احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الرابع حتي السابع
اتهد!
ورمق التراس بحيرة اتبعت سؤاله
_بس هنسيبه كده في البرد ده
حك معتز ذقنه بتفكير انهاه حينما قال
_خليك هنا انا شوية وراجع.
وعاد بعد دقيقة بما يحمله بيده فطرح الغطاء عليه ثم قال ببسمة واسعة
_كده فل اوي... بينا نريح ساعتين قبل الشغل.
وكادوا بالصعود للاعلى فاوقفهم عمر الذي هم بالهبوط للاسفل
اجابه معتز بغيظ
_كلك نظر الصبح داخل وحابين نريح شوية.. ايه وجه الاعتراض هنا!
اضاف جاسم
_مش فاهم حقيقي!
اشار عمر للاسف وهو يلوك حبات البندق الشهي
_شيلوا الحيوان ده وطلعوه لمراته.
جحظت عين جاسم الذي تحرر عن مرقد عصبيته
_لأ... شيل تاني لأ... حرام عليكم انا ھموت منكم هنا..
_ومفيش تصبحوا على خير..
غادر من امامهما والاخر يتابعه پصدمة اتبعت سؤاله
_ماله ده
اجابه معتز بضحكة ساخرة
_عمك قام معاه بالواجب.
عاد ليلوك ما بيده بتسلية ثم اشار لمن يقف قبالته
_بينا نطلعه احنا.
وبالفعل اتجه عمر ومعتز لحمل حازم والصعود به للاعلى.
_الاسانسير هيتحرك من نفسه ولا ايه!
فهم معتز ما يلقيه عليه فعبث بازرر المصعد بالطابق الرابع ووقف كلا منهما يترقب لحظة وقوف المصعد عادوا لحمله ثم استدروا تجاه باب غرفته فطرقوا الباب ثم ولاوه ظهورهما حتى لا يكشفن عن ستر زوجته فما ان فتحت الباب حتى تفاجئت بوجودهم فحمدت الله بأنهم منحوها بعض من الخصوصية فعادت للداخل وعقدت حجابها ثم اتجهت اليهم تتساءل بقلق
اجابها وهو يشير لها بالتنحي جانبا
_ولا اي حاجة... هو واخد بنج رباني هياخدله بتاع اربع خمس ساعات تغفيلة كده.. متقلقيش.
اتبعتهما للداخل قائلة بسخرية
_هقلق ليه هو اللي جايب لنفسه المشاكل وجايبلي ۏجع الدماغ جنبه.
القاه معتز على الفراش وهو يصيح پغضب
_تعبت امي يا جدع... يا ساتر!
_احنا اسفين اننا دخلنا في الوقت ده بس ما باليد حيلة مكنش ينفع نرميه تحت مع ان كان نفسي والله بس دكتور عمر قلبه رهيف على المرضى بتوعه وشايف ان المړيض حالته هتتحسن في سريره من باب ېموت في فرشته احسن ما يطلع عين اللي حوليه صح يا دكتور
أشار له باعجاب لاتقانه حكمته المتفانية
ثم تطلع لها وهي يسحب الاخير خلفه
_زي ما قولتلك بلاش تقلقيه سبيه ينام براحة راحته... تصبحي على خير..
وغادروا معا وظلت هي محلها تتامله بغيظ وڠضب تردد بهمسها الساخط
_هببت ايه المرادي!
وعد أحمد عدي بالحديث معه بالمقر صباح اليوم التالي فاحترم الاخير رغبته واغلق الهاتف فقال ياسين بقلق
_الموضوع كبير للدرجادي!
وضع عدي هاتفه بجيب بنطاله ثم اعتدل بجلسته وهو يجيبه
_يمكن الموضوع متعلق بليان.. البنت كبرت واسمها هسببلها مشاكل نفسية كبيرة.. متنساش كمان تعلق اسيل الكبير بيها.. وخصوصا بعد ما حملها ما كملش.. حتى بعد السنين دي كلها لما ربنا عوضها بآويس بس حبها مازال أكبر لليان.
كاد بأن يجيبه ولكن قاطعهما صوت طفولي رقيق ينادي بخفوت
_بابي.
انتبه عدي لصوت ابنته التي تقف بالقرب من الدرج ويبدو عليها الحزن الشديد فقالت بانزعاج
_بقالي أكتر من ساعتين مستانية حضرتك ومامي زعلانه مني عشان معاد نومي فات من بدري.
نهض عدي عن الاريكة ثم اقترب من ابنته وانحنى على ركبتيه ليكون على مستوى قريبا منها فضم خديها بين لائحة يده وهو يخبرها
_أنا آسف يا روح قلبي حقيقي انشغلت ونسيت انك مستانياني.
وحملها بين ذراعيه ثم استدار تجاه ياسين ليسترسل بضيق
_هو انا هفتكر أي شيء خاص بيا طول ما أنا وسط المشاكل!
وحملها واتجه للأعلى ومازالت بين يده ولج لداخل الغرفة ثم افسح المجال للخادم الذي اتى بعلب الطعام مثلما طلب منه فوضعها على الطاولة وغادر على الفور دلف عدي بابنته التي اجلسها على ساقيه ثم قال بحب
_كلتا أذني صاغية... أيه بقى الموضوع المهم اللي عايزاني فيه
قالت بنوم يغلب صوتها
_مامي هتقولك..
بحث عدي بعينيه عن معشوقة قلبه فلم يجدها وفور سماعها لتلك المهمة التي وكلتها بها ابنتها حتى خرجت من جوار السراحة تشدد
_لا يا حبيبتي بلغي بابي قبل ما تروحي اوضتك.. عشان نبقى على نور كده.
راقبهما عدي بحيرة الى ان قالت الصغيرة
_أنا عايزة اطلع رحلة نظمناها انا وصديقاتي مع ادارة المدرسة لشرم الشيخ.
اعاد خصلة شعرها البني المتمردة على عسلية عينيها لخلف آذانها وهو يجيبها
_طب وأيه المشكلة في كده .. خدي ياسين معاكي.
قالت بتردد ظهر بحديثها
_ياسين عنده بعد بكره.. ومش هيقدر يطلع معايا... لكن فصلي اختبر خلاص.
رمش بعينيه بثبات ثم قال بنبرة مازال يدفئها حنانه المباغت به تجاه ابنته
_خلاص يا رحمة مش هتقدري تطلعي من غير اخوك.. أنا مش هقدر أخليك تسافري لوحدك حتى لو المدرسة كلها كانت معاكي بالرحلة دي!
انشق الحزن على وجهها فقالت بصوت يهزه الضيق
_بابي ياسين تؤامي يعني من سني..وحضرتك كل حاجة تخصني بتوكلها ليه هو!
وبرجاء قالت
_انا هكون مع صديقاتي وهعرف اخد بالي من نفسي.
نهض عدي عن الاريكة ثم اتجه للخزانة يبدل ملابسه لبنطال قصير وتيشرت أزرق قطني يريحه من الحلى التي لا تفارقه وقال وهو يعيد تصفيف خصلات شعره البني التي طالت بعض الشيء
_روما النقاش بالنقطة دي منتهي.. مفيش سفر لوحدك.. ممكن بعد ما اتفرغ الفترة الجاية نسافر كلنا مع بعض لشرم.
واستدار لها وهو يستطرد
_الوقت اتاخر ولازم تنامي... تصبحي على خير يا حبيبتي.
كبتت نظراتها المغتاظة خلف دموعها وغادرت بصمت تطلع عدي لمن تقف على بعد منه شاردة بالاريكة التي حملت طيف جسد ابنتها منذ قليل بحزن فقال برفق صاحب صوته الرخيم
_مينفعش اخليها تسافر لوحدها من غير اخوها يا رحمة!
مجرد شعورها بخوفه من حزنها على قراره اسعدها فدنت حتى باتت قريبة منه ثم قالت
_انا معاك في قرارك يا حبيبي انا نفسي رفضت بس اصريت انها تسمع الكلام منك افضل.
منحها ابتسامة جعلت فرحة الكون باكمله ټحتضنها فضمھا اليه وهو يشير للطعام بعينيه
_طب مش هناكل!
هزت رأسها بالموافقة واتجهوا معا للطاولة المستديرة بالشرفة فجلست تتناول الطعام بشرود تام فتساءل بنظرة تغلغلت لداخلها
_بتفكري في ايه
وضعت الطعام عن يدها ثم ازاحت بقاياه بالمناديل الورقية واعتدلت بجلستها وهي تحاول البوح عما تود قوله بارتباك
_اعتمادك على ياسين كبير جدا.. بحس اوقات انك شايفه شاب كبير وبتتعامل معاه على ده الاساس بالرغم من انه زي ما رحمة قالت من شوية من سنها.. وانت شايفها صغيرة ولسه بتشيلها وبتعاملها كأنها طفلة.. طب ليه الحنان ده كله مش بحس بيه مع ياسين ابنك يا عدي
ترك كوب العصير عن يده ثم نهض عن الطاولة واتجه للسور الحديدي للشرفة ظنته ڠضب لما قالته فنهضت عن محلها واتجهت لتقف جواره وجدته يبتسم وهو يراقب بقعة بعيدة عن غرفتهما فراقبت ما يرآه فوجدته يتطلع تجاه شرفة غرفة اولادهم المجاورة لغرفتهما فرأت ياسين يجلس على الآرجيحة ويحتضن رحمة يحاول بشتى الطرق ان يوقفها عن البكاء كان يعاملها كمن يسبقها عشرات الاعوام وليس عشر دقائق فقط والعجيب انه ظل يهمس لها بكلمات غير مسموعة وانتهى الامر بها بالابتسامة والغفوة على قدم اخيها ابتسمت رحمة وهي تراقب ابنتها وابنها الحنون