الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الذئاب بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 47 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


عايزين مني أي
تقدم نحوه رجل أصلع يرتدي حلة ونظارة باللون الأسود فقال بصوت غليظ الباشا بيقولك ياريت تبعد عن الي يخصه أحسنلك ثم وجه له لكمة قوية جعلته يقع أرضا
نهض وصاح بوجه الرجل وهو يمسك وجه أثر اللكمة باشا مين وحاجة أي يا حيوان أنت
أشار الرجل للرجال الذي ف إنتظار أوامره وقال أحمد ربنا هو كان ناوي ع موتك بس ميمنعش أنه يسيبلك تذكار صغير عشان متفكرش تقرب منها تاني

حاول النهوض قبل أن يمسكو به لكن كانو أسرع منه ليتكاثرو عليه وينهالو عليه بالضړب المپرح ليطلق صړخة تردد صداها ف تلك الصحراء القاحلة عندما قام إحدهم بكسر زراعه أبتعدو ليعودو أدراجهم تاركين ذلك العاشق المسكين غارق ف دماء وجهه ورأسه يتلوي من ألم زراعه
كارين مازالت ع الهاتف تصرخ پجنون عندما أدركت ما حدث له ع وشك تفقد صوابها فأجرت إتصالا بهيثم شقيق صديقتها وأنتظرت حتي أجاب عليها فقالت
هيثم أرجوك تعالي بسرعة الحقني
تتأمل في السماء ذلك القمر المنير تلفح بشرتها نسمات الهواء العليل ويتطايرطرف
ثوبها الأسود القصير أنتبهت إلي ذلك الصوت الذي يصدر من الطابق الأسفل فإنها موسيقي عذبة تصدر من آلة الكمان بإحساس نابع من قلب مليئ بالألم
نهضت لتري مصدر الصوت فتأوهت عندما سارت ع قدمها المصاپة فحاولت أن تستند ع كل ما يقابلها حتي غادرت غرفتها وأمسكت بدرابزون الدرج تقفز هبوطا ع قدم واحده حتي وصلت إلي أسفل وتتلفت إلي مصدر الصوت فلاحظت إحدي الغرف بابها مفتوح قليلا وبها إضاءه خافته دفعها فضولها للدخول إلي تلك الغرفة وهي تتحمل السير قفزا ع قدم واحده حتي ولجت إلي الداخل فأتسعت عينيها بذهول وإنبهار
يقف ف وسط الغرفة يمسك آلة الكمان الذي يسندها ع كتفه ويسند ذقنه فوقها يعزف مغمض العينين بإحساس حزين ينبع من ذكريات الماضي الذي يطارده ف أحلامه مازال يعزف بكل طاقة لديه حتي شعر بأن تجمعت أسفل جفونه المغلقة عبرات تريد النزول لكن يأبي ذلك لايريد الشعور بالضعف حتي لو أمام نفسه بدأ يبطئ ف العزف عندما وصل إلي أنفه عطرها الذي يميزه من بين آلاف العطور أنتهي من المعزوفة فقامت بالتصفيق له وقالت 
برافو عزفك حلو أوي
قال وهو يضع الكمان جانبا معزوفة لأندري ريو من المسلسل الإيطالي
The Godfather
أه عارفها بس أول مرة أعرف إنك بتعزف كمان قالتها وهي تستند ع البيانو
أبتسم
بعينيه الساحرتين وأقترب منها وقال أديكي عرفتي أنا بقي عارف إنك بتعزفي تشيللو آلة تشبه الكمان لكن بحجم أكبر 
رمقته بإندهاش وقالت وعرفت إزاي !!!
