الجارية والسلطان
وحكى له عن ما يشغل باله فأجابه لو لم تتحرك للدفاع عن مملكتك لاستاءت الرعية من ضعفك وخسړت محبتها لك فلا تضع الفرصة واضرب البدو في عقر دارهم فهم لا يتوقعون مجيئك وسنساعدك بالسلاح فلنا الكثير منه وسيكون رجالي تحت أوامرك فهيا أسرع ولا تضع الوقت أطلق نعمان النفير وجمع ما قدر عليه ثم زحف بجيشه من الإنس والجن وكان يعرف أن أكثر من معه ليسوا من المقاتلة لذا لن ينتصر إلا إذا إستعمل الحيلة فاقترب من مضارب أكبر قبائل البدو في الظلام وقال للجن أنتم لا تحس بكم الكلاب لذلك ستسوقون جمالهم وخيلكم ثم تلقون مشاعلكم على الخيام وتهربون
إنهم قبيلة من الجن المسلم الذين جاءوا وسكنوا قصرا مهجورا تحيط به الأراضي ولسيدهم بنت صغيرة يحبها حبا شديدا صاح السلطان عرفت كيف أفعل لأقضي على مصدر قوته سأختطف إبنة ملك الجن وأجعلها رهينة عندي وبذلك سيفكر أبوها مرتين قبل أن يقرر مساعدته في المجيئ إلى قصري
في أحد الأيام جاء رجل بحمار عليه زنبيلين أحدهما مملوء بالحلوى والآخر فارغ واقترب من القصر ثم أخذ يصيح أنا حلواني أصنع أطيب الحلقوم بالفستق وماء الورد وكعك اللوز تعالوا تذوقوا فتجمع الناس حوله وبدأوا يشترون وهم يشكرون بضاعته وكانت الجنية الصغيرة تطل من النافذة واشتهت أن تأكل من تلك الحلوى الذيذة
قال لها تعالي يا بنية ووخذي ما تشائين من ذلك الزنبيل لكن حين نظرت البنت وجدته فارغا وقبل أن تتكلم دفعها الرجل في ظهرها فوجدت نفسها مكومة داخله ثم رمى عليها غطاء شده بإحكام وهمز الحمار الذي سار بسرعة رجع نعمان من البستان فتعجب من وجود الباب مفتوحا وسأل أمه يبدو أن أحدا ما قد خرج وهذا شديد الغرابة فالجن يعيشون تحت القصر والأيتام الذين نرعاهم صغار وعليهم من يحرسهم لكني سأسئل ظريفة فهي الوحيدة التي يمكنها الصعود إلى القصر واللعب فيه لأنها إبنة الملك
إلتفت نعمان حوله وناداها لكن لم يجبه أحد فبحث في كل القصر وبدأ يتحير فهي لا توجد في أي مكان ثم ذهب إلى أبيها وسأله لكن لم يرها طول النهار وخرج