السبت 23 نوفمبر 2024

رواية أوتار الفؤاد اوس لمنال سالم

انت في الصفحة 11 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

الباردة فضړبت بيديها المياه پعنف قاصدة إغراق وجهه حذرها مازحا
بلاش كده يا ليو أنا مش بأسيب حقي 
ماشي إنت اللي بدأت
اتجهت إليه تنوي إغراقه وهو يحاول الفرار منها مدعيا الجبن والخۏف وما هي إلا لحظات وتحول الأمر بينهما لمعركة قتالية بالمياه تناسيا فيها من حولهما واستمتعا كالأطفال باللهو والضحك.
.....................................................
يا نصيبتي!
انفرجت شفتاها عن شهقة صاړخة بعد أن ولولت لاطمة على صدرها لتندفع ركضا في اتجاه غرفة ابنتها كي تلحقها قبل فوات الأوان شخصت أبصارها حينما رأت هالة تحاول إلقاء نفسها من أعلى الشرفة وأختها الصغرى تجاهد للإمساك بها بصعوبة وسط صرخات الجيران الفزعة ممن يتابعون المشهد كادت الاثنتان تنزلقا معا بسبب فارق الحجم والوزن في أقل من لحظة كانت يدها قد امتدت لتلتقط معصم ابنتها لتثبتها صړخت بها هالة پجنون
سيبيني أموت مش عاوزة اعيش تاني
وتلوت أكثر بجسدها متعمدة الإفلات من قبضتها هتفت والدتها مستغيثة
يا ناس حد يلحقني
بدأت مقاومتها العكسية تضعف وساعد التعرق الزائد على انزلاقها أكثر وقبل أن يحدث ما تخشاه امتدت قبضة أخرى أكثر قوة للإمساك برسغها التفتت ناظرة إلى جانبها فوجدته يامن صاح بها الأخير بخشونة
ماتبصيش كتير ارفعي معايا
ردت دون تفكير
حاضر يا بيه
زادت عدائية هالة مع إصرارهما على إفشال محاولة انتحارها تلوت بجسدها وتعالى صړاخها ولكن ظل يامن يبذل قصارى جهده لإنقاذها وقع قلبه في قدميه وهو يتخيل أنه أفلتها حفز نفسه وأوجد بداخله الدافع القوي ليسحبها إليه مد يده الأخرى نحو جسدها ليمسك بأسفل كتفها ليضمن سيطرته عليها تضاعف جهده وأنهكت قواه ورغم هذا استمر في جذبها

ودفعها نحوه حتى أصبحت في متناول قبضتيه ووالدتها تهلل في أذنيه مستجدية
يباركلك ربنا يا بيه امسكها كويس
نجح يامن أخيرا في رفعها إلى الحافة وتمكن من إعادتها لداخل الشرفة أنزلها على أرضيتها دون أن تنفلت قبضتاه عنها وشكل بجسده حاجزا بشريا يمتص النوبات العصبية العڼيفة لجسدها كانت هالة في حالة لا وعي انفعالاتها خرجت عن السيطرة أعصابها مستهلكة چثت والدتها أمامها متمتمة بتوبيخ
يادي الفضايح والجرس الناس هتقول عننا إيه أل كنا ناقصين
رفع يامن وجهه نحو أم بطة ليأمرها بخشونة
اخرسي خالص مش عاوز أسمع صوتك!
لوت ثغرها معترضة بحذر
هو أنا قولت حاجة ده...
قاطعها بنبرة أشد بأسا
اسكتي إيه مابتفهميش
وضعت يدها على فمها مرددة بصوت خفيض
هاتكتم أهوو
انتظر يامن لدقائق ريثما بدأت انفعالات هالة تخبو وتشنجاتها تخور ثم رمق والدتها بنظرة قاټلة مواجها إياها بالقول المباشر
عملتي فيها إيه
نظرت له بتوتر وهي تجيبه
ولا حاجة يا بيه ما أنا كنت برا معاك
سألها هادرا پغضب محتدم
إيه اللي وصلها لكده ردي عليا
اهتزت شفتاها قائلة
م.. معرفش!
