شيماء
جاءت شيماء من القرية لتعمل في المدينة، ظلت تبحث لأيام عن منزل تستطيع العيش فيه ويكون بسعر معقول، الا انها لم تفلح في ذلك. بدأت شيماء تشعر بالقلق، فالنقود التي معها لن تكفي لتمكث في الفندق الصغير الذي تمكث فيه الآن. في صباح اليوم التالي، فوجئت شيماء باتصال يخبرها بأن هناك شقة صغيرة تناسب ميزانيتها تستطيع المكوث فيها. شعرت شيماء بالفرح الشديد وذهبت لتقابل الشخص الذي تحدث لها على الهاتف. ما ان وصلت شيماء الى العنوان المحدد، حتى وجدت منزل كئيب مظهره يدل على انه مهجور منذ زمن. لم تأبه شيماء لتلك القصة كثيراً، فهي تحتاج للسكن. اتفقت شيماء مع الرجل الذي قابلته على المدة والنقود وكل ما هو متعلق بالمنزل. قبل ان يغادر الرجل أخبر شيماء بان عليها ان تبتعد عن إشعال الڼار في المنزل مهما كلفها الأمر. وافقت شيماء على الفور، فهي تعلم انها لن تحتاج لذلك. مرت الأيام وشيماء تذهب الى العمل وتعود الى المنزل تنام، لتستيقظ في اليوم التالي وتذهب الى العمل وهكذا. لم تكن أوقات الفراغ لدى شيماء كبيرة لتهتم بمعرفة حال المنزل واخباره، ولا لأن تستمع لثرثرة الجيران التي لم تكن تفهم منها شيئاً. مرت ستة أشهر والوضع على حاله. وفي أحد الأيام فوجئت شيماء بان والدتها تتصل بها لتزورها، فهي لم ترها منذ ستة أشهر بسبب العمل. وصفت شيماء للام العنوان بالتحديد، ولكن ولشدة انشغالها نسيت أن تخبر والدتها بالمحاذير التي أخبرها بها الرجل. وصلت الأم للمكان المحدد، ولان المنزل غير نظيف، بدأت بالبحث أن أدوات نظافة، ولأنها لم تجد، فقررت الاتصال بشيماء لتسألها. كانت شيماء شديدة الانشغال ذي ذلك اليوم، فأخبرت والدتها ان تترك التنظيف وأنها ستعود إليها لتخبرها كل شيء. بالفعل قررت الأم أن تترك التنظيف وان تبدأ بإعداد الطعام، فهي تعلم ان ابنتها لم تأكل طعام منزلي منذ أشهر
لم تتمالك شيماء اعصابها، تركت كل ما بيدها وهرعت الى المنزل لتجد الجيران يتهامسون ورجال الإطفاء لا يستطيعون الاقتراب. ظلت شيماء تصرخ: أمي … أمي بالداخل!!! لكن كان الجميع .