ادهم
كان يقرأ المغلف الذي بين يديه وهو يعقد حاجبيه بشدة ويبدو من ملامح وجهه المتجهمة ان المعلومات التي كان يقرأها لم تسره ابدا فقال بزمجرة ايه دا يا عاصم !
ابتلع عاصم ريقة وقال المعلومات اللي طلبتها يا فندم.. انا اسف بس دا كل اللي قدرت الاقيه عن البنت اللي اسمها مريم مراد عثمان.
فرمى ادهم المغلف پعنف على الأرض وهب ناهضا وهو يضرب طاولة المكتب بيديه ثم صاح بزمجرة مشټعلة دا كل اللي قدرت تلاقيه امال فين شطارتك يا استاذ ...انت حتى معرفتش تلاقي بنت وحده مع اني اديتك معلومه مهمة وقلتلك انها سافرت نيويورك وجاي دلوقتي تقولي ان دا كل اللي قدرت تلاقيه ازاي هتقدر تحمي شركة فيها 500 موظف وانت مش قادر تنفذ مهمة صغيرة زي دي
فتنهد ادهم بقوة بعد ان سيطر على انفعاله وقال روح شوف شغلك يا عاصم ...ومش عايز حد يعرف حاجة عن الموضوع دا انت فاهم
عاصم حاضر يا فندم.
قال ذلك ثم انسحب من الغرفة بسرعة... اما ادهم فجلس مجددا على كرسيه واسند ظهره عليه واعاد رأسه إلى الوراء مغمضا عيناه بشدة مكون شق عميق بين حاجبيه وسرعان ما اطلق تنهيدة طويلة جعلت قسمات وجهه تسترخي ثم فتح عيناه مجددا ونظر إلى المغلف الذي رماه على الارض
يا من في صوتها أسمع أعذب التغاريد ..
وفي بريق عينها أرى بهجة الحياة وفتنة المواعيد ..
قولي لي بربك يا مريم كيف سأحتمل اشتياقي الشديد
وألون دفتر حياتي بعد رحيلك إلى الرغيد..
يا من سافرتي وحبك متأصل في قلبي الى المدى البعيد..
و تغلغل حبك في المسامات حتى الوريد
و قدمت روحي بين يديك كما الوليد ...
وبكلمات جعلتني بركانا وأنت كما الجليد !
وكنت إليك ايتها الجميلة كما تريدي لا كما انا أريد
و كنت في حبك مريمتي كما العاقل الرشيد
أقف هائما في محراب عينيك كما المريد
فكنت إذ ما رأيتك كأني في يوم عيد
أدنو إليك بلهفة ملئى بعشق جديد
و أنقش في حبك تحفة الحرف الفريد
وأقول لك في الشعر أعذب القصيد
و أصدق مشاعر أتى بنبضها وريد
فإن غنيت آهاتي أتى الكون في ترديد
أسكبه كما المزن حبي و تطلبين المزيد
حتى أمسيت في حبك يا مريم هائما كشريد..
فكيف لك أن تهجري ولقلبك عني أن يميد
وكيف لي يا فتنتي ان أوقف نبضات قلبي عن حبك و أقطع الوريد
عودي يا وردتي فأنا في بعدك أصبحت حقا جبل من الجليد !
وبعد ان افرغ ما في قلبه من احزان على تلك الورقة ذات اللون الباهت اغلق دفتره واعاده الى الدرج ثم نهض من مكانه ومسح دموعه المتمردة التي