السبت 23 نوفمبر 2024

العالم الاخر

موقع أيام نيوز

عندنا حتة أرض بنرويها كل يوم أنا وأبويا .. بنودي المواشي فيها الصبح وبعد المغرب بنروح نجيبهم.. في اليوم دا إتأخرنا شوية لحد ما الليل ليل علينا وإحنا راجعين بالمواشي.

أبويا كان ماشي قُدام وأنا وراه بكام خطوة .. لفت نظري قدام بشوية على الطريق وسط الضلمة بيولعوا وبيطفوا .. قولت لأبويا :

_ في حد جاي على الطريق قُدامنا .

بص أبويا قُدام منهُ ورجع سألني بإستغراب :

_ حد مين يا ولا مافيش حد .

= إزاي مافيش حد وفي إتنين بيقربوا علينا أهم

أنا شايف زي جسمين هلاميين واقفين على الطريق .. بالفعل أبويا أقتنع وبدأنا نوسعلهم الطريق .. بس بمجرد ما خدنا جنب .. لقيتهم بيبعدوا و الدخان بيبعد وسمعت من ورايا صوت حدوة حصان .. لكن الصوت مكنش جاي من على الطريق لأ .. الصوت كان جاي من فوق مني ! .

فضلت متابع المنظر بذهول وأنا واقف .. لقيت الصوت بيرجع يقرب تاني .. وبقى عالي أوي .. سيبت الحبل إللي كُنت ماسك بيه البقرة .. وسديت ودني .. فعلاً الصوت أذاني كإنه جاي من جوايا .

وعلى ضوء القمر .. لمحت طير ضخم .. طير كبير جداً مش عارف إذا كان غراب ولا أبو قردان ولا دا إيه بالظبط؟! .

عُمري ما شوفت طير زي دا قبل كدا .. فضل يطير ببطء فوق الأراضي الزراعية .. وفجأة تلاشى من قدامي كإنهُ إتبخر!!.

خۏفت بمجرد ما شوفت إللي شوفتهُ .. وطول الوقت دا مكنتش واخد بالي ولا كنت مركز مع صوت أبويا إللي عمال ينادي عليا .

جريت عليه وأنا بشاورلهُ على المكان إللي ظهر منهُ الطير وأختفى .

قبل ما أتكلم لقيت أبويا بيحُط إيدهُ على بوئي وبيقولي بصوت واطي : 
_ إكتم خالص .. يلا قُدامي .. مسمعش حسك فاهم!!.
استغربت من طريقة كلامه ليا.. أبويا عمره ماكلمني بالطريقة دي قبل كده.. وفعلاً مشيت وراه ورجعنا البيت .

في نفس اليوم بالليل وڠصب عني وأنا معدي من جنب الإستراحة إللي قُدام بيتنا .. وقبل ما أطلع من الباب سمعت أبويا بيقول لعمي محروس :

_ زي ما بقولك كدا يا محروس .. أنا شوفت الطير إللي ظهر من وقت العركة إللي حصلت في الأرض القبلية.

عمي قاله: 
= عركة ايه؟!.. قصدك اللي راح فيها ٥ رجالة من البلد؟.
ابتسم عمي بسخرية وكمل كلامه وهو بياخُد نفس من الشيشة اللي قدامه:

= وإنت هتصدق التخاريف دي .. طير إيه إللي شبه الغراب ده.. لأ وصوته زي صوت الحصنة .. طب دانا كل يوم في قبلي مبشوفش أي حاجة .

_ الواد فريد ابني شافه بيتهيأله برضه؟!.. وقبل ما يتكلم سكتهُ لإنهُ بييجي على السيرة .. ماتنساش إن اليومين دول من سنتين كانت العركة شغالة يا محروس!.

رجعت بضهري وجريت على السرير ونمت .. بصراحة خۏفت .. وعرفت ليه أبويا سكتني بالطريقة دي .. وإتأكدت من كلامهم إن صوت الحصان كان صوت الطير!. 
لكن الإتنين إللي مقدرتش أشوف ملامحهم دول معرفش كانوا مين .. وهل أصلاً بني أدمين ولا من اللي ماتوا في العركة؟! .

تمت.
الموقف ده حقيقي حدث بالفعل