دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
بعدم اكتراث
أديني قولتلك وإنتي اتصرفي وفاتحي بنتك
أومأت برأسها بحيرة وهي ترد عليه
ربك يسترها بقى !
ثم أضافت مهللة بسعادة مخفية
بس تعرف إنت والله فرحتني .. الواد باسل كويس وابن ناس ويستاهل كل خير
اكتسى وجهها بعبوس مفاجيء وهي تكمل
بس البت نوسة وش فقر ومش هترضى !
رد عليها مسعد موثقا حديثها
مش بعيد !
مال مسعد على والدته وأخفض نبرة صوته قليلا وهو يحذرها بتوجس
بس بصي بلاش سيادة اللوا يعرف دلوقتي إلا لما نعرف رأيها الأول !
همست له بحرص
أكيد يا بني أومال يعني هاجيب لنفسي ۏجع الراس من غير لازمة
غمز لها قائلا بمزاح
أموت فيكي وإنتي واعية كده يا ست الكل
أومال ايه .. !!
لوح مسعد بذراعه في الهواء وهو يغمغم بتوجس
أدينا خلصنا من أول بلوى !
انتبهت هي إلى ما قاله وسألته بفضول
ها والموضوع التاني
تنحنح بإرتباك ملحوظ وأسبل عيناه قائلا بتوتر
احم .. ما بلاش
مسحت على كتفه بكفها الذي أسندته عليه وأصرت قائلة
فرك مسعد طرف ذقنه بإصبعيه ورد عليها بحرص
والله يا أمي أنا كنت بأفكر كده آآ..
قطم حديثه ونكس رأسه حرجا فصاحت فيه صفية بضيق
قول ..!!!!
رد عليها بتلعثم وهو يتحاشى النظر إليها
آآ.. أتجوز
تهللت أساريرها بشدة وانشرح صدرها وعاتبته قائلة بحنو
ودي محتاجة كل التهتهة دي هو أنا في الديك الساعة لما أجوزك بنفسي لأحسن بنت في الدنيا !
الله يكرمك يا ماما !
هتفت صفية متضرعة وهي ترفع بصرها للسماء
ربنا يمد في عمري بس واشوفك ببدلة الفرح وأفرشلك بيتك باحسن حاجة !
يا رب
انحنت برأسها عليه وسألته بمكر
ها أشوفلك حد كده تبعي ولا انت آآآ...
قاطعها مسعد قائلا بغموض
ماهو أنا مكملتش بقية كلامي !
سألته بخبث وعيناها تمرحان بتسلية
ابتسم قائلا وهو يرمش بعينيه
والله هي قمر !
زاد فضولها لمعرفة هوية تلك العروس التي أخرجت ابنته عن عزوبيته الجبرية وسألته بحماس جلي
حد نعرفه انطق يا غالي ها مين !
ابتلع ريقه بتوتر ونظر لها بإرتباك وهو يجيبها بكلمات مبهمة
بصي هو انتي شوفتيها قبل كده واتعاملتي معاها !
مين دي
استجمع مسعد شجاعته وأخبرها قائلا
فاكرة البت الصاروخ اللي جت أعدت عندنا يومين هنا
قطبت جبينها بإستغراب وهي تسأله بحيرة ظهرت في نظراتها
بت !! بت مين دي
عاتبها مسعد قائلا بضيق وقد اكتسى وجهه بالعبوس
ايه يا حاجة صفية لحقتي تنسيها هو احنا كل يوم بيجي عندنا بنات قمر يقعدوا معانا !
ردت عليه بإستياء مصطنع
مش فاكرة والله يا بني هو أنا مخي دفتر !
أخذ مسعد شهيقا عميقا وزفره على مهل .. وأجابها بخفوت
البت صاحبة ايناس سابين !
رددت بفتور
س.. سا آآ.. سابين !
أضاف مسعد قائلا بتأكيد
ايوه يا ماما الخواجاية المزة اللي كانت إسراء بتظبطهالي !
تذكرتها صفية على الفور فقد كانت تظن أنها تشكل ټهديدا على زوجها بسبب جمالها وصغر سنها فتجهم وجهها وأجابته على مضض
ايوه .. ايوه افتكرتها بس مش دي راحت لحال سبيلها من زمان ايه اللي فكرك بيها دلوقتي
همست بتنهيدة عاشقة وقد شرد في تفاصيل وجهها
أنا مانستهاش أصلا !
تعجبت صفية من حالة الهيام الظاهرة على ابنها ولم تستطع أن تفهم ما قاله بوضوح فسألته
بتقول ايه
انتبه لها وتنحنح مجددا وهو يجيبها بإبتسامة بلهاء
احم .. ماهو أنا هاتجوزها !
ردت صفية مستنكرة وهي تنظر لها بقوة
تتجوزها هو احنا نعرف أراضيها فين ده موضوع بقاله سنين !!
هتف مسعد بحماس وقد زادت ابتسامته
لأ ما أنا مقولتلكيش على اللي حصل !
سألته بإهتمام وقد ضاقت نظراتها
حصل ايه
رد عليها بجدية دون أن تنقص ابتسامته
مش أنا طلعت متجوزها لأ وكمان مخلف منها !
اعتقدت صفية أن ابنها يمازحها في الحديث فلكزته في كتفه قائلة بعتاب
يا واد بطل هزار !
هز رأسه نافيا مجيبا إياها بجدية
وربنا ما بأهزر الورق بيقول انها مراتي من كام سنة !
كان وقع الكلمة عليها قويا فرددت بعدم تصديق
مرات مين
أجابها مسعد بثقة
المزة سابين تبقى مراتي !
شهقت صفية بصوت مسموع ولطمت على صدرها بفزع وهي تردد
ايه !!!!!!!!
أضاف مسعد قائلا بمرح
لأ وخدي دي بقى الناصحة سمت نفسها صابرين وبقت مراتي وجابتلي عيلة صغيرة وعملتها بنتي !!
انت بتكلم جد يا مسعد
هز رأسه بالإيجاب وهو يقول
ايوه
هبت صفية واقفة من مكانها وصاحت بنبرة أقرب للعويل وهي ترفع ذراعيها في الهواء
يا نصيبتي !
انتفض مسعد فزعا من مكانه وازدرد ريقه قائلا بتخوف شديد
استر يا رب
أكملت صفية قائلة بصوت متشنج وهي تهز جسدها مستنكرة ما صرح به ابنها
ضحكت عليك بنت الخواجات وبلفتك !
حاول مسعد وضع كفيه على كتفي والدته لتهدئتها بعد أن ثارت ثورتها واهتاجت بطريقة مقلقة .. وأردف قائلا
اهدي كده يا ماما هانتفضح !
دفعته والدته بكوعها وتحركت بالقرب من النافذة وأكملت صياحها الغاضب وهي ټضرب صدرها بكفيها
تعالوا يا ناس اتفرجوا على الفضايح !
ارتبك مسعد بشدة من ردة فعلها المبالغة وتوسلها راجيا
أبوس ايدك يا ماما اهدي واسمعيني بس !
التفتت بجسدها نحوه وهدرت بعصبية
أهدى عاوزني أهدى وانت بتقولي اتجوزت وخلفت من غير ما أعرف !
ثم رمقته بنظرات مهينة وتابعت بغلظة
اخص على دي تربية بقى أهون عليك تعمل كده وتكسر بقلبي وأنا اللي عاوزة أفرحلك !!
وضع مسعد يديه على رأسه ضاغطا عليها وهتف مستنكرا
يا دين النبي يا حاجة اسمعي أنا هافهمك كل حاجة !
صاحت فيه بتشنج
تفهمني ايه بالظبط !
رد عليه بعبوس
كل الليلة من أولها !!
حدجته هي بنظرات ڼارية وضړبته في صدره پعنف وهي تردد پغضب
اوعى جيل بايظ مالوش أهل ولا تربية بيعمل اللي في دماغه ويرجع آآ....
قاطعها قائلا بضيق
يا لهوي يا ماما ده انتي مخك حجر !
ضړبت بيدها على جانبها وتابعت مھددة
بس يجي أبوك لأقوله على مصيبتك السودة دي
ثم تحركت مبتعدة عنه فحاول هو اللحاق بها هاتفا
يا حاجة استني !
أكملت صفية قائلة بټهديد شديد اللهجة
والله لأكلم أخواتك البنات واجوزاتهم وأقولهم على عمايلك دي خليهم يجوا يشوفوا حل معاك !
ارتفع حاجباه للأعلى مندهشا مما تنتوي والدته فعله بلا داعي فهتف بإستهجان
هو أنا لحقت أعمل حاجة عشان تقلبي عليا الدنيا !
أضافت صفية قائلة بحزن ممزوج بالضيق
البت سحرتك وإنت زي الأهبل مشيت وراها وبعت أهلك عشانها حسبي الله ونعم الوكيل !
حك مسعد فروة رأسه مصډوما مما تقول وهتف ساخرا
ايه يا ست صفية انتي ضړبتي كرسي في الكلوب ومش مدية حد فرصة آآ....
قاطعته قائلة بسخط وقد تحولت نظراتها للقسۏة
اسكت خالص اوعى من وشي لازم أشوفلي صرفة مع أبوك !
رد عليها مسعد بإستنكار
يادي النيلة