الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 28 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


حضرتك سبينا لوحدنا 
نهضت من جانبها وسارت تغادر الغرفة وقبل أن تخرجت نظرت له بهدوء قائلة 
اتكلموا واتناقشوا بهدوء وماتنسوش أن في بينكم دلوقتي طفل لسه ما جاش على الدنيا حاول تتنازل عشان خاطر إللى جاي 
ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها 
أما
أسر فتقدم بخطواته اتجاه الفراش وجذب مقعد ليجلس على مقربة منها قائلا ببرود 

طلباتك أيه يا نور أنا وعدتك قبل ما اسافر أن هنفذ كل اللي تطلبيه وأنا لسه عند وعدي أما أنك تحاسبيني أن اتج وزت دي حاجة خاصة بيه أنا ومالكيش فيه أنتي بنفسك طلبتي الانفصال بهدوء ومدام اتفقنا على الطلاق النهائي لحياتنا مع بعض فمش من حقك تحاسبيني على أي قرار اخدته ولم من حقك تعرفي لأن ده ما يخصكيش في حاجة ميلانا دلوقتي مراتي أما حضرتك فهتختاري بنفسك واي قرار أنا موافق عليه بدون تردد وده مش عشانك لا ده عشان القطعة المشتركة اللي بينا ولسه جواكي وعشانه هتحمل أي حاجة
هتفت بعدم فهم يعني ايه
سحب شهقيا قويا ثم زفره وقال
يعني أختاري تكملي معايا بالوضع الجديد
وهو وجود ميلانا بحياتي أو تنفصل بهدوء وليكي كل حقوقك وابني أو بنتي ملزومين مني العمر
كله سوا فضلتي مراتي او لا فصلتي بيهم مش هتتقطع
هتفت بتعالي
وانت بقا عايزني أنا نور البدراوي اقبل بزوجة تانيه عليا عشان خاطر الطفل اللي هيربطني بيك ده لا عاش ولا كان اللي يجبرني أكمل مع واحد زيك خاېن وبدل ما كان مسافر يتعالج من مرضه رايح يرمرم
صړخ بأنفعال ليسكتها وحاول السيطرة على نفسه لكي لا يتطاول عليها ويلطم وج هه لتكف عن تلك التراهات
أخرصي خالص ولا كلمة زيادة مفهوم انا سكت ليكي بما فيه الكفاية لحد هنا وتخرصي
ثم نهض عن مقعده وسار مغادرة الغرفة بعدما رمقها بنظراته الغاضبه ألقت الوسادة پغضب خلفه ونهضت عن الفراش وظلت تدور بالغرفة مثل الأسد الجامح إلى أن تسمرت
مكانها أمام المرآة وهي تظهر لنفسها داخلها وتضع كفيها تحت ضن جنينها وتنظر بنظرات مشټعلة وهتفت بحدة قائلة
أنا هعرف هعمل أيه فيكم كلكم وأنتقم منهم واحد واحد
بمنزل فاروق بالمنصورة 
كان ممدد على الفراش داخل غرفته وزو جته وبناته ملتفون حوله من كل جانب والجدة سناء جالسة أيضا تدعو له بالشفاء العاجل
شعر بغياب ابنته حياة تسأل عنها بقلق
أمال فين حياة 
قائلة 
احب اطمنك حياة بخير في اوضتها وتقريبا مانمتش كويس في المستشفى وهي دلوقتي نائمة
لم تكمل حديثها ليقطعة صوت صړاخ حياة الذي أفزع الجميع ودب الړعب في قلوبهم
الفصل الثاني والعشرون
صراخات متتالية اهتزت بارجاء غرفتها ورجفات بج سدها لا تستطيع التحكم بها كأنها داخل كابوس تعيشه بكل قسۏة ومرارة همسات كافحيح الأفاعي تحاوطها من كل جانب وهي لا حول لها ولا قوة مسلوبة الارادة ضعيفة القوة فاقدة للمقاومة بؤبؤة عيناها تجوب بغرفتها پضياع صمت هدوء بعد ثورة صړاخها العال
طرقات متلاحقة على باب غرفتها اصوات وهمسات تهتف بقلق بأن تفتح لهم الباب وهي بعالم أخر ټصارع وحدها لم تستمع لهمهماتهم استقامت واقفة تسير بتوهان اتجاه الشرفة فتحتها على مصراعيها وكان قوة داخلية تدفعها على ذلك همت بالصعود ووقفت على سور الشرفة 
أمام باب غرفتها حالة من الاڼهيار والبكاء ولم يقدرون على فتح الباب نهش القلق قلبهما بعدما صمتت عن الصړاخ ولم تجيبهم والدها واقفا عاجزا لم يستطع دفع باب غرفتها 
صدح رنين جرس المنزل بذلك الوقت أسرعت أمل تفتح الباب لعل أحد يساعدهم وجدت طارق جذبته بشدة وهي تبكي وتدلف به قائلة
الحقنا يا أبيه حياة في الاوضة وكانت بتصرخ وفجأة سكتت ومش بترد علينا 
ركض طارق إلى حيث الغرفة المنشودة ووجد القلق والتوتر بادي على ملامحهم جميعا
حاول دفع الباب بكل قوته مرارا وتكرارا إلى أن انفتح على مصرعه دلفوا جميعهم لداخل بحثا عنها 
شهقات صاډمة عندما وجودها تعتلي سور الشرفة وتهم بالقاء نفسها
ركض طارق وام سك بها ثم حملها وولج بها لداخل التقطتها والدتها باحض انها وظلت تم سد على ظهرها بحنان وتبكي پقهر على ما أصاب ابنتها 
على صوت نحيبها وظلت تهز بج سدها بقوة جلس والدها أرضا وجذبها من والدتها بذراعيه وضع كفه أعلى جبينها يردد ايه الكرسي 
بصوت مرتفع وظل يعلو من نبرة صوته ويم سد برفق على أنحاء ج سدها ويردد المعوذتين وسورة الإخلاص 
فقدت وعيها على لم سات والدها الحانية
حملها طارق برفق واراحها على الفراش والدموع تسيل من عينيه على حالها نظرت له دلال پغضب وقالت منفعلة
كله من امك هي السبب في كل اللي بيحصل لبنتي حسبي الله ونعم الوكيل فيها حسبي الله ونعم الوكيل فيها
نظر لها زوجها بعدم فهم أما طارق فطأطأ راسه أرضا خجلا من أفعال والدته وهتف قائلا بصدق 
والله العظيم أنا لسه عارف اللي
ماما عملته الصبح لم لاقيت حجاب في بلكونتي وعرفت باللي عملته وطلبت منها تروح توقف اللي هي عملته كمان بلغت البوليس عن الدجال اللي راحت ليه واتقبض عليه خلاص
فهم الجميع كل ما حدث لحياة بسبب السحر تنهد فاروق بضيق ثم نظر لطارق قائلا
روح لشيخ عبدالله وقوله عمي عايزك ضروري في بيته وعرفه أن تعبان ولازم اشوفه مش هيتاخر 
أوما برأسه ثم غادر الغرفة بلا المنزل بأكمله متوجها إلى
المسجد الذي يوجد به الامام والخطيب الخاص به الشيخ عبدالله 
بعدما تحدث طارق مع الشيخ عبدالله أخبره الشيخ بأنه سيذهب لزياره عمه بعد صلاة العصر 
داخل ڤيلا السعدني 
دلفت خديجة لغرفتها وهي شاردة الذهن بسبب
كثرة المصائب التي تحملها عاتقا على أكتافها 
عاد سليم من عمله مبكرا بسبب العواصف التي تحدث بالمنزل مشفقا على شقيقه فيما هو فيه الآن تكادثت المشاكل فوق رأسه 
عندما علم بوجود والدته بغرفتها قرر أن يذهب إليها ليتحدث معها ويطمئن قلبها 
طرق بابها ودلف لداخل ليجدها منكبة على سجادة الصلاة وبعد أن أنهت صلاتها رفعت كفيها للسماء تدعو لابناءها بصلاح الحال والشفاء من كل داء وان يحفظهما ولا تبتلا فيما لم تقدر على تحمله
ثم نهضت وطوت سجادتها ونظر لسليم ببسمة هادئة
حمدالله على سلامتك يا حبيبي
الله يسلم عمرك يا ست الكل ثم أردف قائلا بتسأل
عرفت من دادة انك من الصبح في اوضتك ما خرجتيش ممكن أعرف ليه
نظرت له بحزن وردت 
عاجبك اللي بيحصل دة 
ربت على كفها وقال بجدية 
أسر يا ماما مش صغير جو ازه من ميلانا مقتنع بيه ومش
كفر ولا أذنب أن فكر في نفسه وشاف سعادته معها امال يفضل يبكي على الأطلال بسبب نور وهجرها ليه يا امي مش حضرتك كنت خاېفة عليه بسبب نور وأنها اختارت تبعد عنه وتطلق منه يبقي ايه جد بقا لو على حملها فالقصة دي مش داخلة دماغي اصلا ولا مصدقها
قاطعته بدهشة وقالت
بس يابني ده دكتور ثروت بنفسه اللي قالنا أنها حامل
ودكتور ثروت يفهم إذا كانت حامل ولا مش حامل منين وهو دكتور مخ واعصاب وبيعالج اسر مش بعيد تكون نور متفقة معاه يعمل كدة 
دي وقعت من طولها قدامنا كلنا اول ما عرفت بجو ازه 
لوي ثغره بضجر وقال
نور تداخل جائزة الأوسكار في التمثيل مش هتغلب أنها تمثل علينا وتخدعنا عشان تدخل البيت تاني نور دي شيطانة ومش سهلة ومتوقع منها أي حاجة دي جتلي الشركة
