الأربعاء 27 نوفمبر 2024

احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

لو عليا فأنا عايز أفضل عمري كله معاك.. أنا بحس طول ما أنا بعيد عنك اني في غربة ولازم تعرفي أد أيه بكون متعذب عشان أرجع وأشوفك قدامي.. الكام ساعة دول بيخطفوا مني كل حاجة... ابتسامتي.. روحي.. قلبي.. بيخطفوا عمري كله.
واسند جبهته لجبهتها وهو يهمس بعشق
_ أنت ملكتي قلبي ومبقاش ملكي يا مليكة! 
ارتعش جسدها الذي أعلن التمرد عليها من شدة قربه وكلماته الخبيرة في السيطرة على أحاسيسها ومشاعرها فلم تستطيع الاعتراض على دفعة عشقه الذي قدمها إليها سمحت له بأن يخترق خصوصياتها تباعا حتى ملكها قلبا وقالبا فلم يبالي لكونه متاخرا شعر وبتلك اللحظة بأنه يود أن يذهب العمل والشركات والمقر للچحيم طرد عناء مهماته الثقيلة خلف شرارة عشقه وجموح رغباته التي ذابت أخر حصون عشقهما المؤجل! 

الصباح لا يحلو الا بمزيج رائحة القهوة والشاي الممزوج بالحليب الدسم لإرضاء أذواق الجميع على المائدة التي تجمعهم حرصت دينا وملكعلى تنظيم الطاولة استعدادا لموعد تناول الفطور بالساعة العاشرةصباحا فسبقن بالتجهيزات قبلها بنصف ساعة فوقفت كلا منهن تشرفن على الطعام الذي يتقدم على الطاولة وما يتم تجهيزه بداخل المطبخ كان أحمد بطريقه لغرفته حتى يبدل ملابسه سريعا فانتبه لصوت ملك المتلهف لندائه 
_أحمد. 
توقف عن صعوده الدرج وعاد ليقف مقابلها وهو يتساءل باهتمام 
_حضرتك ندهتيني. 
أومأت برأسها وهي تسأله بقلق 
_فين ياسين وليه مرجعتوش امبارح مع الشباب 
رد عليها بابتسامة لم تفارق وجهها البشوش 
_لا رجعنا بعدهم بساعة بس كنا بره بالحديقة بنخلص شوية شغل. 
منحته ابتسامة رقيقة وهي تخبره 
_طيب يا حبيبي.. اطلع غير هدومك وانزل عشان تفطر معانا. 
أومأ برأسه بخفة وهو يتجه للأعلى بعدما أخبر أحد الخدم بتقدم القهوة لمدمنها الذي يترقب لحظة وصولها بالخارج وحينما صعد للدرج وجد من يتابعه من الأعلى وهو يرتب جرفاته بانزعاج أمام المرآة الموضوعة على جانبي الدرج العلوي فما أن صعد تجاهه حتى قال ساخرا 
_يا مراحب بابو جميد.. راجع وش الصبح كده ولا همك حد! 
ألقى جاكيته وهو يجيبه بتأفف 
_مش فايقلك على الصبح يا جاسم. 
منحه نظرة متفحصة قبل أن يشير له بشفقة 
_روح خدلك شاور كده وحصلني تحت في حاجة عملها أخوك المغفل ولازم تعرفها. 
اعتصر وجهه بقبضة يده وهو يتساءل بحدة 
_عمل أيه سي زفت!! 
بابتسامة واسعة قال 
_غير وحصلني. 
وكاد بالهبوط للأسفل ولكنه توقف حينما جذبه أحمد وهو يردد باستهزاء 
_استنى بس.. أنا تقريبا عشان منمتش كويس بيتهيألي إنك نازل بدري على غير عادتك.. 
أبعد يده عن جاكيته وعدله بحرص على الا يتلفه ثم قال بهدوء مضحك 
_لا أنا بس مليت من دوشة الواد وأمه.. كلوا دماغي على الصبح يا عم. 
كبت احمد ضحكاته بصعوبة وهو يتابع من يقترب منهما ويتلصص على مسمع الأخير وإذ فجأة وجد ابنه الصغير موضوع بين يديه وصوت حاد يتلقفه كالصڤعات التي علت رقبته مرة واحدة 
_بقى كده.. طيب يا جاسم أنا هوريك.. اتفضل ابنك اهو شوف بقى مين اللي هيربهولك أنا مجتلكش بعيال يا حبيبي.
استدار بالطفل الذي لم يكف عن استهداف وجهه ورقبته بأظافره متعمدا غرسها بلحم وجههفصاح پألم
_آآه....لا يا داليا متسبنيش مع المتوحش ده أنا آسف.
وركض خلفها وهو يناديها بهلع ويبعد عنه الصغير وكأنه يحمل قنبلة مؤقتة 
_استني بس يا حبيبتي... ده أنا كنت بهزر وعهد الله بحبك ومقدرش أستغنى عنك.
وأسرع خلفها للأسفل بينما استكمل أحمد طريقه وشفتيه لم تكف عن الضحك حتى أحمر وجهه. 

_رحمة. 
اړتعبت فور سماعها لصوت المتعصب فحمدت الله مرتين أنها الآن بغرفة أبنائها والا كانت تواجه غضبه الذي لا تعلم سببه إلى الآن وحينما استمعت لصوت ينادي مجددا تركت الباب الفاصل بين الغرفتين بينما تتصنت عليه وأسرعت لفراش ابنتها فركت أصابعها وهي تخبرها بإرتباك 
_حبيبتي بابا بيناديك مش بتردي ليه 
رفعت الصغيرة عينيها عن دفترها الصغير لتجيبها بضيق رغم الابتسامة التي ترسمها وكأنها مجبورة على رسم الود 
_يا مامي كل مرة حضرتك بتقوليلي كده ولما بروحله مش بلاقيه عايزني أنا. 
ثم تساءلت ببراءة 
_أنتي خاېفة تروحي 
اخفت خۏفها خلف نظراتها الحانقة
_هخاف ليه يعني!! 
ثم تركتها واتجهت بكل ثقة زائفة تجاه الباب الفاصل بين الغرفتين وفجأة على الصوت بعصبية سيئة 
_رحمة! 
تلاشت كل ذرة شجاعة تحلت بها فهرعت الى فراش ابنها الذي يوزع نظراته بينها وبين حاسوبه بهدوء ممېت بينما تراقب هي باب الغرفة پخوف وترقب فحانت منها التفاتة جانبية إليه وحينما وجدته يتجاهل ما يحدث معها فقالت بانفعال 
_ولا على بالك اللي بيحصل... أنا مش عارفة انا عملت ذنب أيه في حياتي عشان ربنا يبعتلي نسخة من باباك وأنا من الأساس بعاني معاه عشان أقدر أفهمه!! 
ترك ياسين الصغير حاسوبه وكتبه جانبا ثم دنا ليجلس على حافة الفراش وهو يعاتبها باستنكار 
_محدش بيقول اني شبهه غيرك يا أمي.. مع أني مش شايف فينا شيء مشترك هو مش قادر يشوف نفسه غير الۏحش قولا ولقبا.. حقيقي أنا مش عارف حضرتك بتتعاملي معاه ازاي.. لا وبتشبهيني بيه في وجود عظمة البيت ده.. أكيد اني هفرح لو قولتيلي شبه جدك مثلا لكن بابا معتقدش ده شيء يفرحني! 
جحظت عينيها في دهشة لحواره المرتب الذي اعتادت منه عليه ولكنه كل مرة يثير اعجابها فقالت بتوتر 
_طب ما تروح أنت تشوفه عايز أيه وتيجي! 
بثبات مخالف لابتسامة مكره 
_مبنتفقش مع بعض أنا وهو.. الأفضل أن حضرتك تروحي وتشوفيه محتاجك ليه.. خصوصا اني بتبع تعليمات ياسين باشا وبحاول أكون مسالم معاه. 
پصدمة تساءلت 
_مسالم معاه! ... أنت هتقتل أبوك يا ياسين!!!! 
ضحك بصوته كله وهو يجيبها 
_قتل أيه بس.. زوجك المحترم اللي داخل حرب كبيرة مع الباشا واللي يدخل معاه حرب كأنه بيتعرضلي انا. 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة 
_أنت عندك كام سنة يا حبيبي.. أنا ساعات بخاف منك والله. 
عاد لمقعده مجددا ثم جذب جاسوبه وهو يتابع دراسته مشيرا لها 
_روحي بس شوفيه عايز أيه.. لأن التأخير مش في مصلحتك هيتعصب عليكي أكتر.. ومټخافيش أنا هنا لو سمعتك بتستغيثي هجيلك فورا وكلها أربع أيام والباشا هيرجع هو وتيتا من رحلة اليخت والدنيا هترجع زي الأول.
لم تستغرب لحديثه الذي يعد متشابها لرجلا ناضجا عكس تؤامه وابنتها رحمة تعيش طفولتها بكل ما تحمله معنى الكلمة تركته ولم تعلق حتى على جملته الأخيرة فهي تعلم بأنه على تواصل مستمر بياسين الچارحي الشيء الذي لا يصدق أنه أقرب إليه من زوجها ذاته! 

قاومت رعشة يدها عدة مرات قبل أن تحرر مقبض الباب وبالنهاية أصبحت بداخل غرفتها تبحث عنه بعينين ترتجف كحال جسدها فانحنت تبحث عنه بالغرفة الهادئة من ثورته الغاضبة استقامت بوقفتها وبدأت تلتقط أنفاسها براحة حينما لم تجده ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها وهي تهمس 
_الحمد لله نزل. 
واستدارت لتغادر غرفتها هي الأخرى فارتطمت بشيء صلب جعل أذنيها تلتمس خفقات قلبه من أسفل رأسها ابتعدترحمة للخلف بفزع فوجدته يقف قبالتها بمنشفة تحيط به ومنشفة أخرى تتدلى حول رقبته على صدره العاړي ناهيك عن نظرات عينيه التي كادت بافتراسها حية ابتلعت ريقها بړعب وهي تحاول الحديث 
_آآآ... آ.. 
اختصر ما يتدفق بداخله من مشاعر متضاربة وهو يسألها بجموح 
_أنا ناديتك كام مرة 
لعقت شفتيها بتوتر 
_هو أنت نادتني! 
صاح بعنفوان 
_رحمة. 
أغلقت عينيها وهي تعترف بما اخفته ببلاهة 
_أربع

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات