الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة علا السعداني

انت في الصفحة 33 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

تقف فى انتظار سيارة آجرة فقال يونس
تعالى هنا عشان اوصلك
لم تستطع آسيا اخفاء تلك الاسئلة التى تدور فى رأسها لذا اڼفجرت فى وجهه
انت اللى اتصلت وبلغتنى عن الشحنة اللى أنس كان هيهربها الشحنة الفشنك مش كده ٠٠ كنت عاوز ټنتقم وترد كرامتك وتأذينى فى شغلى مش كده
تعالى نتكلم فى العربية
مش هروح معاك فى حتة إلا لما تقول
فزعق بها بقوة
قولتلك ادخلى العربية وهنتكلم ٠٠ مش هنتكلم فى نص الشارع كده
زفرت آسيا پغضب مدفون داخلها ثم أتجهت نحو سيارته واستقلا معا السيارة تحدث يونس بلا مبالاة
عاوزة تعرفى ايه !
انت قلت فى القسم جو للظابط إنك أنت اللى بلغت
وأنتى
سمعتى ده بس ومسمعتيش الباقى !!
انت كداب يا يونس انت بټنتقم منى بس بطريقة رخيصة و ٠٠
قاطعها قائلا
ولما انا عاوز انتقم منك يا غبية عرضت نفسى للخطړ ليه وجيت لما شفت بالصدفة الراجل
بتاع أنس بيراقبك هنقذك ليه يا غبية !!
صمتت آسيا قليلا فهى لم تفكر فى تلك الجزئية لذا نظرت له ثم قالت
تقصد ايه !
كل ما فى الأمر انى عرفت اصلا أن أنس بيشتغل فى الهباب ده قبل ما تمشى بيوم واحد سمعته وانا راجع من بارة بيكلم فى مكتبه
عاد يونس فى الثانية صباحا وهو يشعر بالتعب فقد كان يعمل بشركته الخاصة حتى ذلك الوقت المتأخر فوجد نور المكتب الخاص ب أنس ساطع فقرر الدخول كى يرى أن كان يحتاج لمساعدة ما قبل أن يضع يده على المقبض سمع صوته يتحدث مع رجل آخر
كل شئ تم زى ما حضرتك خططت
ابتسم أنس بسعادة ثم قال
شحنة السلاح الحقيقية هبلغك بميعادها قريب اما آسيا كده فباى باى مش هتقدر تورينا وشها بعد كده لو جت تانى يبقى بتحفر قپرها بأيدها
ابتسم ذلك الذى معه فشعر أنس بسعادة كبيرة لأن تلك البغيضة لن يضطر أن يراها مرة آخرى ٠٠
وقف يونس فى الخارج وهو لا يصدق ما سمعه للتو حقا أن أنس كذلك !! تاجر سلاح !! اذا فقد علم سبب وجود آسيا بالقرب منه الآن أبتعد مسرعا عن المكتب حتى لا يراه أحد وصعد غرفته ليفكر ما الذى يجب أن يفعله ليواجه أنس بما علمه للتو أم ماذا يفعل وهل أن واجه أنس سيستمع لحديثه من الأصل بالطبع لا !! علم جيدا إن أبعاد أنس عن ذلك الطريق لن يكون إلا بالقوة ليس بالنصح والأرشاد ٠٠ 
نظرت له آسيا بعد آن انتهى من حديثه ذلك ثم قالت
انت عاوزنى اصدق ده
ده اللى حصل وساعتها قررت اراقبه كويس مش بس كده حطيت جهازت تسجيل صغير فى مكتبه من غير ما يحس وعرفت وقت عملية التهريب وقولتلك وبعدها شلته تماما عشان ميكتشفش شئ
رمشت آسيا قليلا ثم قالت
وهو عرف منين ان فى حد بلغنى
هز يونس كتفاه بلا مبالاة ثم قال
أنس ماټ يا آسيا وياريت تسمحيلى اوصلك وتأجلى التحقيق ده بعدين هايا هتحتاجنى اكتر من أى وقت تانى
قطبت آسيا حاجبيها ثم قالت
هايا اخته !
بدء يونس بقيادة السيارة وهو يقول
ايوة
زمت آسيا شفتاها بضيق حتى أوصلها يونس إلى المنزل وتوقف بسيارته أمام القصر الخاص بهم فقالت آسيا
مش هتدخل !
نظر لها يونس طويلا ثم قال
من فضلك انزلى
ترجلت آسيا من السيارة وهى تشعر پغضب شديد ولكنها تعلم أن يونس بداخله الآن مشاعر مختلطة بالرغم معرفتها إنه هو و أنس ليسوا بذلك القرب ولكن فى النهاية هو بمثابة شقيقه لابد وإنه يشعر بالحزن على حاله ٠٠
ما أن ترجلت من السيارة حتى عاد يونس مسرعا إلى القاهرة فلابد وأن الشرطة هناك بالمنزل و هايا بمفردها ولا تدرى أى شئ فحاول أن يصل هناك بأقصى سرعة ممكنة ٠٠
صعدت آسيا غرفتها وهى تفكر فيما حدث اليوم كيف ل أنس أن يعلم بما كانت تدبره له ولكن شوش شئ ما على افكارها يونس فقد تركها من أجل فتاة أخرى ضمت قبضة يدها بغيظ شديد ولا تعرف لما تشعر بذلك الشعور حتى وجدت بهبورى قد استيقظ من فراشه وتقدم نحوها كى يلعب معها كالعادة ولكنها لم تهتم ولم تأبه بوجوده كعادتها فأطلق القط صياحه المعتاد مياوو فقالت آسيا پغضب
مش فياقلك دلوقتى
حتى أستمعت لصوت احدهم يطرق باب غرفتها فقالت بضيق
ادخل
دلفت برنسيس للداخل وقد كانت تحمل الهاتف النقال بيدها نظرت لها آسيا وهى تقول 
فى ايه !
ع٠٠ عزت أتصل بيكى كتير مش بتردى فأتصل بيا يطمن عليكى
تذكرت آسيا للتو سيارتها وهاتفها واغراضها بالتأكيد احدهم قد سرقها أو أحد ما أتصل بالشرطة كى يزيح سيارتها من الطريق هى من الأصل كانت ذاهبة لتقابل عزت اخذت نفس عميق ثم اخذت الهاتف من برنسيس لتجيب عليه
ايوة يا عزت 
انتى فين كان المفروض اقابلك من 3 ساعات ٠٠ قلقت عليكى وبتصل بيكى مش بتردى و ٠٠ انتى كويسة !
انا بخير يا عزت بس جالى شغل فجاءة
انتى مش قلتى انك فى اجازة !
شئ طارئ يا عزت بس انا بخير ٠٠ من فضلك تسبنى ارتاح الليلة دى وبكرة نبقى نتكلم
تمام ٠٠ المهم انك بخير
أغلقت آسيا الهاتف ثم إتصلت بزميل لها فى العمل وأخبرته عن رقم سيارتها وأن وجدها عليه أن يبلغها على الفور انهت مكالمتها ووجدت برنسيس تقف ويبدو عليها التوتر فقالت
خدى التليفون
أخذت برنسيس الهاتف وبدى لها انها متوترة للغاية وخائڤة نظرت لها آسيا بشك ثم قالت
فى ايه يا برنسيس 
وجدت برنسيس نفسها تبكى دون أى مؤشر ثم جلست على الأريكة ووضعت كلتا يداها على وجهها اقتربت منها آسيا پخوف وقالت بنبرة قلق واضحة
حصل حاجة ! ٠٠ حد ضايقك
٠٠ فاروق ضايقك !
هزت رأسها بالنفي ثم نظرت لها طويلا وقالت
انا تعبانة ٠٠ تعبانة يا آسيا وقرفانة من نفسى
فى ايه يا برنسيس !
انتى عارفة كويس فيه ايه ٠٠ مش قادرة اخبى عليه حاسة انى مستهلوش
هو احسن منى
رفعت آسيا أحدى حاجبيها ثم قالت
ايه الكلام الخايب ده يا برنسيس ٠٠ احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص
بس هو من حقه يعرف يا آسيا
حق ايه يام حق انتى ٠٠ كلامك ده بيدل انك مچنونة ومش طبيعية انا عرضت كذا مرة عليكى تروحى لدكتور نفسى وانتى اللى رافضة متخلنيش اضطر انى اوديكى بالعافية ٠٠ هو خوفى وقلقى الزايد عليكى هو اللى مرعك كده
مسحت برنسيس دموعها ثم قالت
من حقه يعرف انا مبقتش قادرة ابص فى عينه حاسة انى كدابة و ٠٠
قاطعتها آسيا پغضب وقالت
عاوزة تقوليله قوليله يا برنسيس عشان بس اعرفك واثبتلك أن اللى موجود فى دماغك دى تخاريف وانتى هتشوفى رد فعله بنفسك مش بعيد يضحك عليكى ويقول انك واحدة مچنونة
او يسبنى
أغمضت آسيا عيناها بآسى ثم قالت
بصى يا برنسيس هو مش من حقه يعرف أى شئ عن ماضيكى اصلا ده لو عندك ماضى اصلا فما بالك بالهبل اللى بتتكلمى فيه ده ٠٠ ولازم تعرفى كويس أن يوم ميلادك بالنسبة ليه يوم ما حطيتى دبلته فى ايديك أى شئ زمان مش من حقه يعرفه اصلا ولو هو سابك عشان السبب ده يبقى هو ميستاهلش اصلا يا برنسيس ده شئ ملكيش ذنب فيه اصلا
نظرت برنسيس لها والدموع تترقرق من عينيها ثم قالت
هو ممكن يسبنى !
أقتربت منها آسيا وأحتضنتها ثم قالت بنبرة حانية
لا يا حبيبتى ٠٠ فاروق واضح انه بيحبك بجد ومش هيتخلى عنك اصلا عشان شئ تافه زى ده ٠٠ لو عاوزانى اكلمه انا اكلمهولك
أبتعدت برنسيس عنها وهزت رأسها بالنفى وقالت
لا انا هكلمه
وصل يونس إلى المنزل ووجد الشرطة بالداخل فأسرع نحو الداخل بحثا عن هايا وجدها فى غرفتها وبجوارها صديقتها ويبدو انهم منهرتان من البكاء عندما وجدته هايا شعرت بأنها وجدت طوق نجاة فأسرعت نحوه وهى تقول
ه٠٠ هو فى ايه ! الظابط بيقولى لازم اخلى بيتنا وبيقول ابيه أنس ماټ و٠٠ انا مش فاهمة حاجة ه٠٠ هو فى حد بيهزر الهزار الۏحش ده
شعر يونس بالآسى عليها والحزن ثم قال
اهدى يا هايا انا جنبك ومش هتخلى عنك ابدا
ط٠٠ طب ابيه فين 
نهضت أصالة عن مقعدها لتستمع لما ستقوله يونس بإنصات
انا آسف يا هايا بس آنس ماټ
لم تستطع أصالة الوقوف أكثر من ذلك فوقعت على الأرضية ووضعت يدها على فمها فقد كانت تحلم أن ينفى ذلك أو يقول أى شئ ولكنه اكد ما سمعته ٠٠
بينما هايا انهرت من البكاء ثم قالت
ط٠٠ طب الشرطة هنا ليه !
أبتلع يونس ريقه وأغمض عيناه فتابعت هايا 
ارجوك متخبيش عليا يا يونس
أخذ يونس نفس عميق وعلم إنها ستعرف آجلا أم عاجلا بل على العكس تعرف الآن افضل بكثير من أن تعرف فى وقت لاحق حتى لا تشعر پصدمة آخرى
كان بيشتغل فى الممنوع و٠٠ ولازم نخلى الفيلا زى ما الظابط قال
عندما سمعت أصالة ذلك لم يتحمل جسدها تلك الصدمات ففقدت الوعى إما عن هايا وضعت يدها على فمها كاتمة تلك الشهقة التى بداخلها وهى لا تصدق فنظر يونس إلى أصالة ثم قال
ادينى رقم حد من اهلها اكلمه
ثم حاول هو افاقتها فأتصلت هايا ب نادر وطلبت منه أن يأتى كى يصطحب أصالة لأنها متعبة قليلا أغلقت الهاتف وهى تشعر بحالة ذهول تامة لا تريد التحدث لا تريد أى شئ لم يكن يونس يعرف كيف يتصرف معها فقد كان يعرف أن ذلك الصمت يحمل الكثير والكثير فأهتم اولا بمحاولة إفاقة أصالة وانتظر شقيقها حتى آتى وأخذها الذى كان فى حالة ذهول تام من وجود الشرطة بكل مكان ولكنه بالطبع كان يريد أن يأخذ شقيقته ويفهم بعد ذلك ما الذى يجرى منها ٠٠
بعد أن رحلا نادر و أصالة أمسك يونس يد هايا وخرجا سويا من ذلك المنزل التى كانت تسير معه وكأنها مغيبة عن الوعى جعلها تستقل السيارة ثم ذهب إلى منزله الخاص ما أن وصل حتى قال
انزلى يا هايا
نظرت هايا حولها ثم قالت بشرود
احنا فين !
ده بيتى يا هايا هتعيشى معايا
رفعت هى احدى حاجبيها ثم قالت
هعيش معاك ازاى !
هايا انا مش هسيبك انا زى أنس و انتى ٠٠ انتى طول عمرك اختى و ٠٠
نزلت دمعة من عينيها ثم قالت
وبقيت يتيمة ٠٠ ومبقاش ليا حد مش كده !
زفر يونس بضيق ثم قال بإنفعال
انزلى يا هايا ٠٠ هنتكلم فوق
ثم فتح لها باب السيارة وجعلها تترجل ثم ترجل هو الآخر وأغلق سيارته وتبعها نحو الداخل استقلا المصعد سويا حتى
صعدوا للطابق الثالث حيث شقته وخرجا سويا ليفتح باب الشقة فدلف للداخل وجدها مازالت تقف بالخارج وهى تنظر لباب الشقة فأمسك
يدها وادخلها للداخل دلفت للداخل معه حتى أوصلها إلى غرفة ما ثم قال
دى
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 54 صفحات