أستند بمرفقه ع البيانو بجوارها وقال أنا كنت بحضر كل حفلاتك ف الأوبرا وأنتي بتعزفي قالها ثم أبتعد ليجلب شيئا مغلقا من إحدي الأركان فقام بفتح سحاب ذلك الغطاء ليظهر منه آلة التشيللو
أتسعت إبتسامتها وهي تري تلك الآلة وقالت واو واحشني أوي العزف عليه
قالتها ليجذب إحدي المقاعد وقام بحملها ليجلسها عليه وهو يحدق ف عينيها ثم شعرت بملمس يديه ع ساقيها وهو يرفع طرف ثوبها لأعلي ثم أبعد فخذيها عن بعضهما فشهقت پخوف وخجل لكن وجدته يضع الآله مابين ساقيها لتتمكن من العزف عليه أبتعد ليجلس مقابلها فأمسكت بعصا الوتر لتبدأ ف العزف بإحساس مرهف وهي توصد عينيها تعزف إحدي المقطوعات الشهيرة لأشهر عازفي تلك الآلة وهو العازف الكرواتي سبيستيان هاوزر
أنتهت من العزف ليقطع تلك الجلسة الفنية طرق ع الباب فنهض قصي مسرعا وهو يأخذ منها الآلة ويضعها جانبا وينزل طرف ثوبها ثم قال أدخل
ولج ذلك الرجل الأصلع وقال وهو يخفض عينيه إلي أسفل كله تمام يا باشا و 
قاطعه قصي بإشارة من يده وقال أسبقني أنت ع المكتب وأستناني
أومأ له الرجل وأذعن لأمره 
شعرت بأن هناك أمر ما ويعتريها إحساس بإنه يخص عائلة خالها فقالت بإندفاع هو كان بيقولك كله تمام ع أي
أقترب منها وهو يحملها ع زراعيه وقال وعايزه تعرفي ليه
صبا وهي تتشبث به قالت بسأل عادي
أبتسم وهو يفهم ما يجول ف عقلها فقال دي مهمة كنت مكلفه بيها وعملها
أبتلعت ريقها بتوتر وخشيت أن يكون حدث مكروه لإحدهم وخاصة آدم أردف قصي يلا عشان أطلعك أوضتك وهخليهم يحضرو العشا ويطلعو فوق عقبال ما هاروح اشوفه واجيلك
صبا لاء أنا عايزة أتعشا ف الجنينة
أومأ لها وقال بنبرة عشق سمعا وطاعه يا ملكة قلبي
نظرت إلي أسفل تتهرب من نظراته إلي أن وضعها ع الأريكة الصغيره وأردف دقايق وراجعلك قالها و قام بتقبيل جبهتها وكاد يذهب
فأوقفته بصوتها الذي عزف ع أوتار قلبه وهي تنطق حروف اسمه 
قصي
عاد إليها ليجثو أمامها ع إحدي ركبتيه وأمسك بيدها وقال 
نعم يا حياتي
رمقته بتوتر تريد أن تريح قلبها لكن تعلم إنه لن يخبرها شيئا فحاولت بطريقة أخري فوضعت كفها ع ذقنه تتلمسها بحنان لتشعر بإرتفاع درجة حرارته ونظراته الهائمة فقالت 
عشان خاطري وحياتي عندك متأذيش خالي أو حد من أولاده دول مهما كان أهلي
نهض ليقف بهيبته أمامها تاركا يدها ووضع يديه ف جيوبه وملامح وجهه لاتدل ع أي تعبير أستندت ع مسند الأريكة الجانبي ووقفت أمامه تسند يدها ع كتفه لتتمكن من الوقوف وقالت بنبرة رجاء أرجوك ياقصي ألتمعت عينيها التي ع وشك البكاء جذبها بين زراعيه بقوة ويدفن وجهه ف عنقها وقال بداخل عقله 
سامحيني ياصبا دي الحاجه الوحيده الي مقدرش أوعدك بيها لأن عمرك ما هتحسي بڼار العڈاب الي جوايا 
بداخل إحدي المشافي الخاصة 
يدفع الممرضون ذلك التخت المعدني المتحرك متمدد فوقه يونس فاقدا للوعي 
كارين تبكي بشده وهي تركض خلفهم ويلحق بها هيثم
أوقفها الطبيب وقال ممنوع الدخول يافندم دي غرفة عمليات
كارين بإصرار قالت لاء أنا
مش هسيبو بليز يادكتور
هيثم وهو يمسك بيدها ويهدأها قال كارين الدكتور عنده حق مينفعش إحنا هنستناه هنا لغاية ما يخرج بالسلامه ونتطمن عليه
تراجعت إلي الوراء لتسند بظهرها ع الحائط وقالت بنبرة بكاء أنا السبب أنا السبب كنت عارفه الي هيحصله وبرضو كملت معاه اه ياحبيبي سامحني
هيثم وهو يربت ع كتفها مواسيا لها قال أهدي ياكارين وأدعيلو والحمدلله إحنا وصلناله تخيلي لو مكنتيش كلمتيه وسمعتي الي حصله !!
أتي ف ذهنها كل شئ مكروه ممكن إنه كان يحدث له وتتذكر كلمات قصي التي جعلتها وقفت شارده ف الفراغ و بدون أن تتفوه ذهبت لينادي عليها هيثم 
كارين كارين إستني يابنتي رايحه فين !!!!
