رواية بقلم ميمي عوالي
بابتسامة ميرسى ياحبيبى
حاتم مش هترسميلى لوحة
نيللى عاوزنى ارسمك
حاتم ااه بس مش وشى
نيللى باستغراب اومال ايه
حاتم وهو يقترب ثم يقول وشك انتى
نيللى انت عاوز لوحة ليك واللا ليا
حاتم وقد جذبها اليه لتقف بين احضانه لوحة لقلبى اللى لو دخلتى جواه مش هتلاقى غير ملامحك انتى وبس
نيللى بابتسامة خجل وبعدها معاك
حاتم هو انا عملت
حاجة
نيللى دايما بتتعمد تكسفنى بكلامك
حاتم انا فعلا عاوزك ترسميلى لوحة لوشك عشان احط الاصل فى بيتنا وهصغرها على الكمبيوتر نسختين هحط نسخة على مكتبى ونسخة فى عربيتى
نيللى طب ماتحط صورة طبيعية وخلاص
حاتم تؤ تؤ عاوز ريحتك تبقى فيهم لمستك واحساسك
نيللى طب افرض رسمتها وماعجبتكش
حاتم مستحيل الايدين دى قالها وهو يرفع كفا يديها الى فمهاللى علقوا قلبى بصاحبتهم عمرهم مايعملوا حاجة ماتعجبنيش ابدا
كانت امانة لا زالت تضع كل تركيزها فى العمل وتتجاهل نوح تماما فيما بينهما وتكاد لا تتحدث معه الا امام زملائهم او العاملين بالموقع الى ان جاء لنوح مهاتفة تليفونية من عبد الراضى والذى كان يشرف بنفسه على اعمال الشركة حتى عودة حاتم من شهر العسل
عبد الراضي عاوزك انت وامانة تعملولى مع بعض مذكرة بالجزء اللى تم انجازه فى القرية يانوح وتبعتهولى على بكرة بالكتير ولو امكن يكون بالانجليزى
عبد الراضى فى شركة اسبانية عاوزة تعمل سلسلة قرى سياحية بشراكة مصرية عندنا فى مصر وخاطبتنا بالكلام ده وفى وفد من عندهم نازل مصر الاسبوع اللى جاى وعاوزين يشوفوا كام موقع من عندنا ولما كلمت حاتم رشحلى القرية عندكم من ضمن المواقع اللى اخليهم يزوروها بما انها تحت اشرافك انت وامانة
نوح بابتسامة تمام يافندم تحت امرك بكرة قبل الضهر ان شاء الله التقرير هيبقى على مكتبك
وبعد ان اغلق نوح الهاتف اتسعت ابتسامته قائلا هتقعدى معايا يا أمانة وهتتكلمى حتى لو فى الشغل بس مش مشكلة اهى بداية على الاقل
ليستدعى نوح امانة على جهاز اللاسلكى الخاص بها لتذهب اليه فى المكتب لامر طارئ
وعندما تأتى اليه يتعمد نوح التعامل معها بجدية شديدة فيقص عليها على الفور ماطلبه منه عبد الراضى طالبا منها الجلوس معه على الفور لاعداد ذلك التقرير
نوح بدهشة وانتى تعرفى اسبانى
امانة ايوة والمهندس محمود كمان بيتقن الاسبانى
نوح وبعينيه لمعة فخر بها برافو يا امانة بس اتعلمتيها امتى
امانة انا ونيرة واخدين فيها كورسات مع بعض من ايام الجامعة
نوح واشمعنى الاسبانى يعنى
امانة دى مش اول شركة اسبانية نتعامل معاها دى يمكن سادس او سابع شركة
امانة لان مش هو اللى متابع كل الكلام ده الكلام ده من زمان مع حاتم هو اللى ماسك الشغل ده انا اصلا من يوم ما اشتغلت فى الشركة ماشفتش عبد الراضى بيه غير يمكن واحنا بنخطب نيرة لايمن
نوح طب اكلمه اساله تانى واللا ايه
امامة مالوش لزوم احنا بكل بساطة نعمل التقرير نسختين نسخة بالانجليزى ونسخة بالاسبانى
نوح وهو يومئ براسه موافقة على حديثها ماشى ياللا نبتدى
ليظلا منكبين على اعداد التقرير بقية اليوم حتى ان زملائهم قد اوصلا لهما عدائهما وعشائهما ايضا الى المكتب
وبعد انتهائهما من اعداد التقرير باللغتين ومراجعتهما جيدا وارفقا به تصويرا لكل ماتم العمل به نظر نوح الى ساعة يده ليجد ان الساعة قد قاربت من منتصف الليل ليقول يااه
ده الوقت سرقنا على الاخر الساعة داخلة على اتناشر تفتكرى
