السبت 23 نوفمبر 2024

قصة إبن الفقير وقصر الملك كاملة

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

وأمر الملك بسائس الخيل، فحضر بين يديه، فسأله عن الفرس التي راهن عليها، وعن سبب خسارتها، فاعترف السائس بأنّ أم تلك الفرس أتان، اضطر إلى أن يسمح لها بالإنجاب من جواد لديه، في إحدى السنوات، لقلة الأفراس.‏وازداد إعجاب الملك، وعزم على تبني الولد، ولكنه أجّل ذلك، وقرر أن يختبره في أمر، لا يعرفه هو نفسه، فدعاه إليه، وخلا به، ثم أخبره أن لديه ثلاث زوجات، قدمهن إليه ملوك البلاد الأخرى، وهو يريد منه أن يعرف مهنة آبائهن، فطلب منه الفتى أن يسمح له برؤيتهن وهن يدخلن عليه، ويخرجن، واحدة، بعد الأخرى.‏
ودعا الملك أولى زوجاته، فدخلت عليه، فطلب منها أن تستعدّ الليلة لاستقباله، ثم صرفها، ولما خرجت الټفت إلى الفتى يسأله عن مهنة أبيها، فأجابه بأن والدها حلاق، ثم دعا الملك زوجته الثانية، فدخلت عليه، فطلب منها أن تستعد لاستقباله في ليلة غد، ثم صرفها، ولما خرجت الټفت إلى الفتى يسأله عن مهنة أبيها، فأجابه بأن والدها حدّاد، ثم دعا الملك الثالثة، فدخلت عليه، فطلب منها أن تستعد لاستقباله في الليلة التالية لليلة غد، ثم صرفها، ولما خرجت الټفت إلى الفتى يسأله عن مهنة أبيها، فأجاب بأنه فلاح، ثم سأله الملك كيف عرف ذلك، فأجابه الفتى: "أما الأولى فقد كانت ناعمة اليدين، وقد دخلت زكية الرائحة، تفوح منها رائحة العطور، فعرفت أن والدها حلاق، وأما الثانية فقد كانت عريضة الكتفين، ثابتة الخطو، فيها ملامح القوة، فعرفت أن والدها حدّاد، وأما الثالثة فقد كانت خشنة اليدين، سريعة الخطو، لوّحتها الشمس، فعرفت أن والدها فلاح".‏
وخلا الملك بعد ذلك بزوجاته واحدة واحدة، وسأل كل واحدة منهن عن مهنة أبيها، فكان جوابهن جميعاً مثل جواب الفتى، فكان والد الأولى حلاقاً، ووالد الثانية حداداً، ووالد الثالثة فلاحاً.‏ودهش الملك لذلك، وثار الفضول في نفسه، فدفعه إلى سؤال الفتى عن مهنة أبيه هو نفسه، أي الملك، فطلب منه الفتى أن يمنحه الأمان، فمنحه الأمان، فأجاب على الفور بأنّ والده كان طباخاً، فلم يجب الملك بشيء، وأسرع على الفور إلى أمه، يسألها عن أبيه، فقالت له: "أبوك هو الملك"، فأنكر، وألح عليها أن تعترف، فاعترفت بأنّ زوجها الملك كان عقيماً، ولكي يحتفظ بالمُلك لنفسه، طلب منها أن تمكّن الطباخ في القصر من نفسها، ففعلت، فحملت منه، وهو والده.‏
ورجع الملك إلى الفتى يسأله كيف عرف أن والده  كان طبّاخا، فأجاب الفتى: "عرفت ذلك من عطائك، فقد أعطيت أبي الذي أهداني إليك طعاماً له ولعياله"، وعندئذ نزل الملك عن كرسي الملك، ورفع التاج عن رأسه، ووضعه على رأس الفتى،وقال له أنت أولى بالعرش مني ..

انت في الصفحة 2 من صفحتين