يوم القبض على جدها بتهددني أنها ټنتقم مني ومن العيله كلها اعتقد انها جايه عشان تنفذ ټهديدها 
لط مت خديجه ص درها وهتفت بقلق
والعمل يا بني انا ما بقتش فاهمة حاجه واخوك صعبان عليه واللي بيحصله ده أنا كنت بقول نور مهما كانت ست وضعيفة ومکسورة الجناح ومابقاش لها حد غيرنا وعشان كده صعبت عليه وكمان موضوع الحمل برجلني ومابقاش عارفة اكون معاها ولا عليها والبنت المسكينة التانية واخوك التائه بينهما
سحب شهقيا قويا ثم زفره وقال
اعتقد أسر عارف هو عاوز ايه واللي فهمته منه أن هو لا يمكن يتخلى عن ميلانا ومتمسك بيها وهيتمم الفرح في اقرب وقت
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بقلق
وتفتكر نور هتسكت وتقبل بكدة بعد اللي حكتهولي ده
مش عاوز حضرتك تقلقي انا هتصرف من نور المهم عندي حضرتك ماتشيلش هم وبصراحة عاوزك تركزي معايا شويا فى موضوعي
قالت بتسأل
موضوع ايه يا حبيبي 
ضحك بخفة وقال
بقا كدة يا ست الكل نسيتي موضوع جو ازي 
لاحت ابتسامتها بفرحة عارمة وقالت
ده يوم المنى والسعد بالنسبالي يا سليم معلش يا حبيبي أخوك لخبطني خالص ها احكيلي مين اللي عينيك عليها 
أبتسم لسعادة والدته واخبرها عن حياة الفتاة التي تعمل بالشركة وعن صلة قرابه تجمع بينها وبين سراج وهو يرا بها المواصفات لتصبح زو جة المستقبل ويريد إتمام الز واج خلال تلك الأيام لانه يريد السفر لاتمام عملية خاصة به بالعمود الفقاري لكي يعود ثانيا ويقف على قدميه ويسير دون الحاجة إلى كرسي متحرك 
رقص قلبها فرحا بسبب تلك الفتاة التي نجحت في الفوز
بقلبه وجعلته أيضا يفكر بنفسه ويحاول أن يعود كالسابق ويمشي على قدميه ويودع الحزن وينظر للسعادة التي سيحصل عليها بزو اجه منما اختارها قلبه 
في الساعة الرابعة عصرا بالمنصورة 
طرق الشيخ عبدالله باب منزل فاروق وفتحت له دلال الباب ترحب به ودعت للجلوس بغرفة الصالون ثم ذهبت لتعطي زو جها خبر وجوده 
كان فاروق بغرفته وطارق يجلس بجواره يقص عليه ما فعله وما حدث من والدته لم يردد إلا حسبنا الله ونعم الوكيل 
ولجت دلال للغرفة وهي ترمق طارق بنظرات غاضبة ثم قالت لفاروق
الشيخ عبدالله وصل ومستنيك في الصالون 
مد ي د ه لطارق وقال 
سندني يا بني 
ساعدها طارق على النهوض واتكى فاروق على ذراعه وغادروا الغرفة سويا 
هتفت دلال بصوت ملتاع باكي 
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا بثينة اشوف فيكي يوم يارب ربنا ينتقم منك على اللي عملتيه في بنتي يارب يارب 
استمعت سناء لدعائها وصوت بكاءها الحارق
دلفت إليها تربت على ظهرها وتواسيها بحنو وهي تقول
استهدي بالله يا بنتي واصلبي طولك عشان بنتك محتجالك مش ينفع تنكسري كده 
ازادد نحيبها وهي تقول 
ھموت يا عمتي قلبي قايد ڼار على بنتي واللي جرالها أاااااه يا رب مش قادرة خد حق بنتي يا رب من كل اللي اذاها يارب 
ض متها سناء وانسابت دموعها هي أيضا على حالة حياة ووالدتها وحالة المنزل بأكمله فجميعهم بحالة يرثى لها ولسانها لم يكف عن الدعاء 
نهض
الشيخ عبدالله يقف ليصافح فاروق قائلا 
طهورا أن شاء الله يا حج فاروق
صافحة فاروق بود وجلس بجواره 
عاد الشيخ قائلا 
لم غبت عن المسجد يومين سالت عليك وعرفت انك بعافية ربنا يشفيك ويعافيكي ويعفو عنك باذن الله أنا كنت جيالك بس قولت بعد صلاة العشاء بأمر الله هعدي عليك بس لم طارق بلغني بأنك محتاجني قولت لا مش مأخر الزيارة 
نظر فاروق لطارق وقال 
اعملنا شاي يا طارق 
نهض طارق
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 44 صفحات