الخاتمة الثانية آل الچارحي
بجسده للأريكة يتابع ما يحدث له دون مبالاة فاتجهت نظراته لآخر منهم
_جاسم متبقاش واطي زي أخويا.
رفع شفتيه بازدراء
_ تستاهل كل اللي يجرالك عشان بعد كده تستخدم عقلك اللي مالوش وجود في حياتك ده!
تعالت ضحكات الفتيات وبدأت حفلة مشاكستهن فقالت شروق
_والله صعبت عليا يا حازم وشكلي هتوسطلك عند عدي.
_لأ يستاهل اللي جراله أنا اټرعبت وقولت القيامة قامت!
ضحكت نسرين وهي تشير پشماتة
_والله حظك من السما النهاردة أنكل ياسين بنفسه اللي مشدد بعقوبتك يعني مالكش منفذ!
حاول تحرير ذاته من قبضة عدي وصاح بها بتريث
_أنتي فرحانه فيا بقى ده أخرتها!
ابتسمت رانيا وتدخلت بقولها
أضافت مليكة بجوع
_سيبك منه يا عدي وخلينا نلحق السحور قبل ما الفجر يأذن.
ابتسامة ماكرة لاحت على شفتيه فقربه إليه ليستمع لعقابه
_هما عندهم حق بس عقابك بقى ممنوع أشوفك على السحور لمدة أربع أيام عشان لما تقدر نعمته تحترم كل ما يخصه!
برق بعينيه پصدمة وكأنه يخبره بأنه سيحرم من الطعام مدى الحياة فردد بدهشة
بحزم أجابه
_اللي عندي قولته!
وحل وثاقه مشيرا للجميع بالهبوط للأسفل واتبعهم وهو يشير باصبعيه على عينيه مردفا
_لو لمحتك تحت هعلقك في نفس الفانوس اللي قطم ظهرك في تعليقه!
بلل شفتيه بلعابه بقلق من ذاك الټهديد فحاول اللجوء لأخر طريقة لاستمالته
استند ياسين على درابزين الدرج وأشار له ببسمة واسعة وهو يضع بين يده بوادر عملته المخزية
_معاك مغرفة وحلة يمكن ينفعوك زي ما ساعدوك بالازعاج الراقي اللي حصل من شوية.
وتركه الجميع وهبطوا للأسفل بينما توجه أحمد لجناحه الخاص وعلامات الصدمة تحتل وجهه مما دفع جاسم ليتبعه بقلق من الحالة التي سيطرت عليه فجأة دون سابق إنذار!
وقف بجناحه الخاص وبالتحديد قبالة فراشه يلقي نظرة منصدمة لتلك التي تنعم بنوم دافئ لا تشعر بالمدفع الذي وصل صداه ليوقظ جيرانهم على بعد كبير ومازالت تغفو بأريحية تامة أصعب من مهمته كل رمضان بحملها هي لحظة إفاقتها للسحور طوف أحمد جبهته بيده يفركه برفق ومازال يحاول التفكير بسياسيته التي سيتبعها بتلك اللحظة لايقاظها فقطع صمته الرزين صوت جاسم المتساءل بريبة
منحه نظرة هادئة عكس توتر حركة جسده مما دفع الأخير ليتساءل
_أمورك تمام ولا أيه!
منحه ابتسامة خبيثة قبل أن يتجه للخزانة فجذب منها تيشرت وأشار له
_صحي آسيل عما أغير هدومي.
ضم حاجبيه وأخبره بذهول
_هي ازاي مصحتش بعد المهرجان اللي حازم المسحراتي عمله!
ابتسامة ساخرة ارتسمت على محياه فهز الأخير رأسه بحيرة ومازالت الدهشة تعرج لقسمات وجهه فانحنى تجاه الفراش بقامته في محاولة لايقاظها لا يعلم كم مرة ناداها بالتحديد ولكنه تخطى تلك المرحلة ليلكزها پعنف وهو يصيح بها
_أنتي شاربة منوم! آسيل!
صراخه الشبيه للازعاج الذي تسبب به حازم منذ قليل لم يجدي نفعا بتاتا ومع فشله للمرة الثانية جذبها بكل قوته إليه وهو يرطم وجنتها بغيظ
_قومي يا بنتي الفجر خلاص هيأذن
فتح باب الحمام وخرج منه أحمد يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة يحملها بين يده فأبعدها وهو يراقبه بسخط كان يحمل علامة مؤكدة بفشله الذريع بإيقاظها ومع ذلك أحسن الظن فمنحه نظرة عابسة ليبادله الاخير بوجوم قاتم اتبعه بتعليمات طرحها إليه
_اتصل بالدكتور يا أحمد أنا ابتديت أقلق عليها.
انحنى للسراحة جاذبا مشطه الخاص وأخذ يصفف شعره بعناية قائلا بفتور
_متقلقش أختك اللي نومها شبه الأموات.
وزع نظراته بينه وبينها بتعجب ختمه بقوله المستنكر لتلك الحقيقة
_بجد!! بس آسيل مكنش نومها تقيل!
هز رأسه بخفة وأجابه باستهزاء
_طول عمرها كده بس بعد الجواز والخلفة زادت.
ضم شفتيه معا بحيرة
_طب دي هنصحيها إزاي.
ابتسم وهو يجيبه بثقة
_لا متقلقش أنا اتعودت وبعرف أتعامل!
راقبه جاسم باهتمام فوجده يحملها عنوة بين ذراعيه ثم إتجه بها للحمام المقابل إليه ليساندها إليه لحينما يحرر الصنوبر ومازالت غافلة على صدره بالرغم من حركة جسدها الغير مريحة للنوم بالمرة مرر أحمد يده بالمياه على وجهها مرارا حتى بدأت تستجيب إليه قليلا فرددت بتيهة وكأنها كانت فاقدة للوعي
_بتصحيني ليه يا أحمد عايزة أنام!
رفع بصره لمن اقترب ليراقب ملامحها بعدم تصديق ليخبره ببسمة صغيرة
_لسه مفاقتش.
وعاد ليجذب المياه لوجهها مجددا حتى فتحت عينيها فطوفت كتفيه