رواية بقلم إيمان حجازي
انا واثق من تفكيره ..
حسنطيب هتقابله امته !
أدهم قريب ان شاء الله ..
افاقت مرام شيئا فشيئا وفتحت زرقاوتيها لتجد نفسها بغرفتها وعبدالله بجوارها وهو يتطلع اليها في حب عميق ويقبل اطراف اصابعها التي لم تفارق يديه منذ ان فقدت وعيها من شده الارهاق وقله الغذاء
نظرت اليه وارادت ان تتحدث ولكن بادر عبدالله بوضع اصبعه علي فمها في رقه وقال في حنان
ثم اطلق زفيرا بأرتياح وتنهد قائلا اول مره شفت فيها والدتك كان في موقف مش كويس مش حابب ان انا اكلمك في تفاصيله بس انقذتها من ورطه كبيره .. وفضلنا تقريبا شهرين او تلاته بعدها لحد ما جيت المركز الطبي اللي كانت والدتك شغاله معاهم فيه .. كنت جاي ومعايا والدي محتاج عمليه ضروري في القلب وكانت مكلفه جدا لدرجه اني مكنش معايا المبلغ ده في وقتها .. والدتك افتكرتني ودفعتلي المبلغ ده خصوصا لما اتعرفت عليا وافتكرت ان انا نفس الشخص اللي ساعدها قبل كده .. بعدها اتكررت مكالماتنا ومقابلتنا عشان اعرف ارجع لها الفلوس وعرفت خلال الفتره دي بمرض والدتك وفضلنا فتره مفيش كلام بيننا لحد ما اتفاجئت بيها مره بتكلمني وعايزه تقابلني ضروري ووقتها قالتلي علي كل حاجه .. علي عمك والسوار وانتي وفلوسكم وعرضت عليا مبلغ مقابل كل ده .. مش هكدب عليكي المبلغ شدني جدا خصوصا لاني كنت فعلا محتاج فلوس عشاني وعشان اهلي .. كنت عايز اساعدهم يعدو الفقر اللي كانو فيه .. كنت عايز اقدم لعمي اللي هو زي ابويا واكتر اي حاجه اردله بيها كل اللي عمله معايا انا وخواتي من واحنا صغيرين .. والدتك فهمتني ان كل حاجه متأمنه الفلوس وانتقلت لحسابي وانتي جوزتني ليكي عشان تضمن اكتر ان عمك ميقدرش يعمل اي حاجه وياخدك ..
لما شفتك اول مره حسيت ان اللي بيننا مش هينتهي بسهوله زي ما انا متخيل .. حسيت اني عايز افضل معاكي علي طول جنبك اطلع الخۏف اللي جواكي ده بعيد عنك احتويكي اخليكي حاجه كبيره .. مشاعر كتير قوي اتكونت جوايا اول ما شفتك حسيتك فعلا محتاجاني حسيت نفسي وحش اوي لما قبلت بس عشان الفلوس ونسيت انك فعلا محتاجه حد .. لقيت نفسي مع الايام بتشد ليكي ڠصب عني حسيتك بتاعتي ومحدش ينفع يقربلك غيري وعشان كده اتدخلت في حياتك وغيرتك زي ما انا عايز زي ما يكون كنت بهيئك عشان تبقي معايا واللي بتكمليني طول العمر .. عارف ان انتي كمان حبيتيني وعارف انك طلبتي مني كتير اني ابينلك مشاعري زي ما انتي فاتحالي قلبك كده .. بس انا كنت شايف حاجه تانيه .. كنت بس مستني تكبري شويه وتخلصي ثانويه الاول وبعدها هتلاقي كل اللي انتي عايزاه مني .. مش عشان انتي عايزه كده .. لا .. عشان انا قبلك محتاج ده واكتر منك كمان .. اه يا مرام انا بحبك .. انتي اول حد يخطف لي قلبي من غير ما احس ...
قالت وهي في حبمعرفش يمكن عشان كنت مستنيه الكلمه دي اوي منك وتخيلت احساسي كتير وانت بتقولهالي بس دلوقت حاسه بحاجه تانيه عمري ما حسيت بيها ابدا قبل كده
تنهد في ارتياح شديد اليه مره اخري وردد يمكن حبيتك من اول مره شفتك فيها .. سنه كامله عدت بيننا وانا فاكر ان اللي رابطنا بالشكل ده هو الوصايه وبس وان ملكيش غيري .. سنه وانا بدور علي الاحساس الحقيقي اللي جمع بيننا للدرجه دي .. بحاول اعرف انتي مين بالنسبه لي .. لحد ما عرفت ان انتي كل حاجه ليا ف الحياه .. البرائه والطيبه والحنيه والراحه والامان والاطمئنان .. والحب .. انتي الحب نفسه يا ميمه .. الحب اللي معرفتوش قبلك .. ومش شايفه في غيرك ..
انقطع صوته وهو ينظر مما فعل وتحول وجهها ذات البشره البيضاء الي اللون الاحمر فأبتسم في حب وقال هامسا في اذنها...في حاجه كمان نسيت اقولك عليها...
ازدادت خجلا واخفضت بصرها بشده واغمضت عيناها في حين نظر هو لها وقال بصوت مرتفع وهو يرسم علي وجهه جديه مصطنعه
..
فتحت عيناها پغضب وهي تنظر له حيث وجدته يقهقه وتركها وذهب الي المطبخ لكي يصنع لها طعاما .. ما ان خرج من الغرفه حتي نهضت علي فراشها واخذت تقفز في مكانها لأعلي عدت مرات كالطفله الصغيره التي فازت في معركه بين الاطفال او تحد.. وشعرها الطويل يقفز معها ويتطاير حولها كالمجنونه وهي تصيح في حماس وزهو وسعاده بالغه
.. هييييييه yes .. yes .. yes
كانت رحاب جالسه علي سريرها والدموع تنساب من
عينيها في صمت وقد فقد وجهها الروح والحياه حتي فتح باب الغرفه ودخلت عليها الحاجه هدي وبيدها صينيه طعام وهي تردد في حزن مينفعش اللي بتعمليه في نفسك ده يا رحاب يا بنتي بقالك كام يوم لا اكل ولا شرب .. قومي يا حبيبتي كلي لقمه تسندك .. قومي يا بنتي الحزن مش بيدوم
لم تكن رحاب تراها حتي اڼفجرت في البكاء مره اخري .. تبكي حسره والما لما فعلت بحالها واضاعت شرفها بعد ان تخلي عنها حبيبها ومن الناحيه الاخري تخلي والدها عنها بفراقه .. وايضا عبدالله تركها بعد قليل من المواساه فقط لحالها.. وان كان هجره لها هذه المره اتي لصالحها فهي تشكر ربها الف مره ان عبدالله لم يمسسها بعد ولم يتفوه بمثل ذلك الحديث معها من قبل بل تعلل بوجود شئ ضروري جدا يتطلب سفره لفتره .. اخذت تحمد ربها ان هناك متسع من الوقت تستطيع جيدا التفكير فيه لتجد مخرجا مما اورطت نفسها به .. لتقطع هدي تفكيرها مره اخري مردده
طب اشربي حتي كبايه العصير دي تديكي قوه يا بنتي..!
اردفت رحاب في ضعف وضيقمعلش يا ماما مش قادره ومليش نفس لأي حاجه ..
لتأتي هدي بقطعه من اللحم وتناولها اياها قائلهطب كلي بس حته اللحمه دي ترجع الډم في وشك تاني يا بنتي بدل ما هو بقي اصفر كده من قله الاكل
ما ان اشتمت رائحه اللحم حتي انقلبت عليها معدتها ونهضت فجأه من فراشها ذاهبه اللي الحمام ولكن لم تحملها قدماها فسقطت مغشيه عليها قبل ان تصل اليه ما ان رأتها هدي حتي صړخت بأعلي صوتهابنتااااااااااي ...
دلوقت يا انسه ميمه لازم تاكلي كويس وتركزي اهم حاجه في امتحاناتك اللي جت دي .. انا واثق انك مكنتيش بتقصري في دراستك حتي وانا مش موجود صح !
ابتسمت في حب وحماس قائله وهي تشتد علي يديه.. ايوه طبعا ودلوقت بعد ما رجعت انا مستعده لأي حاجه وانت جنبي
مرت فتره الامتحانات التي اخذت شهرا كاملا .. شهرا كاملا لم يتغير الكثير في علاقه عبدالله بصغيرته وحبيبه قلبه .. يبثها الحماس والشجاعه ويدعمها دائما .. اصبح الحياه بأكملها بالنسبه لها وهي كانت بقمه سعادتها بجواره بعد ان اعترف بعشقه لها يكفيها انه اصبح بجوارها وبأمكانه ان يأخذها بين ذراعيه كل ليله في نومها ليبث الدفئ والامان والحب الي قلبها حتي اصبحت هي كألاطفال لا تنام الا بين يديه وفي وجوده .. كان يذهب معها في كل امتحان لها وينتظر علي احر من الجمر خروجها وطمئنتها علي انه اجادت جيدا به الي ان انهت تلك الفتره .. تبدلت حياتها الي السعاده العارمه والحب العميق و وعدها عبدالله بعيد مولدها القادم بالسفر الي اي مكان تختاره هي كتعويض لكل ما حدث لها بحياتها والايام الطويله الحزينه التي مرت بها .....
اممممم طبعا كل فين وفين علي ما تفتكر اخوك .. عايش انت في العثل مع حبيب القلب وسايب اللي هنا يضرب يقلب ..!
قالها حمدي بمزاح حين ضغط بالرد علي سماعه الهاتف حيث ظهر علي الشاشه اسم عبدالله الذي قال ضاحكا
ناس حقوديه غلاويه بتنكد علي الواحد .. انا اي اللي خلاني اكلمك مش عارف والله !!
قال حمدي بصوت انثوي خليع..
اكيد وحشتك يا قلبي من جمالي مبتنامش الليل
قهقه عبدالله قائلا
ما تتلم يلا وانت عامل شبه الواحده المايصه كده
ضحك الاخوان سويا الي ان بادر حمدي بالحديث
انت عامل ايه يا حبيبي ومرات اخويا اي اخبارها !
كويسين يا عم والحمدلله .. طمني اهل البيت بخير !
والله يا عبده مخبيش عليك .. رحاب بقالها فتره تعبانه ومش راضيه تاكل الا بسيط قوي وبالعافيه وامك بتحاول معاها علي قد ما تقدر .. علي طول دايخه وملهاش نفس للأكل..
معلش برضه يا حمدي مۏت ابوها مش شويه ..
طب وانت يا عبدالله هتعمل ايه ! .. انت قلت لمرام حاجه !
لا يا حمدي .. مقلتلهاش اي حاجه عن اهلي ولا عيلتي ولا اللي حصل كله ومش قادر
اقولها .. خاېف يا حمدي مع اني متأكد من حبها ليا وانها مستحيل تبعد خصوصا اني هقولها الحقيقه وان اللي بيني وبين رحاب مجرد جواز علي ورق مش اكتر لكن برضه خاېف لاجرحها وهي اللي فيها مكفيها ما صدقت انها ارتاحت شويه ..
طيب ورحاب يا عبدالله الوضع
هيفضل كده بينكم فعلا !! .. دي مراتك وليها حقوق عليك حتي لو مش بتحبها
بقولك اي يا حمدي سيب كل حاجه لوقتها دلوقت وان شاء الله انا هفكر في الموضوع ده ..
قطع حديثهم صوت همهمات بالخارج وضوضاء بمنزل الحسيني الي ان استمع حمدي وعبدالله عبر الهاتف الي صوت تلك الزغاريد فبادر عبدالله مسرعا الي حمدي..
هو اللي انا سمعته