الخميس 28 نوفمبر 2024

احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الرابع حتي السابع

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

واتجهت نظراتها لعدي الذي ردد 
_هو اللي بيجبر اللي حواليه يعاملوه انه شاب.. 
واستدار تجاهها ليشير لها بشكل مضحك 
_لو بطل يستفزني ويأيد ياسين الچارحي كنتي هتشوفينا في اطار صداقة محصلتش لمية سنة ورا.. بس ده اختياره الوحيد اللي غبي فيه. 
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لما يحمله من غيرة تجاه حب ابنه لجده فاحتدت نظراته تجاهها لتشير بجدية مصطنعة 
_خلاص خلاص مش هضحك. 
وفجأة اڼفجرت من الضحك وهي تخبره 
_مش يمكن اختياره يكون صح.. وبالتالي هو اذكى مما تتوقع! 
اتسعت حدقتيه بانذار صريح لما قد يصيبها فتراجعت للخلف وهي تشير له بمرح 
_انا بفترض معاك عشان نلاقي حل للمشكلة دي... بدل ما اللي بيحصل بينك وبين والدك يتكرر مع ابني ساعتها هعيش نفس الدور اللي عايشاه ماما آية وهبقى انا الضحېة! 
ظل يقترب منها وهي تتراجع للخلف ويدها مضمومة لشفتيها لتجبرها عن التوقف عن الضحك حتى لا تقابل مصير قد ټندم عليه لاحقا ومع ذلك انسحب عنها مرحها حينما باتت سجية لعواطفه تلك العاطفة التي قذفتها بوابل من المشاعر العاشقة لادق تفاصيلها التي تناهت عن عقابها لتخطيها تلك الحدود فتخطت المشاعر الآن كل حدود العشق التي تحفظت بها عليهما! 

طوى ضياء الشمس ظلمة الليل الكحيل لينعم باشراقة خلابة بالصباح الباكر حاول عمر فتح عينيه مرارا مع شعوره بوخزة من الألم الحاد بذراعه ومع غلبة النوم كان يندرج خلفه ومع حدة تكرار الألم انصاع لايقاظه ففتح عينيه وهو يتأوه بۏجع أصابه پصدمة حينما وجد نور تجلس جواره وتنغزه بسن دبوس الحجاب الحاد تفحص يده التي ازدادت بالاحمرار وردد بذهول 
_أيه اللي بتعمليه ده يا مچنونة! 
وكأنها كانت تنتظر تلك الدفعة لتفجر ما بداخلها فانطلقت به 
_انت لسه شوفت الجنان اللي على اصله بقى أنا جايلك جري من عند الدكتورة افرحك بابنك اللي في بطني القيك مشغول بتقيم المسائل. 
ردد بسخط 
_مسائل!! وايه ابنك اللي شايلاه في بطنك ده واخداله ايجار جديد ولا أيه!!
عادت لتنغز سن الدبوس داخل لحم ذراعه فصړخ بالم وهو يبعد ذراعها عنه مشيرا لها بتحذير 
_نور بطلي جنان على الصبح.. 
حاولت الاعتدال بجلستها الغير مريحة بالمرة فتاوهت ألما وقدمت يدها له تخبرها بلطف لا يتناسب مع جرمها المشهود 
_ساعدني كده الله يكرمك. 
أمسك عمر يدها حتى اعتدلت بجلستها التي جعلتها تتمكن منه فعادت لتسترسل حديثها المندفع 
_يعني انا يا ابن الحلال كل يومين هجي اقفش من عندك ستات!! لا في عيادتك رحمني ولا في المقر وسط الناس المحترمين رحمني قولي على حل واحد اسلكه معاه وانا هسلك! 
احتضن جبهته پألما فعاد ليتمدد على الفراش وهو يشير لها بنوم 
_اطفي بس النور هريح شوية وهنسلك كل الحلول مع بعض بعون الله. 
جحظت عينيها في صدمة فعادت لنغزه من جديد ففزع في رقدته نجح عمر بلف ذراعها من خلف خصرها ومن ثم انتشل ما تحمله وهو يردد باستهزاء 
_شغالة اشراف في تعذيب سجون 5غرب! 
استحضرت دموعها الماكرة في دقيقة وراجت تندب بتأثر 
_بتضربني بعد السنين دي كلها يا عمر... لا وبتلوي دراعي اللي ياما اعملك الطفح ورتبلك هدومك! 
تفاجئ بما تقوله فابتعد عنها وهو يشير لها بتحذير 
_نور أنا مش أد مكرك... ارحميني لوجه الله... الاكل اللي بتعمليه بتجربي فيا قبل ما تديه لبنتك وترتيب الهدوم والكلام الاهبل ده مهو اللي طريقة محترمة للتفتيش على اساس اني لو ماشي مع واحدة هخبيها في هدومي مثلا.. 
واستطرد بسخرية 
_انا فاهم كل حاجة وعامل نفسي عبيط.. يعني بالبلدي كده واكلها بمزاجي عشان انا طيب وبحبك بس... زي ما عديت اللي عملتيه امبارح ده عشان بس كان على معدتي لاني مكنتش طايق البت دي ولا طايق قعدتي معاها.. 
صفقت يدها بطريقة مضحكة وهي تقول 
_بدليل انك ساهران معاها وراجعلي وش الصبح! 
رفع اصبعه امام وجهها باعتراض مضحك 
_لا عندك... مسمحلكيش انا دكتور محترم وليا سمعتي. 
_دكتور ايه بقى ما خلاص ياسين الچارحي علم عليك يا حبيبي. 
_ولو حتى لو بشتغل ميكانيكي بس بسمعتي اللي زي الجنية الدهب برضه. 
واسترسل ببسمة عنجهية 
_وبعدين انا كنت مع اخويا بنحل شوية امور وتقدري تروحي تسأليه.
ثم اشار لها ساخرا 
_وسعي بقى انتي وبطنك دي.. خليني اقوم اخد شاور امشي من هنا قبل ما دماغي ټنفجر من عمايلك. 
ابتعدت عن حافة الفراش وهي تتطلع لبطنها بعد كلماته بتفكير فهمست بتوعد 
_ماشي يا عمر.. وربي لاوريك. 

