من الفصل السادس عشر حتي العشرين
ده مش مجرد حب وعشرة دي مشاعر انت مقدرتش تحسها مع حد غيرها.
فيصل بتوتر لو سمحتي اهدي شوية كل اللي بتقوليه ده مجرد أوهام بعدين المفروض أنا اللي اسألك واحاسبك انت في ايه بينك وبين ابن عمتك
كاميليا بحزن لا والله لسه فاكر تسأل
فيصل يعني ايه انتي قولتيلي انه زي اخوكي بس نظراتك مبتقولش كده.
كاميليا وانت اخدت بالك مني اصلا انت مكنتش شايف حد غيرها.
كاميليا انت بتحبني يا فيصل صدقني لو قولت انك بتحبني هنسى كل حاجة حصلت ونتجوز علطول بس قبل ما تقول آه أو لا لازم تطلق همس وتبعدها عن حياتك نهائي ولادك علاقتك بيهم مقدرش اتدخل فيها لكن همس لأ يا فيصل أنا هسيبك تفكر وترد عليا.
عادت همس إلى مسكنها لكن روحها لم تستكين وطفليها بعيدآ عنها ادعت الصلابة عند حديثها إلى فيصل وداخلها ېنزف خوفا واشتياقا اليهما ترى هل تناولا طعامهما هل يبكيان أم يتضاحكان سويا لقد حل الليل وكلاهما يخشاه هل استطاع فيصل أن يبثهما الأمان أم شغل عنهما بحديثه إلى من تركهم من أجلها.
ارتدت ثيابها من جديد وسارعت إلى الخروج عليها بالتجول قليلا فبقاؤها بمفردها قد يصيبها بالجنون تراجعت عن الخروج وألقت بحقيبتها أرضا وجلست قرب الباب وضعت وجهها بين كفيها وهمست بخفوت قائلة
هتروحي فين يا همس ولمين
جيرانك هيقولوا ايه وانتي خارجة في وقت زي ده كفاية نظراتهم وتصرفاتهم اللي اتغيرت بعد طلاقك نامي نامي يمكن النوم يعدي الليل ويجي النهار.
استمعت همس إلى حديث المهندس الجديد بتيه تدعي أمامه التركيز والانتباه بينما عقلها شارد تحدث اليها بحرج قائلا
ابتسمت إليه بأسلوب عملي قائلة اكيد معاك يا بشمهندس زين كنت بفكر في موضوع مهم بعتذر منك عالعموم أنا شايفه ان الاتفاق ده كويس جدا
زين فعلا احنا لو قدرنا ناخد صفقة واحدة بس واثبتنا جدارة اسم المكتب هيتعرف جدا ومش هنلاحق عالشغل
همس ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام واضح انك متحمس جدآ
زين بمرح اه والله نفسي اكون نفسي واتجوز بقى
زين من خمس سنين
همس ياااه مش كتير الفترة دي
زين كتير بس نعمل ايه حكم القوي ابوها مش موافق نبدأ حياتنا على أدنا وأمي بتحاول تفركش الجوازة بكل الطرق.
همس وانت
زين أنا ايه انا بحبها ومستحيل اسيبها.
همس اتمنى فعلا انك متتخلهاش عنها.
زين بحب ان شاء الله عمري ما هتخلي عنها بس حضرتك ركزي معايا علشان الصفقة دي هتغير كل حاجة بس انتي قولي يارب
همس بهدوء يارب قولي يا بشمهندس خطيبتك بتشتغل
زين لا للأسف هي خريجة هندسة وكانت زميلتي بس مش لاقية شغل
همس هاتلي ورقها وان شاء الله تشتغل معانا في المكتب
زين بسعادة وامتنان معقول حضرتك بتتكلمي جد
همس ايوة بس طبعا الراتب في البداية هيكون بسيط لحد ما الشغل يزيد وتلقائي المرتب هيزيد والعمولة
زين متشكر جدا ألف شكر لحضرتك عن اذنك هروح اكلمها وافرحها.
هرول يسابق الوقت ولم ينتظر ان يستمع إلى اجابة همس وابتسمت همس بحزن قائلة
ياريت فعلا متخذلهاش يازين.
اغمضت عيناها بتعب وسرعان ما انتبهت بعدما استمعت إلى صوت رضوى تقول
والله عال فاتحين المكتب ناكل من وراه عيش وانتوا جايين هنا تناموا.
ابتسمت اليها همس بسعادة وأسرعت اليها ټحتضنها بلهفة واحتياج قائلة
أنا ممكن اشتمك بس خاېفة الموظفين يسمعونا والهيبة تضيع قدامهم
رضوى أنا آسفه والله وعارفه اني اتأخرت عليكي كتير
همس المهم انك جيتي يا ستي اقعدي وقوليلي عاملة ايه
رضوى الحمد لله كويسه انتي شكلك مرهقة أوي يا همس مالك يا حبيبتي
همس نفسي أنام يا رضوى تعرفي إن من يوم ما فيصل بعد وأنا مبعرفش أنام دماغي دايما شغالة حتى وأنا مغمضة نفسي أعرف بس ليه ليه وازاي قدر يعمل كده طب ليه أنا موجوعة بالشكل ده وامتي هنسى وارتاح!
رضوى مفيش حد بينسي بس الأيام بتعدي ابتسمت بمرح قائلة
سيبك انت هقولك خبر مفاجأة الموسم
همس بترقب خير من زمان مسمعتش حاحة تفرح
رضوى أنا حامل.
نظرت إليها همس پصدمة للحظات اصابتها نوبة من الضحك إلى أن هدأت قليلا وتساءلت بدهشة
حامل! من مين يابت
قهقة رضوى قائلة
غلطة وندمان عليها والله مصطفى خدعني يا هموس وغرغر بيا.
همس بحب ربنا يسعدك يمكن البيبي ده فرصة جديدة ليكم مع بعض
رضوى مبقتش فارقة كتير والله يا همس الأيام اللي فاتت خلتني اعيد حساباتي أنا اتحملت كتير علشان بناتي وبسبب ضعفي واستسلامي البنات كانوا هيضيعوا مني.
همس يعني ايه الكلام ده البنات مالهم
رضوى هحكيلك كل حاجة محتاجة اتكلم معاك يا همس مفيش غيرك هيقدر يفهمني.
صياح والدته وسبابها لم يتوقف مضى ما يزيد عن الساعة وهي كما هي تتعجب مما فعلته سوزي وترى أنها تستحق الهلاك
تحدث مصطفى باجهاد قائلا
خلاص يا ماما أنا كنت عاوز اطلقها من الأول بس قولت بلاش اظلمها هي اللي جابت اخرها معايا
سوسن يا خيبتك بقى عيلة زي دي تستفزك وتخليك
تطلقها المفروض كنت تطلع عينيها لحد ما تقول حقي برقبتي وتتنازل عن كل حاجة دي قادرة يابني وقاصده تعمل كل ده هتطلع من الجوازة بشيء وشويات وكمان سيبالك بناتها لا انت تروح ترميهم في خلقتها.
مصطفى بحدة
ارميلها بناتي هي دي تعرف تربي حد اساسا....
سوسن لا خدهم انت يا خويا ربي وكبر وهي تروح تتجوز وتتدلع
مصطفى تغور في داهية تتجوز ولا متتجوزش بناتي مش هسيبهم دول ملهمش ذنب.
سوسن بحدة وان شاء الله رضوى هترضى تاخدهم تربيهم
مصطفى پصدمة
رضوى تاخد مين يا ماما انتي عاوزاني اقولها ربيلي بناتي أنا وسوزي سوزي اللي بسببها رمتها هي وبناتها ومسألتش فيهم ورضوى متعرفش لسه اني طلقت سوزي بعدين رضوى حامل ومتقدرش تراعيهم.
سوسن بدهشة ممزوجة بأمل
حامل رضوى حامل ربنا يجبرها وتجبلك الولد بقى.
مصطفى كل اللي ربنا يبعته
خير ارجوكي يا أمي ساعديني وتراعي البنات الفترة دي لحد ما اشوف حل
سوسن اراعي ايه هو أنا قادرة اصلب ضهري...انا تعبانه يابني
مصطفى برجاء وحزن
حضرتك مش هتعملي أي حاجة المربية هتقعد معاكي وهي بتعملهم كل طلباتهم انت بس هتراقبيها وتاخدي بالك من تصرفاتها لأنهم صغيرين وميقدروش يشتكوا لو حد أذاهم
سوسن پغضب
ماشي يا مصطفى مع ان الطبيعي ان الواحدة بتطلق وتاخد عيالها معرفش انت هتاخدهم ليه عالعموم المهم دلوقتي تروح تشوفلك محامي كويس لأن البت دي مش ساهله هي وأمها بدل ما تفاجئك بقضايا ومحاكم يبقى انت عامل حسابك ولو ينفع تردها لعصمتك رجعها وخلاص بدل ۏجع القلب والمشاكل واهي تقعد تربي بناتها ومهما كان البت لسه صغيرة وطايشة.
