جحر الشيطان بقلم ندي محمود الفصل الاول
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الاول.
جحر الشيطان.
ما زال للعشق بقية
كانت ليلة شاتية شديدة البرودة الظلام يلف غرفتها برداء حالك السواد صدح منبه هاتفها كما وقتته مع إنتصاف الليل فتحت أجفانها بتقاثل ومدت كفها من أسفل الغطاء برجفة من برودة الجو وأوقفت رنينة تنهدت وهي تخرج رأسها من اسفل وسادتها تحركت من على الفراش ليهاجمها البرد القارص فضمت نفسها بذراعيها وهي ترتعش لكنها لن تضع البرد يغدا حائلا بينها وبين قيام ليلها أسرعت لتشعل الأنوار ولفت أنتباهها أثر الغيث العالق على زجاج نافذتها المغلق ف أسرعت نحوه و إتسعت حدقتيها وهي تصرخ في حماس وتصفق بكفيها ثم نظرت من خلال النافذة للأمطار الهابطة ك السيل مدت كفها تستقبل الأمطار بأغتباط شديد بعدما فتحت خصاص النافذة وأغمضت عينيها وبدأت في الدعاء فتحتهم في فزع ما أن تناهى لها صوت الرعد الصارخ فأغلقت النافذة وهي تتنفس الصعداء ولم تلبث إلا وقد توضأت وعقب وضوئها بسطت سجادتها وشرعت في صلاتها وبينما هي تقرأ وردها من القرآن إذ ب الباب يفتح ويطل منه أخيها الصغير هامسا بصوتا مرتجف من البرد
تألقت بسمة رائعة على ثغرها وهي تومأ مؤكدة
تعالى يا خالد يا حبيبي.
جلس خالد جوارها وتسائل
أنا لسه صاحي اهوو هصلى هنا عندك ماشي
أومأت خديجة بعينيها وقالت
صلي يا حبيبي براحتك.
استوى خالد منتصبا وكبر مصليا في حين أسترسلت خديجة قراءة وردها.
خديجة غريب قيام الليل!
عقدة خديجة حاجبيها في عدم فهم وهي ترمقه في حيرة فتبسم هو ضاحكا وقال
غريب عشان بيكون الجو فيه بارد أوي والإنسان ميقدرش يقعد من غير غطا ولا يتحرك إلا المصلين فهما بيتوضوء ويصلوا وميحسوش ببرد ابدا سبحان الله إزاي رغم البرد ده ألا أن أول ما بصلي بحس بدفا غريب.
إنه دفء الإيمان يا خالد.
وقال
شكرا يا حبيبتي لأنك معايا هروح أنام شوية قبل الفجر عشان المدرسة.
اومأت خديجة برأسها وهي تلوح له بكفها مودعة ثم رفعت كفيها داعية له.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار . البقرة 201.
أنصت لها الصغار في حماس واهتمام.
في حين تابعت خديجة والبهجة تنبض في كلماتها
المطر نعمة من الله يا أحبابي وخير وبركة ورحمة كم أن الدعاء فيه مستجاب وإذ نزل المطر يجب أن ندعوا كما قال الحبيب ﷺ فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا. رواه البخاري في الصحيح.
هاجت ريح شديدة أدى على أثرها تأرجح خصاص النافذة وتخبطها فأنتفض الصغار وهم يلتصقون ب خديجة التي ضحكت لرعبهم الذي تجلي على ملامحهم بانطلاق ثم نهضت لتغلق النافذة جيدا وعادة لتتدثر بجوارهم بالغطاء.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار . البقرة 201.
