احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الرابع حتي السابع
ضحاياها فصاح بأنفاس تسارع للتنفس
_طب بس فهمني أنا عملت أيه!! .. مسكتني بفعل ڤاضح بالطريق العام!!
وسعل بقوة وهو يحاول أن تستمد قوته باقي كلماته المتقطعة
_ده أنا كنت مأيل شوية يا جدع!
استعاد عدي ثباته فاكتفى بقذفه بنظراته الحادة وبعنجهية قاټلة اتجه لمقعده ثم أشغل المحرك وعينيه تترقبان الاخير الذي وقف محله بدهشة لما يحدث فأعدل من ملابسه واتبع خطى أخيه حتى بات لجواره فتحرك عدي بصمت جعل عمر يسأله برفق يصاحب مزحه
القاه بنظرة خاطفة من طرف عسليته فابتسم عمر وهو يجاريه
_المفروض انك تحس اني كويس لاننا تؤام ولا انت مبتحسش غير برحمة!
احتدت نظراته فباتت اكثر خطۏرة لذا انسحب عدي من ساحة مجابهته فتسلل لمنخاره رائحة الطعام الشهي فالتقط نفسا مطولا وهو يسأله بشك
_في ريحة تجوع.
_أنت شايل أكل.. معقول!!
تشبث عدي بالمقود بيده اليسرى ومن ثم انحنى للخلف فجذب أحد علب الطعام ثم وضعها على قدم أخيه الذي بدأ بفتحها ومن ثم تناول الطعام بجوع بدى على سرعته بتناوله فجذب أحد اللقمات ثم قربها منه وهو يمازحه بخفة
_بل ريقك بعد الخضة.
_أنا مبحبش اسوق وحد بيرغي جنبي.. هتكتر في الكلام هرميك على الرصيف ولا هسأل فيك.
تقوس حاجبيه بضيق فتناول ما بيده وهو يهمس بحنق
_ندل وتعملها.
عاد الهدوء يخيم بجلبابه عليهما انتهى عمر من تناول طعامه واسند رأسه على زجاج النافذة من جواره ليغوص ببحر شرود لا يليق بشخصه الطريف لاحظ عدي صمته العجيب فتساءل بقلق يدغدغ حواسه الباردة
ابتسم وكأنه كان ينتظر سؤاله للبوح عما يخنق صدره
_وحشني البلطو الابيض.. ومكتبي والمرضى اللي اتعودت انهم يكونوا جزء من حياتي!
الټفت اليه بحزن لاح بين صميم نظرته العميقة فتحولت لشيء من القسۏة اتبعت حديثه
_ياسين الچارحي مش بيبص على التفاهات دي.. ياسين الچارحي متعود يصدر الفرمان والأوامر بس.
_عدي بابا عمره ما كان اناني.. بدليل انه سابنا نختار من البداية.
ابتسم ساخرا على أخيه الذي يراه طيب القلب فيسهل خداعه كحال والدته
_سابك تختار اللي انت حابه عشان في الأخر هتنفذ اللي هو عايزه!
رمش بعينيه بحيرة باختيار كلمات قد توضح له نظرته تجاه أبيه فقال
أوقف عدي سيارته بقوة جعلت اصطكاكها مزعج للغاية وقال بشيء من الهدوء على عكس المتوقع
_أنا اتخنقت يا عمر... اتخنقت من كل شيء... اتخنقت من نظرات كل اللي حواليا.. من وأنا صغير وانا بشوف بعيون الكل نظرة اني مرتاح ومولود وفي بوقي معلقة دهب.. بشوف حقد وحسد لاني ابن ياسين الچارحي العظيم.. تعبت وانا بحاول ابرر لكل اللي حواليا اني وصلت لكل ده بمجهودي مش بوسطة ابويا... تعبت وانا بكافح في الشرطة عشان اوصل لمنصبي وكل ده بيضيع ورا نظرة شك في عيون زمايلي رغم انهم عارفين قدراتي واللي اقدر اعمله... کرهت سلطة ياسين الچارحي اللي ڠصب عين الكل مفروضة حتى لو هو مش بيتدخل في حياتي.
وبوجع صحب صوته المهزوز استرسل
_أنا مش عايز أبويا يكون شخص عظيم ومعروف.. انا عايز أب يحتويني وقت ڠضبي ويطبطب علي!
وسأله بانهزام
_طلبي كبير
ابتسم رغم تلك الدمعة الخائڼ بين مقلتيه فهز رأسه بالنفي وقال
_لا مش كتير.. بس فاتك تحمد ربنا على النعم الكتير اللي انت فيها يا عدي بابا يستحق انك تكون فخور بيه.. حتى وانت شايف نظرات الغل دي جوه عيون اللي حواليك!
_اربط حزامك.
كلمات هادئة تحررت على لسانه وهو يتطلع للمرآة بنظرة صلدة فردد عمر بحيرة
_ليه!
عاد ليكرر كلماته وهو يحرك مفتاحه
_قولتلك اربط حزامك.
انصاع اليه عمر وهو يحاول استيعاب ما يحدث وفجأة قاد تراجع عدي بسيارته للخلف وانعطف حتى ابدل طريقه فبات في قبالة السيارة التي تراقبه خلسة لاح على شفتيه بسمة خبيثة وهو يموج بالمقود الذي دفع ادخنته بشراهة وكأنه يستعد لأوامر سيده وفجأة وبين نظرات ترقب عمر لفهم ما يحدث هنا اندفعت سيارة عدي بمهارة تجاه السيارة السوداء التي تحاول الفرار بالتراجع للخلف بذهول وصدمة لما يحدث من أمامها وبين تلك الصراعات دفعتها سيارة عدي للخلف بقوة جعلتها تنجرف عن الجسر الحديدي الذي سبقها بالسقوط بالنهر وصړاخ عمر يندفع پصدمة
_حاسب يا عدي!!
استدار بسيارته ومن ثم ضغط على مكابح السيارة مستخداما الفرامل خصتها فتمكن بحرفية من تفادي اطراف الجسر وتوقفت السيارة بسلام آمن أخفض عدي زجاج النافذة حتى يظهر انعكاس وجهه جيدا للرجلين بعدما تحرروا من السيارة فصعدوا فوق سطحها تمدد كلا منهما على السطح الذي يكسوه المياه التي ابتلعت السيارة كالۏحش المفترس فاخذ السعل حقه بالاڼتقام منهم لاحت بسمة ساخرة على شفتي الۏحش الماكر فضم يده معا ليقدم تحية للرجل الذي يراقبه بنظرات محتقنة وكأنه يحيه على غبائهم الذي دفعهم لمراقبة شخص ليس بالخصم الهين بالمرة!
بالقصر..وخاصة بغرفة المكتب الرئيسي حيث يجتمع الشباب بأكملهم.
وضع جاسم احد الملفات على المكتب وهو يشير على موضع فارغ بالورقة
_مش فاضل غير توقيعك يا أحمد.
انجرف عقله خلف طوفان من ۏجع يستحضره في تلك الساعات الاخيرة الألم الذي يخص أقرب أناس للقلب وجعه لا يضاهي شيئا ومع ذلك حاول الهاء ذاته بالعمل عله ينسى ما حدث اليوم مع ابنته أفاق من شروده القصير على هزة يد جاسم وهو يتفحصه باسترابة
_أحمد أنت كويس!
احتضن مقدمة رأسه باصبعيه ثم جذب احد الاقلام الموضوعة من امامه فوقع وهو يجيبه
_كويس يا جاسم.. لسه في اوراق تانية
أغلق الملف بعدما تأمل موقع الامضاء
_لا كده خلاص... اطلع كمل نومك بقى.
هز رأسه بملل يستقطب جوارحه فيجعله دون جهدا نهض أحمد عن مقعده وجمع أغراضه الشخصية وما أن حرر مقبض الباب حتى ارتد جسده للخلف پعنف جراء ذلك الاصطدام القوي بمن يندفع كالثور الهائج تابع جاسم ما يحدث بضحكة كبتها بصعوبة وخاصة حينما هرع حازم للداخل وهو يحتضن حاسوبه وېصرخ
_واجب عليكم تخلصوني من كل کاړثة
والمرادي لازم تلحقوني قبل ما اشدكم ورايا واحد واحد!
عادت السيارة لطريقها الآمن وبالكاد تمكن عمر من تخطي ما تعرض له للتو فمال برأسه تجاه اخيه وهو يردد بعد فترة من التفكير
_بابا رجع يرقبك تاني
ابتسامته الماكرة لحقت حديثه الساخر
_ياسين الچارحي مش بيشغل معاه ناس اغبية..
واسترسل بتوعد
_تبع مين دول.. ده اللي محتاج اعرفه بالفترة اللي جاية..
قاطع حديثهما صوت رسالة هاتف عدي فاخرج هاتفه ليتفحص ماذا هناك فاذا برسالة نصية من ياسين تطالب العون والعودة للقصر سريعا
عدي احنا كلنا في مصېبة سودة بسبب الحيوان حازم.. ارجع حالا قبل ما بابا او عمي يكتشفوا الموضوع.
دفع الهاتف عن يده بغيظ كاد ببتر شفتيه من فرط عصبيته فردد من بين اصطكاك اسنانه
_نهايتك مش هتكون غير على ايدي انا يا
..... يتبع غدا بالجزء الثاني من الفصل...
بعتذر لاني مقدرتش اكمل الفصل كامل... بنتي اخدة دور البرد اللطيف اللي ماشي اليومين دول وحقيقي اخده معظم وقتي.. ويمكن بالاسبوعين الجاين تخضع لجراحة بسيطة... حبيت ابلغكم من قبلها عشان محدش يفكرني بتكاسل بالكتابة او