ابعت التقرير دلوقتى واللا استنى لبكرة
امانة انا رايى تبعتهوله دلوقتى على الفاكس والايميل كمان بحيث انه لو عاوز يعدل حاجة يلحق يطلبها
نوح عندك حق خلاص اطلعى انتى بقى نامى وارتاحى وانا هبعتهم واروح انام انا كمان
امانة وهى تنهض من مكانها ماشى تصبح على خير
نوح بدعابة ايه الندالة دى ده بدل ماتقوليلى لا هستنى معاك ونطلع سوا بعد ما تخلص
امانة بس احنا خلصنا انت يادوب هتبعت الميل والفاكس وخلاص
نوح يعنى هانت طب ماتقولى لنفسك
امانة لو عاوزنى استناك هستنى
نوح ببعض الضيق من عدم اهتمامها لا يا امانة روحى انتى انا كنت بهزر معاكى ياللا انتى تصبحى على خير
لتشعر امانة بانها قد احرجته ولكنها لم تستطع التراجع عن موقفها فقالت وهى تتجه الى الخارج عموما لو احتجت حاجة كلمنى
نوح وهو يهز
رأسه بالنفى لا ان شاء الله مش هحتاج حاجة ياللا روحى انتى
لتخرج امانة من المكتب وهى تلتفت الى اليمين جهة السلم المؤدى الى الاعلى لتتقاجئ امامها بكلب ضخم اسود اللون واقفا متحفزا للهجوم عليها وبسرعة بديهة رجعت مسرعة الى المكتب محاولة اغلاق الباب بسرعة وكادت ان تنجح ولكن مخالب الكلب كانت قد اشتبكت بخمارها من الخلف لترتد بظهرها على باب المكتب الذى ارتد بقوة لينغلق على اقدام الكلب والذى تنبه له نوح على صوت نباحه المفاجئ مع صوت حركة امانة فى عدوها
حدث كل شئ فى دقائق معدودة وكأنه شريط لفيلم تسجيلى فعندما الټفت نوح على صوت الحركة المفاجئة من خلفه ووجد أمانة وهى تعدو محاولة اغلاق الباب اندفع باتجاهها ليستطلع الامر وقد ظن انها رأت لصا ما بالمكان ولكنه لمح جسد الكلب الضخم ومن حسن حظهم ان الباب قد اصاب الكلب فى قدمه ولكنه قد مزق
خمار امانه تماما مما تسبب فى اصطدام ظهرها بيدها اليسرى والتى كانت تصرخ الما بسببهما
ليحتضنها نوح وهو يهدئ من روعها وهو يحاول ان يثبت الباب الذى لم ينغلق تماما فما زالت قدم الكلب بين الباب والحائط ليمد نوح يديه ليجذب مقعد ضخم من مقاعد المكتب ليضعه خلف الباب ويجلس عليه وهو ياخذ امانة باحضانه وهو يتفقدها ويحاول طمأنتها ثم تناول جهاز اللاسلكى الخاص بالعمل من جيبه وقام باستدعاء الغفراء القريبين من مبنى السكن وهو يخبرهم بما حدث ويحذرهم من ان يصاب اى شخص باى مكروه ثم عاد للحديث مع امانة قائلا امانة حبيبتى انتى كويسة ماتخافيش ياحبيبتى ماحصلش حاجة بس قوليلى ايه اللى واجعك
امانة پبكاء شديد كتفى ودراعى يانوح بيوجعونى اوى مش قادرة
نوح وقد بدأ صوت الغفراء يقترب منهم ماتقلقيش ياحبيبتى اول ما الغفراء يتصرفوا هاخدك على المستشفى عشان اتطمن عليكى
امانة عاوزة اطلع اوضتى الاول اغير الخمار اتقطع
نوح حاضر نتطمن بس انهم مۏتوه وهعمللك كل اللى انتى عاوزاه
ليسمعوا صوت صړاخ الكلب بعد صوت طلقة ڼارية لتصرخ امانة منتفضةوسط عراك قلبه الذى لم يهدأ من خوفه عليها فقال لها ششششش بس ياحبيبتى ماتخافيش
امانة پبكاء مۏتوه يانوح
نوح ياحبيبتى ده كلب سعران وخطړ على اى حد الموقع مليان كلاب كلها كلاب مستأنسه عمرها ماهاجمت حد بالعكس حارسانا كلنا لكن ده كان لازم ېموت
امانة پبكاء مش عاوزة اشوفه
نوح ماتخافيش لينادى وهو مازال فى مكانه احد الغفراء قائلا يا سعيد
سعيد خلاص ياباشمهندس ماټ تقدر تفتح الباب
نوح طب عاوزكم تشيلوه من الطريق حالا وعلى ما اطلع الباشمهندسة واوديها المستشفى اتطمن عليها الاقى المكان اتنضف كويس
سعيد اوامرك يا بيه
ليتجه بها الى الخارج ليجد ان العديد من زملاءهم قد هبطوا من غرفهم على صوت الطلق النارى ولكنه طمأنهم واتجه بامانة الى غرفتها وساعدها فى خلع نقابها وخمارها الممزق ثم ساعدها فى ارتداء اخران بدلا منهما ثم حملها مرة اخرى الى السيارة حيث ان جسدها كان يرتعد بشدة بسبب رعبها مما حدث وذهب بها الى المشفى للاطمئنان عليها
29
نوح والأمانة
الفصل التاسع والعشرون
كان نوح يحمل امانة ويجرى مهرولا فى طرقات المشفى وهو يتوسل من يساعده وسط بكاء امانة وتأوهاتها التى لم تتوقف حتى وضعوها على حامل الاشعة وقاموا بعمل اكثر من اشعة لكتفها وذراعها الايسر من اكثر من جهة وبعد ان فرغوا ساعد نوح امانة على الاعتدال ثم تركها واتجه خارجا ليتحدث مع الطبيب المختص وما ان وجده حتى سأله بلهفه عما يوجد بالاشعة والذى اجابه بعملية شديدة قائلا كتفها اتعرض للخلع و محتاجة انى اعمللها رد لكتفها ولازم تعرف انها هتتوجع وبشدة من الاجراء ده
نوح ارجوك اعمل اى حاجة وبسرعة واديها حاجة تسكنها كفاية اللى شافته
الطبيب هو اللى حصللها ده ازاى
ليقص نوح ماحدث بالتفصيل للطبيب
الطبيب طب حد كشف على ظهرها
نوح لا احنا جينا على الاشعة على طول
الطبيب بعد ما اردلها كتفها لازم حد من الجراحة يبص على ضهرها عشان يتاكد ان مخالب الكلب ما اذيتهاش لان ممكن تكون اټجرحت بس الم كتفها مغطى على الم الچروح
نوح طب ممكن ابقى موجود وانت بتردلها كتفها
الطبيب انت تقربلها ايه
نوح انا جوزها
الطبيب مافيش مشكلة هم حاليا ودوها على الاوضة اللى هعمللها فيه الرد تقدر تيجى معايا
وعندما وصلوا الى هناك وجدوا امانة تبكى بشدة وهى تنادى نوح ليهرع اليها ما ان سمع صوتها قائلا بحنان شديد حبيبتى ماتخافيش انا معاكى اهوه انا بس كنت بورى الاشعة للدكتور
امانة بنحيب موجوعة اوى يانوح
نوح وقد بدأت عينيه تموج بالدموع وهو يشعر بعجزه عن ايقاف ألمها حبيبتى انتى كتفك اتخلع وعشان كده الۏجع جامد فالدكتور دلوقتى هيردلك كتفك ويديكى مسكن وكلها كام يوم ان
شاء الله وهتبقى زى الفل
امانة وهى تنتحب كالاطفال لا مش عاوزة مش عاوزة لا هتوجع زيادة مش قادرة اتوجع اكتر من كده
نوح وقد شعر بان قبضة ما تعتصر قلبه اخذ يهمس بجانب اذنها والله لو كان ينفع كنت خدت منك كل الۏجع ده واتوجعته مكانك حقك عليا سامحينى
ليشعر بان امانة وكان كلماته جعلتها تسهو قليلا عن الامها لينظر للطبيب بان ينتهى من عمله بسرعة وما ان اشار نوح للطبيب وقام الطبيب بامساك كتفها وقام برده فى خطوة واحدة لم تتخطى نصف الدقيقة حتى صړخت امانة صړخة عالية انخلع لها قلب نوح فما كان منه الا ان كتم صړختها ضاما وجهها بيديه
كان النقاب حاجزا د ولكن نوح عندما رفع بحث عن عينيها من خلف نقابها ولكنه وجدها مغمضة العين مأخوذة الانفاس ومازالت انفاسها تتهدج من اثر نحيبها وسط غمزات وهمسات التمريض ولكنه لم يأبه باحد اخذ يردد بعض
ايات الذكر الحكيم بصوت هادئ محبب الى النفس حتى هدأت امانة لتسمع صوت الطبيب قائلا هنحتاج نديها حقنة مسكنة
ليقول نوح مسرعا لا اديها اقراص پتخاف من الحقن
لترفع
امانة عينيها وهى تنظر اليه محدثة نفسها لسه فاكر
لينظر اليها نوح وهو يقول وكمان الحقن بتفضل معلمة فى جسمها وبتوجعها فترة
الطبيب بعملية