دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
ليتجاوزه ويقف مواجها لوائل ومتحديا إياه بقوة وصاح به بغلظة ونظراته قد تحولت لنذير خطړ
أقولك أنا أبقى مين !
احنى باسل رأسه للأمام ليبدو كمن يحاول تسديد لكمة رأسية قوية ورد عليه بصوت قاتم يحمل الڠضب والسخط
اللي واقف قدام جانبك يا سيادة التلميذ يبقى الرائد باسل سليم خطيب الآنسة المبجلة إيناس غراب !
نعم !!!!!
نظر مسعد إلى باسل بإندهاش عجيب وردد متساءلا
إيناس مين دي اللي هي البت نوسة
تابع باسل قائلا بشراسة
أظن بقى مايصحش تخطب واحدة مخطوبة !
ثم لكزه پعنف في كتفه وأكمل مهددا بنبرة عدائية
اتفضل بالسلامة بدل ما ألبسك تهمة وانت واقف مكانك !
تراجع وائل للخلف مصډوما من تلك المفاجأة الغير متوقعة ..
انت مش عارفني لما الجنونة تطلع !
وضع مسعد قبضته على ذراع باسل وسأله بنزق وهو يحاول استيعاب ما قاله توا
باسل انت خطبت إيناس امتى مش آآ...
شعر وائل بالحرج الشديد فتنحنح بصوت متحشرج وهو يردد بتعلثم
احم .. أنا أسف مكونتش أعرف إنها مخطوبة عن اذنكم !
ايه يا باسل الكلام الغريب اللي قولته أنا كفيل أنهي معاه أي موضوع من غير ما آآ......
الټفت باسل ناحيته وقاطعه قائلا بقوة
مسعد بص من غير ما ألف كتير وأعمل أفلام ومقدمات أنا عاوز أخطب أختك إيناس !
هو في ايه مالكم النهاردة الكل عاوز يخطب ايناس هو مافيش إلا هي في البلد !
احتج باسل عليه قائلا
لا في كتير بس أنا آآ...
ثم توقف عن اتمام حديثه فقد تغير مجرى الحوار وأصبح في موضع حرج نوعا ما ..
فلم تكن تلك هي الطريقة التي يود أن يتقدم بها لخطبة إيناس ..
طال صمته وبدا أكثر ارتباكا عما كان قبل لحظات من شراسة وعڼف ..
انت ايه
نكس باسل رأسه حرجا منه وأسبل عيناه وهو يجيبه بصوت خفيض غير واضح نسبيا
أنا بأحبها ..!!
لم يسمع مسعد ما قاله بوضوح فهتف بحدة
يا بني مالك قلبت بطة بلدي كده ليه ما تعلي صوتك شوية !
رد عليه باسل بنبرة جادة وهو يبتلع ريقه
صاح مسعد مذهولا وقد ارتفع حاجباه للأعلى
نعم !!!!!
لم يتخيل أن من أحبها مرتبطة خفية بغيره وهو كان كالأحمق يفرض نفسه عليها دوما فبالطبع كانت ترفضه وتتصدى لأي محاولة بائسة منه للتقرب منها ..
هاتف وائل أماني وهو يقود سيارته ثم عاتبها بحنق
كنتي قوليلي إنها مخطوبة بدل ما أروح أتهزق واخد كلمتين مالهومش لازمة !
ردت عليه بعدم تصديق
ازاي بتقول كده إيناس مش مخطوبة دي صاحبتي وأنا عارفها !
زفر بصوت مسموع ومخټنق وهو يقول
أهوو اللي حصل !!
ردت عليه أماني بهدوء حذر
طب اهدى يا وائل وفهمني بالظبط ايه الموضوع !!!
في الوحدة التدريبية العسكرية
حدق مسعد في باسل بنظرات متفرسة بعد أن اعترف الأخير بحبه لشقيقته الصغرى ..
لم يتصور أن رفيقه قد يقع في غرام أخر شخص يتوقعه على ظهر الأرض .. خاصة وأنه يعرف بمدى كراهية أخته له .. فاعتقد أنها ربما تكون دعابة سخيفة منه ...
لذا صاح به مدهوشا وقد اتسعت عيناه
نعم ! بتحب مين
ازدرد باسل ريقه وهو يجيبه بحذر
آآ.. إيناس !
ردد مسعد غير مصدق وهو يشير بإبهامه للخلف
إيناس بتاعتنا !
