سند
على ارض واقعهم ثلاثتهم
في اليوم التالي
دخلت سلمى من باب شقتها وهي تزفر بضيق.
سلمى بضيق الست اللي اسمها دعاء دي رهيبة كل شوية الاقيها فوق رأسي أنا ونهى لولا أني حاطة التليفون في جيبي كانت شافته هي شكلها مش مطمنالي رغم أني عملت كل اللي دكتور سيف قالي عليه عشان ما تشكش فيا.
سليم بتأكيد الخاېن دايما بيخون.
سلمى مقترحة لتنهي هذا الارهاق النفسي الذي تحيطهم به تلك العجوز أول ما نهى حالتها تتحسن هخليها هي الي تنزلي هنا أن شاء الله ده بعد أذنك طبعا.
سلمى بابتسامة كتر خيرك يا سليم أهو كرم أخلاقك ده اللي مطمعني فيك وتابعت بتشكك من دره على فعلتها بصراحة كنت عايزة أطلب منك حاجة تانية بس خاېفة.
سليم بابتسامة أنتي تؤمري يا قمر.
سلمى بتوتر استبد بها رغم كل ادبه معها الا ان فعلتها لا تحمد عقباها عن أذنك ثانية واحدة.
سليم بدهشة أيه الفلوس دي كلها جيبتيها منين
سلمى بخفوت تداري عينيها من عينيه لتجدا الارض مستقرا لهما دي فلوس الرحلات.
سليم بدهشةرحلات!
سلمى بصوت مرتجف بصراحة أنا معنديش صاحبة على النت هتتجوز عايزة بروجرام شهر عسل.
سلمى بوجل تحضر نفسها لما هو أسوء البروجرام اللي أنت عملتهولي أنا عملت جروب على النت للرحلات الداخلية ونزلته عليه وناس كتير عجبهم البروجرام والأسعار وطلبوا يطلعوا الرحلة معنا ولما لقيت العدد كبير وافقت وطلبت يبعتولي الفلوس وهما بعتوها.
سليم بثورة عارمة لا يصدق ان جنيته متهورة لهذا الحد ولا يصدق ما اقترفت متناسية وجوده ام انه غير موجود بنظرها منذ البداية وأنتي قابلتي ناس وأخدتي منهم فلوس وأنا هنا مرمي على الكرسي
سليم وثورته بازدياد لايدرك ان ثورته على عجزه وقلت حيلته تنصب على تلك المسكينة طبعا ما أنتي اللي بتخرجي وبتدخلي وتقدري تعملي كل اللي أنتي عايزاه انما أنا العاجز اللي مرمي واللي بعد ماتعملي كل اللي في مزاجك تيجي تديلوه خبر ياترى حضرتك مسافرة امتى ولا دي كمان مفاجأة.
سليم مقتربا بكرسيه بفزع وقد انتبه لحالتها سلمى مالك أهدي.
فزعت سلمى من أقترابه لتنفصل عن الواقع وتغوص بماضيها الأليم فيزداد أرتجافها ويرتفع ذراعيها بلا وعي لتخفي ووجهها تتقي ضړبة منتظرة وقد استبدل باطن عقلها وجه المقترب بوجه سعد المنفر.
أنفطر قلبه عليها وهو يراها على تلك الحالة استرجع كلماتها الفزعة ليدرك كم تعاني تلك الجنية ترى نفسها بلافائدة ولا مأوى ولا دخل حزن حين تيقن من ظنها بانفصالهما حين تجد ولدها ولكنه تشبث بتلك الكلمات التي توحي بثقتها به واعتمادها عليه فابتعد بهدوء
ليعود لمكانه محافظا على مسافة أمنة بالنسبة لها.
سليم بحنان سلمى أهدي يا سلمى أهدي يا حبيبتي أنا مش ممكن أذيكي ولا أضربك أنا أسف أنا بس أنفعلت لما لاقيتك اتصرفتي من غير ما أعرف ارتاح لهدؤها النسبي الذي بدا على انتفاضة جسدها التي بدأت بالتلاشي حقك عليا الرحلة هتطلع وأن شاء الله هتنجح ولو منجحتش كان اقترابه منها حذرا وتدريجيا أنا وأنتي هنعمل مشروع تاني ونحاول تاني ولما سليم يرجع هتقدري تجيبي له كل اللي نفسك فيه بس أرجوكي أهدي أنزلت ذراعيها وأن بقي بعض الارتجاف الخفيف بجسدها أنتي كده بتعطلينا وريني أنت اتفقتي مع مين وعلى أيه عشان أقدر أظبط الدنيا مع الناس ولا عايزة مشروعك يبوظ من أول رحلة.
سلمى بتلعثم واهدابها تحمل دمعاتها ورجفة شفتيها تتحدث عنها أنا أسفة.
سليم بحنان وقد قطع المساقة بينهما واقفا امامها تماما أنا اللي أسف أني فزعتك بالشكل ده بس عايزك تكوني متأكدة أني مهما كنت متنرفز عمري ما أذيكي ولا أمد أيدي عليكي.
سلمى باكية بحرج لضعفها ووهنها الذي تكافح لؤده والله عارفة بس أنا بخاف من الزعيق.
سليم بحب ممسكا بيدها وأنا عمري ما هازعق تاني ممكن تهدي وتقومي تغسلي وشك وتريحي شوية وبعدين نقعد نتناقش ونشوف هنعمل أيه.
افلتت يده وتحركت بوهن ومازالت دموعها تنساب من عينيها وأن انتظمت انفاسها تابعها بعينيه حتى غابت