ادهم
ارجاء غرفتها... وبينما كان يفعل ذلك وقع نظره على زجاجة عطر كانت على طاولة التزين الخاصة بها نهض بسرعة ثم امسك بها ونزع الغطاء ومن ثم قربها الى انفه ولكن سرعان ما ابعدها وعقد حاجبيه قائلا هي ليه غيرت الپارفان بتاعها انا فاكر ان ريحته كانت اجمل من دا.
في تلك اللحظة سمع صوتها قادم من خارج الغرفة تقول لو مش عايز تتعشا انا هشيل الطبق بتاعك.
فنظرت مريم اليه لمدة ثواني ثم عادت لتكمل اطعام ابنها قائلة هو ميعرفش ياكل غير كدا...بيحب يوسخ وشه في الاكل وانا هبقى احممه بعدين .
أومأ الطفل برأسه وهو يمضغ الطعام بسعادة اما مريم فقالت حتى لو عجبه مش هياكل الاكل دا مره تانيه لانه مش صحي.
ادهم وانا بقول كدا برضو بس للضرورة أحكام .
قال ذلك ثم امسك طبقه ووضع بعض الطعام فيه ولكنه لم يأكل بل اكتفى بمراقبة مريم وهي تطعم ابنها وتأكل بهدوء فاخذ يلوي شاربيه وهو يبتسم بلطف ... اما هي فكانت تحاول جاهدة ان لا تنظر إليه وكانت تتمنى ان يمر الوقت سريعا حتى يأتي الصباح لأنها لم تكن تتخيل فى أقصى أحلامها بأن تجلس مع حبيبها البارد ذات يوم على نفس المائدة ولكن ها هي قد اصبحت زوجته مجددا وجمعهم سقف واحد ولا احد يعلم كيف ستمر هذه الليلة .
أندهشت عندما سمعت ذلك ونظرت اليه مباشرة ثم سألته وانت ازاي عرفت اني غيرت الپارفان بتاعي !
فاسند ادهم ظهره إلى الكرسي وامسك كأس الماء الخاص به ثم قربه من فمه وقال انا فاكر ان ريحته كانت غير ريحة الپارفان الجديد .... كانت قوية وناعمة في نفس الوقت.
فنظر اليها وقال بجدية هو في حد يقدر ينسى حاجة علقت في دماغه
في تلك اللحظة بدأ قلب مريم يرتعش من شدة التوتر فاخدت ترمش كثيرا لانها لم تفهم قصده وما حيرها انه قال جملته الاخيرة وکأنه كان يحاول ان يوصل لها رسالة فادرك انها استغربت من كلامة لذا قال بس كويس انك غيرتي الپارفان ...لان ريحته كانت قوية جدا وكانت بتجيبلي صداع لما كنتي بتشتغلي معايا .
قالت ذلك وكأنها كانت تحاول ان تستفزه بكلامها فخيب ظنها عندما ابتسم وقال بهدوء كملي اكلك.
فاشاحت بنظرها عنه ثم تابعت تناول طعامها بصمت ولكن قلبها كان يرقص فرحا لان ادهم كان يتذكر رائحة عطرها القديمة والتي كادت هي نفسها ان تنساها لذا قررت ان تعاود شراء نفس العطر علها تلمس قلبه ولو قليلا و لا تعلم بأنه لا يحبها بل مهوسا بها الى حد الجنون وقد تخطى مرحلة الحب منذ امد بعيد اما الطفل فكان منهمكا في تناول الطعام الغريب الذي لم يتناوله من قبل وكأنه استغل الفرصة بينما كان والداه منهمكين في الكلام .
بعد ان انتهوا من تناول العشاء ذهبت مريم وجهزت الحمام من اجل ابنها الذي وضعته بلطف في حوض الإستحمام وبدأ فورا يلعب بفقاعات الصابون وهو يصدر ضحكات رنانه تسر كل من يسمعها اما هي فكانت تفكر بأمر زوجها الذي ادهشها لانه لم ينسى رائحة عطرها طوال ما يقارب الخمس سنوات ... اما بالنسبة له
فكان جالسا في غرفة المعيشة يراجع بعض الاعمال المهمة على حاسوبه المحمول ولم يشعر بالوقت يمضي الا حين خرجت مريم من الحمام وهي تحمل ابنهما الذي كانت تلفه بمنشفة كبيرة ولم تلتفت اليه بل ذهبت الى الغرفة والبسته ملابس النوم النظيفة ثم وضعته في السرير فقال انا عايز بابا ينام جنبي يا ماما.
فتنهدت مريم وقالت نام يا حبيبي... بابا عنده شغل دلوقتي ومش هينفع ينام جنبك.
في تلك اللحظة سمعت صوت ادهم يقول الشغل يقدر يستنى لان ابني اهم من كل حاجة.
فالتفتت اليه ورأته يتقدم نحو السرير بخطوت رزينة بينما ابتسم الصغير وهتف بمرح... وسرعان ما جلس ادهم بجانبه على السرير من الجهة الأخرى وامام