توعدها بشراسة
لو طلع ليكي يد في اللي حصلها مش هارحمك
غمغمت محتجة
هو أنا اللي قولتلها روحي احدفي نفسك وجيبلنا العاړ
اغتاظ من أسلوبها المتلوي في إنكار تورطها في إيذاء ابنتها بصورة مباشرة ود لو استطاع سحقها أو حتى إحراق لسانها ليمنعها عن الكلام والتفوه بما يشعل النفوس ضغينة وكرها وقبل أن تواصل نواحها الزائف هتف آمرا بلهجته الصارمة
بس ولا كلمة زيادة
حاضر
أسند يامن هالة على صدره ومسح برفق على وجنتها كانت ملامحها ذابلة للغاية ووجهها شاحبا غير مبشر بخير مما ألمه كثيرا وأشعره بوجوب وجوده إلى جوارها لحمايتها أولا من نفسها وللتصدي لتسلط والدتها عليها فربما قد تدفعها من جديد لارتباك مثل تلك الحماقة امتدت ذراعاه أسفل ركبتيها وخلف ظهرها ثم نهض بها حاملا إياها وهو يقول لأمها
حاسبي
ردت عليه بوجه ممتعض ونظراتها تجوب أوجه الجيران المتابعين لما يحدث
اتفضل يا بيه!
اتجه بها يامن إلى فراشها أسندها برفق حذر عليه وسحب الغطاء ليضعها على جسدها الټفت مشيرا بسبابته ل أم بطة يقول لها دون انتظار رأيه
من هنا ورايح ملكيش دعوة بيها
عبست معقبة على جملته بتهكم بائن
هو كان ليا أولاني لما هيبقى تاني ما إنتو يا بهوات اللي واخدنها في حمايتكو! هو أنا بقيت أعرف أكلمها ولا أقولها تلت التلاتة كام!!
وقف قبالتها يحدجها بنظراته الڼارية التي تشع ڠضبا مضاعفا فشخصية مثلها مستفزة لأبعد الحدود تدفعك دفعا نحو الجنون ما لم تكن أعصابك باردة تتحمل أسلوبها الفظ وكلماتها المهيجة للدماء أحست أم بطة بالخۏف حينما نطق من بين أسنانه المضغوطة
إنتي ماتعرفنيش لسه بس احذريني أحسنلك!
ابتلعت ريقها في جوفها متراجعة في تحديه
كفاية إنك تبع الباشا أوس هو حد يقدر يقف قصادكم
ضاقت عيناه أكثر حتى استشعرت أنهما باتتا كجمرتين متقدتين على نيران مستعرة تصلبت في مكانها وتوقفت عن الرمش بعينيها عندما تابع يامن بوعيد خطېر
كويس إنك عارفة ده لأن زعلنا وحش أوي ........................................ !!
تجول في صالة منزلها وكأنه ملكها واضعا هاتفه المحمول على أذنه يخاطب أحدهم بحدة وأحيانا بنبرة خافضة تابعته نظرات الجارات الفضوليات اللاتي التففن حول أم بطة وتبادلن أحاديثا هامسة عنه وما إن يلتفت يامن نحوهن حتى يدعين النظر في اتجاه آخر غيره مالت إحداهن على صاحبة المنزل تسألها في خبث
مين الجدع ده يا أم بطة رجله واخدة على المطرح!
ضغطت على شفتيها لتجيبها بامتعاض وبتنهيدة متعبة
أهوو من طرف الباشا الكبير وإنتي عارفة محدش هنا يقدر يقوله لأ
مصمصت شفتيها لتؤيدها بسخط
على رأيك ياختي دي كل حاجة في إيدهم زي ما يكونوا مالكينها!
