ليلة الحلقة الثالثة
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
وفرض أنى جوزك ...
أدارها لتواجهه امتدت يده لفك حجابها أنزل الحجاب وفك رباط شعرها فانسدل على ظهرها
ابتعد عنها خطوة وتأملها للحظة ثم قال
..تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك ...
... مراهن على ايه ...
..إن لونه بنى ...
...كويس كسبت الرهان ...
..تعرفى كمان انك فعلا جميلة جدا ...
...بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان ...
رغم كل الظروف ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث هو بداية النهاية .
فتحت عينيها وهى نائمة وحاولت تبين ما حدث ابتسمت بخجل حزين من المفترض ان هذه صباحيتها كما يقال فى مصر لكنها لا تشعر حقا بذلك أللهذا كانت ليان تعشقه
تشعربهدوء رفعت عينيها لوجهه استمرت لثوانى تتأمل قسمات وجهه
لأول مرة تعترف صراحة بينها وبين نفسها انه تحبه
فتح عينيه وجدها تتأمله رفع يده يمررها على وجهها وهو يقول
...صباح مبارك لعروسى الجميل ...
أبعدت يده بيدها وقامت من جانبه وهى تقول
..تفتكر. ..
قامت من مكانها ارتدت روب حريرى واتجهت للحمام وعينيه تتبعها
ادار وجهه لسقف الغرفة ووضع يده على رأسه تنهد طويلا وهو يفكر كيف يسترضى هذه المرأة لحين أن يجد حلا لهذا الوضع
هدى تقضى نهارها فى القراءة والحديث مع أهلها ومطالعة حسابها على الفيس والتليفزيون فى أوقات قصيرة أما خالد فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه بالإضافة ليومين كاملين قضاهما فى مصر لإنهاء بعض المسائل الهامة
أما الليل فهو المشترك بينهما دون أن يتحدثا باللسان رغم اشتياق كل منهما للأخر بعلاقتهما المشتركة إلا أنهما يكتفيان بالتعامل بالنظرات لا أكثر
....أنا هشرب النسكافيه بس ...
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم واستدارت مرة أخرى
...أنا هخرج دلوقتى وممكن معرفش ارجع الليلادى هنا فكرى فى كلامى ارجوكى حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر من كدة شوية ...
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها فهى لا تفكر فى غير أنه معها الآن ولم يشفع له اتصاله المستمر بها يكاد يكون كل ساعتين تقريبا أو كلما خلى به الوقت والبشر من حوله
وبالطبع هى لا ترد بغير بضع كلمات بسيطة مثل
....الحمد لله انا كويسة تنام لا مش عايزة حاجة ...
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة أو حتى اليوم التالى وصلت لمرحلة الغليان ولم تعد تستطيع السيطرة أرادت الخروج لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف من وطأة الڠضب الذى ېهدد بالانفجار
لكن هو أخبرها
أن لا تخرج أو حتى تحاول فهى مراقبة ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت ماذا ستفعل الآن
أتت بجوالها واتصلت به وانتظرت الرد
... أول مرة انتى اللى تكلمينى انتى كويسة ...
...الحمد لله مفيش حاجة انا بس كنت عايزة حاجة ...
...كنت عايزة أخرج اتمشى شوية واشترى شوية حاجات ...
...تتمشى فى الجو ده انتى مش عارفة درجة الحرارة كام انهارضة
..
...اكيد فى المكان اللى هروحه هيكون مكيف يعنى وبعدين انا مخڼوقة اوى بجد عايزة أخرج بأى شكل ...
..طيب بصى فى اتنين واقفين على باب الشقة لحد ما تلبسى هكون كلمتهم هم معاهم عربية هيوصلوكى مكان ما انتى عايزة وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ماشى ...
...ماشى ..
...خدى بالك من نفسك ..
...إن شاء الله ..
...ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول عندى هدية حلوة ليكى ومتأكد أنها هتعجبك اوى ..
... أن شاء الله ...
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ولم تعود إلا باتصال منه وقد تعدت الساعة العاشرة اتصل به الامن اكثر من مرة على رفضها العودة فقد كانت تدور من المول للسوبر ماركت لمحلات الملابس الكبرى تشترى فى أشياء حتى أنها لا تحتاج لها لا تريد العودة تريد إطالة الوقت خارجا فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى بدأ يسبب لها الأرق المستمر
وهى فى طريق العودة داخل السيارة ومعها الأمن الخاص بها رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة فقد تعودت الاتصال بها مل يوم منذ أن تركت البيت إلا يوم أمس لم تتصل بها لانشغالها بعض الوقت
...أيوة يازينب ازييك ...
...الحمد لله عاملة ايه انتى ياهدى معلش معرفتش اكلمك امبارح كنت مشغولة اوى ...
...ولا يهمك مع أنى كنت مدايقة اوى وكنت محتاجاكى تكلمينى بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك ...
...متزعليش انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك واكلمك على طول ...
...اشمعنى يعنى هتترقى ههههههههه ....
..بتتريأى حضرتك لا ياستى هى شغلتى دى فيها ترقية بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين ...
..مين دول ...
...الأميرة دانيا والأميرة ليان ...
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها .
...هدى روحتى فين
... معاكى بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة ...
...أيوة ياستى الأميرة ليان والدها فى المستشفى والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى فهتسافر معاها عشان تكون معاهم هناك ...
...هو تعبان اوى ...
...معرفش بس هو عنده القلب اصلا ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة ...
...يرجعوا بالسلامة. .
...مظنش الأميرة ليان اول مرة تلم حاجتها كلها بالطريقة دى دى لمت تلتين الدولاب فى الشنط حتى جزمها خدتها كلها والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ومجاش القصر خالص طول الفترة دى ...
ظلت هدى تستمع للحظات بعدها ما عادت تستطيع أكثر فاوقفتها بقولها
...أنتى رغاية كدة ليه انهارضة خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا ...
...على رأيك انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد بس بصراحة أنا فرحانة اوى البيت بيبقى من غيرهم جنة والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير ...
..انتى رغاية انهارضة ياذينب انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل ونتكلم بعدين سلام ...
فقد أخبرت زينب أنها انتقلت للعمل فى أحد مستشفيات الرياض بعدما أنهوا عقدها معهم بعد اتهامها بالسړقة
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية وزكر الأمر بهذه الطريقة قد خفف من ڠضبها لأسباب لا تفهمها بل جعلها تبتسم ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة هؤلاء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة المشاعر الحقيقية الاخلاص والخلف الصالح لديهم المال فقط وللأسف يحاولون به شراء باقى الأشياء .
وصلت للمبنى الذى تسكن إحدى شققه ترجلت من السيارة وصعدت مباشرة أما أحد الشباب اللذان صاحبوها حمل الأشياء التى اشترتها والآخر ذهب بالسيارة للجراج.
دخلت الشقة فوجئت به يجلس على فى الصالة الداخلية للشقة وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة رن جرز
الباب عادت لتفتح كان فرد الأمن أدخل الحقائب وأغلقت الباب
من خلفه
.... مش قلت أنك مش جاى الليلادى كمان ...
...إيه مش عايزانى ...
...ده بيتك انت مش بيتى وتيجى وقت ما تحب بعد اذنك هروح اغير
هدومى ...
وهى تغير ملابسها كانت تفكر فى وجوده هنا الآن لماذا فمن المفروض أنها ستسافر غدا فلماذا تركها وعاد إلى هنا .
خرجت تبحث عنه لمحت طيفه يفف فى شرفة الصالة عادت للمطبخ وصنعت كوبين كن النسكافيه واتجهت له وعند اقترابها من الشرفة سمعت صوته يتحدث پغضب يبدوا انه كان يتحدث فى التيليفون وفهمت من سياق الحديث انه يتحدث معها ولكن بسخرية عارمة يبدوا انه غاضب منها إلى حد واضح
...لا ما راح ارجع ليش إيش تريدى منى بيكفى ليان ما عدت قادر لا ابي ارتاح ليان وراحتى ما وجدتها معكى ليش بدك ليلة حب رائع قبل ما ترحلى هاد أصبح دورى معكى من
وقت ما اتحدتى مع أبى خليكى معه حبيبتى أبيه ينفعك اكتر منى لكن انا ماعاد فينى ليان بيكفى اللى سار انا ما راح اسوى أى شئ ....
أنهى مكالمته وألقى بالهاتف على الكرسى المجاور له وانحنى على الشرفة بيده وكأنه يحاول التنفس
رأى قدميها من انحنائه على سور الشرفة فرفع رأسه واستدار ليجدها تقف خلف الستائر ومازال الكوبين بيدها ومن تعابير وجهها أحس أنها سمعت مكالمته
مدت يدها له بالكوب الخاص به وهى تقول
...شكلك محتاجه اشربه وهتهدى ...
أخذ الكوب من يدها واستدارت وجلست على أحد الكراسى دخل خلفها وجلس على الكرسى المقابل لها وضع كوبه أمامه على المنضدة اخذ يتمعن فى وجهها لثوانى ثم أسند ضهره لظهر الكرسى وسند رأسه عليه واغمض عينيه وفكر لثوانى كل هذا وهى صامته فقط عينيها معلقة به تتابع كل تحركاته
تكلم دون سابق انزار ومازال مغمض العينين ورأسه للخلف وهى انصتت لحديثه دون أن تعلق
... أنا درست فى مصر حصل مشكلة جامدة بينى وبين جدى ومقدرتش أتحمل وجودى فى البيت سيبت البيت وصممت أنى ادرس بعيد رحت شوية باريس وبعدين رجعت مصر عشان هدف معين وفضلت هناك فى الوقت اللى انا تمردت فيه على كل اوامرهم كان اخويا زى عروسة الماريونيت فى اديهم بيحركوه زى ماهم عايزين طلقوه من مراته الاولانية بعد ما خلفت 3 بنات وجوزه التانية وطلقوها عشان جابت بنتين التالتة مجبتش اطفال خالص ...
ثم صمت لبرهة وكأنه يرتاح من مشاعر الڠضب التى أثيرت بسبب ما قال ثم تابع
...قبل مراته التالتة ظهرت ليان أبوها شريك جدى فى المجموعة الخارجية بنسبة كبيرة جدا وفى الوقت ده كان هينسحب وانسحابه هيوقع الشركة
الحل اللى كان قدام جدى فى الوقت ده هو الارتباط العائلى طلبوها لطلال وهى كمان كانت مطلقة
لكن هى رفضته
بعدها بقى جدى فكر فيا انا جالى بنفسه فى مصر واتحايل عليا ووافق على كل شروطى ورجعنى البيت بعدها بأسبوع طلب منى أنى اسافر معاه جنيف حفلة عاملينها للامراء العرب اللى بيشاركوا فى المشاريع هناك ووافقت وهناك قابلتها واللى جدى كان مستنيه حصل أنها تعجب بيا ولاحظت انا كمان ده بس وقتها متوقعتش أن الموضوع ممكن يوصل لكدة بعدها رجعت مصر عشان عندى امتحانات كنت فى اخر سنة وقتها
جدى وابويا وعمى بقى ظبطوا كل حاجة اتقدمولها والغريبه انها وافقت فورا رغم أنها أكبر منى بخمس سنين بس مفرقش معاها وكمان حددوا ميعاد الجواز وجه وقت آخر
حاجة أنهم يعرفونى
فى الاول رفضت وكنت هسيب البيت تانى بس جدى بقى عرف يطمعنى 20 مليون ريال وأسسلى المشروع اللى انا عايزه وفى مصر زى ما انا طلبت والأهم ادانى حق الاختيار فى الاستمرار فى الجواز أو لا لكن بعد 6 سنين .
اعتدل وأصبح مواجه لها وهو يتحدث ثم قال
...وافقت والدنيا مشيت كان الحاجة الوحيدة اللى محسسانى بالذنب من ناحيتها أنها اتعلقت بيا بتعمل أى حاجة عشان ترضينى وبتروح ورايا كل مكان
...والله حاولت أقرب منها كتير مقدرش زى ما يكون حاجز مبنى بينا ومش قادر اعديه خاصة أنها مش حنينة وطيبة فعلا سيئة جدا مع كل الناس وأهم حاجة عندها مصلحتها بس دايما بتيجى لحد عندى انا وتتعدل وده مكانش مأثر معايا
...لحد ما جه يوم اتخانقنا فيه فجأة لقيتها بتقوللى أن احنا اللى جرينا وراها واتمنينا أنها توافق عشان ثروة أبوها فى اللحظة دى بس قررت أن علاقتنا انتهت خلاص وأن الموضوع مسألة وقت وبس
...مبقتش تفرق معايا بقى تفرح تزعل تطأ مش مهم بلف الدنيا واخلص شغلى واعيش حياتى كأنها مش موجودة اصلا
لحد ما جت لابويا فكرة الحفيد كان متصور أن وجود طفل هيصلح علاقتنا خاصة أنه فقد الأمل فى انه يجيله حفيد من طلال وبنفس الطريقة فكر وقرر ونفذ كل حاجة وأنا آخر من يعلم
عند آخر كلمات قالها وضع وجهه بين كفيه وكأنه أصيب بصداع شديد و لم يعد قادر على إكمال الحديث قامت هدى وجلست بجانبه رفعت رأسه لتواجهه تحسست بشړة وجهه بأطراف اصابعها
...سامحينى ياهدى مش قادر احميكى أو امنعه عنك كل اللى قدرت عليه انك تكونى مسؤوليتى وانى ابعدهم عنك طول الفترة دى لحد ما الاقى حل للمهزلة دى ...
رفعت وجهها له وهو تقول .... قولتلى انك عاملى مفاجأة صح ...
ابتسم لها ... أخيرا طلبتى حاجة صح ياستى مفاجأة هتفرحى بيها اوى ...
... شوقتنى ايه هى
...بكرة هقولك دلوقتى بقى هقولك حاجة تانية حاجة بتتقال وبتتعمل ...
...هههههههههههههههه. .
يتبع