السبت 23 نوفمبر 2024

جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش

انت في الصفحة 13 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


أصوله زكية
ويخشى من اللوم والعاړ
ومن انكشاف الطوية
تنهدت في راحة و تورد خداها بلون الزهر عندما ادركت انها الان تشعر و كانما هي بالفعل قابعة بين ذراعيه قريبة من قلبه تطلع على مكامن نبضه و تحاول الوصول لأعماق روحه التي تحيرها  
انتفضت مستفيقة من رحلة المشاعر تلك بفعل دفء عباءته على ندائه باسمها ربما للمرة الثالثة  

ابتسم في ثقة كعادته ابتسامة غيرت خريطة العالم في لحظات حتى انها ما عادت تدرك أين يمناها من يسراها و مد كفه ليخرجها من المركب فقد وصلا بالفعل حيث تركا الكارتة مدت كفها وهي تلتحف العباءة الثمينة و تضمها اليها وعاد حديث الأكف من جديد مرحبا و مودعا في نفس ذات اللحظة  
ركبا العربة التي ايقظ عفيف سائقها مناديا بإسمه لينتفض منتبها بكامل وعيه ليعودا لبيت النعمانى و على اعتاب المندرة حيث اصر على توصيلها دفعت بالعباءة الغالية مرغمة عن كتفيها و لم تعبء لاعتراضه بدورها و هي تضعها بين كفيه شاكرة إياه و تهرول في الدخول و الهرب منه فقدت اكتفت اليوم من محيا عفيف النعمانى الذي يؤرقها في صحوها و منامها  
عاد لداخل البيت لتعاجله الخالة وسيلة حمدالله بالسلامة يا ولدي هااا مرت مناع چامت بالسلامة !  
أكد عفيف و هو يتوجه لاعلى الدرج اه الحمد لله بفضل الداكتورة چامت بالسلامة و ربنا رزج بعفيف الصغير  
هتفت الخالة وسيلة الله اكبر الله اكبر عجبال ما يا رب يمد ف عمرى و اشيل عوضك و افرح بشوفته جادر يا كريم  
ابتسم عفيف و هو يختفي باعلى الدرج هاتفا كله بأمره يا خالة كله بمشيئته  
و تذكر فجأة امرا هام فعاد لاعلى الدرج منحنيا هاتفا باسمها خالة وسيلة !  
ظهرت من جديد ملبية في سرعة آمر يا عفيف بيه  
أكد عليها هاتفا روحي للداكتورة دلال و خليك معاها و حطيلها اكل دى ملحجتش تتغدى و احنا اها داخلين ع المغرب
ومش هوصيك عليها انت عارفة 
هتفت في محبة لااه توصيني برضك دي ف عيني من چوه انا رايحة لها اهااا انت معيزش حاچة جبل ما اروح اعملهالك  
أكد و هو يختفى بأعلى الدرج من جديد لااه يا خالة تسلمي  
اندفعت الخالة وسيلة منفذة ما امرها به ليدخل هو لغرفته ملقيا جسده المرهق على كرسيه المفضل ليتنهد في راحة لحظات و شعر باسترخاء جسده طلبا للراحة فاتجه للحمام يدفع عن نفسه ذاك البرد الذى تخلل جسده من تلك الرحلة الطويلة لبيت مناع ذهابا و إيابا تحت المطر و كان بالفعل حماما من الماء الساخن كافيا ليشعر ان الډماء قد عادت تجرى في عروقه من جديد ليعود للغرفة مرتديا جلبابا نظيفا و ما ان هم بالتوجه لفراشه ليتمدد عليه قليلا قبل ان يحين موعد العشاء حتى وقعت عيناه على عباءته التي دثرتها و أحاطت جسدها الذى تراقص امام عيناه يوما كزهرة تمايلت على أغصانها وبتلاتها كانت تلك التنورة الواسعة التي رفرفت حولها في تمايل 
اقترب في وجل لموضع العباءة على الكرسي حيث ألقاها عندما دخل الغرفة رفعها الى وجهه مغرقا إياه في طياتها يتحسس عطر روحها العالق بنسيجها لعله يبوح بمكنونات قلبها العصي  
استنشق بعمق ما تبقى من عطرها من بين الثنايا لتهيم روحه في دوامات من الرغبة في البقاء قربها و ان لا يفارق محياها ابدا لكنه انتفض أخيرا مستغفرا و هو يدفع العباءة عنه ملقيا إياها بطول ذراعه فما عاد يحتمل مدى تأثيرها الدامى عليه  
يتبع٦ وبدأت الحكاية 
