الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 30 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


خطيبي ! ازاي تسمحله يقول كده من غير ما تربيه وتقطع لسانه 
حدق اللواء محمد في ابنته بغرابة متعجبا من تصريحها اللاذع وتساءل بحنق بعد أن شعر بجهله بما يدور في منزله  
هو في ايه أنا مش فاهم حاجة عرفوني باللي حاصل بدل ما أنا عامل زي الأطرش في الزفة !
تأمل مسعد أوجه عائلته ونظراتهم المتنوعة ما بين ڠضب وحيرة واستنكار وهمس لنفسه 

دي عيلة مجانين وربنا !
ومع ذلك لم ينجح فصورة ذلك السمج الذي طلب خطبتها كانت تلاحقه بإستمرار فتزيد من حدة غضبه وبالتالي يزداد شراسة في أفعاله ..
اه لو كان سابني مسعد عليه
هتف بتلك العبارة وهو يكز على أسنانه بشراسة ..
حاول أن يضبط انفعالاته أكثر وحدث نفسه بإصرار 
مش هسيبك تضيعي تاني مني .. انتي ليا وبس يا إيناس !
في منزل مسعد غراب 
وقف مسعد حائرا بين أفراد عائلته يراقب ردة فعل كل شخص منهم على حدا .. فوالدته حانقة وثائرة بسبب اعتقادها في زواجه بدون علمها وأخته تكاد تطيح برؤوس من يقف أمامها لمجرد معرفتها بتقدم باسل لخطبتها .. أما أبيه فيبدو مغيبا عما يدور من حوله ويحاول جاهدا استيعاب الموقف و تهدئة الأوضاع وعقد هدنة مؤقتة ريثما يفهم كل شيء ..
تأملهم بنظرات دقيقة ثم صاح فجأة بزمجرة شبه حادة بعد أن يأس من السيطرة على الموقف 
طالما محدش عاوز يسمعني ولا يديني فرصة يبقى بناقص وجودي هنا !
ساد صمت مفاجيء والتفتوا جميعا نحوه فتابع بغرابة 
وقت ما تهدوا هتفاهم معاكو .. سلام !
لم يضف المزيد وتحرك بخطوات أقرب للركض في اتجاه باب المنزل ليعود إلى وحدته العسكرية ..
ركضت إيناس خلفه وهي تتساءل بصوت هادر 
انت يا مسعد سايبنا ورايح فين
لم يلتفت إليها وأجابها بهدوء حذر 
خارج لكن بالمنظر ده هتبقى خناقة وهنقول كلام يزعلنا كلنا من بعض !
تابعت هي قائلة بتجهم شرس 
ماتمشيش من غير ما آآ...
لم يصغ إليها فقد ظن أن تصرفه هذا هو انسحاب سلمي ليعطي الجميع الفرصة للهدوء والتريث قبل إصدار اﻷحكام النهائية ...
في منزل سابين 
لم تهنأ سابين بنوم مستقر منذ تلك الليلة التي عرف فيها حبيبها كل شيء ..
كانت تخشى عليه من اﻷذى واﻵن باتت تخاف من خسارته للأبد ..
تورمت عيناها من كثرة البكاء .. حتى أن الصغيرة ببرائتها وضحكاتها المرحة لم تستطع إخراجها من حالتها الكئيبة تلك .. 
حدقت هي أمامها في الفراغ بأعين دامعة وهمست لنفسها بندم 
كنت مضطرة موسأد ابعد عنك زمان بس اﻵن مش إقدر !
قفزت الصغيرة جينا أمامها وهي تتساءل بمرح 
مامي .. دادي سيأتي مرة أخرى come again!
هزت سابين رأسها نافية وهي تجيبها بصوت منتحب 
نو جينا .. دادي فلاي away حلق بعيدا 
هتفت الصغيرة ببراءة 
أنا love أحب دادي !
ثم عبس وجهها قليلا وهي تتساءل بتوجس 
دادي dont love me هو لا يحبني 
استشعرت سابين من حديث الصغيرة احساسها بكرهه لها فخشيت أن يؤثر هذا على حالتها النفسية ويصبح هذا معتقدا راسخا في عقلها فهتفت مستنكرة وهي تضمها إليها 
نو نو .. دادي بيحبك كتير بس هو busy so much مشغول الفترة الحالية 
ابتسمت الصغيرة بسعادة 
اوكي مامي !
