رواية منة من الفصل التاسع عشر حتي الثالث والعشرون
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
الفصل 19
صړخت بفزع
ابعد عني يا بني آدم إنت
وسحبت كوب القهوة الذي في يدها ترميه عليه
إنتفض الآخر بسبب سخونته ولكنه لم يحررها
فحاولت إبعاد يده وهي تصرخ بصوت عالي
ياااامن
لكنها كانت محاولة يائسة منها فهي متأكدة أنه من المستحيل أن يسمعها بينما الآخر يعاود تكميم فمها وباليد الأخرى يحاول تكبيل يدها ليسيطر على حركتها
هب واقفا من مكانه مقررا الذهاب لرؤيتها فهي تأخرت بشدة فقلبه
متلهف لملاقتها فهو لم يراها منذ الصباح فقد تجنبت توصيل فنجان القهوة له في الصباح وعندما يطلب أي شيء منها تتهرب منه بإرسال نور بدلا عنها
خرج من مكتبه وهو يسير بخطواته الواثقة وقع نظره على مكتبها الفارغ
فاستنتج ذهاب نور لمنزلها فهي قد استأذنت لتغادر باكرا
فازدادت سرعة خطواته وهو يشعر بانقباض قلبه خوفا عليها من أن يكون قد أصابها أي مكروه
عندما وقع نظره على المشهد الماثل أمامه
شعر بدمائه تغلي في عروقه من شدة غضبه
وعينيها لا تكف عن ذرف الدموع
تأخذ مجراها على خدها ټغرق وجهها الذي أصبح باللون الأحمر القاني وهي تتنفس بصعوبة من استمامتة مقاومتها لذاك الوغد
وهو ېصرخ بصوت عالي
بتمد إيدك على مراتي يا إبن الگ..... متغركش البدلة اللي أنا لبسها دي ياض ده أنا تربية حواري
تجمع عدد من الموظفين على صوته العالي
......
وقع نظره على الجالسة على الأرض تنظر له بفزع وزهول متأملة ما فعله في فى ذاك الرجل ودموعها لم تتوقف عن الهطول فقدمها لم تعد تحملها من شدة خۏفها وصډمتها
تحرك الموظفون بطاعة لأموامره فهم على علم تام بأن هذه العاصفة لن تمر مرور الكرام بل سيتأثر الكل بها خاصة بعد ردة فعله هذه
انتفضت بفزع من صوته العالي فهذه أول مرة تراه ثائرا بهذا الشكل فكان مثل كرة ڼار ملتهبة إن
توجه لها بخطوات حثيثة قوية
ڠضب عينيه ونظراته المشټعلة
على خديها
دخل لمكتبه وهو مازال يحملها بين زراعيه وضعها على الأريكة المقابلة لمكتبه بهدوء وهو ينظر لها
پغضب متغافلا عن انكسار روحها من الموقف الذي
تعرضت له
تلاقت نظرات عينيه الغاضبة مع نظرتها عينيها الفزعة المترقبة لكن غضبه لم يكن بسببها فهو يلوم نفسه على جعلها تعمل هنا وهو يتخيل ماذا كان من الممكن أن يحدث لها إن لم يذهب لها ليرى سبب تأخرها أو كم المضايقات التي من الممكن أن تتعرض لها يتمنى لو يستطيع اقتلاع عيني كل من نظر لها
ففي مثل هذه اللحظات يكون الحضن أكبر مواساة
حتى أنه أبلغ في التعبير أكثر من الكلمات
وهي لم تعارض بتاتا بل كانت أكثر من مرحبة بالأمر
وخاصة لكونها في أمس الحاجة لمثل هذا الاحتواء
بدفئه وحنانه
حاول تهدأتها بخفة وهو يمرر يده على رأسها بهدوء
ويده الأخرى تمر على ظهرها بخفة تاركا إيها تخرج ما في جعبتها حتى هدأ صوت بكائها وهدأت تماما
ابتعد قليلا عنها وهو يتأمل وجهها المحمر من أثر
يامن بصوت هادئ عميق
بقتي أحسن دلوقتي
أومأت بهدوء وهي تنظر لعينيه
ليل بهدوء
الحمد لله بقيت أحسن
فأومأ لها بهدوء يامن باقتراح
تحبي تطلعي فوق دلوقتي تقريبا مش فاضل غير شوية حاجات بسيطة تقدري تعمليهم على اللاب فوق
لكنها فاجأته بردها ليل بهدوء
لا أنا عايزة أروح البيت علشان محتاجة أغير هدومي وكمان عايزة أهدى شوية
أومأ بهدوء متفهما حالتها يامن بصوت هادئ
طيب تعالى علشان أوصلك
وصل لسيارته فقام بفتح الباب لها وركب هو الآخر
ثم انطلق مسرعا لوجهته
وصلت هايدي بسيارتها أمام شركته ولسوء حظها
لمحت سيارته وهي تغادر المكان كادت أن تعود أدراجها ولكن لفت انتباهاها ذاك الشاب الملقى على الجانب الآخر من الطريق ولكنها لم تستطع تبين ملامحه ولكنها شعرت بأن وجهه مألوف لديها فقررت الإقتراب منه بسيارتها عندما اقتربت منه سمعت صوته المټألم وهو يحاول الوقوف على قدميه
زكي
الټفت ينظر لها باستغراب ولكن إحتل الهدوء ملامحه عندما تعرف عليها اقترب من سيارتها وهو يسير بصعوبة زكي باستغراب وسخرية
محتاجة حاجة يا هايدي
ابتسمت بخبث وقد لمعت في رأسها فكرة خبيثة هايدي بهدوء
اركب بدل ما أنت متبهدل كده وأنا هوصلك وبالمرة
تقولي ايه اللي عمل فيك كده
نظر لها بسخرية فهو يعلم تماما بأن شخصية مثل هايدي مستحيل أن تتحدث معه بهذا الود
فهو يتذكر عندما رأها لأول مرة في أحد الحفلات التي تقيمها الشركة ومن ثم رأها عدة مرات أخرى
فلم تكن تفوت أي مناسبة للشركة حاول التودد لها
عدة مرات بينما هي لم يكن لديها أدنى اهتمام به
لتسحب منه معلومات عن يامن فظن أنها معجبة به
وكلما سألته عن شيء كان يجيبها باستفاضة
معطيا إيها كافة المعلومات التي تريده محاولا أن
يثير إعجابها وجذب انتباهها ليظهر نفسه في صورة
الرجل المهم أو كما يقال رجل المهمات الصعبة الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة في الشركة وعن صاحبها
وما إن عرض يامن عرضه عليها تركته ملوحة له بسخرية تذكر آخر كلمات قالتها له في ذاك اليوم
هايدي بسخرية لازعة
أمال إنت كنت مفكر إيه أنا عمري ما أبص لواحد زيك
خرج من شروده على صوتها هايدي بصوت عالي
إنت روحت فين خلص اركب وبعدين أنا عايزاك في موضوع مهم
كان سيرفض لو كان في وضع آخر لكنه لا يستطيع السير حتى ففتح باب السيارة بهدوء وصعد بصعوبة
بينما هي تتبتسم بخبث فقد وجدت مرادها هو من سيمكنهم من الوصول للأوراق المهمة في الشركة
ومعظم الصفقات المهمة
هايدي بتساؤل
بس إنت ايه اللي عمل فيك كده
فبدأ يقص عليها بهدوء ما حدث وهي تقود السيارة
وتستمع له بإنصات شديد لا يفوتها أي كلمة من كلماته وحدقتها تتسع في دهشة مما حدث
في المساء جلست على السرير بهدوء وهي تتصفح هاتفها قامت بفتح صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وابتسامتها تشق طريقها على ملامحها بمجرد رؤية صورته تتأمل ملامحه الجذابة الحادة
أخدت تتصفح صفحته وهي تتعرف على ما يفضله ويكرهه
توقفت لثوان أمام تاريخ ميلاده فبعد أربعة أيام بالضبط عيد ميلاده ابتسمت في نفسها وقد خطړ على بالها فكرة مچنونة عزمت على تنفيذها من صباح الغد اتسعت ابتسامتها بشدة وهي تتخيل ردة فعله على مفاجأتها
جلس على مكتبه پغضب يفكر في سبب تصرفاتها
فمنذ اليوم الذي أوصلها به إلي شقته في الحارة
وهي تتصرف بطريقة غريبة لا تسمح له أبدا بالإقتراب منها وتتعامل معه برسمية وصرامة شديدة
وصلت بها لدرجة عدم تواجدها في مكان واحد بمفردها معه لا تسمح له بالحديث معها في أي شيء غير أمور العمل جذب خصلات شعره بخفة وهو يبعثرها يود الذهاب لها لكي يتحدث معها ليفهم ما بها لكن غروره يمنعه فهو يحاول معاها منذ ثلاثة أيام ولكن في