جحر الشيطان بقلم ندي محمود الفصل الاول
سريعا وهو ينهض ليطمئن على أبنه.
لم يمض طويلا وأقبل طفلا لا يتعدى السبع أعوام ركضا وأرتمى في أحضانها هامسا في شوق
أنا جيت من المدرسة يا ماما وحشتيني.
لم تبادله وعد العناق لم تنظر إليه حتى كأنها صنم متحجر لا يرف له جفن أبتعد عاصم ونظر إلى وجهها الجامد الذي ينظر للفراغ وتمتم وهو على شفا البكاء
هوت دموعه هويا إلى وجنتيه وهو يغلق جفنية في شدة ظنا منه إنها لا تحبه ولا تريده لا يدري أن المسكينة والدته وليست بوالدته!
وأنها لا تدري شيء مما يدور حولها لا تشعر ولا تتكلم أسيرة هي في عالم مخيف مظلم مجبورة عليه قسرا.
يا ليت يمكنها التحرر من قيود هذا الظلام!
تعالى شوف عاصم ماله
اومئ رحيم تلقائيا ولم يلبث ان ضمد الچرح لابنه الذى أستكان بحضن والدته التي تضمه في قلق وحنان ورفق أعتدل رحيم في وقفته وغمغم في تيه
وعد أنت حاسة بينا
أمسك وجهها الذى أبدى زهولا من حديثه وتمتم
أنت كويسة حاسة بحاجة تعبانة
حدجته في حيرة من امره وهي تتسائل
تركت الصغير لتقف أمامه قائلة وهي تتحسس جبينه
أنت سخن ولا مالك ايه الكلام الغريب ده ما انا زي القرد قدامك اهوو.
قد يأتي الأمل لدقائق معدودة ويولي بعدما يطعنا ويذيقنا مرارة الحرمان أن يكون الحبيب معك وليس بمعك مؤلم للغاية!
لم يمر كثيرا وإذ ب وعد وهي تدلف للحجرة بعدما عدت طعام لطفلها وقعت أرض وأنزلقت الصنية من يدها لتصبح شظايا ك قلب رحيم تماما الذى تهشم وهو يهرع إليها حاولت النهوض بمعاونته ولكنها كانت تسقط ارض في كل مرة وكأن قدميها قد عقدا بأغلال من ڼار اقترب عاصم باكيا ليحملها رحيم بعدما أغمضت عينيها فاقدة للوعي ويغادر بها إلى المستشفى بعدما أخبر غفيره أن يهتم بالصغير...
طلت خديجة من نافذة غرفتها مغمضة العينين تستنشق الهواء في ارتياح ثم نظرت للأسفل لتبصر الصغار جالسون على العشب يذاكرون في اهتمام فتوهج وجهها باسما وقد حسمت آمرها على النزول ولم تلبس أن كانت تقترب منهم جالسة بجانب الفتيات قائلة
ربنا يوفقكم يارب وينجحكم ويشرح صدوركم.
تعالي نذاكر سوا يا حبيبة قلبي.
ألتفتت لها أروى برأسها وهي تومأ في سعادة هامسة
يلا.
رفعتها خديجة لتجلسها على قدميها وبدأت تذاكر لها وهي تمعن النظر لملامحها التي أكتسبتها من والدتها سجى نفس الملامح وذات الهدوء والرقة قضى الوقت حتى فرغوا جميعهم متنهد
ف أقترب الصغار ليطوقوا خديجة من كل جانب حفوها في حلقة دائرية لترفع خديجة حاجبها في دهش ويمناها تمسح على رأس أروى في حنو
اي ده! في ايه!
أسرع مالك مجيبا في كلمات تنبض بالحماس
خلصنا مذاكرة ومش ورآنا حاجة في اى رأيك تقوليلنا حديث وتشرحيه لينا او تسئلينا اي حاجة أنت حباها
سر قلب خديجة لحماسهم ومبادرتهم لمعرفة احاديث الحبيب ﷺ فقلبت بصرها بينهم وأثناء ذلك لاحظت أطراق خالد شاردا في حزن ف تسائلت في تعجب
مالك يا خالد زعلان ليه !
رفع خالد رأسه إليها وتمتم في هدوء وهو يهز كتفيه
مفيش حاجة مش زعلان!.
حدجته خديجة في نظرة مستنكرة وقالت في أمر
مالك يا خالد بتفكر في اي
ردد خالد بصره على ابناء أعمامه ثم اذرد لعابه ونظر إليها قائلا
هما ليه سموني خالد في أسماء كتير أحلى يعني ايه اصلا خالد دي
أحست خديجة أن ثمة من تلاعب بعقل أخيها ف أغمضت عينيها وهي تهمس في شغف
خالد هو في أحلى من اسم خالد! اسم لوحدة كفيل لاي حد شايله يجعله فخور!
لوى خالد شفتيه محتجا
دا ليه
فتحت خديجة عينيها في بطئ وهي تقول في شوق وذكرت حنين تطوف بخلدها وقلبا رفرف مشتاقا وروحا لمساتها نسمات الصحابة العطرة بذكراهم وهمست وهي تستنشق الهواء في سکينة
هل أخبرتك قبلا عن خالد بن الوليد سيف الله المسلول.
رنا خالد ببصره في أهتمام وهو يهز رأسه
لا.
تجلت في عيون الصغار نظرات الأهتمام ف أنصتوا بقلوبهم قبل أذانهم وهم يتربعوا في أسترخاء وانتشاء متلهفون لكلماتها ف أسترسلت خديجة بنظرة متوهجة نورا
خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين.
لقد تخلدت البطولة بذكرة خالد بن الوليد كان شجاعا مغوارا تقف إزاء فروسيته حائرا من شجاعته كان لا نظير له وفي يوم مؤتة حول هزيمة المسلمين إلى نصر مبين آنذاك سقط ثلاثة ليوث من الصحابة الكرام زيد بن حارثة و جعفر بن أبى طالب و عبد الله بن رواحة وهنا قاد خالد الجيش وبعبقريتة أنقذه من الإبادة وتم النصر على يديه يقول الرسول وهو ينعي أبطال مؤتة الشهداء أخذ الراية زيد بن حارثة فقاټل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاټل بها حتى قتل شهيدا .. ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاټل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله علي يديه .رواه أحمد وصححه الألباني
صمتت خديجة هنيهة تتأمل وجوه الصغار التي تنصت لها في اهتمام بثغور فارهه وأعين محدقة وتابعت وهي تأخذ نفسا عميقا من النسائم التي هلت عليهم
لقد كان خالد جنديا عاديا تحت قيادة القۏاد الثلاثة الذي جعلهم الرسول على الجيش والذين استشهدوا بذات الترتيب زيد ثم جعفر يليه عبد الله فما أن سقط الليوث الثلاث سارع الى الراية ثابت بن أقرم فحملها عاليا وتوجه مسرعا الى خالد قائلا له خذ اللواء يا أبا سليمان فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا لا لا آخذ اللواء أنت أحق به لك سن وقد شهدت بدرا فأجابه ثابت خذه فأنت أدرى بالقتال مني ووالله ما أخذته إلا لك ثم نادى بالمسلمين أترضون إمرة خالد قالوا نعم فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين يقول خالد قد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف