دواعي أمنية مشددة بقلم منال سالم من الفصل الأول حتي الخامس والعشرون
خاڤت للغاية
براحتك
رمقه باسل بنظرات حادة وكز على أسنانه قائلا بنبرة مغلولة
لا حول ولا قوة إلا بالله ده تدريب يا مسعد والرك في الأخر على أرض الواقع !
نفخ مسعد بعمق وتابع قائلا
بص احنا نسمي بالله وهتفرج
أكمل باسل بخفوت وقد ضاقت نظراته
عند 3 هنتحرك وهنط من هناك بعدها هتضرب ڼار في اتجاه 600 وأنا في اتجاه 0000 وهينضم علينا بقية الفرقة وآآ
الله ينور الصراحة لفة دماغك دي كادو !
لوى باسل فمه قائلا بسخط
كادو ! ربنا يستر جاهز
رفع مسعد إبهامه ورد عليه بصوت خفيض للغاية وهو يغمز له
كله تمام
هز باسل رأسه قائلا بحماس
على بركة الله
1 2 3
وبالفعل قفز الاثنين من أعلى الحائط وبدأ التراشق بالنيران وأعقبها إلقاء القنابل الغازية ثم دار قتال يدوي شرس مع عدة أشخاص وجوههم مصطبغة بالسواد وانضم إليهما أخرين واحتدمت الأجواء حتى سمع صوت صافرة مدوية وأعقبها صياح جهوري
انتباه
عقد الفريق ضياء كفيه خلفه ظهره وصاح بصوت آجش
عاش يا وحوش التقارير اللي بتجيني أول بأول عن التدريبات بتبين مهاراتكم وأدائكم العالي أنا فخور بيكم
ثم دنا من باسل ومسعد ووقف قبالتهما وحدق فيهما بنظرات غامضة وتابع قائلا بجدية مفرطة
تمام يا فندم
قالها مسعد بنبرة رسمية وهو يشد كتفيه للخلف
ثم تحرك مبتعدا عنه وتابع حديثه محمسا ضباطه بكلمات مشجعة لتشد من أزرهم وأنهى حديثه قائلا
ربنا يحميكم يا رجالة !
لم يتوقف عقل مسعد عن التفكير في سبب استدعاء الفريق ضياء له
همس له باسل متساءلا
تفتكر هايكون عاوزك في ايه
مش عارف بس شكله موضوع خطېر !
طب أما تعرف طمني
ربنا ييسر
باسل سليم رضوان هو الرفيق المقرب من مسعد يصغره بثلاثة أعوام ويحمل رتبة نقيب
يمتاز كغيره من ضباط قوات الصاعقة بالجسد الرياضي القوي والطول الفاره بالإضافة إلى شخصية جادة للغاية
هو متفوق دراسيا وبارع في المهارات العقلية والبدنية ولديه سرعة بديهة
هو من عائلة مرموقة في مستواها الإجتماعي والثقافي لديه أخوين أكبر منه خالد وأحمد فالأول متزوج ويعمل في السلك الدبلوماسي بإحدى الدول العربية والثاني طبيب أسنان وملتحق ببعثة دراسية بالعاصمة الإنجليزية لندن
والده مستشار قضائي ووالدته أستاذة جامعية
لم يعترض أحد من عائلته على انضمامه للكلية الحړبية وشجعوه على المضي قدما فيها وأثبت جدارته وبرز سريعا بين أقرانه واستحق أن ينضم بعد برهة للتشكيل الجديد ويحقق فيه إنجازات واضحة
في إحدى المطارات الأمريكية
تلفتت سابين حولها بحذر ووضعت نظارتها القاتمة على وجهها وعبثت بخصلات الباروكة الحمراء التي ترتديها لتغطي جبهتها ثم أومأت برأسها قليلا لضابط المباحث الفيدرالية المرافق لها وتحرك الاثنين في إتجاه البوابة الأمنية
ناولت هي الضابط المسئول عن إنهاء إجراءات السفر الأوراق المطلوبة فهز رأسه بحركة خفيفة بعد إطلاعه على ما بها وخاصة تلك الورقة المختلفة وهتف بصرامة
يمكنك الذهاب
ابتسمت له مجاملة وخطت نحو وجهتها بثبات
لحق بها ضابط المباحث الفيدرالية وهمس لها بجدية وهو يسير إلى جوارها
اطمئني نحن إلى جوارك
التوى ثغرها بإبتسامة هادئة وهي تهمس بإيجاز
شكرا
تابع الضابط قائلا بتحذير
لقد نفذنا الجانب الخاص من خطتنا وتذكري ما ستفعليه بعد ذلك وسنكون على تواصل معكي في كل خطوة لكن حافظي على السرية !
ردت عليه بهدوء وهي توميء برأسها
لا تقلق
ثم أسرعت في خطواتها نحو الممر المؤدي للطائرة
لاحقا في مكتب ما بالقاهرة
دق مسعد الباب بدقات خفيفة على باب المكتب قبل أن يسمح له بالدخول
أدى التحية العسكرية لقائده فأشار له الأخير بعينيه قائلا بنبرة جادة
استرح يا مسعد
لم تتبدل تعابير وجه الأخير وهو يرد قائلا
تمام يا فندم
ثم اتجه بعدها للمقعد القريب ليجلس عليه معتدلا
ثواني وهاكون معاك
قالها الفريق ضياء وهو يطالع عدة أوراق أمامه
هز مسعد رأسه بإيماءة خفيفة وهو يردد
براحتك يا فندم
مرت عدة دقائق والصمت هو سيد الموقف ومع ذلك كان مسعد يعتصر عقله بشدة محاولا تخمين ما يريده الفريق ضياء منه
أبعد الأخير الأوراق التي يمسكها ثم حدق في ضابطه بنظرات غامضة قبل أن يسأله بهدوء
قولي يا مسعد
رد عليه الأخير بنبرة شبه عادية
أيوه يا فندم
انتصب الفريق ضياء في جلسته أكثر وسأله بترقب
إنت لسه عاوز تنضم للحرس الرئاسي
لم يتردد مسعد في الإجابة عليه وقال بثقة
طبعا يا فندم ده بعد اذن سيادتك
التوى فم الفريق ضياء بإبتسامة خفيفة وأكمل
تمام عموما أنا جايبك هنا عشان الموضوع ده
ضاقت نظرات مسعد وسأله بثبات زائف
خير يا سيادة الفريق
أجابه قائلا بجدية
شوف يا مسعد في خبيرة دولية محنكة بتعمل دراسات على مستوى عالي جدا عن أفراد الحراسات وطلبت تعمل تقييم لعدد من الضباط التابعين للحرس الرئاسي بس إنت عارف الكلام ده ماينفعش عندنا في مصر فإقترحنا عليها إن التقييم ده يكون على القوات الخاصة ورشحتك إنت للموضوع ده
أصغى مسعد بإنتباه تام لكل كلمة قالها قائده ولكنه لم يفهم ما المغزى من ورائه فسأله
بس أنا ايه دوري
أجابه الفريق ضياء بجدية
لو تقييمها عنك طلع ممتاز هاتنتقل فورا للحرس الرئاسي
اتسعت حدقتيه في صدمة وهتف متساءلا بعدم تصديق
بجد يا فندم
تشنجت تعابير وجه الفريق ضياء وهو يرد بضيق قليل
طبعا جد أنا مش بأهزر يا مسعد !!!!
تنحنح بخشونة واعتذر قائلا
مقصدش يا فندم بس أصلي مش مصدق يعني أنا هابقى من حرس الريس !
صحح له قائلا وهو يشير بإصبعه
لو نجحت !
هتف مسعد بحماس واضح على تعابير وجهه وفي نبرته
أنا هاعمل يا باشا أقصى طاقتي
هز الفريق ضياء رأسه بحركة خفيفة وهو يضيف
تمام أنا لسه مش عارف فترة التقييم هاتكون أد ايه بس هي هاتكون ملازمة ليك طوال فترة وجودها هنا
اللي تشوفه يا فندم
ثم تابع محذرا بجدية أكثر
ومش هوصيك أمنها ورعايتها وآآ
قاطعه مسعد قائلا بثقة
يا باشا أنا هاكون زي ضلها
ثم تمتم مع نفسه بسعادة خفية
ده أنا هابقى زي البق لازق في قفاها مش طالع ولا بالطبل البلدي ده حرس الريس مش هزار !!
أكمل الفريق ضياء حديثه بهدوء
كويس كمان ماتنساش إنت من أكفأ الظباط عندي وحصلت على ترقيات استثنائية قبل زمايلك اللي من دفعتك غير كده كان زمانك لسه نقيب و آآ
قاطعه مسعد بهدوء حذر
ولا يجي في بالك يا فندم أنا أدها وأدود إن شاء الله
أومأ الفريق ضياء برأسه بإيماءة موافقة وردد
تمام