السبت 23 نوفمبر 2024

جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش

انت في الصفحة 11 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


و لا هما هيبجوا !  
هم بأن يوضح لها مقصده و هو ينثر رزار المطر من على عباءته الصوفية السوداء الا انها استبقت الاحداث كعادتها مبتسمة في ثقة و هي تتطلع للجو بالخارج اه حضرتك اكيد قصدك علشان المطر و الجو صعب شوية لا انا هقدر اروح لهم ولا اكيد واحدة قدرت تخرج من بيتها عشان تيجى للكشف في الجو ده مش كده !  

خلع عباءته ووضعها جانبا و اتجه لطاولة الغذاء يتسيدها كالعادة و يهم بتناول الطعام في لامبالاة هاتفا لااه مش كده يا داكتورة  
جلست على مقعدها المعتاد على الطاولة دون ان تمس الطعام ناظرة اليه مستفهمة ليتجاهلها تماما مستمتعا بطعامه و كأنها لا تجلس قبالته تتحرق لمعرفة السبب الذي يدعي العلم به بكل لهفة اللعڼة عليه هتفت بنفسها ساخطة وودت لو تقلب المائدة بما عليها فوق رأسه المعممة لعلها تشفي بعض من غليلها وتطفئ ڼار الڠضب المستعرة الان بداخلها كالچحيم  
باغتها متسائلا ليقلب هو طاولة افكارها رأسا على عقب مجلتليش يا داكتورة هي ايه حكاية الخيار والطماطم اللي دايرين يجولوها ف النچع دي ! 
امتقع لونها و اضطربت بشكل واضح و حارت أين توجه أنظارها بعيدا عن نظراته المسيطرة التي تكبل نظراتها بقيود حديدية لا تستطيع منها فكاكا  
همست عندما استطاعت إيجاد صوتها ابدا دي حكاية كنت بحاول اقرب بيها فكرة ان الراجل هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين طبعا بعد إرادة ربنا سبحانه و تعالى  
هتف أمرا عايز اسمعها الحكاية دي  
هتفت مراوغة ما انت اكيد سمعتها من اهل النجع مش بتقول دايرين يحكوها ! 
اكد فى اصرار عايز اسمعها منيك يا داكتورة !  
تلعثمت حروفها و هي تشرح له ببساطة ما أخبرت به النساء ليصمت للحظات ثم ينفجر ضاحكا بشكل مفاجئ أفزعها و جعلها تجفل منتفضة موضعها  
و أخيرا هدأت نوبة ضحكه ليهتف فكرة حلوة يا داكتورة لكن ملامح وجهه انقلبت بشكل مفاجئ هاتفا في لهجة ساخرة بس تفتكري كان ده وجتها يا داكتورة جبل ما تكسبى الحريم لصفك ! اكيد الجضية خسرانة  
هتفت مستفسرة مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ! انا كنت بوعيهم بحقايق علمية مش كلام من تأليفي 
هتف بلهجة قاسېة الحجايج اللى بتتكلمى عنيها دى خلت الرچالة تمنع حريمها انها تاجيكي كل واحد جال لمرته لما سمعها بتكرر حجايجك العلمية متروحيش للداكتورة الخرفانة دي تاني  
هتفت في اعتراض مصعوقة خرفانة !
أكد ساخرا دي الرچالة اللي بتجول 
ساد الصمت للحظات شعر انه اثقل عليها بنقده فتنهد وتحولت نبرته للهدوء هاتفا انا عارف يا داكتورة انك بتحاولي تساعدي كتر خيرك بس هنا مش من الساهل ان الناس تصدج اى كلام يتجال لهم و لو كانوا شايفين انه حجيجى ذي الشمس ما هي فوجهم حارجة روسهم و بالخصوص لو بيخالف عادة اتربوا عليها وورثوها من چدود الچدود و كمان بتمس كرامتهم كرچالة اهى دي بجى بالذات حطي تحتيها مليون خط 
نظرت له و كأنها تراه للمرة الأولى وكأنها تستوعب ان هذا الرجل الواقف هناك يمتلك عقلية تختلف تماما عن تلك العقلية المتحجرة التي ظنت طويلا انه يمتلكها من يتكلم الان رجل واع على قدر عال من المعرفة و قادر تماما على فهم طبيعة أهله و عشيرته التي يتزعمها  
أخرجت نفسها من بين براثن افكارها التي كانت تتمحور حوله و كادت تلتهم جل انتباهها لتهتف معترضة يعني معنى كده ايه ! نسيبهم بقى فالجهل ده تسيطر عليهم الموروثات القديمة! و لا نقدم لهم الصح و اللي بيقوله العلم حتى و لو كان صاډم ف البداية !  
أكد بهدوء واثق طبعا منسبش الچهل يسيطر لكن نختار الطريجة الصح اللي تناسب عجولهم عشان توصل لهم المعلومة وتترسخ عنديهم بالتدريچ لحد ما تبجى من ثوابتهم  
همت بالتساؤل من جديد ليقاطعها دخول مناع المفاجئ و ثيابه تقطر ماء من جراء المطر بالخارج هاتفا
في لهفة و اعتذار اني أسف يا عفيف بيه انى دخلت هاچم كده بس مرتى باينها بتولد و محتاچين الداكتورة ضروري  
هتف عفيف متعاطفا و لا يهمك يا مناع ارچع انت لمرتك و انا هجيب الداكتورة و احصلك  
هتف مناع متعجبا حضرتك بذات نفسك هاتاچى !!  
هتف عفيف وااه اومال اسيب الداكتورة تاجى لحالها و ف الچو الواعر ده !! روح ياللاه لمرتك و احنا وراك على بال ما تچهز الداكتورة حالها و نحصلوك 
هتف مناع ممتنا و هو يندفع للخارج من جديد ربنا يبارك لك يا عفيف بيه  
لم تكن دلال تحتاج لأى توجيه من اى نوع فما ان سمعت ان سعدية على وشك الوضع حتى نهضت متأهبة و ما ان انتهى مناع من حديثه مع عفيف حتى اندفعت هي للمطبخ الكبير عابرة خلاله للمندرة و منها اعتلت الدرج لتجهز امرها فها هي الان في اختبار حقيقى امام الجميع لتثبت لهم ان العلم سينتصر فى النهاية  
لازال المطر يهطل بغزارة و هي تندفع لخارج المندرة ليطالعها عفيف هاتفا چاهزة يا داكتورة ! خدتي كل اللى ممكن تحتاچيه !  
اكدت بايماءة من رأسها و هي تجذب سترتها الثقيلة على جسدها عندما ضربها الهواء البارد و هي تغادر للخارج من الباب الخلفي لتسير بجانبه توقعت ان بيت مناع لا يبعد كثرا عن تلك التلة المرتفعة المقام عليها البيت الكبير موازيا للجبل الغربي لكنها كانت مخطئة عندما أشار لها عفيف لتركب تلك الكارتة التي تجرها الأحصنة و التي كانت مظلتها مشرعة كقبة يحتميان تحتها و تقيهما المطر  
كيف يمكنها التصرف الان هي لم تأتي الى هنا الا بأحذيتها المعتادة والتي تتميز بكعوبها العالية نوعا ما بجانب ان مسند القدم لتلك العربة عال عن المعتاد 
همست ساخرة فى نفسها لازم يكون عالى عشان يناسب طول صاحب العربية لكن الاقزام اللي زيي اخرهم يتعلقوا ورا الكارتة  
شعر هو بحيرتها و ما كان الوقت متاح للمزيد من التساؤل و الحديث لذا صعد هو من الجانب الاخر و ووقف في منتصف العربة و انحني فجأة مادا كفه لها هامسا هاتي يدك يا داكتورة  
هتفت في ذعر وهى تضم كفها لصدرها ليه !  
كاد ينفجر ضاحكا لولا بعض من ثبات جعله يؤد ضحكاته هاتفا عشان تطلعي الكارتة تفتكرى ليه يعني !! لو تعرفي تطلعي لحالك ماااشي بس همى عشان اتأخرنا على مناع 
ترددت في مد كفها و لكن أخيرا حزمت امرها و دفعت بكفها لأحضان كفه الممدودة امام وجهها وكأنه يطلب منها قراءة طالعها  
لحظة كما هو الحال بينهما دوما لحظة ووجدت نفسها مدفوعة بقوة الى داخل العربة تجاوره كتفا بكتف في محيط العربة الضيق هتف هو لسائق الكارتة بالتحرك كان هذا كثيرا على أعصابها و قوة احتمالها مما دفعها لتهتف متسائلة بعد عدة دقائق لسه فاضل كتير عشان نوصل لبيت مناع !  
