون البنفسجي وموضوع أمامهم وسائد أرضية كثيرة لهواة ومحبي الجلوس على اﻷرضية الصلبة .. 
وبالطبع كانت هناك الطاولة الحديثة المنخفضة والتي يزينها مزهرية صغيرة زجاجية .. 
كذلك لمحت رواق جانبي صغير خمنت أنه يؤدي إلى الغرف الداخلية ..
أفاقت من تأملها على صوت باسل وهو يقول 
اتفضلوا في الليفنج ..!
رد عليه مسعد بجمود وهو يشير بيده 
احنا مش هانطول يا باسل شوية وهاخد ايناس وهانروح أي فندق !
تعجب باسل من قرار رفيقه الحازم واعترض قائلا 
ايه اللي بتقوله ده يا مسعد .. ده بيت أخوك
رد عليه بجمود 
ما انا عارف بس ميصحش نقعد فيه .. انت فاهم قصدي !
وأومأ له بحاجبه في إشارة ضمنية منه نحو أخته الصغرى فتفهم اﻷخير مقصده .. ولم يجادله كثيرا ...
لم يجب أي أحد على تساؤلاتها الملحة .. فيئست من الحصول على إجابات .. وظلت صامتة حتى وصلت إلى تلك الوجهة الغير معلومة ..
لم يتوقف عقلها عن التفكير في مسعد وفي لحظاتهما سويا .. 
ربما لم تكنتلك الذكريات بالكثيرة ولكنها كانت كافية لتجعل قلبهما ينبضان معا ..
برقت عيناها بوميض حزين وتنهدت بعمق ... 
انتبهت إلى صوت وقع أقدام ثابتة تتحرك صوبها فأدارت رأسها ناحية الصوت ... 
أحضر لها رجل ما يرتدي حلة سوداء وجبة طعام رائحتها شهية وأسندها أمامها قائلا بنبرة عملية وباللغة الانجليزية 
تفضلي .. هذا الطعام لك !
ابتسمت له بتصنع وردت بإقتضاب 
أشكرك 
أمسكت بالشوكة وبدأت في التقاط بضعة لقيمات لتسد بها جوع معدتها .. 
وقبل أن تفرغ من طعامها حضر إليها رجل أخر قائلا بجدية 
سيقابلك الجينرال بعد دقائق من فضلك استعدي 
كان في انتظار سابين مسئول رفيع المستوى يجلس بجمود على مقعد جلدي .. 
نهض فور أن رأها تلج للغرفة ومد يده لمصافحتها قائلا بود باللغة العربية 
أتمنى يكون اتعمل معاكي واجب الضيافة كويس ومافيش أي مشاكل !
تعجبت سابين من استخدامه للغة العربية في الحديث ونجحت في اخفاء دهشتها وردت عليه بحذر 
ثانكس .. كل شيء فاين بخير !
هز رأسه بإيماءة خفيفة وهو يتابع بهدوء 
تمام .. المهم عشان مانضيعش وقتنا انتي هترجعي أوهايو تاني تحت عينيا للمحاكمة وطبعا بروتوكول الحماية بينا وبين ال FBI بيجبرنا نلتزم بتنفيذ الجزء اللي يخصنا !
حركت رأسها إيجابا وهي تردد بإيجاز 
اوكي !
أضاف قائلا بنبرة عملية 
أنا عاوزك ترتاحي النهاردة وبكرة من بدري هنتحرك في اتجاهنا !
وافقت سابين على ما قاله وتساءلت بفضول 
اها .. بس ممكن أسال one question سؤال واحد 
رد عليها بإبتسامة سخيفة أبرزت أسنانه الصفراء 
اكيد .. اتفضلي
هتفت بلا وعي 
موسأد!
نظر لها بغرابة فعدلت ما قالته وأوضحت قائلة بتلعثم قليل 
أنا أقصد الرائد مسعد .. I mean major Mossaad
رد عليها متساءلا بعبوس 
ماله 
سألته بحذر وهي ترمش بعينيها 
انتو هاتعملوا ايه معاه 
أخذ نفسا عميقا وزفره على مهل وأجابها بعدم اهتمام بمصيره 
ولا حاجة ده كان مكلف بمهمة محددة انتهت خلاص
عضت سابين على شفتها السفلى في ارتباك وفكرت في اقتراح شبه طائش ولم تتردد في البوح به فربما تكون هي فرصتها لرؤيته مجددا فتساءلت بقلق
 

انت في الصفحة 1 من 50 صفحات