غابت النجوم متوارية خلف الغيوم وأختفى القمر مخبوء سامحا للسماء بأن تنزل غيثها كما تشاء ولفت السماء ب رداء حالك السواد الجو جميلا هادئ زخات المطر لها إيقاع خاص بالأفئدة التي ترويها قطراته أمتزج الهواء الرطب مع ضحكات الصغار والكبار ناشرا البهجة بالآرجاء كانوا يللهو أسفل المطر بفرحة غامرة منهم السعيد ومنهم من يوارى أحزانه وأوجاعه خلف بسمة لطيفة وضحكة عالية لتستر بين ثناياه صرخات وآهات الفؤاد وقفت خديجة فاتحة ذراعيها تستقبل زخات المطر غير مبالية بملابسها التي بللت تماما قهقهت بصوتا عال وهي تؤشر للصغار
اي رآيكم مش مبسوطين
رددوا الصغار في سعادة وهم ينثروا المياه على بعضهم بعضا
اوي أوي أوي يا خديجة.
أقتربوا منها وأمسكوا بأكفف بعضهم ليرسموا لوحة دائرية ثم بدأو يدرون تغمرهم الفرحة.
وقفت لمار في شرفة حجرتها تطالعهم ببسمة صافية تتأملهم بقلب راجيا من الله أن يحفظهم ولم تلبث أن رفعت كفيها و وجهها إلى السماء وقالت بعينان ذارفة بالدموع
اللهم أرحم من ضمهم القپر دون إنذار و وداع من خطفهم الثرى سريعا أفسح قبورهم وأنرها بنورك وارحمهم يا أرحم الراحمين وأغفر حوباتهم وأسكنهم جنتك يا رحيم واحفظ لي أحبتي من عبث الأيام وكدرها ولا تأذني في أحد منهم يارب.
أخفضت بصرها وهي تستند بكفيها على سور الشرفة تتأمل صغارها بأعين تتوهج فرحا وقلبا يفيض راحة وهدوء.
حادت عيناها إلى مكه التي تنظر لآبناءها بنظرات تملوءها الحسړة والحزن فتنهدت في ألم ثم رددت بصرها إلى أسماء فتبسمت في خفوت وهمست بۏجع
أمتى تفوقك قبل ما تضيعي كل الحلو اللي ف إيديك.
مالت قليلا لتنظر إلى سجى ف لمعة عينيها بهجة وحبور وفترت شفتيه عن بسمة رائعة وهمست بأعين تفيض دمعا
أدامك الله لقلبي يا قرة عيني.
ظلت تتأمل بسمتها في حب ممزوج بالحزن في آن واحد يا ليتها في أمكانها أي شيء تفعله لها.
يا ليت بأستطاعتها أهدائها عينيها لتر بهما
غطت وجهها بين كفيها وهي تجهش باكية صغيرتها ولدت كفيفة وستظل هكذا لا يمكنها أن تر النور وأن تنظر إليها.
أحست بكف يوضع على منكبها وصوت حاني تهيم به محبة يردف مهونا
ليه الحزن والدموع دي يا حبيبتي!
سجى بتشوف بقلبها مش بعنيها يارتنا زيها.
رفعت لمار بصرها إلى أخيها الحبيب يوسف وتبسمت بصفا وهي تكفكف دمعها فتنهد يوسف وهو يرنوا مقتربا ناظرا مثلها إلى سجى
سجى مين قال أنها مش بتشوف وهو ياسين ابني مش عنيها اللي بتشوف بيها هما الاتنيين بيكمل بعض والله ربنا يديم المحبة بينهم.
آمنت لمار على دعاءه في صدق
آمين.
ثم ألتفتت له قائلة في دهشة
اي ده فين نصك التاني
آتاها صوت فيكتور الواقف على أعتاب الغرفة مازحا
ماذا تريدين من نصفه الآخر يا فتاة.
لوت لمار ثغرها في غيظ وأردفت
ولا حاجه يا خويا اصل مستغربة لقيته جنبي من غيرك.
ضحك يوسف بصوتا مكتوم يبدوا أن لمار ستظل تغار عليه من فيكتور إلى الأبد في حين دس فيكتور كفيه في جيبي بنطاله وقال في تعالي
كفاك غيرة يا صغيرة.
تهجم وجه لمار وهي تتصنع الجدية هاتفة بسخط
أن لم تكف عن مناداتي بصغيرتي يا سيد فيكتور حينها لا تلومني على ما سأفعله بك حسنا
قهقه فيكتور بإنطلاق وغمز لها