الخميس 28 نوفمبر 2024

سند

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

ففتحت اللاب توب وعملت نقطة اتصال للواي فاي واتفرجت ونقيت وأخر النهار لما اتاخرت علي قولت افتح فيس من اللاب واتسلى وأول ما فتحت الفيس اتهبل كمية اشعارات رسايل مش طبيعية ناس كتير بتسأل عليك وقتها كنت عرفت أنك مرشد سياحي منبهرة بس برضه أتفأجت من كل الناس دي ومن محافظات كتير اللي بيقولك أنه نزلك القاهرة مخصوص من مطروح ومعرفش يقابلك واللي يقولك مش هتيجي أسوان تاني وكمان كان في رسايل كتير من فترة قريبة جدا من ناس فضلت تسأل عليك حتى بعد ما اختفيت الفترة دي كلها رغم محاولتها لمراعاتها مشاعره ولكنها على ثقة بأنه يحتاج الحقيقة كاملة ليواجه نفسه ويصصح أخطاءه أنا أسفة يا سليم بس لو الحاډثة حبستك في كرسي فأنت حبست حياتك كلها في وهم العجز والخۏف من رد فعل الناس.
سليم مقهورا أن ينهار انبهارها به متحاولا لإتهام كنتي عايزني أعمل أيه أعمل نفسي مش واخد بالي أني بقيت عاجز واتنقل لعمل إداري في الشركة واسمع مواويل الصعبنة من الحبايب وتلاقيح الشماتة من الباقي ولا أتجوز واحدة حاسة أني عبء عليها بس أبوها بيجوزهني تأدية واجب وأخلف عيال أمهم كارههم لأنهم ربطوها للأبد بعاجز رامي حملهم عليها.
سلمى محتجة بلطف وهي تستنكر نظرته لنفسه وتقييمها تأثرا برأي فتاة لم تقدره حق قدره ده اللي اقنعت نفسك به كان ممكن تسيب الشغل وتعمل بفلوسك مشروع تديره كان ممكن تتجوز أي واحدة موافقة بظروفك ومش مجبورة عليك لكن زي ما قلت لك قبل كده المشكلة في الأفكار اللي مليت دماغنا من غير ما نحس والقصص والأفلام اللي حولت الأختلاف لنهاية وكأن المختلف
بسبب أي أبتلاء اتحكم عليه بالعزلة للنهاية مع أن الحقيقة مش كده خالص وياما ناس نجحت وهي لسه مصاپة وغيرهم أبتلاءهم كان هو سبب نجاحهم لكن أنت ضعفت واستسلمت من غير حتى تحاول ولو مرة أنك تعيش حياتك بظروفك الجديدة.
رأت الصدمة على وجهه ودموعه حبيسة بعينيه ففضلت أن تتركه بمفرده ولكنها وضعت بجانبه حاسوبه المحمول بعد أن أوصلته بالشبكة العنكبوتية.
في المساء
كانت تختلس النظرات اليه وهو يتفحص بريده الاليكتروني منذ وقت طويل كانت تنفعل مع انفعالات وجهه فتارة تراه يبتسم وتارة مندهش وأخرى متأثر أو باكيا حتى قررت أن تتدخل لتنهي صراعه الداخلي لتقترب منه ببطء وهدوء.
سلمى معتذرة بندم وقد هالها شحوب وجهه وإرهاقه أنا أسفة يا سليم ممكن يكون كلامي كان قاسې بس والله أنا عايزة مصلحتك.
سليم متفهما وممتنا لها لعرض الصورة من زاوية أخرى لم يحسب لها حساب فبالوقت الذى خشى الشامتين كحسين حرم نفسه من صحبة الأوفياء كأسامة وغيره من من قطعوا مسافات طويلة للإطمئنان عليه مش محتاجة تعتذري أنت عندك حق بكل كلمة

قولتيها أنا فعلا اتصرفت بجبن هربت من الدنيا كلها واستخبيت في مصحة نفسية وأنا..
سلمى مستنكرة ومقاطعة له أنت جبان! أنت من أشجع الناس اللي قابلتهم في حياتي يا سليم ودي مش مجاملة فاكر لما ناصر كان بيضرب نهى أنت كنت مصمم تتدخل وتساعدها وكل الجيران اللي حوالينا واللي يعرفوها من زمان محدش منهم حاول يساعدها رغم أنهم مش بنفس ظروفك متفهمة ومن قد يفهم مثلها وقد تعرضت لضغوط مشابهة ولو بصورة مختلفة أنت بس كنت حساس زيادة وقت الحاډثة وقررت تعزل نفسك عن العالم وللأسف عزلتك دي زودت حساسيتك لكن خلاص يا سليم آن الآوان تخرج للدنيا من تاني وتعيش حياتك صح وفي أيدك دلوقتي أول خطوة للحياة دي.
سليم متسائلا مشروع الرحلات
سلمى متنحنحة وهي تصدقه فليس سليم من تستدرجه لمساعدتها بل أنها واثقة من مساندته لها وأن لم يعد الأمر عليه بفائدة مش هاكدب وأقولك أني فكرت فيه عشانك بس ومش هانكر أني محتاجه عشان يبقى لي دخل وما أحسش أني عالة عليك وأبطل قلق من التفكير في اليوم اللي هابقى فيه تاني من غير سند لكن أيه المشكلة لو مصلحتنا احنا الأتنين كانت في موضوع واحد أنا يبقى لي دخل وأنت يبقى لك حياة مترجية له أن يكن السند الذي طالما افتقدته ولما تشعر بقيمته إلا بعد أن عاشت بكنفه أيه المشكلة أننا نحط أيدينا في أيدين بعض في الحاجة اللي هتكمل لكل واحد اللي ناقصه مش هي دي نفس الفكرة اللي اتجوزنا عشانها من الأول أننا نكون سند لبعض وكل واحد يسد إحتياجات التاني أنا أكون لك صحبة وأنت تكون لي سند وهي تمد يدها نحوه أنا دلوقتي محتاجة مساندتك دي محتاجة لك تسندني عايزة استقوى بيك واتسند عليك لحد ما اقف على رجلي وأقدر اتسند على نفسي وأسند ابني كمان محتاجة اتعلم حاجة تغنيني عن السؤال واختارت الحاجة اللي أنت بتفهم فيها عشان نتسند على بعض ابقى كده غلطانة.
المته كلماتها بقدر ما أسعادته هي تستعد ليوم تحيا دون
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات