السبت 21 ديسمبر 2024

الفصل الخامس والسادس من رواية دلالي بقلم أماني جلال

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يعلم حظور المدير بهذا الوقت المبكر كل يوم
ليبتسم بمكر فقد نجحت خطته ما ان رأى 
المستشار شريف البحيري صاحب الشركة مع ابنته المصون امام المصعد
اقترب منهم والقى السلام عليه بكل رزانه وهو يتجاهل الاخرى ليقابله ذلك الرجل الطيب بأبتسامه بشوشه ثم قال له ما ان دخل المصعد 
معهم
مش من عوايدك يعني انك تجي بدري كده
ماهو ياباشا انا قررت انتظم ده الشغل بقى حلو اوي وفي طراوة قالها وهو ينظر الى مليكة التي كانت تنظر له من طرف عينيها بلاميالاة الا انها فتحتهم على وسعهمها بندهاش عندما رأته غمز لها بمشاكسة اي انه يقصدها بالكلام
ليقطع شريف البحيري نظراته الوقحه للاخرى ما ان وضع يده على متنه بقوة وقال بجدية
شوف يا ابن الرماح دي بنتي الوحيدة و بقت من ضمن فريقك دلوقتي عايزها تخرج من تحت يدك عفريت قانون تعرف كل ثغراته فيه لدرجة انها قادرة تغلبك وتغلبني انا شخصية ودلوقتي تفضلوا شوفوا شغلكم
قال كلامه لهم عندما انفتح باب المصعد عند الطابق الخاص بشؤون القانوية العامة لتتحرك مليكة وتخرج دون ان تنطق بكلمه واحده فهي منزعجه من تصرفات الاخر
خرج سامر خلفها مسرعا وهو يقول بتأكيد لوالدهاوده الي هيحصل اكيد ياباشا عن أذنك
ثم اخذ يمشي بتريث شديد خلفها بالممر وهو يتمعن بالنظر الى عودها الفرنسي المغري ليطلق صفير اعجاب وهو يميل برأسه ما ان استقر نظره على اسفل ظهرها وهو يهمس بصوت مسموع
يادين النبي دي عندها خلفية حضارية ممېته
توقفت الاخرى بذهول لما سمعت لتلتفت له پصدمه وهي تقول بعدم تصديق
انت قولت ايه 
سامر بنكار وهو يرتدي قناع البراءة
ماقولتش حاجة
احمر وجه مليكة پغضب لترد عليه على الفور اوعى تنكر انا سمعتك كان قصدك ايه بخلفية حضارية
قصدي مصر ما ان قالها بمراوغه حتى تبخرت عصبيتها ونظرت له بستفهام وهي تهمس بعدم استوعاب
مصر 
رد عليها سامر بكل تاكيد واخذ يشرح لها وهو بالكاد يخفى ابتسامته الخبيثه عنها
ايوه مصر ياقلب مصر انتي كنت بقول ان مصر بتمتلك خلفية حضارية ممېته عايزة الي يهريها ضړب اااااقصد عايزة الي يحميها
ضړبته مليكة بحقيبتها على صدره بكل قوتها وهي تقول بنفعال انت كداب مش قصدك مصر
نظر سامر الى مكان ضربها له برفعت حاجب واخذ يقترب منها بجسده الضخم وهو يقول
بقى انا كداب 
ابتلعت لعابه بتوتر ثم قالت بشجاعة مزيفة 
ايوه كداب وانا عارفة قصدك كويس اوي
طب لو جدعه بقى تقولي قصدي كان ايه عشان انا ھموت واضړبها قال كلامه الاخير وهو ينحنى اليها لتفزع الاخرى وهي تعود للخلف پصدمه ليضحك عليها واخذ ينفض الغبار الوهمي عن بنطاله وهو يقول بمشاكسه
مټخافيش انا قصدي اضرب بنطلوني
مليكة بأحراج ممزوج بغيظ انت قليل الادب
طب ليه الغلط ده بس قالها وهو يرفع يده للاعلى ليضرب مؤخرتها الا انها فرت من امامه بسرعة البرق وهذا ما جعله يضحك من كل قلبه عليها وهو يكمل طريقة الى مبتغاه
دخل الى غرفة المكتب ونظر لها ما ان جلس خلف مكتبه واخذ يريح ظهره على كرسي الخاص به وما ان زاد التمعن بها حتى ضړبت المكتب بكف يدها وهي تقول
لو سمحت خليك بعيد عني وكفاية اوي لحد كدة
صړخ بها سامر بتعجب كاذب هو انا جيت جنبك يابت انتي ولا هو رمي بلا وخلاص
انت انسان بربري لا تطاق ما ان قالتها وهي تنهض عن كرسيها بنفعال الا ان اوصالها ارتعدت وجلست مره اخرى بمكانها بسرعة عندما وجدته ينهض هو الاخر پغضب
ولكنه لم يكتفي بذلك بل اخذ يقترب من مكتبها وما ان وقف امامها بالضبط حتى سند كفيه على سطح المكتب وهمس لها
قولتي ايه ما سمعتش 
اعتدلت بجلستها واخذت تفتح الملفات بتوتر وهي تبعد شعرها عن عينيها وهي تقول بخفوت
انا ماقولتش حاجة
ابتسم بأعجاب وهو يدقق بشكلها الطيف هذا ثم سحب كرسي متحرك من المكتب المجاور و وضعه الى جانب كرسيها وجلس الى جوارها تماما 
وهو يقول لها بستهزاء
هو انتي تعرفي تقري بالمتشقلب
نظرت له بستفهام ولم تفهم مقصده ألا عندما 
مسك الملف الذي بين يديها وقلبه لها لتعض طرف شفتها السفليه بأحراج من موقفها هذا
ولكن سرعان ما دفعت كرسيه عنها وهي تقول 
بنزعاج عندما وجدته ينظر الى شفتيها
ماتبصليش كده
نظر لها بنظره غريبه لم تستطيع تفسيرها ثم اقترب منها وفتح الملف الذي بيدها وهو يقول 
بكل برود وعملية
انا حر بعنيه انتي الي ماتكرريش حركتك دي 
لو حابه تحافظي على عذريتهم
صعقټ من كلامه الجرئ هذا وما ان كادت ان تصرخ به حتى التزمت الصمت عندما رأت الموظفين يدخلون ويلقون السلام بكل هدوء 
لترد هي عليهم السلام ببتسامتها الجميلة 
ثم التفتت له بنزعاج ولكن سرعان ما تعجبت وفتحت فمها بذهول ما ان وجدته قد تغير جذريا بشخصيته معها واخذ يشرح لها دون اي مقدمات احدى ملفات القضايا القديمه الصعبة والتي تعتبر انجاز عظيم عندما تم كسب هذه القضية لصالح الشركة بعدما شرح لها كل بند من بنود هذا الملف
ولكن ما زاد استغرابها هو عندما وجدت نفسها بشكل تلقائي تندمج معه و بدأت تناقشه بكل صغيرة وكبيرة وتركز مع كل كلمه يقولها لتعترف بينها وبين نفسها بأنه ممتاز بمجال عمله وبأنه حقا يستحق منصبه هذا واكثر
بعد ساعات طويلة من الشرح المفصل وخرج الجميع الموظفين لتناول الغداء حتى اخيرا عتقها هو واغلق كل الملفات التي امامه ثم نظر لها وقال لحد هنا تمام
مليكة بأرهاق تمام اوي قولي بقى هبدأ عملي امتى
عملي ايه هو احنا بنلعب من بكره تنزلي قسم الارشيف في ملفات لازم تذاكريها هتفيدك جدا 
وبعد كده هنشوف تنفعي تنزلي كمساعد ولا لاء
صعقټ مليكة من كلامه هذا لتصرخ به بنفعال
تشوف ايه وتذاكر ايه ومساعد ايه 
ده انا عندي دكتورا بالقانون انا جيت هنا عشان عايزة اطلع السلم بمجهودي و وحده وحده مش عشان تقيمني حظرتك وتشوفني انفع ولا لا شكلك نسيت نفسك انا مليكة البحيري 
يا استاذ
انهت كلامها بكل عنفوان وهي تنهج فقد سئمت من طريقته معها فهي شعرت بأنه يحاول ان يقلل من قيمتها متعمدا
اما سامر كان ينظر لغليانها بهدوء شديد وما ان انتهت حتى قال بجدية تامه خلصتي 
توترت مليكة من جديته
الغريبه لتقول وهي تضع شعرها كله على كتف واحد
احممممم ايوه !
تمام بصي بقى الي قولته يتنفذ يا مليكة يابحيري بالحرف ولو متنفذش هرفع فيكي عقوبه اخصملك نص مرتبك ده لو ماكنش كله وده اقل حاجة تليق بمقام حضرتك
ياتمشي زي ما انا عايز بالشغل يا اما توريني جمال خطوتك وانتي تقدمي ليا استقالتك ده لو مش حابه اني امضي قرار فصلك من هنا و اوعى تفكري ان سيادة الوالد هيحميكي القسم ده تحت إدارتي انا من سنين فتقي شړي واعملي شغلك على اكمل مايكون من سكات فااااااهمة يابنت البحيري 
رفع كلتا يديه بستسلام ثم اكمل كلامه 
شفتي انا حافظ ازاي انتي مين وبنت مين 
ومقابل ده انتي كمان اوعى تنسى كلامي ده 
وخلي يكون حلق بودنك الحلوة دي
قال كلامه الاخير وهو يمسك طرف اذنها لټضرب يده بكل بشراسة على الفور وهي تغلي عضبا
ليبتسم لها الاخر بكل ستفزاز ثم

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات