السبت 23 نوفمبر 2024

ابو مسك

موقع أيام نيوز

لا تيأس أسمعت بقصة الرجل الذي يباع بسوق النخاسة وتنمى أن يملك البلاد !
إنه أبو مسك قد بلغ ما تمنى فكن عصاميا لا عظاميا
كان كافور عبدا حبشيا نقل من أسواق السودان ثم النوبة ثم دخل مصر وكان أسود اللون ولم يكن كافور على سواده وسيما بل كان دميما قبيح الشكل القدمين بطيئا ثقيل القدم فوقع في يد أحد تجار الزيوت المصريين فسخره في شؤون شتى.

و قاسى كافور الأمرين ولقي الكثير من العنت من سيده وكان يبدأ يومه في معصرة الزيت ليدوس برجليه ثم يقوم بحمل الأواني على منكبيه ليجر بعدها العجلات بيديه ويفترش الأرض بعدها لينام حتي إذا خرج من تحت قبضة سيده ووقع في يد محمود بن وهب بن عباس الكاتب فعرف كافور السبيل نحو القراءة والكتابة فنفض يديه متاعب المعصرة وأدران الزيت فالسيد الجديد ابن عباس الكاتب هذا كان موصولا بمحمد بن طغج مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر .
حمل كافور يوما هدية من مولاه إلي ابن طغج فأعجب به وعينه كمشرف على التعاليم الأميرية لأبنائه ورشحه كضابط في الجيش وعندما انتبه سيده لذكائه وموهبته وإخلاصه جعله حرا وأطلق سراحه.
فلما ټوفي الأخشيد ملك بعده ابنه أنوجور وكانت الأمور في يد كافور ثم ماټ أنوجور فأقام كافور أخاه عليا بن الإخشيد فتوفي علي ابن الإخشيد المذكور وهو صغير فاستقل كافور بالمملكة من هذا التاريخ وكان كافور يلقب بأبي المسک.
وصف بأنه حاكم عادل ومعتدل قريبا من قلوب الناس لكونه سخيا كريما وينظر بنفسه في قضاء حوائج الناس والفصل في مظالمهم.
ويروون عن كافور وقت أن جلب إلى سوق النخاسة أنه مر ذات يوم بسوق من الأسواق بصحبة عبد مثله وسارا معا يتطلعان فقال له صاحبه 
أتمني لو اشتراني طباخ فأعيش عمري شبعان بما أصيب من مطبخه.
ولكن أبا المسک قال أتمنى أن أملك هذه المدينة وقد بلغ ما تمنى.
وكان المتنبي يقصده ويمدحه إلا أن كافور لم يكن يعطه شيئا يذكر فتركه المتنبي وظل يهجوه في قصائد كثيرة
وكان يدعى لكافور على المنابر بمكة والحجاز جميعه والديار المصرية وبلاد الشام حتى ټوفي. 357 ه 968 م فلنتمنى مع العزم و الارادة و ندعوا الله ولن يخذلنا ملك الملوك فابا المسک تمنى و جد في طلب امنيته حتى بلغ اليها .
المصدر سير اعلام النبلاء الذهبي كتاب الدولة الاخشيدية سمير فراج