السبت 23 نوفمبر 2024

حسن ابن التاجر والدرويش

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 كادت البضاعة أن تنفذ من عند إبن التاجر،وحتى الأشياء الكاسدة باعها ،قال الدّرويش : لم يبق إلاّ أن تذهب لدار أبيك ،وتستريح، وفي الفجر تأتي هنا، فستجد خمسة جمال محمّلة بالأقمشة ،إدفع المال لصاحبها، ولا تسأله عن شيئ ،لا من هو ،ولا من أين جاء !ا! هل فهمت يا بنيّ ؟ أجابه :وما يهمّني من ذلك !!! سآخذ بضاعتي ثمّ أتوكّل على الله في الغد تعجّب حسن كثيرا حينما جاءت القافلة التي قال عليها الدّرويش ووقفت أمام الدّكان  ،ورأى إبلا حمراء جميلة المنظر وأمامها رجل يلفّ رأسه بعمامة زرقاء ولا لحية له ،قال له :أنزل الصّناديق ولمّا فتح إحداها ،وجده مليئا بحرير سمرقند ،والصين ،والأثواب مختلفة الألوان والأشكال ،فقال له حسن: ما معي من مال لا يكفي حتى لصندوق واحد !!!  أجابه الرجل: ما تفعله من خير يردّه الله لك من حيث لا تعلم ،فاشكر ربّك على رزقه ،وخذ بضاعتك ،أراد حسن سؤال صاحب القافلة عمّن يكون فهو ليس من أهل حلب ،وتلك الإبل لم ير في مثل حسنها ،لكن تذكّر وصيّة الدّرويش، فتراجع عن ذلك ،وشغل نفسه بفتح الصّناديق ،وقد هاله ما فيها من نفائس ،وطرائف تليق بالأعيان، وقل في نفسه دون شك هذه البضاعة تساوي مالا عظيما ، ،وفكّر أن ذلك الدّرويش يخفي سرّا ،ثم رصف البضاعة  على الأرفف، وانهمك بالبيع والشراء، ونسي أمر القافلة .

لمّا طلع الصباح ،حضر الدّرويش ،وطبخ القهوة على الكانون، ثمّ بخّر كعادته فبدأ الناس يزدحمون على دكّان حسن ،وجنّ جنون التّجار ،ولم يعرفوا ما يحصل ،ولماذا تركهم النّاس رغم جودة بضاعتهم التي أتوا بها من أقصى الأرض ،ومرّت الأيام وسمع الأعيان بحسن ،وصار الأمراء والوزراء يأتون للشراء من عنده ،وحاول التّجار الكيد لحسن ،ورشوة ناظر السّوق ليأتي، ويغلق دكانه ،وزعموا أنّه يتحيّل على المشترين ،لكنّ الرّجل لما جاء ،وشمّ تلك الرائحة العطرة من الكانون، استرخت نفسه  ،ورجع إلى التّجار ورمى عليهم مالهم ،وقال: والله لم أر أحسن من ذلك الدّكان ،ولا أجمل وجها من البائع ،فسبّوا ناظر السّوق، واتّهموه بأنّ حسن دفع له أكثر مالا منهم ، لكي يتركه في حاله .
،وتناقل أهل القصر خبر دكّان الأقمشة الذي وسط سوق حلب، وما فيه من خيرات ،وأيضا عن الولد حسن ،وبلغ ذلك الأميرة خلود ،فقررت أن تذهب مع وصيفاها لرؤيته بعدما بلغها عن جمال وجهه ،فاحتجّت عند أمها أنّها تريد شراء ثوب من الحرير المطرّز ،فردت عليها الملكة :ويحك يا إبنتي، لك من الحرير والأثواب ما يعمّر سوقا للقماش، ولا تزالين تريدن الشراء ؟ فردّت خلود :لم أشتر شيئا جديدا منذ فترة طويلة ،هل تريدين أن تسخر مني صديقاتي ؟ وفي النهاية قالت لها أمّها :إذهبي ،أمري لله ...
...
يتبع الحلقة 2

انت في الصفحة 2 من صفحتين