حسن ابن التاجر والدرويش
انت في الصفحة 2 من صفحتين
كادت البضاعة أن تنفذ من عند إبن التاجر،وحتى الأشياء الكاسدة باعها ،قال الدّرويش : لم يبق إلاّ أن تذهب لدار أبيك ،وتستريح، وفي الفجر تأتي هنا، فستجد خمسة جمال محمّلة بالأقمشة ،إدفع المال لصاحبها، ولا تسأله عن شيئ ،لا من هو ،ولا من أين جاء !ا! هل فهمت يا بنيّ ؟ أجابه :وما يهمّني من ذلك !!! سآخذ بضاعتي ثمّ أتوكّل على الله في الغد تعجّب حسن كثيرا حينما جاءت القافلة التي قال عليها الدّرويش ووقفت أمام الدّكان ،ورأى إبلا حمراء جميلة المنظر وأمامها رجل يلفّ رأسه بعمامة زرقاء ولا لحية له ،قال له :أنزل الصّناديق ولمّا فتح إحداها ،وجده مليئا بحرير سمرقند ،والصين ،والأثواب مختلفة الألوان والأشكال ،فقال له حسن: ما معي من مال لا يكفي حتى لصندوق واحد !!! أجابه الرجل: ما تفعله من خير يردّه الله لك من حيث لا تعلم ،فاشكر ربّك على رزقه ،وخذ بضاعتك ،أراد حسن سؤال صاحب القافلة عمّن يكون فهو ليس من أهل حلب ،وتلك الإبل لم ير في مثل حسنها ،لكن تذكّر وصيّة الدّرويش، فتراجع عن ذلك ،وشغل نفسه بفتح الصّناديق ،وقد هاله ما فيها من نفائس ،وطرائف تليق بالأعيان، وقل في نفسه دون شك هذه البضاعة تساوي مالا عظيما ، ،وفكّر أن ذلك الدّرويش يخفي سرّا ،ثم رصف البضاعة على الأرفف، وانهمك بالبيع والشراء، ونسي أمر القافلة .
...
يتبع الحلقة 2