الجزاء من جنس العمل
انت في الصفحة 2 من صفحتين
زاد قلقهم ،وقرّر ثلاثتهم أن يذهبوا إلى بيت الثّعلب, ولمّا وصلوا بيته ،طرقوا الباب ،فخرج ،وسألهم بحنق عن سبب مجيئهم في تلك السّاعة ؟رد القرد : “جئنا للسّؤال عن صديقنا حمار الۏحش !!! حكّ الثعلب رأسه ،وقال: ليس لي علم بمكانه،صاح القنفد : ويحك لا تكذب ،لقد رأيته معك !!! قال الثعلب: آه ،نعم هذا صحيح لكنّنا إفترقنا، ولم أره بعد ذلك, ومن يدريني بمكانه ،فربّما هو في ضيافة أحدهم ، أو لعلّه ، غادر الغابة !!! أجابت الغزالة : لا تحاول خداعنا ،فمن يغادر ،يحمل أمتعته وفي دار حمار الۏحش كل شيئ مكانه ،ولم ينقص شيئ،وحتى سلّة العشب لا تزال على الطاولة
وبينما الجيران في طريقهم للبحث عن صديقهم حمار الۏحش توقّف القنفد وصاح: بفزع: انظروا ،أليست هذه ساق جارنا الضّائع ؟ إنتشر الخبر ،بدأت جميع الحيوانات تبحث في كل مكان، وقد إشتد بهم الخۏف ،ليجدوا في النهاية عظامه مكومة قرب عرين الأسد. فقال القرد بحسرة : ويحنا ،لقد أكل الأسد جارنا، وهو يسير بمفرده في أطراف الغابة. ردّت الزرافة: “وجوده في ذلك المكان البعيد ليس صدفة ،لابدّ أن في الأمر خدعة،وأنا أشكّ في الثعلب ،فإن اللؤم في طبعه ،ولا يغرّنّكم وداعته ،فوراء الإبتسامة تكمن الدّواهي ،ولقد حذرتني جدتي من الثّقة بالذّئاب، والثعالب،فهي مشؤومة،ولا خير فيها ،فهزت بقية الحيوانات رؤوسها موافقة .
ذهب الثّعلب إلى الأسد ،وسأله :كيف حال ملك الغابة بعد وجبة أمس الشهية؟إبتسم وقال: أتقصد حمار الۏحش؟أجاب الثعلب: “نعم ،هذا ما أقصده قال الأسد: “ولكن قل لي ،كيف أتيت به إلى هنا ؟ردّ الثعلب بزهو : لقد خدعته أيّها الملك ،ولقد رأيته واقفا قرب الغابة ،أوهمته بوفرة الكلأ في هذه الناحية !!! قال الأسد: “يا لك من ثعلب مكار،أريد منك إذن أن تحضر شيئا آخر ما دمت بارعا،وطبعا أترك لك حصة ،هل اتفقنا ؟ وعد الثّعلب أن يأتيه كلّ يوم بحيوان،لكن ليس من خارج الغابة كما قال للأسد ،بل من جيرانه،فهم كثيرون ويمتلئون لحما وشحما .
بعد أن علمت جميع الحيوانات بقصة صديقهم الحمار, حزنوا على مۏته حزنا شديدا, وبينما هم جالسون، جاء الثعلب ،وتصنّع البكاء ثم قال: ” لقد لا شك أنّ الأسد ظنّه حمارا غريبا فالأحمرة الوحشيّة تتشابه في ألوانها !!! أعتقد أنّ هذا ما حدث !!! قال القرد:” كلنا نعرف أين يصطاد الأسد، ولا أحد منا يغامر بالإقتراب من منطقته ،وهذا حقا قول غريب أيها الثعلب !!! أحسّ الثعلب بالحرج وقال :قد يكون مشغول البال ،وظل الطريق ،رمقته الغزالة ،وردت ليس له زوجة وأولاد لينشغل بهم ،وهو دائما رائق ،ويحبّ الحياة،وهكذا نعرفه، وأنت أيضا تعلم طباعه .
الجزاء من جنس العمل:
في الغد ذهب الثعلب لعرين الأسد ليسترضيه ،ويشرح له إنه يبذل قصارى جهده لإحضار ما وعد به ،قال له الأسد: “ادخل أيها الثعلب، لقد أعددت لك مفاجأة ستعجبك،فطمع الثعلب ،ودخل لكن الأسد قفز ،وسدّ المدخل :وقال : كما تعرف الجوع يمزّق أمعائي, وأنت أخلفت وعدك في أن تقدم لي فريسة أخرى بعدما نفرت منك جميع الحيوانات لأنّك أحمق .