جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش
بيه يجلس في مكتبه في بعض الأحيان ليقرأ
هل لو تسللت الان لذاك المكتب ستجد ما يمكنها قراءته ليقضي على بعض من ذاك الملل الذى يكاد يجهز عليها زاهقا روحها
لم تفكر للحظة و خاصة ان صوت الموسيقى التي عرفت انه يشغلها عادة عندما
يكون بداخل المكتب يقرأ لا تتناهى لسمعها كالمعتاد و ذاك يعنى شيء واحد لا غير انه ليس هناك بالتأكيد فليست فكرة سيئة على ايه حال ان تذهب لتستطلع سريعا و تقفل عائدة ربما تفوز بما يمكنها من الانتصار على ذاك السأم الاحمق
فتحت الباب في وجل و ببطء شديد تطلعت للداخل مجيلة نظراتها بالمكان لتقف مبهورة و قد فغرت فاها شاهقة في صدمة
الان فقط ستقول لذاك الملل وداعا بلا رجعة فمن لديه مكتبة كهذه و يشعر يوما بالملل و ابتسمت في فخر و هي تشعر انها تخرج لسانها لذاك السأم الذى ولى مبتعدا في تلك اللحظة و منذويا بأحد الأركان
أعجبتها دقة التنظيم و الترتيب لكل قسم و رف و أخيرا توصلت لقسم الروايات لتتفقدها و تنتقي منها عدة روايات حتى لا تحتاج للعودة الى هذه الغرفة بشكل مكثف و خاصة اذا ما احتاجت لإعادة رواية او اختيار غيرها و هو متواجد بالفعل
وقف أمامها تماما و لحسن الحظ انه لم يتطلع اليها و كم حمدت الله على ذلك كثيرا فكان سيجد صفحة وجهها مسرحا زاخرا بكل ما يعتمل بصدرها الان من صراعات
مد كفه ليستعيد ما كانت تحمله من مقتنياته العزيزة هكذا ظنت لكنه وقف يقلب في الروايات يضع بعضها جانبا و ينتقي الأخرى ليعيدها لكفيها من جديد
لم تجرؤ على التحرك قيد انملة او الرحيل كما كان يتوجب عليها بل تسمرت قدماها في موضعهما و كأنما نبتت لها جذور تشعبت و امتدت حتى باطن الأرض
هتف أخيرا و هو يعاود الوقوف أمامها هامسا دي احسن روايات ممكن تجريها ف المچموعة اللى كنت هتخديها و لما تحتاچى لغيرها المكتبة تحت امرك ف اى وچعت يا داكتورة
وأشار بكفه تجاه الباب لتخرج و كأنما نبتت لها جناحين لتطير لا لتخرج هكذا شعرت عندما توجهت مندفعة للباب هاربة من التواجد لثانية أخرى معه او ربما هاربة من ذاك الشعور الغامض الذى اصبح يعتريها كلما اجتمعت به او حتى فكرت في الاجتماع به و لو للحظات
و لم تكن الوحيدة التي كان يثيرها ذاك الخاطر بل هو أيضا لم يكن بأفضل حالا منها و هو يراها تغادر بذات السرعة التي هربت بها في تلك الليلة راكضة على الدرج و خلفها شعرها الغجرى يعصف بكيانه كما هو بتلك اللحظة التي ولت فيها الان و هو يتطاير خلفها دون ان تدرى انه يغافلها رغم حجابها الذى تضعه على رأسها ليتمرد على ظهرها و كأنما يتحدى الحواجز ليطل عليه ليثير جنونه من جديد
يتبع٥ يا مراكبي
دقات خجلى على باب غرفته انتبه لها وهو يختم صلاته لينهض متوجها ليفتح الباب بشكل مفاجئ ينبئ ان ثورة غضبه لم تخب جزوتها
انتفضت مع انفراجة الباب بذلك الشكل العڼيف لكنها رغم عن ذلك تماسكت هامسة على استحياء على فكرة انا جهزت العشا على الطربيزة بره لو انت جعان
وقف قبالتها للحظات ساهما و أخيرا أومأ برأسه ان نعم فهو كذلك بالفعل و كيف لا فهو بالفعل يتضور جوعا فهو لم يتناول إفطاره و جاء الغذاء فكان طعمه لا يوصف
تنحت
جانبا لتدعه يمر حيث وضعت الاطباق ليجلس وتلحق به و هي تأتي بأخر الاطباق من المطبخ لتضعه في منتصف المائدة
جلس ينظر بتعجب للطعام فهو نفسه الذى كان موضوعا على طاولة الغذاء ولم يستطع احد منهما تناوله لسوء طعمه
تنهد في حسرة و بدأ في تناول الطعام بلا شهية لكن ما ان وضع أولى اللقيمات بفمه حتى اختلف الامر بمجمله نظر اليها في تعجب هاتفا انت عملتي ايه ف الأكل ده عشان يبقى حلو كده !
ابتسمت في خجل هامسة شوية تعديلات خبرة ستات مش اكتر
بدأ يأكل في شهية واضحة فالجوع قد بلغ منه مبلغا حد المجاعة ابتسمت هي عندما طالعت تبدل ملامحه بهذا الشكل السريع من ملامح غاضبة ثائرة لملامح طفل وديع وجد ضالته في طعام يشتهيه منذ زمن او قطعة حلوى ادخر ثمنها ليبتاعها و يتذوقها الان في شوق و خاصة و هو يهمهم الان بإستمتاع مع كل قضمة
تناولت طعامها محاولة تجنب النظر اليه من جديد و هي تتذكر ذاك الشاب الذى وطأ ارض نجعهم البعيدة ليصبح حديث بنات النجع بأكمله لم يكن الامر يتعلق بوسامته الرجولية بل الامر كان يتعدى ذلك فلم يكن هو اول ولا اخر المهندسين الذين عينوا عندهم لكنه كان الأطهر يدا و الأنقى سريرة و الأرفع اخلاقا
انهى طعامه ليلقى بظهره على ظهر مقعده و هو يتنهد في راحة شاعرا بالامتلاء ابتسمت رغما عنها و هي تراه على تلك الحالة من الاسترخاء و التي حركت رغما عنها مشاعر عجيبة ليضطرب داخلها فجأة حتى انها نهضت فجأة و بلا وعى هربا من تلك الأحاسيس حاملة الاطباق في تعجل فكادت تسقطها ليتلقفهم عنها في سرعة
نظر اليها وهو يهم بالنهوض حاملا الاطباق عنها للمطبخ هاتفا بمرح انت طبختى و انا عليا الشاي
أمسكت عنه الاطباق لتضعهم جانبا هامسة في اضطراب و كأنما تدفع نفسها دفعا للتحدث قبل ان ټخونها شجاعتها ممكن تجعد عايزة أجولك كلمتين
جلس في هدوء و ترقب منصتا لها تنحنحت هي و هي تدفع الكلام دفعا لحلقها و تفرك كفيها معا باضطراب لاحظه هو على الفور و أشفق عليها انا انا عايزة اجولك انا آسفة انا فكرت ف الكلام اللي جولتهولى والصراحة لجيت ان عندك حج فيه انا كنت انانية و مش واعية الا لحالى و بس احنا ف نفس المركب و يا نغرج سوا يا نجدر نعدى الموضوع سوا ذي ما جلت و انا اخترت اننا ننچح و نعديه
رفعت رأسها أخيرا في خجل لتطالعها ابتسامته التي أضاءت وجهه الأسمر الوسيم القسمات فيتحرك شيء ما هناك بجوار معدتها مضطربا فتشيح بوجهها عنه وهي اكثر اضطرابا
وقف هو في اعتدال و مد كفه هاتفا بلهجة مرحة اتفقنا
نهضت من مكانها في تردد تنظر لكفه الممدودة لتمد كفها اليها مصافحة تصافحا و ما ان جذب كفه من كفها حتى تذكر انه مازال ملوثا ببقايا الطعام التى سقطت على كفه من تلك الاطباق التي لحقها قبل سقوطها أرضا
نظر اليها مبتسما و هو يرفع كفه ليشمها و هتف مازحا اتفاق بصلصة البامية محصلش
اڼفجرت ضاحكة رغما عنها لمزاحه ليتطلع اليها في تعجب و قد رأى في تلك اللحظة ناهد أخرى تماما ناهد التي كان يسمع عن حسنها و دلالها من حكايا الفلاحين و همساتهم وهو يباشر ري أراضيهم و كأنها احدى الأميرات التي كانت تعيش في ذاك البيت الكبير على تلك التلة البعيدة و لم يكن ليجرؤ احدهم على التطلع حتى لنافذة حجرتها او حتى يدنو من سور حديقتها فهو مفقود مفقود كما وصفه نزار في احدى قصائده
تنبه لتطلعه فيها بهذا الشكل المطول و تنبه اكثر لتوترها و هي تقف هكذا في اضطراب لا تعرف ما عليها فعله حتى كان هو الأسبق ليهتف مندفعا للداخل تصبحي على خير
تعجبت فها هو اليوم الثالث يمر دون ان تأتيها المريضات كالعادة و يمر النهار دون ان يلوح بالافق ظل إحداهن يقترب من المندرة او حتى تطرق واحدة من النساء اللائى يأتين مستترات رغبة في عدم معرفة امر ترددهن عليها باب غرفة الكشف طلبا لاستشارة ما
لم تكتم تعجبها بل افضت به في استغراب واضح للخالة وسيلة و كلتاهما تغدو و تروح من و الى المطبخ حاملات أطباق الغذاء الى الطاولة المعدة لتناوله حالما يصل عفيف
لتهتف دلال هي الستات راحت فين يا خالة وسيلة ! دوول مكنوش بيبطلوا روح و جي على أوضة الكشف !
هزت الخالة وسيلة رأسها نافية معرفتها بالسبب هاتفة و
الله علمي علمك يا بتي هيكون راحوا فين يعني ! يمكن چاهم الشفا على يدك
تسألت دلال طب و الستات الحوامل اللي بتابعهم و اللى مواعيد زيارتهم ليا كانت المفروض تبقى الأيام دي راحوا فين هما كمان !
ثم استطردت دلال مقترحة انا بفكر اروح لهم بيوتهم بنفسي ايه رأيك يا خالة !! أروح
هنا هتف ذاك الصوت الذى يزلزل كيانها كليا و يخلق جو من الرهبة و الرغبة يتنازعان بلا هوادة بأعماق روحها لا هتروحي و لا هم هاياچوا
استدارت بكليتها لمواجهته محاولة وأد شعورها المتنامي داخلها بالاضطراب لمرأه هاتفة و هي تحاول السيطرة على نبرات صوتها المرتعشة معلش يا عفيف بيه تقصد ايه بلا انا هروح