انتهى من عقد جرفاته السوداء حول رقبته وجذب البرفنيوم الخاص به ليضعه على معصمه كان يتألق كعادته فحتى وإن كان يعمل بالصخر وسط المجرمين كان يهتم بمظهره انتهى عدي من ارتداء حذائه وانتصب بوقفته الشامخة ليغادر جناحه اتجه ليجذب هاتفه عن الشاحن المتصل به فوجد اكثر من خمسة اتصالات متتالية من صديقه مازن اعاد زر الاتصال ليجده يجيبه 
_أخيرا... انا بحاول اكلمك من بدري. 
اتاه رده الجاف 
_لسه فاكر تتصل.. انا اديتك ساعات عشان تجبلي المعلومات اللي طلبتها منك جايلي بعد ايام وتتكرم باتصالك ده! 
اجابه بجدية تامه 
_عدي الشخص ده مخيف بدرجة ټرعب خافي كل حاجة وراه بشكل مش معقول وده يخليني اكدلك انه له في الشمال بس على تقيل رجل اعمال ومعروف زي ده اكيد مش هيهتم بالثغرات اللي وراه بس كونه حريص بالشكل ده يخلينا نتأكد انه وراه مصايب مش مصېبة واحدة... والغريب في الموضوع ان أكتر من حد أكدلي إن مهاب أبو العزم ده راجل كبير وقديم في السوق بس لما راقبته وشوفته لقيته شاب صغير بتاع 31سنة وده ميتطابقش مع الكلام والمعلومات اللي جمعتها عنه! 
ضيق عسلية عينيه بغموض فقال بثبات ماكر لا يبرز ما خلفه من تفكير عميق 
_خليك بعيد يا مازن... سبلي انا الموضوع ده.
وانهى اتصاله بكلمة مختصرة 
_هكلمك تاني.. سلام
خرج عدي من غرفته ليجد ابنته تقف امام بابه وعلى ما يبدو بانها كانت بانتظاره منذ فترة منحها ابتسامة وهو يشير لها بالاقتراب لاحضانه تعلقت برقبته حينما رأته ينحني تجاهها فنهض بها وهي بربت على ظهرها بحنو رددت برجاء طفيف 
_عشان خاطري يا بابي.. انا نفسي اروح معاهم.. 
ابعدها عنه لتقابل صدق خوفه القابع بعينيه 
_يا حبيبتي انا مش ممانع بس زي ما انتي شايفة اخوكي مشغول.. مين اللي هيروح معاك! 
انفلتت بنوبة حاړقة من البكاء وخفضت ساقيها عنه فتركها تنخفض عن ذراعيه ركضت الصغيرة بعيدا عنه باكية فرآها ياسين وسألها بقلق 
_في ايه يا حبيبتي 
لم تجيبه الصغيرة اكتفت بتلك النظرة المنكسرة اليه وتابعت ركضها تجاه اخيها الذي يبعد عنهما بمسافة ليست بالبعيدة دنا ياسين من عدي وتساءل بفضول 
_مالها رحمة يا عدي 
تمعن بالتطلع تجاه ابنه الذي يحتضن شقيقته ويرمقه بنظرة ثائرة مغتاظة لما تسبب به لشقيقته تدافعت ذكريات تلك النظرة لذهن عدي ليتذكر كيف كان يجابه اباه بنفسها كم هي مؤلمة للغاية ان يناطحه المد بالمد وإن تمكن من شرح وجهة نظره الأكثر حكمة منه له سيتفهم الامر ترى ما الذي فاته هو أيضا مثلما فات صغيره! 
ترى من الصائب أباه أم هو! 
_عدي!! 
أفاق عدي من شروده على هزة يد ابن عمه وهو يعاود بسؤاله 
_في ايه انت مزعل البنت ليه 
قاطع سؤاله اقتراب ابنه يحيى وهو يخبرهما بتوتر 
_أنا ممكن أطلع الرحلة مع رحمة
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات