رحاب و سلطان
انت في الصفحة 1 من 30 صفحات
...... الفصل الاول
كانت تركض فى اروقه المشفى .... تبحث بعينيها التى لا تتوقف عن زرف الدموع .... انه سندها فى الحياه ... اغلى شخص فى حياتها .... كيف سيتركها ... ولماذا الكل يتركها ويرحل .... عندما كانت تنظف المنزل وتقوم بتجهيز الطعام ... جائها ذلك الخبر من دقدق صبى المقهى .. ان اباها سقط مريض فى عمله ونقلوه الى المستشفى العام القريب ....
لم تشعر بنفسها وهى تسحب اسدال صلاتها وتخرج من باب البيت تهرول فى خوف وفزع
كانت تنظر فى كل الاتجاهات حتى رأته انه سلطان ذلك الشاب صاحب الورشه الذى يعمل بها ابيها .... دون وعى ركضت اليه وامسكت زراعه فى راجاء سائله
اهدى يا مذمذيل رحاب ان شاء الله الأسطى يبقا بخير
اشوفه انا عايزه اشوفه
الدكتور عنده دلوقتى
وقفت بجانبه تستند الى الحائط تنظر الى باب الغرفه برجاء ... وكانه هو من بيده الامر
كان لسانها لا يتوقف عن الدعاء .... ودموعها تسيل من عينيها انهارا حتى فتح الباب رقضت سريعا تقف امام الطبيب الشاب تسأله فى خوف
ابويا عامل ايه يا دكتور
أجاب الطبيب فى برود اكتسبه مما يرى يوميا ... ودون اهتمام لمشاعرهم ...اجاب قائلا
شهقت بصوت عالى ... ولطمت بيديها ليقترب سلطان سائلا
و لحقته مش كده يا دكتور
الحاله جت المستشفى متاخر .. مفيش فى ايدى حاجه اعملها عن اذنكم
كانت مازالت تبكى وتنتحب ... تلطم خدها مع كلام غير مفهوم
تقدم سلطان منها قائلا
مش هتدخليله يا مذمذيل
رفعت عينيها اليه كانت لا تراه من غشاوه الدموع فى عينيها ولكن هزت راسها بنعم وتقدمت من باب الغرفه وفتحته
كان ابيها ممدد على السرير الابيض فى صمت ... مغمض العينين .... المها قلبها بشده وشعرت ولاول مره بالخۏف حقا من فقدانه ... هو كل عائلتها ..... هو حمايتها فى الحياه.... تقدمت من ذلك المستسلم وچثت على ركبتيها بجانب السرير وامسكت بيده البارده ونادت
.... حتى سمعت همسته الخافته ينادى باسمها
رفعت راسها تنظر اليه ... عيناه تنظر اليها فى حزن شديد .... قائلا بصوت ضعيف
معلش يا بنتى ده قدر ربنا بس انا عارف انك بمېت راجل .....
تدخل ذلك الواقف عند الباب يشاهد ما يحدث فى صمت واشفاق على تلك الزهره التى يعشقها من كل قلبه ....
شد حيلك يا اسطى محمود .... ان شاء الله هتبقا كويس
لا حول الله ... شد حيلك كده علشان خاطر المذمذيل رحاب .
اشار له الرجل فى وهن ان يقترب .... وحين اقترب منه مد الرجل يده برجاء و بضعف شديد وقال .
اتجوز رحاب يا سلطان .... مش هطمن عليها غير معاك يا ابنى ... انت راجل بجد هتصونها وتحافظ عليها ... روح هات المأزون .... اعمل يا بنى فيا الجميل ده وخلينى اموت وانا مطمن عليها
كانت رحاب فى حاله زهول مما قاله والدها ... وكان نظرها مثبت عليه ... غير شاعره بذلك الذى انتفض قلبه بين ضلوعه .... هل ستصبح له حقا ... انها حلمه الذى لم يستطع يوما التفكير فى تحقيقه ....
