السبت 23 نوفمبر 2024

عندما كنت طفلة صغيرة

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


يوم العرس مارأيك ياعم 
مشاعر كثيرة اختلط بروحي بينما أذني تتوسد باب غرفة الضيوف بالخارج مستمعة بكل تركيز لما يقوله الشاب
وكأنه يتلو على قلبي شيئا من سکينة بحديثه
وددت أن أقول له لا أريد شيئا أريد حريتي ارجوك انقذني لكن كل مابي وكأنه اصابه الصم من الفرحة
صمت كل شيء إلا عيناي اڼفجرت بالبكاء كالشلال لااعلم ما أصابني الا إنني ابكي عمرا كاملا من الألم

يعز علي أن اتزوج هكذا وبهذه السرعة ودون أمي ولشاب متزوج سابقا لن يتسنى لي معرفته عن كثب بسبب الوقت القليل لكنه كان كقطرة الندى المتبقية لوردة على وشك الذبول وحقا كأني بحلم طويل الأمد والانتظار وتحقق 
لابل هو عوض ربي حل وارادته وقدره الذي لايظلم عند ربي مثقال ذرة أحدا
وجاء يوم زفافي المخطط له أخيرا بعد اسبوع كامل من التحضيرات نظرت بخجل إلى العريس وهو يجلس بجانبي وددت أن اخبره أنك العوض بعد كل هذا التعب
لكنه في عالم غير عالمي بدى لي حزين وباهت جدا
إذا كان منذ أن خطبني يعاملني برسمية غريبة لم استطع فهم مايجوب بباله
يبدو وكأنه نادم موجوع لم أعرف مابه ولا سبب حزنه
انتهى حفل الزفاف بلمح البصر وتوجهنا لبيته الذي يسكنه مع والدته والطفلة اذا كان بالدور الثاني بينما والدته تسكن الدور الارضي معنا اوصلنا اصدقائه واقربائه ومضو
وأنا وحيدة لم يكن لي لا صديقات ولا مؤنسات ولا قرابات 
من جهة أمي ولا أبي لأننا بغير دولة اساسا واقرباء أهلي بعيدين جدا كل الناس يومها بدو لي غرباء حتى وجه أبي 
وحتى هذا الشاب الواقف بجانبي
تمنيت لو يطل وجه أمي فيغنيني عنهم آجمعين لكن أمي ياوجع القلب رحمك الله صغيرتك اليوم 
تمنيت للحظة  فأقول لها كم أنا سعيدة بحريتي كما كنت اعتقد علها تفرح لفرحي وتراني وأنا ارتدي فستان زفافي الجميل هذا دخلت اسبقه بخطواتي بينما هو يودع صديق له على باب البيت ..
واستقبلتني أمه بالزغاريد تحمل بيدها الطفلة كانت الصغيرة رائعة الجمال بعيون زرقاء متلئلئة وكأن البحر تجمع داخل عينيها وكان اسمها بحر lehcen Tetouani 
اسم على مسمى سبحان من جمالك يا بحر
وقفت أتأمل تفاصيلها الرائعة والملفتة وأناملها الصغيرة 
وودت لو تعطيني إياها لأحملها لكن الجدة قالت لي لاحقا
ودخل العريس أخيرا ومازلت اداعب يدي الصغيرة بلطف
وقام وأغلق باب المنزل بكل ما أوتي من قوة حتى أنه ارعبني فاستدرت نحوه ونظرت إليه بخجل وقلبي يرتجف
فتقدم بخطواته إلينا وقف يتأمل عيني الطفلة لثواني
فضحكت له وهمست بتأتأة ټخطف القلب
لكنه ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي
ولم يكترث بي ولا بالصغيرة وأنا اتأمل طريقة صعوده الغريبة وكيف تركني وحيدة هكذا ومضى
تحجرت الدموع بمقلتي يبدو أن الألم له ثأر معي
لحظات صمت لم أعلم إن كان لي حقا بقول شيء ما 
اشعر أن كراماتي ستهان لإني ارخصت نفسي وقبلت به بهذه السرعة وهو يعلم كيف كانت حياتي قبله فالذي لم يكترث لي ولوجودي منذ أولى اللحظات
فكيف ستكون حياتي معه لكن ما آزال أجهل السبب

...... عندما دخل العريس ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي ولم يكترث بي ولا بالصغيرة وأنا اتأمل طريقة صعوده الغريبة وكيف تركني وحيدة هكذا ومضى
شردت وصمت أحدث نفسي لابد أنها حرب حياة جديدة
لا تشبه تلك الحړب ببيت أهلي كيف يفعل هذه الحركات الغريبة شاب بيوم زفته
فقالت لي أمه بضع من الكلمات هدأت نفسي وروعي قليل
وأن أراعي نفسية ولدها وأن اصبر على طبعه الذي 
تبدل منذ ۏفاة عروسه السابقة
واشارت لي أن أصعد خلفه وأن لا أحزن بهكذا يوم
حملت الصغيرة بين يدي قليلا واجهشت بالبكاء فورا
وددت أن استلم مهمتي التى لأجلها تزوجني اساسا لكن الجدة كانت تريد أن اعيش يومي مع ابنها كأي عروس بيوم زفافها
فأخذتها مني وقالت لي الصغيرة لاحقا يا ابنتي
جففي دموعك واتبعيه هيا لاتفسدي جمال عينك بالبكاء
فإنها أجمل ليلة بالعمر ولا تتكرر
فقلت بنفسي لكنه بتصرفاته أفسد يومنا الذي لن يكرره العمر إلا بذكره فقط وبدت لي أنها ستكون من اتعس ليالي عمري معه! 
حملت ثوبي وسرت بتعثر لا أعلم ماينتظرني بالأعلى
صعدت الدرج خلفه بتعب ورغم سهولة الصعود عليه لكن كنت آشعر وكأنني اتسلق جبل شاهق الإرتفاع ومهلك
كم تمنيت لو أن هذا الدرج لاينتهي أن لا تقع عيني بعينه اشعر أن خاطري مكسور
وصلت الطابق العلوي حملت ثوبي وسرت استكشف المكان والغرف واحدة تلو الأخرى اتسائل كم من الصور ستكون لعروسته المټوفية على الجدارن لكني لم ألاحظ شيء لاصور لها بتاتت يبدو أنه أزالها لأجلي
فإذا به يخرج من إحدى الغرف التى يبدو أنهاا ستكون غرفتنا معا حاملا بيده بجامة نومه وغطاء مكثت بمكاني انظر اليه بصمت على ماذا ينوي ياترى
فسار ورمى ما بيده على الاريكة پغضب
وجلس بعد أن اشعل سيجارته وهو لم يكلمني أبدا
يخرج الدخان من فمه بطريقة غريبة ارتعش جسدي واشار بيده إلى الغرفة ذاتها فقال
 

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات