#ودعة وإخوتها السبعة#
يُحكى أنه في قديم الزمان كان لامرأة سبعة أولاد, ولما حملت للمرة الثامنة وأرادت أن تضع حملها, تمنّى الأولاد السبعة أن تنجب أمهم بنتًا, فقالوا لها:اسمعي يا أمي, إذا أنجبت بنتًا فاحملي إلينا إشارة حمراء فنرجع إليك, أما إذا أنجبت ولدًا فاحملي إلينا منجلاً كإشارة, فنرحل إلى غير رجعة.
ذهب الإخوة السبعة إلى العمل, فولدت أمهم بنتًا وسمّتها ودعة, وأمرت الخادمة أن تحمل إلى أبنائها إشارة حمراء. غير أن الخادمة كانت ماكرة, فذهبت إلى الإخوة السبعة, وأشارت إليهم بالمنجل بدل الإشارة الحمراء.
رحل الإخوة السبعة عن أمهم وكبرت ودعة, فكانت كلما تلعب مع الأطفال يعايرونها بقولهم: ودعة مفرقة سبعة!
فتحزن لذلك حزنًا شديدًا وتبكي بكاءً حارًّا, وكانت تلحّ دومًا على أمها, لتخبرها عن حقيقة هذه التسمية, إلى أن رقَّ قلب والدتها فأخبرتها بالحقيقة, عندئذ قررت ودعة أن تذهب للبحث عن إخوتها السبعة, فأرسلت معها أمّها خادمًا وخادمة.
أخذت ودعة تجوب الأقطار إلى أن وصلت إلى مكان فيه عينان تجريان, ماء إحداهما أسود والأخرى أبيض. أرسلت ودعة الخادم يسأل أهل القرية المجاورة عن سر ذلك, خوفًا من أن تغسل بالماء فيمسّها سوء. لكن الخادم الماكر أخفى الحقيقة عن ودعة, وأوهمها بأن الماء الأسود هو النقي فاغتسلت منه, وفجأة صارت سوداء البشرة. عندئذ أمر الخادم الخادمة بأن تغسل من الماء الآخر فأصبحت بيضاء البشرة, وطلب منها أن تأخذ مكان ودعة.
سار الثلاثة في طريقهم إلى أن وصلوا إلى مكان الإخوة السبعة, فأوهمهم الخادم بأن الخادمة هي ودعة أختهم, وحكى لهم القصة, وكيف أن الخادمة هي التي خدعتهم, فقرروا معاقبتها, فأصبحت خادمة حقېرة ترعى الأغنام وكانت تقضي النهار كله باكية تتذكر إخوتها فتنصت الأغنام إليها وتبكي معها.
ومرت الأيام ولاحظ الإخوة هزال الأغنام, فقرر الأخ الأكبر أن يتبع ودعة ويراقبها. وبينما هو كذلك سمعها تبكي متذكّرة إخوتها والأغنام محيطة بها, فذهب مسرعًا وأخبر إخوته, فذهبوا عند رجل حكيم ليسألوه عن سر هذه البنت, فأمرهم أن يطلبوا من البنتين أن تحلبا البقرة, ثم يقوم أحدهم بنزع ما يغطي شعريهما فصاحبة الشعر الأملس هي ودعة, أما صاحبة الشعر المجعد فهي الخادمة.
نفّذ الإخوة ما طلب الحكيم منهم فعله, وكم كانت دهشتهم كبيرة لما اكتشفوا الحقيقة, وهي أن أختهم هي التي كانت ترعى الأغنام, أما التي كانوا يعتقدون أنها أختهم فهي مجرد خادمة.
فرح الإخوة السبعة بعودة أختهم, وأقاموا لها حفلاً كبيرًا ثم رجعوا كلهم إلى أمهم التي فرحت كثيرًا بعودتهم.💜