كانت تركض وتدفع كل من يعارض طريقها حتي خرجت من المشفي وأشارت إلي سيارة أجرة فتوقفت لها لتدلف بالداخل وأخبرت السائق بالعنوان
بداخل السيارة 
أنا من رأيي نخليها زيارة عاديه و أي حاجة نأجلها بعدين قالتها جيهان
ألتف لها عزيز الذي يجلس بجوارها ف المقعد الخلفي وقال 
أنا عارف بعمل أي كويس ولازم إبنك يعتذر للبنت
قال آدم الذي يقود السيارة والله يا بابا أعتذرتلها وهي مقبلتش اعملها أي بقي
عزيز عندها حق الكلام الي قولتهولها مش سهل إنها تنساه أو تسامحك عليه وربنا يستر وميكونش عمك سالم عرف حاجه هيبقي شكلك وحش
آدم بابا متخلنيش أندم إني جيت معاكو قالها بصوت مرتفع
صاح عزيز پغضب وأنت كنت تقدر تقولي لاء !!! أنا لولا بس رايحين الزيارة كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني
جيهان ف محاولة تهديئ الأجواء 
خلاص بقي أهدوا وأنت يا آدم مفيهاش حاجه لما تكرر إعتذارك
ليها هي عايزه يكون الآسف من جواك مش مجرد إن باباك طلب منك كده
آدم حاضر يا ماما بس عارفين لو أحرجتني أدامكو هامشي ومش هعتب بيتهم ده تاني
كاد عزيز يتفوه فسبقته جيهان وقالت متقلقش هتقبل إعتذارك ثم قالت بداخل عقلها لأن الي بيحب بيسامح وياريت تحس بقلبها الي قسيت عليه
في شقة الشيخ سالم 
طه ياطه تنادي بها خديجة
فلم يجيب عليها فذهبت لتراه فطرقت ع باب غرفته فقال 
نعم
دلفت إلي غرفته وقالت بنادي عليك مبتردش
طه وهو يدثر نفسه بالغظاء قال عندك كل الي طلبتيه ف المطبخ
خديجه طيب مش هتقوم تغير هدومك عشان هم زمانهم ع وصول وأنت هتقابلهم
قال طه بضييق هم جايين يطمنو ع بابا مش عليا
جلست بجواره وقالت أنت لسه متضايق أنساها يا طه خلاص هي مش نصيبك ويمكن ربنا يرزقك بالي تعوضك عنها وتحبك ف الحلال
كلماتها جعلته أنتفض كلما يتذكر ما أقترفه مع سماح وأنه عليه أن يتزوجها بأسرع وقت ممكن 
خديجة ممكن تخرجي برة وتسيبيني لوحدي ومتقلقيش لما يجو هطلع هقعد معاهم خلاص !!
تركته بهدوء لتذهب ترتدي حجابها الأخضر الزمردي وثوب باللون الرمال الذهبيه دلفت إلي غرفة والدها لتعطيه الدواء 
رن جرس الباب فنهض طه وأعتدل من مظهره وذهب ليفتح الباب 
السلام عليكم قالها عزيز
رد طه السلام 
جيهان أزيك يا طه 
طه الحمدلله أهلا يا جيهان هانم
فدلف آدم خلفهما يحمل باقة أزهار وعلبة قالب حلوي
آدم مساء الخير 
طه ليه التعب ده طيب
آدم دي حاجه بسيطه
عزيز سالم صاحي ولا نايم 
طه لاء صاحي هاروح له و 
أشار له عزيز وقال لاء يابني خليه مرتاح إحنا هنقعد معاه جوه بس ناديلي خديجة الأول
رمقهم طه بتعجب فقال حاضر ياعمي هادخل أنادي لها
تجلس ع طرف تختها تشعر بالتوتر منذ أن سمعت صوته بالخارج دق طه الباب وقال 
خديجة عمي عزيز عايزك بره
أزدادت خفقات قلبها فأجابت 
حاضر 
نهضت وهي تأخذ نفسا عميقا وتزفره بهدوء ألقت نظره ع مظهرها ف المرآه كعادة كل البنات
خرجت إليهم لتصافح عمها أولا 
عزيز أهلا أهلا بالقمر
خديجة بخجل قالت ميرسي ياعمي
جيهان أنا بقي زعلانه منك كده تمشي من غير ماتقوليلي 
تصنعت شبه إبتسامه وقالت وأنا ميهونش عليا زعلك ياطنط جيجي قالتها وعانقتها بحب
وكانت جيهان تنظر لآدم باللوم وعتاب
تنحنح آدم وقال احم أزيك ياخديجة
لم تنظر إليه وقالت الحمدلله واقفين ليه أتفضلو قعدوا
عزيز إحنا هندخل نقعد مع شيخ سالم جوه بس كنت عايزك ف حاجه قالها ثم أشار بعينيه لآدم الذي جز ع فكه ثم أقترب منها وهو يقدم لها باقة الأزهار وقال 
حقك عليا أنا آسف وأخفض صوته ف الكلمة الأخيره وكأنها تخرج من روحه وليست شفاه
رمقته للحظات فقال عزيز 
وحقك عليا أنا كمان يابنتي
وأدي راسك أبوسها قالها وقبلها فوق حجابها
خديجة بخجل حقك ع راسي ياعمي أنا مش زعلانه
جيهان أنا عارفه ابني وقت غضبه بيبقي زي الحداد الي بيقرب منه بينكوي بناره بس هو طيب وحس بغلطه و أتمني تكوني سامحتيه
أبتسمت خديجة وقالت متقلقيش ياطنط أنا مسمحاه إذا كان نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان بيسامح من أساء إليه من الكفار
قهقه عزيز ثم قال لآدم الذي إبتسم وبداخله ود لو يدفس الورود بفمها 
اهي شبهتك بأبو لهب الله يحظك ياخديجه
فقال آدم بداخل عقله أنا تشبهيني بالكفار !! إما وريتك عذابهم ع حق مبقاش أنا آدم البحيري أعطي لها باقة الأزهار فأخذتها وقالت شكرا
ذهب جميعهم
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 76 صفحات