توقف يامن عن الحركة ليلتصق بباب غرفة هالة مترقبا خروج الطبيب من الداخل. جاب بنظراته المتطلعات إليه بنظرات جامدة خالية من التعاطف انتبه لصوت فتح القفل فتأهب كليا لاستقبال الطبيب ثم سأله على الفور وهو على أعتاب الغرفة
إيه أخبارها دلوقتي!
مرر الطبيب نظرة سريعة على الجالسات بالخلف كحركة تلقائية قبل أن تتجمد نظراته من جديد على وجه يامن المتلهف. سحب نفسا عميقا لفظه ببطء ليجيبه بحرص
مش كويسة حالتها النفسية محتاجة رعاية أكتر ووجودها تحت أي ضغط ممكن يعمل مشاكل احنا في غنى عنها
سأله دون تفكير
طب والعمل إيه ندويها مستشفى ولا ...
قاطعه ليرشده
رأيي المهني إنك توديها عند دكتور نفساني متخصص هو الأجدر مني في التعامل مع وضعها
صمت يامن للحظة ليفكر في أمر ما قبل أن يعاود سؤاله بتردد ظهر في نبرته
طب وبالنسبة للتشوهات اللي عندها
أجابه بهدوء لطيف
دي سهل تتعالج بعمليات تجميل واحنا عندنا أساتذة في المجال ده.
ولكن ما لبثت أن تحولت نبرته للجدية وهو يتابع
لكن المهم دلوقتي هو حالتها النفسية لأنها ممكن تكرر محاولة الاڼتحار!
هز رأسه متفهما وهو يمد يده ليصافحه وبها حفنة من النقود المطوية
ماشي يا دكتور شكرا.
تحت أمرك يا فندم.
قالها الطبيب وهو يسير برأس مطرق في احترام ليتجه بعدها إلى باب المنزل بعد أن تلقى أجره كاملا. نهضت أم بطة من على أريكتها

القديمة متجهة نحوه ابتلعت ريقها تسأله في توتر خائڤ
البت هالة.. عاملة.. إيه دلوقت فاقت كده و....
قاطعها يامن مشيرا بسبابته
إنتي تشيلي إيدك خالص من أي حاجة تخصها سامعة!!
تحرجت كثيرا من أسلوبه الغليظ الذي أخجلها أمام جاراتها بهتت ملامحها تقريبا وردت بحنو مصطنع لتظهر تأثرها
يا بيه هو أنا قصرت معاها في حاجة ما هو كل اللي قولتوا عليه نفذته بالحرف لولا ابن الحړام ال ...
قاطعها بلهجة جافة وصارمة
إنتي غبية كفاية بقى مش عاوزة أسمع حسك خالص!
وبالرغم من نظرات الاستنكار والانزعاج الظاهرة على أوجه الجارات إلا أنه لم تجرؤ واحدة منهن على الاعتراض عليه أو حتى التذمر كان الآمر الناهي وهن فقط المستمعات لما يقول وعلى رأسهن أم بطة. وضع يامن هاتفه المحمول على أذنه ليهاتف أحدهم يأمره
ابعت هات عربية إسعاف على العنوان اللي هابعتهولك سلام.
عقدت أم بطة حاجبيها في استغراب مركزة نظراتها الفضولية عليه تجاهلها عن عمد وتحرك مبتعدا عنها لينظر من الڤرجة الصغيرة في باب الغرفة الموارب ل هالة الغائبة عن عالمها المحيط بقيت عيناه على وجهها الشاحب التعيس لبعض الوقت. تألم قلبه لما تمر به اشتدت قبضته على هاتفه المحمول حتى ابيضت مفاصله وتعهد لها بنظراته الصامتة أن يكون طوق النجاة لإنقاذها من هنا مهما كلفه الأمر.
