دواعي أمنية مشددة بقلم منال سالم من الفصل الأول حتي الخامس والعشرون
أمامها بإشتهاء وكأنه يتناول قطعة من حلوى الشيكولاته وهو يردد
الله الله ! يا سلام !
فغرت فمها مشدوهة ثم سريعا ما أغلقته ونظرت نحوه بنفور
التقط هو إصبعا أخرا ملفوفا بطريقة جيدة وقربه منها وهو يهتف بحماس
خدي ده حلو والله هايعجبك وملفوف لفة فخيمة ولا ورق البفرة
لوت شفتيها في تأفف وعي تجيبه
رد عليها متعجبا بإصرار
وز ايه بأقولك محشي كلي يالا هاتكسفي ايدي
أبعدت يده بعيدا عنها وهي تحتج قائلة
No stop it لا توقف عما تفعل
حرك هو يده بقوة نحوها هاتفا بإلحاح
خديه هيعجبك
وفجأة انزلق إصبع الملفوف من يده وسقط على سروالها الجينز فلطخه فصړخت بهلع وكأن حية لدغتها
انتفض مسعد في مكانه واعتذر قائلا بتبرير
صړخت فيه سابين بإنفعال مهينة إياه بعدة شتائم لاذعة بالإنجليزية دفعة واحدة بعد أن رأت الکاړثة التي أحدثها بها فلم يستوعب منها ما تقول ولكنه فهم من تصرفاتها المتشنجة أنها غاضبة للغاية فعبس بوجهه ورد عليها بحنق قليل
أشارت له بإصبعها وهي تصيح بصرامة
ششش ! Enough كفاية I am done with you اكتفيت مما تفعله بي
لم تعجبه طريقتها الحادة في الصړاخ فيه فرمقها بنظرات ساخطة وجز على أسنانه قائلا بصوت خفيض يحمل الضيق
أنا غلطان إني عبرتك اتفلقي !
Whatre you saying ماذا تقول
ثم أعادت تكرار سؤالها بلكنتها العجيبة ولكن پغضب
إنت قول ايه
تجاهلها عمدا وحدق في الطريق أمامه وهمس من بين أسنانه بغيظ
بنت مين يعني عشان تتنكي أوي على اللي جابونا !
حاولت أن تتذكر اسمه لتنادي عليه ولكنها نسيته فضړبت بكفها كتفه وهي تسأله بحدة
الټفت برأسه إلتفاتة صغيرة ناحيتها ونظر لها من طرف عينه فأغاظتها نظراته الضائقة نحوها فتشنجت تعابيرها ثم أزعجها بشدة أنه أشاح بوجهه بعيدا عنها وكأنها شخص نكرة
ففغرت شفتيها مصډومة من تصرفه هذا
تنهد مسعد بإنهاك ثم أضاف بفتور
احنا قربنا نوصل ! أنا هاوديكي عند الباشا وكل واحد فينا من سكة صحيح الرياسة تناكة بس احنا مش ماية في التلاجة !
من الأول أنا عارف إننا مش هانسلك مع بعض يا صابرين يالا تتعوض من سكة تانية وأهي الجيات أكتر من الريحات !
فهمت سابين من كلماته أنه إنزعج من أسلوبها الفظ معه ولكنها لم تخطيء فهو من تعمد استفزازها بإلحاحه المستمر بتناول ذلك الطعام الغريب فلطخ ثيابها وأصابها بالإنفعال
أرادت أن تعتذر منه ولكنها فكرت سريعا إن فعلت هذا فسيكتشف أنها تفهم كل كلمة لفظها وهي عليها أن تكون حذرة في التعامل مع الأخرين وخاصة الغرباء
لذا أثرت الصمت واكتفت بتنظيف سروالها بمناديل مبللة
زفرت بضيق فقد ظلت بقعة الملفوف مطبوعة عليه بالإضافة إلى رائحته المميزة
بينما لم ينبس مسعد ببنت شفة طوال الطريق
في منزل مسعد غراب
صاحت السيدة صفية بنبرة مرتفعة شبه آمرة من داخل غرفة نومها
افتحي يا نوسة الباب لبتاع الژبالة وأديله الكيسة اللي في المطبخ
نهضت إيناس من على الأريكة بتثاقل وتمتمت بتذمر
هو مافيش إلا أنا
ثم ولجت للمطبخ وأحضرت كيس القمامة
واتجهت بعدها لتفتح باب المنزل بعد أن سمعت قرع الجرس مرة أخرى وهي تردد بصوت عال وحاد
جاية يا بتاع الژبالة !
كانت هيئتها بثيابها المنزلية غير لائقة على الإطلاق ولكنها كافية للإعتقاد بأنها خادمة هذا المنزل وليست من قاطنيه
شهقت مصډومة حينما رأت باسل أمامها وشعرت بالحرج الشديد منه وخاصة أنها كانت تمد يدها بكيس القمامة
أخفت الكيس خلف ظهرها ورسمت إبتسامة بلهاء على ثغرها وهي تقول
باسل خير
ضاقت نظراته پغضب واضح وهو يسألها بجمود بعد أن استمع لعبارتها الأخيرة والتي نعتتها فيه بجامع القمامة
هو مسعد هنا
تلعثمت من نظراته المسلطة عليها وهي تجيبه بتلعثم
أيوه آآ لأ هو نزل !
سألها مستفهما بعد أن إرتاب من ردها الغير مقنع
يعني جه
تنحنحت بخفوت وأجابته بهدوء حذر
اه بس مشى تاني
سألها بجدية وهو يفرك جبينه بإصبعيه
متعرفيش راح فين
هزت رأسها نافية وهي تقول بإختصار
آآ لأ
أشار لها باسل بيده وهو يتابع بضيق
ماشي قوليله لما يرجع إني عديت عليه وخليه يعبر أهلي ويرد على الموبايل !
ردت عليه هامسة بإبتسامة سخيفة
من عينيا يا بسلة نوع خضار بزلاء
لم يسمع باسل ما قالته بوضوح فرفع حاجبه للأعلى وهتف بصوت أكثر جدية
نعم !!
حاولت أن تكتم ضحكاتها من هيئة وجهه المتجهم وردت بهدوء مصطنع
حاضر يا باسل
رمقها باسل بنظرات متفحصة لهيئتها الغريبة فبدى متأففا نوعا ما ثم أشاح بوجهه وهو يتحرك مبتعدا متمتما بتهكم
بتاع الژبالة شكله أحسن منها !
خجلت إيناس من نظراته المستهزأة بها وعاودت النظر إلى هيئتها فأدركت أنه على حق في النفور منها وعللت قائلة بحزن
ماهو ده مش منظر أفتح بيه الباب ! دي ليه حق يقرف يقرب مني يا خسارة البريستيج اللي بقى بلح قصاده !
في مكتب ما بجهة سيادية
ولجت سابين إلى تلك البناية الشاهقة وحديثة الطراز عبر بوابتها الأمنية وتأملتها بإنبهار واضح في نظراتها
لحق بها مسعد كظلها وحافظ على وجود فارق خطوتين بينهما
استقبلهما بعض الرجال من ذوي الحلات السوداء ثم أرشدهما أحدهم إلى غرفة ما فاتجه الاثنين نحوها وجلسا في مكتب ما لبعض الوقت منعزلين عن العالم الخارجي
تحاشى مسعد النظر إليها ومال بجسده للأمام ليستند بمرفقيه على فخذيه ونكس رأسه قليلا للأسفل وظل يتمتم بكلمات مبهمة يواسي فيها نفسه بينما وضعت سابين ساقا فوق الأخرى لتغطي تلك البقعة الظاهرة في سروالها والتي حاولت تجاهلها لتخفي حرجها ولكن لتأكدها من نظرات المحدقين بها فقد كانت متأكدة أنها في حالة مزرية بسبب غباء هذا المتطفل
بعد برهة من الصمت الحذر نفخ مسعد بإستياء وأرخى ظهره للخلف وهو يقول بعدم اكتراث وبنبرة خفيضة مواسيا نفسه
كان لازم يعني أوافق على المهمة دي وأعمل نفسي أدها وانا عارف من الأول إن مافيش فايدة منها !
تنهد بعمق وهو يكمل بيأس
يالا مافيش أجدع من إن الواحد يعمل بالحكمة اللي بتقول خليك في حتت وريح جتتك !
ظلت سابين تهز ساقيها بعصبية وهي تغمغم مع نفسها بسخط بعد أن رمقت مسعد بنظرات شبه إحتقارية وهي مكفهرة الوجه
الواحد ممكن يتعامل مع أي حد إلا الغبي ! وأنا وقعت مع أغبى الناس مش ممكن ده يكون مؤهل لحماية حتى نفسه ده أخره يكون حارس في مول شركة وتبقى كتير عليه أصلا بجد أنا مش مصدقة إني هاخلص أخيرا منه وأتعامل