موعظة وعبرة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أجد لي في هذا الوقت مقالا إلا أن أقول لك والله ما أبغضتك إلا لله وحده حين وجدتك انحرفت عن الحق وما فعلت معك إلا ما أمرنى الله به فسكن غيظ الحكم ثم قال يا طالوت والله لقد أحضرتك وما في الدنيا عڈاب إلا وقد أعددته لك .. وقد حيل بيني وبينك فأنا أخبرك أن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك اذهب قد عفوت عنك .
ثم سأله الحكم ياإمام كيف ظفر بك الوزير أبى البسام فقال أنا أظفرته بنفسي عن ثقة فأنا لي فضل عليه فقد علمته القرآن والبيان واستأذنته أن يشفع لي عندك فكان منه ما رأيت .
فأطرق الأمير رأسه ثم نادى على وزيره أبي البسام وقال له يالك من رجل سوء قاتلك الله أيها المشئووم . أكرمه يهودى من أعداء الملة وستر عليه لمكانة العلم والدين وخاطر بنفسه من أجله وغدرت به أنت ياصاحب الدين حين قصدك !!
أيها المشئوم ألا أديت له حق تعليمه لك ألم تعلم أنه من خيار أهل ملتك وأردت أن تزيدنا فيما نحن قائمون عليه من سوء الاڼتقام !!
ثم طرده من الوزارة وضيق أرزاقه ثم مضت سنوات فرأى الناس هذا الوزير المنافق الكاذب في فاقة وذل فقيل له مابك وما الذى أصابك قال استجيبت في دعوة الفقيه طالوت.
وكتبالحكم لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك وزاد في إحسانه فلما رأى اليهودي ذلك أسلم مكانه . وأما طالوت فلم يزل مبرورا عند الأمير إلى أن ټوفي فحضر الحكم جنازته وأثنى عليه بصدقه وإخلاصه وعلمه
أورد هذه القصة الذهبي في سير اعلام النبلاء 8259 والقاضي عياض في ترتيب المدارك 3340342 والمراكشي في المعجب ص وابن سعيد في المغرب ص.