القطر الملعۏن
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
القطر_الملعون
أنا عادل صديق مؤلف كاتب قصصي يعني بس كل رواياتي أحداثها بتدور في الماضي ..
في الأربعينات في الخمسينات في العشرينات .. أنا مغرم بالماضي مغرم بالقرن ال بكل تفاصيله وأحداثه وشكل الشوارع وطريقة كلام الناس وكنت ممكن أسافر بلاد ورا أي معرض أنتيكات من الزمن دا أو مزاد على مقتنيات خاصة لبس أو أدوات شخصية لشخصيات معروفة أو ناس عاديين ..
في الليلة دي كان الجو برد جدا بس فيه حد قالي انه عنده صفقة متتفوتش 2500 نسخة من صحف وجرايد مصرية يومية صدرت من سنة 1940 لحد سنة 1950 انت مش هتتخيل أهمية الصفقة دي بالنسبالي لأنك مش مهووس بتاريخ الفترة دي زيي .. لكن أنا عارف كويس أوي أوي قيمة انك يكون تحت إيدك الصحف اليومية بتاعة 10 سنين كاملين من تاريخ البلد ..
وكمان قالي ان مع الجرايد دي شريط فيديو نادر جدا مدته 4 ساعات كلهم متصورين للناس في شوارع القاهرة في نفس الفترة دي ومش القاهرة وبس لا والمحافظات كمان ..
يعني هتشوف وتسمع الناس اللي عاشوا الزمن دا هتشوفهم على الطبيعة كأنهم حقيقة ..
حسب التليفون اللي جالي الحاجات دي كلها كانت من مقتنيات واحد يوناني كان عايش هنا في القاهرة في فترة الاربعينات وكان بيحب مصر جدا ومغرم بيها زي حالاتي كدا ولما ماټ ساب الحاجات دي لإبنه بس ابنه مكانش مهتم زيه وباع كل حاجة ..
فورا طلعت على أقرب محطة قطر وقلت هبات في المحطة للصبح لحد ميعاد أول قطر لكن الغريبة ان الراجل بتاع التذاكر قالي ان فيه قطر جاي كمان تلت ساعة مسافر بني سويف وقالي تقدر تاخد القطر دا لحد بني سويف ومن هناك تبقى تاخد أي حاجة للمنيا ..
وقفت استنى القطر على رصيف المحطة الرصيف كان فاضي والمحطة كلها مفيهاش أي حد .. المحطة كأنها مهجورة الراجل اللي باعلي التذكرة كمان كان شكله غريب أوي نظراته وهيئته وحالته كلها كدا متريحش .. بس انا كنت عامل زي اللي مش حاسس بالدنيا ولا واعي للي بيحصل فيها .. كانت فرحتي بالكنز أقوى من أي اندهاش أو استغراب ممكن أحس بيهم.
السما كانت مليانة غيوم سودا والهوا كان شديد أوي المكان كله كان هادي بشكل غريب مفيش حد غير