هز رأسه نافيا و هو يقول لاااه خلاص ادينا وصلنا للمعدية  
هتفت في صدمة معدية ! معدية ايه !  
لم يجبها و لكنه أوقف العربة ليأمر سائقها الا يغادر موقعه مهما طال غيابهما و استدار ليساعدها في النزول لكنها كانت الأسرع لتعتمد على نفسها و تنزل بمفردها هذه المرة و حذاءها يعاندها بكعبه العالي  
كان قد وصل عندها يمد كفه لمساعدتها عندما وجدها بالفعل تخرج من العربة بلا حاجة لمساعدته ابتسم لعنادها و بالفعل انزلت قدمها الأولى لتلامس الأرض و كادت تتبعها بالثانية في نجاح الا ان ذاك الكعب الاحمق علق بمسند القدم لتتعرقل و تندفع للأمام و هي تمني نفسها بسقوط مدو في وسط كل ذاك الوحل الذى ملأ الأرض بفعل الأمطار  
لكن كان هو الأسبق ليلحق بها و تسقط أيضا لكن هذه المرة بين احضانه يحيطها بذراعيه  
لماذا لا تسير أمورها بشكل جيد و سليم ! لماذا في وجوده تحدث كل كوارثها التي تبدو و كأنها تقيم معه معاهدة ظهور في حضرته ! اللعڼة همست وهى تعتدل بعد ان خلصت قدمها المتعلقة و كان دوره ليهمس بذاك الصوت الذى أصبحت تميزه ظاهرا جليا في بعض الأحيان يحمل نبرات متحشرجة مرتبكة على غير عادته مع اهتزاز واضح بتفاحة ادم العالقة كمصيرها بمنتصف حلقه اتفضلي يا داكتورة  
أشار للمعدية التي ما كانت سوى قارب خشبي صغير سيحملهما للضفة الأخرى من ذاك المجرى المائى الصغير الاتساع  
كان التحرك بحذاءها كارثي فقد كان كعبه يغوص في الوحل متى تحركت و أخيرا تنفست الصعداء عندما وصلت القارب مر عفيف لداخل القارب و مد كفه التي لم تستطع ان ترفضها في حالة كهذه كانت المرة الثانية في الدقائق الماضية التي تتلاقى فيها
أكفهما وكادت تقسم ان لو للاكف حديث فإنها قد سمعته بين كفيهما الان كفه يهمس لكفها بعد لقاءه الأول مرحبا مرة أخرى وداعا لعلنا نلتقى قريبا من جديد  
صعدا للمركب ليبدأ صاحبها المركبي في دفعها لتخوض الماء قليلا و أخيرا يدفع بنفسه داخلها ليقف و معه عصاه التي تزيد طولا عن عمق المجرى المائى فيدفع بها لأعماقه حتى تدفع المركب للأمام كان يفعل ذلك بسلاسة و يسر أذهلها وهي تراقبه في تعجب و لا تدرك ان هناك عيون تتفحصها و هي تبتسم في هدوء لتلك النظرات المغلفة بالدهشة التي تطل من عينيها السمراء و بدأ ذاك المركبي في الغناء بصوت شجى اخذها لبعد اخر تطلعت حولها في عدم تصديق شاعرة انها تدخل عالم مواز ما كانت لتدركه ولا بعين خيالها مركب و معدية و نهر وجبل شامخ و امطار و عفيف وقعت عيناها عليه في تلك اللحظة لترتعش رغما عنها و تجذب الي جسدها سترتها الصوفية فلقد وجدته لا يحيد بنظراته عنها و كأنه شارد فيها و لم يدرك انها انتبهت لذلك او ادرك ولم يبال كعادته  
حادت بناظريها عنه تجاه المركبي وبدأت في الاستماع لغنائه الذى حاولت ان تستوضح معنى كلماته
فرطت جلعي ما چانيش ريح
وعاودت ع البر ناوي
ياما ناس زينا مچاريح
لكين صابرة ع البلاوي
إوعى تجول للندل يا عم
وان كان ع السرچ راكب
ولا حد خالي من الهم
حتى جلوع المراكب
وصولوا أخيرا للبر الاخر ليتبادل اكفهما الحديث اللحظي مرة أخرى و هو يساعدها على النزول من المركب و منه الى بيت مناع الذي لم يبعد عن شاطئ النهر كثيرا لكن السير بحذاءها ذاك كان أشبه بالخوض في بقعة
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 17 صفحات