أخذت تمشط خصلات شعرها المبتلة في تمهل ناظرة لإنعكاس وجهها النضر في المرآة اعتلى ثغرها ابتسامة خجلة وهي تتذكر لحظاتها الحالمة مع زوجها المتيم في تلك الغرفة التي شهدت على توثيق عشقهما بين أمواج البحر الهادئة التفتت تقى برأسها لتنظر إلى باب اليخت الصغير مترقبة عودته من الأعلى تنفست ببطء وانخفضت يدها لتتلمس بطنها في حنان وحب. عادت لترفع رأسها للأعلى في اتجاه الباب وهي تسمع تلك الصافرة المدندنة تقترب أطل أوس برأسه وابتسامة ساحرة تعلو شفتيه. استطرد يناديها بعذوبة
حبيبتي!
توردت بشرتها أكثر واكتست تعابيرها بالإشراق بدا كمن يخبئ شيئا وراء ظهره وهو يدنو منها. حاولت اختلاس النظرات نحوه متسائلة بفضول
إنت معاك إيه
سار أوس حتى توقف أمامها فارتفعت عيناها نحوه مسح بنعومة على بشرتها فأغمضت عينيها لتتمتع بالإحساس الدافئ للمساته الرقيقة ثم جثا على ركبته ليبدو أقرب طولا إليها استمر كلاهما في التحديق لثوان قبل أن يقطع صمتهما الهادئ قائلا
النهاردة ذكرى أول سنة لينا مع بعض.
عقدت حاجبيها في استغراب متعجب فتابع مفسرا وبسمته العذبة تكاد تضيء جميع ملامحه
خفق قلبها بقوة فتابع بنفس النبرة السلسة الناعمة
مكانش ينفع أعدي اليوم ده من غير ما نحتفل سوا بيه
ترقبت تقى بتلهف ما هو قادم وقد ظهر ذلك الوميض المتحمس في حدقتيها. أظهر أوس ذراعه المخبأة ليتجلى أمام ناظريها باقة من الورود الحمراء ذات رائحة طيبة زكمت أنفها على الفور قدمها لها في لحظة حالمة لم تخطر ببالها مطلقا فقط كانت تتابعها عبر الأفلام التي تبث في التلفاز. انفلتت منها شهقة فرحة وقد تضاعف وهج عيناها كما ازداد خفقان قلبها النابض بحبه تحركت يده 
بأحبك وهافضل طول عمري أحبك
لم تجد تقى ما تعبر به عن شعورها في تلك اللحظة تحديدا تداخلت أحاسيسها وتعاظمت عجزت عن النطق وبقيت في حيرتها لكن سعادتها غمرت كيانها. أحنى أوس رأسه أكثر عليها لتتلامس الشفاه وهو يهمس لها
إنتي اللي روضتي الذئب وخلتيه يركع عند رجليكي!
ارتفع ضجيج أنفاسها المتأثر بكلماته المنتقاة ترك أوس بقية الحديث لمشاعره الحسية لتنطق بما يؤجج الوجدان ويدمج الأرواح ويزيد من اشتعال المشاعر وتعميق آثارها تجاوبت معه تقى ومنحته عاطفتها التي نضجت على يديه ابتعدت عنه لترد بأنفاس متقطعة وقد التصق جبينها بمقدمة رأسه
أنا ليك وبس.
رد هامسا
وأنا مش عاوز غير كده.
مش هنرجع احنا اتأخرنا وكمان مسألناش على حياة و...
قاطعها مؤكدا بصوته الرخيم
حبيبتي اطمني حياة مابتغبش عن بالي للحظة وأنا كلمت عفاف من شوية واطمنت عليها
ثم وضع يده على بطنها متحسسا ذلك الجنين الكائن بداخل رحمها مستأنفا
وعقبال ما أطمن على اللي جاي
سألته على استحياء
إنت نفسك في إيه
رد بهدوء وعيناه تتأملها
اللي يجيبه ربنا كويس.
سألته في
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 28 صفحات