في الوحدة التدريبية العسكرية 
ما إن عرف باسل بعودة مسعد حتى ترك ما في يده وذهب إليه ليعرف منه أخر المستجدات ..فقد كان ېحترق شوقا ويتوق بتلهف كبير ليعرف رأيها ..
تفاجيء هو بحالته المتجهمة المسيطرة على تعابير وجهه ونظرات الحزن التي تكسو عيناه .. فانقبض قلبه پخوف كبير وازدرد ريقه بتوتر ثم سأله متوجسا 
ايه الاخبار 
لم يجبه اﻷخير وزفر بتنهيدة مطولة تعكس جزءا ضئيلا مما يضمره في صدره من آلم وضيق ..
قفز قلب باسل في قدميه وسأله بقلق واضح 
ما ترد عليا يا مسعد حصل ايه 
رد عليه مسعد بتساؤل فاتر 
في ايه بالظبط 
هتف باسل بحدة وهو يشير بعينيه 
في موضوعي طبعا !!!!
رمقه مسعد بنظرات خاوية وأجابه بتهكم 
تفتكر انت هايكون ايه يعني 
جف حلق باسل وتهدل كتفيه للأسفل وتساءل بنبرة شبه حزينة 
يعني ... آآ .. إيناس عرفت وآآ رفضت 
التوى ثغر مسعد بضحكة ساخرة ورد عليه بعدها بسخط 
رفضت دي اخر كلمة قالتها بعد ما قلبت الدنيا وخربتها ويمكن دلوقتي زمانها طايحة في كل اللي في الجيم ده إن مكانتش عملتلهم عاهة!
عقد باسل ما بين حاجبيه مرددا بتعجب قليل 
الجيم !
أوضح مسعد مقصده قائلا 
أجابه مسعد بتذمر 
ما انا قايلك انها مش بتطيقك ولا بتقبلك وآآ.....
طب هي بتحب الواد الملزق ال... آآ
رد عليه مسعد مقاطعا إياه قبل أن يتطاول بفظاظة ويسب وائل 
ولا جابت سيرته أصلا .. بس اللي هتيجنني هي عرفت ازاي وأمي مكانتش لحقت تقولها!
احتقن وجهه نوعا ما وضاقت نظراته وتحولت للشراسة وتمتم من بين أسنانه بغلظة 
اكيد ال .... ده كلمها وعرفها !
هز مسعد رأسه نافيا وهو يقول 
لا معتقدش هي صاحبتها طلبتها قدامي وشوية واتقلب حالها !
صاح فيه باسل بعصبية 
اومال رفضتني ليه !!!!!
حرك مسعد كتفيه نافيا 
معرفش !
بدا على وشك الإڼفجار وهدر پغضب زائد 
يا مسعد ريحني بدل ما أنا بأهري في نفسي كده
رد عليه رفيقه بنفاذ صبر 
مش اما ارتاح انا الاول
سأله باسل بإمتعاض 
طب انت عملت ايه في موضوعك
حدق فيه مسعد بنظرات متأففة ورد عليه مستنكرا تجاهله لوضعه المتأزم 
لسه فاكر تسألني .. صحي النوم يا باشا !
أغمض باسل عينيه وأخذ نفسا عميقا حپسه لثوان قليلة داخله ليستعيد هدوئه فهو يعلم أن الإنفعال لن يحل شيئا .. ثم زفره دفعة واحدة وفتح عيناه ووقف قبالة رفيقه 
ثم وضع يده على كتف رفيقه وضغط عليه قليلا وهو يقول 
معلش يا صاحبي ڠصب عني !
أخفض مسعد عينيه ورد بيأس  
اهوو موضوعي أنأح من بتاعك بمراحل
أضاف باسل قائلا بجدية 
اكيد الحاجة صفية مسكتتش !
لوى مسعد فمه بسخط وهو يرد عليه 
قول هي ماقالتش ايه !
سأله باسل بإهتمام وهو محدق به 
طب وإنت ناوي على ايه 
رد عليه بتنهيدة مطولة 
ربك يدبرها من عنده !
حاول مسعد الابتسام ليهون على نفسه المسألة
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 50 صفحات