الأحد 24 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة بقلم منال سالم من الفصل الأول حتي الخامس والعشرون

انت في الصفحة 6 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


عنها وهتفت بتوعد
ماشي يا مسعد !
ثم تقوس فمها بإبتسامة متسلية وهي تضيف 
مسعد يا حبيبي ! هات موبايلك ثانية هاجرب حاجة فيه
نفخ بصوت مسموع فقد كان يريد التخلص منها لتبديل ثيابه حتى لا يتأخر لذا أخرجه من جيبه وناوله إياها وهو يقول 
خدي بس ماتبوظيهوش !
ردت عليه بسخرية 
انت محسسني ليه إنه آيفون ده سامسونج قديم عفا عليه الزمن

لوح لها بكفه وهو يقول بشدة 
انجزي مش فاضي لرخامتك
عبثت إيناس بهاتفه لثوان قبل أن يرن هاتفها برنة غريبة 
بكرة تعالى هاتسعد وأتفرج على مسعد تتر مسلسل رمضاني قديم 
فإندهش منها أخيها ورمقها بنظرات حانقة ثم سألها بضيق 
وده إسمه ايه إن شاء الله 
ردت عليه ببرود مستفز وهي تغمز له 
شوفت بقى عملالك رنة باسمك !
أشار لها بإصبعه محذرا وهو يقول بنبرة شبه مھددة 
امسحي الرنة دي بدل ما أعلقك أنا !!!
عبست بوجهها بعبوس زائف وسألته ببراءة مصطنعة 
ايه يا مسعد مش عجباك ده أنا عملاها مخصوص !
رد عليها متهكما 
رنة دي ولا تشهير بيا أنا مش طايق نفسي السعادي كفاية الكلام البايخ اللي بأسمعه هاتبقي انتي معاهم !
ردت عليه متسائلة ببرود استفزه 
هو أنا اللي سميتك مسعد 
كز على أسنانه قائلا بنبرة مغلولة
يا بت آآ
لم يكمل جملته الأخيرة حيث استمع كلاهما إلى صوت صفية الهادر ب 
انتي لسه واقفة عندك روحي يا بت شوفي مذاكرتك وماتزهقيش في أخوكي !
زفر مسعد بحنق وهو يضيف 
أمانة عليكي يا حاجة تربيها عدل لأحسن أنا لو نشفت عليها هتتبخر !
ردت عليه والدته بتبرم 
هو أنا قادرة عليها وأبوك مدلعها على الأخر
أضاف بتهكم قليل 
ايوه فحتني أنا ودلعها هي !!!
ربتت والدته على ظهره وابتسمت له وهي تقول بحنو 
معلش إنت الولد وراجل البيت !
أومأ برأسه وهو يرد بسخط 
ايوه ! العضمة الناشفة عارف الأسطوانة ديه الله يسامحه بقى ضاقت بيه الأسامي ملاقاش إلا مسعد لأ ومسعد غراب يعني مافيش أعجب من كده !!
مطت والدته شفتيها وواسته قائلة 
أنا كان نفسي يا حبيبي أسميك حاجة تانية بس هو اللي صمم
أيوه بيجامل عمي على قفايا
أضافت والدته قائلة بحماس 
وبعدين يا مسعد مش يمكن يكون اسمك هو وش السعد عليك ده حتى بيقولك لكل واحد نصيب من اسمه !
رد عليها بتهكم وهو متجهم الوجه 
ما أنا أخدت من غراب بس لكن مسعد فيه ڠضب عليه ! ده أنا مش عارف حتى أخطب بسببه يا حاجة صفية !
أشارت له صفية بكفها وهي تحفزه 
هما اللي عبط ومش فاهمين الرك في النهاية على الأصل الطيب !
ايوه الحلاوة حلاوة الروح !
خلاص يا حبيبي متفكرش كتير في الحكاية دي بكرة ربنا هيعدلهالك ويرزقك باللي تستاهلك
أنا مش حاطط في دماغي ربنا بس يكرمني بالحرس الرئاسي وأنا أبقى مرضي على الأخر
مسحت والدته على ذراعه وتابعت بهدوء 
طيب عدي على أبوك قبل ما تمشي هيزعل لو ماسلمتش عليه
رد عليها بجدية 
حاضر
دعت له مجددا بنبرة أمومية صادقة 
ربنا يحميك لشبابك انت واللي زيك يا غالي !