مصطفى طايشة!!!!!!!
دي لمت كل حاجة ليها تمن من الشقة خدتها ومشيت مفكرتش تبص حتى على بناتها أنا مش قادر اتخيل ازاي دي بقت أم!
سوسن ياخويا انت اللي محبكها أوي مكنتش قادر تضحك عليها بكلمتين.
مصطفى تاني يا ماما ما قولتلك اللي حصل دي كانت عاوزة تمد ايدها عليا.....بس هي مش غلطانه ده ذنب رضوى
سوسن ذنب ايه يا واد انت انت عملت ايه يعني ما كل الرجالة بتتجوز مرة واتنين لولا انت بس انت بس اللي حنين بزيادة
مصطفى بيأس من والدته أنا داخل أنام يا ماما تصبحي على خير.
سوسن وانت من أهله يا بني ربنا يصلح حالك اقول ايه
بس نسوان عاوزة الضړب پالنار ملهمش الطيب ابدا
اقتربت إلى حد مخيف نظرت إلى ابنتها بذهول هامسة دون تصديق وكأنها تكذب ما قالته مرام
اتجوزت يعني ايه مش فاهمة!
كانت مرام تئن بلا توقف يكاد فؤادها أن يتوقف عن النبض تخشى ما سيحدث لكنها مازالت تتشبث بأمل واهم تطمح أن يمسي حقيقة فتحدثت برجاء
والله يا ماما زي ما قولتلك يوسف كان بلوجر معروف وناس كتير بتثق فيه وبنات أشكال وألوان بيترموا تحت رجليه بس هو اختارني أنا انهت جملتها واجهشت في بكاء مرير لكنه لم يشفع لها عند رضوى التي تأكدت الآن أن تمسكها بمصطفى كان حكم باعدام أطفالها لقد استهلك مشاعرها وتفكيرها فجعلها عاجزة عن النظر إلى زهراتها الذابلة لقد خبت نورهن هداها شيطانها إلى قتل نفسها والفكاك من تلك الحياة لكن طفلها الساكن بداخلها القى إليها برغبته في البقاء ورجاءه في الحياة ركلها بخفة فنظرت إلى موضع سكونه بتيه اغمضت عيناها قائلة
هاتي رقم موبايل الواد ده وعنوانه لو تعرفيه اقسم بالله يا مرام لو طلع بيستغلك ورفض يتقدملك لهتشوفي مني الويل هخلص عليكي بايدي مش هسيبك عايشة واخواتك البنات يعملوا زيك.
انحنت مرام أسفل قدمي والدتها تقبل يديها پخوف
ارجوك يا ماما كلميه بالراحة أنا واثقة فيه وعارفة انه بيحبني
صڤعتها رضوى رغما عنها فقد اهلكتها سذاجة طفلتها امسكتها تهزها پجنون قائلة
بيحبك يا هو لو بيحبك اتجوزك في السر ليه ياريتني ما خلفتك يا مرام اه يا ۏجع قلبي منك ومنكم كلكم
مرام ياريت انا بتمنى كل يوم اصحى والاقي حياتي انتهت
دفعتها رضوى بحدة ونفور
ليه ناقصك ايه يا رخيصة انشغلت عنك شوية مستكترة عليا أحزن واضعف ده كان دورك تسانديني وتساعدي اخواتك انت لو صغيرة زي ما أنا كنت متخيلة مكنتيش هتروحي وتغلطي بالشكل ده لكن الست مرام كبرت وبقت بتحب وتصاحب وتتجوز كمان جذبت شعرها بقوة فصړخت مرام وانكمشت تقي على نفسها
اسمعي يابت أنا هتصرف في الموضوع كله بعيد عن ابوك اولآ لأنه مش هيسمي عليك ابوكم لو عرف هيموتك انت والزفت ده وفي الآخر كلنا هنضيع بسببك ثانيا لأني مش هسمح لحد يشمت فيا لا مرات ابوكم ولا جدتكم ان شاء الله هتصرف ومن النهاردة مش عاوزة أشوف وشك في أي مكان أنا موجودة فيه ابعدي عني وغوري من وشي.
الفصل_التاسع_عشر
تعاتبني! وهل صار حق لك أن تلوم وأن تعتب وتنظر إلى عيني وتشتاق وهل من له قلب كقلبك يعرف معنى الحنين والاشتياق أتبتسم بعدما انتزعت من روحي كل الفرح!
تنهدت همس بتعب فقد جاهدت مرارا ألا تأت إليه لكن روحها تصرخ