ربط سلطان على يده قائلا
حاضر يا اسطى ... انا ليا الشرف ثوانى و المازون يكون هنا
ونظر الى تلك التى تجلس على ركبتيها منكسه الراس ... فى سعاده حاول مدارتها وتحرك يخرج من الغرفه سريعا ... حتى ينفذ امنيه الرجل الاخيره ... وامنيته التى تتحقق دون اى مجهود منه
لا تعلم كيف ومتى ... ولكنها افاقت على جمله المازون
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير
هل حقا تزوجت الان ... هل اصبحت زوجه سلطان ..ذلك الضخم المخيف .... فرضها ابيها عليه فرضا .... استغل شهامه الرجل. وحبه له وجعله يتزوجنى .... مؤكد سينتقم منها على ذلك الموقف .... لابد انه يشعر بانها بلاء عليه ... لابد من ان تتحدث معه ولكن لتطمئن على والدها الان فقط
اقتربت من ابيها وامسكت يده .... فى رجاء
انا كده يا بنتى اتطمنت عليكى .. سلطان راجل بصحيح ... كده بقا ليكى ظهر فى الدنيا ... وامشى وانا مطمن عليكى .
والنبى يا ابا بلاش الكلام ده ابوس ايدك ... شد حيلك كده .... علشان خاطرى
رفع الرجل نظره الى ذلك الواقف خلفها بمسافه قليله وقال
رحاب امانه فى رقبتك يا سلطان وانا عارف انك قدها . وعاد بنظره الى ابنته واكمل
سلطان جوزك دلوقتى اسمعى كلامه وطعيه .... واحترميه ... وقدرى تعبه ووقفته معانا دلوقتى .... هتوحشينى اوى يا رحاب .
وارتخت يده التى كانت ها ... واغلقت جفونه ....
وعم الصمت المكان
وضعت يدها على صدره تحركه وتنادى عليه
ابا ... ابا ... رد عليا .... رد عليا يا ابا .... حاضر حاضر هشيله فوق راسى ... هخدمه بعنيا يا ابا بس قوم ... قوم يا ابا متسبنيش لو حدى ... اباااااا
ووضعت راسها علىه وهى تصرخ وتهزه بقوه تقدم ذلك الضخم من خلفها واقترب منها وسحبها من فوق الرجل وهو يدعوا الله بالصبر
انا لله وانا اليه راجعون .... اهدى يا رحاب مش كده .... متعذيبهوش بالصويت ... واخذها وخرج من الغرفه لم تستوعب ما حدث كل شئ تم بسرعه إجراءات الډفن والغسل .... والتصاريح .... كل شئ تم ... والان هى هنا تقف امام قبر ابيها تبكى فراقه ... وخسارته ... تبكى قلبه الكبير ... تبكى حبه وحنانه.... تبكى سند رحل ولن يعود ...تقدم منها سلطان قائلا
مش يلا انت اكيد محتاجه ترتاحى .... ثم نظر الى قبر الرجل وقال ... الله يرحمه ويحسن اليه ... ورفع يده يقراء الفاتحه ثم مسح بكفيه وجه وعاد اليها بتركيز قائلا
يلا .. الليل هيدخل علينا دلوقتى خلينا نتحرك علشان نلحق نجهز العذا
مشت بجانبه فى صمت ... وهو لم يجد كلمات يواسيها بها .. الامر كله عجيب ... هى زوجته ولكن لا يعرف كيف يتكلم معها ركبت بجانبه
سيارته القديمه ..... وتحرك بها لا هى تعلم الى اين سياخذها ... حتى هو لا يعرف كيف يتصرف ولكن قال اخيرا
انت طبعا عايزه تعملى عزا لابوكى.... هنفضل فى بيت الاسطى محمود الثلاث ايام بتاعه العذا و كمان الناس تعرف اننا اتجوزنا يعنى ... وبعد كده تنورى بيتى الى هو بقا بيتك دلوقتى
