السبت 23 نوفمبر 2024

حسن ابن التاجر والدرويش

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

حسن إبن التّاجر والدرويش

من الفلكلور السّوري

رجل غريب في سوق الأقمشة (حلقة 1 )

في قديم الزّمان عاش في حلب تاجر أقمشة، ولم يكن له سوى ابن وحيد، اسمه حسن، فلمّا كبر الرّجل، وشاخ، لزم البيت، وحلّ ابنه مكانه في السّوق، يبيع ويشتري.‏ وكان حسن فتى شاباً، مليح الوجه، حلو الحديث، لكن لم يكن له براعة أبيه في التجارة، فقلّ الرّبح لكن التّاجر دائما  يمنّي نفسه بأنّ إبنه سيصير من أكبر باعة القماش ، وكان في تلك المدينة درويش  غريب الأطوار ،يرتدي ثوبا باليا، وكان التّجار يطردونه لمّا يقترب منهم، ويشبعونه ضړبا وسبّا، في أحد الأيّام مرّ الرّجل أمام دكّان حسن، وكان الصّبيان يرمونه بالحجارة حتى أدموا رأسه ،وقدميه الحافيتين، ولا من يرحمه ،فخرج حسن وصاح :إتقوا الله في هذا المسكين أيّها اللئام ،فلم يحسن آبائكم تربيتكم !!! ثمّ أدخله عنده، وأحضر له  آنية فيها ماء، فغسل  له وجهه، وضمّد جراحه ، والرّجل ينظر ،ولا يتكلم ،ثم وضع حسن صينيّة الطعام، وأكلا حتى شبعا، وأثناء الأكل كانا يتحادثان ،وتعجّب حسن من سعة علم الدّرويش، وكلّ ما سأله عن حاله، أخبره أنّه  سيعرف ذلك في حينه ،وقبل أن ينصرف الرّجل أعطاه الولد جبّة جديدة ،وعمامة ،فأعلمه أنّه ليس عنده ما يدفع به ثمن الثياب، أجابه حسن :أنّها هديّة لوجه الله .وكان التّجار يستقذرون ذلك الدّرويش ،وقالوا وهم يضحكون :لن تأت أحد لدكّان الحاج مختار بعد الآن ،فلا شكّ أنّه مليئ بالقمل ،والبقّ الذي كان ملتصقا بذلك المتشرّد النّتن الرّائحة .

في الغد مرّ الدرويش في السّوق ،واستغرب النّاس من حسن مظهره ،بعد أن لبس الملابس الجديدة ،وشذّب لحيته وقصّ شعره ،ولمّا وصل لدكّان حسن دعاه للدخول وما كاد يجلس حتى أشعل الكانون ،ورمى فيه أعشابا ففاحت من الدّكان رائحة زكية كأنها المسک وبعد قليل صار الزّبائن يدورون  فلا يعجبهم شيئ، فيجيئون لحسن ،ويروق لهم كلّ ما عنده، فيشترون منه ،وانزعج بقيّة التّجار ،فلمّا حان المساء لم يبيعوا سوى النّزر القليل بينما

انت في الصفحة 1 من صفحتين