على متن الطائرة 
تنهدت سابين بإرتياح بعد أن حلقت الطائرة في السماء  مالت برأسها للجانب وأغمضت عينيها المرهقتين وجاب ببالها ما تم الإتفاق عليه مسبقا مع ضباط المباحث الفيدرالية ومكتب حماية الشهود 

بداخل مكتب حماية الشهود 
طالعت سابين بعينيها ذلك الضابط الذي كان يدور حولها وأصغت بإنتباه شديد لما يقول 
آنسة مشعل لقد دبرنا أمر حمايتك ولكن تلك المرة في مكان لن يخطر على بال أحد
سألته بإهتمام دون أن تطرف عينيها 
وأين هو 
أجابها بنبرة دبلوماسية 
في بلد أبيك
سألته مستفهمة وهي قاطبة لجبينها 
أتقصد ولاية آآ
قاطعها نافيا 
لا بلد مولده الأصلي !
هتفت بعدم تصديق بعد أن خمنت بسهولة ما الذي يقصده 
مصر !
أومأ برأسه إيجابا وهو يبرر لها 
نعم ستقضين هناك فترة معينة تحت أعين حراسة خاصة بهوية مختلفة !
أنا لا أفهم شيء
سأوضح لك ما تريدين ولكن الأهم أن تلتزمي بالتعليمات
حدقت في الملف الموضوع أمامها وقرأت ما به على عجالة ثم رفعت رأسها لتنظر إليه والإندهاش يعلو تعابير وجهها وسألته بنزق 
أتريد مني أن أغير هويتي في مصر 
نعم من أجل أمنك
احتجت قائلة بإصرار 
لن يحدث أنا أرفض هذا إن ذهبت إلى مصر سأتمسك بهويتي الحقيقية ولكن أقبل بأي اسم مستعار !!
أخذ الضابط نفسا عميقا وزفره على مهل وهو يجيبها بهدوء 
آنسة مشعل بعنادك هذا تعرضين نفسك للخطړ أكثر
ردت عليه بنبرة شبه محتدة 
الخطړ في بلد الأمن والأمان هكذا سمعت عنها فهل أنا مخطئة 
أجابها برد دبلوماسي 
ليس هكذا ولكن الخطړ موجود في كل مكان
أضافت سابين قائلة بإصرار 
دعني أتمسك بإسمي مادمت هناك على الأقل أشعر بكينونتي
فرك الضابط طرف ذقنه بإصبعيه ورد عليها 
سأفكر في الأمر
ابتسمت له مجاملة وهي تقول بإمتنان 
أشكرك !
تابع الضابط قائلا بجدية 
سنكون على تواصل معك !
ثم أشار بيده نحو الملف وأكمل بصوت أكثر جدية 
وهذه طبيعة مهمتك في مصر
تفاجئت مما قاله وسألته متعجبة وهي ترفع حاجبيها للأعلى 
أتقصد أني سأعمل 
حرك رأسه إيجابا وهو يقول 
نعم لضمان السرية اختلقنا عذرا لوجودك هناك
مطت شفتيها لتفكر مليا فيما قاله 
لاحظ الضابط ترددها والإرتباك الممزوج بالحيرة البادي على تعابير وجهها فإبتسم لها ابتسامة مهذبة وهو يضيف 
اطمئني لن تمكثي هناك إلا لفترة معدودة !
زفرت بإنهاك وهي تتمتم قائلة 
أتمنى أن ينتهي هذا الکابوس قريبا !
بادلها الضابط إبتسامة مطمئنة وهو يرد بنبرة شبه آمرة 
لا تقلقي إقرأي هذا الملف جيدا واحفظي ما به جيدا فهو هام لأجل مصلحتك
هزت رأسها بحركة خفيفة وهي تردد بخفوت 
حاضر سأفعل !
ونحن سنرتب التعديلات الخاصة بشأن هويتك هناك
أشكرك على تفهمك 

تنهدت سابين بعمق تلك المرة  فقد حفظت دورها عن ظهر قلب  وتمرنت جيدا لتتقنه حتى لاينكشف أمرها وهي بمفردها في مصر 
ما أثلج صدرها هو تنفيذ ضباط المباحث الفيدرالية لوعدهم لها بإخراجها بهويتها الأصلية دون إثارة الشكوك حولها 
ارتسم على ثغرها إبتسامة هادئة وهي تحدق في النافذة الملاصقة لها 
شردت لوهلة في المجهول أمامها وفكرت بعمق تلك المرة 
هي تعلم أن الأمر ليس بالهين ولكن لا ضرر من المحاولة 
ما طمأنها هو وجودها في بلد عرف عنه بطيبة شعبه وأصالته ومعدنه الأصيل ولكن ما أربكها هو من ستتعامل معه تحديدا هناك فهي لا تزال غريبة في تلك الأرض البعيدة والتي تختلف تماما عن تلك التي نشأت وترعرعت فيها وبالتالي هي تجهل طبيعة الأشخاص هناك فتمنت في قرارة نفسها أن تكون تجربتها المقبلة شيقة  أو على الأقل تخوضها بأقل الخسائر المتاحة
٢٤١٢ ٩٤٦ م نودي دواعي أمنية  مشددة 
الفصل الثالث 
في منزل مسعد غراب 
تأنق مسعد على غير عادته وإرتدى أكثر حلاته أناقة لتليق بتلك المهمة الخاصة 
خرج هو من الغرفة فوجد والدته قد أعدت له الطعام ووضعته في علب بلاستيكية ثم أسندتها بداخل حقيبة سمراء 
رسمت على ثغرها ابتسامة
 

انت في الصفحة 6 من 81 صفحات