هزت رأسها بنعم .... وعم الصمت السياره حتى وصلوا الى الحاره ...نظر اليها قائلا
اطلعى انت الشقه وانا هتكفل بكل حاجه متقلقيش
هز رأسها مره اخرى بنعم دون حديث وفتحت باب السياره وترجلت منها ... واختفت
خلق باب البيت ركن السياره بجانب الطريق ... وترجل منها وتوجه مباشره الى مقهى المعلم طه كبير الحى
واخبره بما حدث نادا المعلم طه على صبيه دقدق ... وأمره بمساعدة سلطان ... فى تجهيز سردق العذاء وارسل فى طلب اثنان من شباب الحاره للمساعده ايضا ... فى خلال ساعه كان كل شئ على وشك الانتهاء ... العمال فى سردق العذاء انهو كل شئ واصبح جاهز لاستقبال المعذين ... وامتلئ الصوان بالمعزين وامتلئت الشقه بنساء الحاره جميعا .... منهم من جاء لتقديم العذاء ... ومنهم من سمع بزواج رحاب من سلطان واردت التاكد ... ومنهم الشامت والحاقد والمحب ...كانت تسمع همهمات النسوه عنها من تقول انها نصبت شباكها حتى توقع بسلطان ... ومن تقول انه تزوجها شهامه ... ومن تقول انه تزوجها حتى تمر محنه مۏت ابيها ثم سيتركها .....ومنهم من تتمنى ان تلحق بوالدها حتى تتخلص منها ... حتى يصبح سلطان متاح لها .... ومنهم من اراضت اخافتها من سلطان قائله انه لا يحب دلع الحريم وبكل تاكيد هى لن تتحمل ضربه لها يوميا.........ومر اليوم رحلت جميع النسوه وظلت رحاب على جلستها لم تتحرك ... لم تاكل شئ منذ الصباح .. لم تتكلم كلمه واحده من بعد مۏت والدها .... دخل سلطان البيت ولااول مره بدون وجود الاسطى محمود . ظل ينظر الى تلك الزهره الحزينه تنحنح بصوت مسموع . فرفعت رأسها تنظر اليه وبدون شعور منها وقفت على قدميها تنظر اليه فى صمت تقدم بخطوات قليله حتى اصبح امامها مباشره وعندما رفع يده ليربت على كتفها ... تراجعت هى الى الخلف بحركه مباغده ورفعت يدها امام وجها فى خوف من صفعه تهوى عليه تشنجد يده فى الهواء هل ظنت انه يضربها من اين لها بهذه الفكره عنه لم ينزل يده بل اكملت طريقها الى كتفها يربت عليها فى حنو ..قائلا
البقيه فى حياتك ....
رفعت راسها اليه وهاله الفزع فى عينيها ولكنه اكمل قائلا
روحى ارتاحى انت اكيد مش قادره تقفى على رجليكى
هزت راسها بنعم ثم تحركت من امامه فى اتجاه غرفتها حين ناداها مره اخرى سائلا
رحاب انتى اتعشيتى
صمتت قليلا واخفضت وجهها الى الارض وهز راسها بلا
واكمل هو
وطبعا و لا تغديتى و لا كنتى فطرتى مش كده
حركت راسها بنعم
ظفر بصوت عالى وقال
طيب استنى بقا متنميش هنزل اجيب اكل كده بسرعه كلى وبعدين ارتاحى
الفصل الثانى
طيب استنى بقا متنميش هنزل اجيب اكل كده بسرعه كلى وبعدين ارتاحى
هزت رأسها بنعم وعادت وجلست فى مكانها مره اخره فى صمت ظل ينظر اليها قليلا ثم تحرك باتجاه الباب وحين فتحه وجد جاره رحاب الست ام اسماء امامه
تبتسم فى سماجه ... قائله
ازيك يا سى سلطان ... هى رحاب نامت ولا ايه
لا ... بس بتريح شويه خير فيه حاجه
لا يا اخويا انا بس كنت بطمن عليها ..يمكن تكون محتاجه حاجه
متشكرين يا ام اسماء انا