تعجب باسل من طريقه رفيقه معه ورد عليه مستنكرا صډمته الزائدة
هو انت عندك حد تاني غيرها
هتف مسعد بعدم اقتناع
إيناس البت نوسة اللي كنت بتناديها نسناس !
عبس باسل بوجهه ورد عليه بنبرة قاتمة وقد احتدت نظراته
أه هي بس متقولش عليها نسناس !!!!!
صاح مسعد بنبرة جادة
انت عاقل يا باسل إيناس ده انت كنت بتعتبرها شيخ غفر ! وعندها شنبات يقف عليها الصقر !
تشنجت قسمات وجهه فقد كان أخيها صائبا فطالما تعمد هو السخرية منها قديما لاستفزازها ولكنه ندم اليوم على ما قاله في حقها حتى لو كان بدافع الضحك .. لذلك حذره قائلا بغلظة
مسعد متقولش كده على أختك !
التوى ثغر مسعد بإبتسامة متهكمة وهو يردد
انت يا بني واعي ده انت بنفسك على طول بتقولي كده عليها ومن وهي لسه عيلة !
هز رأسه غير مقتنع بطلب رفيقه وتابع بسخرية
أكيد مخك جراله حاجة بعد ناتالي !
رد عليه باسل بنبرة شبه متشنجة وقد زادت تعابير وجهه غموضا
ناتالي دي كانت غلطة وانتهيت خلاص منها !
مسح مسعد وجهه بكفه ثم مرر يده على رأسه وهتف بنبرة حائرة
إنت .. أنا مش عارف أقولك ايه
حدق فيه باسل بنظرات جادة للغاية وهتف بلا تردد
قولي إنك موافق !
هز مسعد رأسه بإيماءات متعددة وهو يقول
موافق على ايه
أجابه بنبرة أكثر إصرارا
على إني أخطب أختك !
تفرس مسعد في تعابير وجه رفيقه الذي بدا أكثر جدية عما مضى ..
لم يكن الأمر مزاحا أو مجرد عبارة قيلت إعتباطا .. ولكنه طلب واضح ومحدد ..
لذلك سأله مستفهما دون أن تتبدل نظراته الغير مقتنعة
طب انت بتكلم جد يعني مش هزار ولا أفلام ولا حركات عشان الواد المسهوك اللي آآ...
قاطعه باسل بنبرة عنيدة وهو يشير بعينيه
وده شكل واحد بيهزر !
تفرسه مسعد بنظرات دقيقة ورد بإيجاز
لأ !
ضړب مسعد كفا على الأخر وردد بإبتسامة ساخرة
أنا مش مصدق وداني حاجة عجيبة والله ! أنا ممكن أتصور أي حاجة إلا الجنان اللي سمعته حالا !
اغتاظ باسل نوعا ما من ردود رفيقه الفاترة والتي بدت أكثر استخفافا .. وسأله بعبوس
وايه الغريب في اللي بأقوله
رد عليه مسعد بتساؤل غامض
انت تايه عن إيناس اختي ولا ايه
لم يفهم باسل المقصد من عبارته المبهمة وسأله محاولا تفسير ما يقول
قصدك ايه يا مسعد فكرك أنا مش هاقدر أعملها كل اللي نفسها فيه وآآآ...
قاطعه مسعد بإمتعاض
مش كده خالص
رفع باسل حاجبه للأعلى وتساءل بنفاذ صبر
أومال إنت مش موافق بيا
أجابه مسعد مبتسما بسخرية
يا عم هو أنا طايل حد يتقدملي ! بس الرك في الأخر على رأيها هي
تساءل مسعد بتلهف
طيب ايه المانع اني أتقدملها
رفع مسعد كفه أمام وجه رفيقه ورد عليه بجدية
شوف من الأخر كده ايناس تطيق العمى ولا تطيقك فاستحالة انها توافق عليك أصلا !
هتف باسل غير مستوعب ما قاله الأخير
نعم !
أوضح مسعد قائلا بتهكم
ده انت بالنسبالها في البلاك ليست القائمة السوداء ولو أخر واحد في الدنيا مش هترضى بيك !
استشاطت نظراته عقب الجملة الأخيرة .. وشعر بدمائه تغلي بداخل عروقه ..
ألهذا الحد هي تبغضه تكره كل ما له صلة به ..
لم يظن أنها تحمل له كل تلك الضغينة ..