تدثرت جيدا بمئزرها و هى تشعر ان البرد ينخر عظامها بعد تلك الرحلة العجيبة الى ومن البرالاخر حيث بيت مناع ابتسمت ابتسامة حالمة و هى تتخيل كل تفصيلة من تفاصيل تلك المغامرة و اندفعت اسفل غطاء السرير الوثير ربما يجلب لها بعض من دفء طاردا ذاك الشعور العجيب بالبرودة الذى يجتاح أعماقها احتضنت كوب الزنجبيل الذي أعدته لها الخالة وسيلة ليساعدها على استعادة الدفء لأطرافها و مدت كفها للرواية التي كانت قد قررت مطالعتها الليلة فتحت الرواية و بدأت في القراءة اندمجت بالاحداث و الشخصيات لحد كبير و بدأ الدفء يتسلل اليها بالفعل مشعرا إياها بالرغبة في النعاس كادت ان تغلق الرواية الا ان اسطر جانبية مكتوب بخط يدوي منمق استوقفتها حملقت في الأحرف المكتوبة على جانب الصفحة و بدأت فى القراءة هامسة في وجل 
ياليتنى يوما رأيتك
قبل أن تأتى الحروف 
وتعرف الأرض الحلال من الحړام
كنت انتزعت القټل من سنن الحياة
أقمت للعشاق مملكة 
وقصورا من وئام
وتركت عمرى فى يديك سحابة
تمضى وتمطر كلما شاءت
وتغسل كل أدران العداوة والخصام
شهقت فى تعجب و تساءلت هل هو من كتب تلك الابيات على حاشية الكتاب ! هل يحفظ الشعر و يكتبه حقا !  
أسرعت تفر صفحات الرواية في لهفة فلابد ان هناك اسطر تستثير به دوافع لكتابة تلك الابيات سقطت عيناها على المزيد من الابيات فهمست و دقات قلبها تتضاعف في سعادة عجيبة لا تدرك لها سببا 
أحبك جدا وأعرف أني تورطت جدا
وأحرقت خلفي جميع المراكب 
وأعرف أني سأهزم جدا 
برغم الدموع ورغم الجراح و رغم التجارب
وأعرف أني بغابات حبك وحدي أحارب
وانني ككل المجانين حاولت صيد الكواكب
اخذت من جديد تقلب و تقلب بين ضلفتي الرواية لتكتشف ابيات جديدة ما عادت تقرأ الرواية او تهتم لتفاصيلها بقدر ما اصبحت مولعة بالبحث عن اثار عفيف بين جنباتها و كانما قررت ان تقرأه هو و تفض أسراره و دواخله ما عادت الرواية تعنيها و لا الاحداث تثير انتباهها بقدر ما اصبح شغفها الاول هو كلمات عفيف المخبأة على حواف الصفحات لا تعلم كم ظلت على حالها من الاستطلاع حتى زارها النوم اخيرا و هى تتدثر اشبه بأحد رؤوس الملفوف فقدت شعرت ان البرد بدأ يزحف لأطرافها من جديد و ان النعاس بدأ يجذبها بقوة لعالمه حتى انها لبت الدعوة و هى تحتضن الرواية لصدرها و كانما تحتضن كلماته التي ودت لو كانت لها ابتسمت فى وداعة للخاطر و راحت في سبات عميق  
همهم نديم بإستمتاع و هو يلوك اخر لقمة من طعامه بفمه مستمتعا لتبتسم ناهد في خجل ايه يا باشمهندس كل الانبساط ده عشان شوية عدس اومال لو كان المشمر و المحمر كنت عملت ايه !  
ابتسم نديم وهو يسند ضهره للأريكة خلفه في استرخاء هاتفا و ايه يعنى عدس !! نعمة و كمان لما يكون معمول بالطعم الجامد ده يبقى اكيد اكبر نعمة  
وغامت عيناه فجأة بنظرات ملؤها الشجن لتنتبه هي الى تغير مزاجه لتتطلع اليه في قلق الا انه لم يطل حيرتها ليهمس قائلا بعد ما ماټت امي
الله يرحمها فضي علينا البيت انا و دلال اختي كنا بنشتهي اكلة سخنة لسه نازلة من ع الڼار معمولة بمحبة بأيد الغالية كنا ممكن نقعد بالأسبوع على اكل بايت أو فول وطعمية طبعا الحالة المادية كانت مش ولابد معاش ابويا علينا انا ودلال هي كانت في تانية طب وانا ثانوية عامة دراستها صعبة ومش سايبة لها وقت لأي حاجة جنبها بجانب انها مكلفة و انا بقى بمصاريف دراستي و دروس الثانوية العامة لدرجة ان دلال كانت بتفكر جديا تسيب الكلية و تنقل اي كلية اربع سنين عشان توفر بس انا رفضت قلت لها لو سبتي الكلية انا كمان مش هكمل تعليمي وهنزل اشتغل كانت ايام صعبة بس لولاها جنبى معرفش كنت هعديها ازاي !!  
تطلعت ناهد اليه في تعاطف هامسة ربنا يخليكم لبعض شوجتني أشوفها  
ابتسم و قد عاد من شجن ذكرياته هاتفا بحماس انا متأكد إنكم هتبقوا أصحاب  
همست دون ان تدرى انه ادرك همهماتها و سمعها بوضوح ده لو ربنا أذن و الوشوش اتجابلت  
صمت لحظة ثم نهض للحمام ليغسل يديه من اثر الوجبة الدسمة و ما ان عاد حتى وجد ورقة عليها بعض الطلبات الضرورية و فوقها وضعت هى خاتمها الذهبي  
تصنع عدم الفهم هاتفا وهو يراها قادمة لحمل باقى الاطباق للمطبخ هى دي الطلبات هبقى انزل اجبها بس خدى بالك نسيتي الخاتم بتاعك هنا لحسن يتنطر في اي حتة ويضيع  
ترددت قليلا وهو يقدم لها خاتمها لكنها لم تمد كفها لأخذه هاتفة انا اللى حطيته يا باشمهندس دي مساهمة بسيطة مني 
فالمصاريف اللى مش عارفين هطول لأمتى و لا  
هتف في ضيق متشكر لما ابقى اقصر ابقي فكري تساعدي  
هتفت محاولة الدفاع عن وجهة نظرها مش انت جلت اننا ف مركب واحدة يبجى كل واحد يجدم اللى يجدر عليه و ده اللي ف مجدورتي  
هتف مؤكدا اه احنا ف مركب واحدة  
وابتسم مازحا ومستطردا وقد أيقن حسن نواياها فأشارالى صدره فى تعالى هاتفا بس انا القبطان على فكرة  
ابتسمت ولم تعقب و دون ان تع وجدته يمد كفه ليلتقط كفها دافعا بخاتمها في بنصرها من جديد ارتجفت كفها بين كفيه في اضطراب لفعلته حتى هو ادرك متأخرا انه قد تجاوز حده المعتاد معها فترك كفها وهو يتطلع اليها في حيرة وتعجب مما دفعها لتستأذن في عجالة و تندفع لحجرتها تلوذ بها  
طرقات متتابعة على باب حجرته جعلته ينتفض فزعا يتطلع حوله في تعجب قبل ان يتنبه ويستيقظ بكامل وعيه مندفعا ليفتح الباب على عجالة هاتفا ايه في ! خبر ايه!  
انفرج الباب بقوة عن محيا الخالة وسيلة الملهوف هاتفة في ذعر ألحجني يا ولدي الداكتورة دلال  
سأل في لوعة مالها الداكتورة! خير !  
لم ينتظر منها جوابا بل اندفع للدرج وما ان خط أولى خطواته هابطا حتى تذكر ان الذهاب لحجرتها من حجرة مكتبه اقرب و أسرع فعاد مسرعا متوجها للمكتب و مندفعا من بابه و الخالة وسيلة في أعقابه تجاهد لتلحق بخطواته المتسعة ړعبا و حفيف جلبابه الذى كان يشى باندفاعه الغير معتاد لشخص مثله يمشى دوما واثق الخطوة يعلو مدللا على هرولته المضطربة  
وصل لعتبة بابها و ما ان هم بالاندفاع للداخل حتى جذبه تعقله ليعود القهقري ينتظر وصول الخالة وسيلة بفارغ صبر  
أخيرا وصلت لاهثة و دفعت باب الحجرة لينفرج قليلا حتى تدخل ليلمح دلال ممددة على فراشها تتأكلها الحمى و يبدو انها تهزى بهمهمات تصله حيث موضعه الذي وقف متسمرا فيه يغض الطرف بأعجوبة لا هو قادر على الاقتراب او حتى الوقوف هكذا مكتوف الأيدي و أخيرا هتفت الخالة وسيلة وهي تضع كفها على
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 17 صفحات