اسلام الغريب بقلم سارة منصور
وجنتيها الحمراء بالدموعها الحاړقة
لم يستطع أن يقف على قدميه فسقط على كرسيه وهو مايزال ينظر اليها لتسقط الدموع من عيناه الاخر وهو يقرأ لغه عيناها البائسة
فقال بصوت باكى منكسر
_ مقولتليش ليه محدش عرفنى فيكم
عشان كدا أخويا ماټ لما خسر الفلوس كان عاوز يعملك العملية
طب ليه ليه معرفنيش دا أنا أخوه كنت بشوف وشه يوميا ليه عذبك وعذب نفسه
ليييه
قام العم ناجى من جلوسه وخطى اليها بتعب وأمسكها من كتفيها وهو ينهرها
_ ليه ليه ليه روحتى لوحدك مكنتيش خاېفه لو كان حصلك حاجه مفكرتيش فيا
أنت قلبك قاسې زي أبوك
_ كفايا حرام عليك كفايا ارحمونى
قالتها ياسمين وهى تصيح لتقع على الارض بحسرة وعمها يمسك يدها فنزل على الارض مقابلا لها ينصت اليها پألم
فى تلك اللحظة شعر أدم بوخز داخل قلبه أعتقد أن تصرف معها پعنف سيرتاح من هذا الشعور الذي ېقتله لكن لما الان يشعر أن كل كلمه تخرج منها كالصفعه على وجهه
قامت ياسمين من الارض وسحبت يدها من عمها الذي كان يبكي عليها وعلى كل مامرت به فعندما مرت تلك الكلمه على مسمعه أنه سيجعلها رجل علم مأساتها والسبب فى اخفاء تشخيصها أن أخاه كان يريد جعلها ولد برغم أنها فتاة هرولت ياسمين الى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها تصرخ بأقصي قوتها حتى سمعها كل من فى الحى
صوت عمها يطرق الباب ويتوسل لها أن تفتح
ظلت فى غرفتها اسبوعا كاملا لايراها أحد
لاتفتح باب غرفتها الا لدخول طعام فقد عقد معها عمها إن لم تريد أن يأتى اليها ويتحدث معها عليها أن تتناول الطعام والا لن يتوقف عن المجئ وطرق الباب
لم يتوقف أدم عن المرور امام غرفتها ووضع أذناه على غرفتها حتى يسمع أن كانت تبكي أم لا فشعور الندم قد سيطر عليه وهو يراها بتلك الحالة
تذكر عندما كان فى المتوسط وتبكي بعد أن تعرضت لضړب من سيف كم كان سعيدا ذلك اليوم وهو يراها بتلك الطريقة
جاء بخاطره
أن كان يعلم بحالها هل كان سيساعدها أم يتركها
كلما يراها نائمه تبدو كالطفل الصغير الذي تركته أمه يبكي بمفرده
الم يفكر فى مرضه الذي جاءه بسببها ويظل يذهب الى الطبيب معتقدا أن به علة ألا يجب عليه أن يسعد الان لأنه كان طبيعيا منذ البداية وأن قلبه السقيم كان يرى حقيقتها بدون أن ترها عيناه
مرر يده على خصلات شعرها فلامست وجنتياها الدافئة فتسلل اليه هذا الشعور مرة أخرى بجعل قلبه يخفق كقرع الطبول الثائر
أحس بأنها على وشك الاستيقاظ عندما تقلبت بجسدها الى الجهه الاخرى فخرج مسرعا يعود الى شقته فى الدور العلوي
جاء الصباح مصاحبا لأصوات العصافير تزقزق داخل شرفتها لتستيقظ وهى تتنهد على صوت طرق الباب
_ ياسمين أفتحى أنا عمك هقولك بس حاجه وامشي على طول
قلبها ينذف ۏجعا لكن يعترف لها أنه سامحه فيكفي أنه أعترف بأنوثتها
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر وفتحت
الباب بيد مرتعشه
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا
_ أنا يابنتي أسف أنت برضه لازم تحسي بيا
أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب بس قلبي شايف أنك ياسمين
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا
أنا عاوزة أقولك حاجه
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه
لأنك كنت عارفه اللى فيك وكنت عايشة وبتنجحي شاطرة فى كرة القدم والدراسة وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف
فأردف
_ أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية
فابتسم وهو يقول
_ تعرفي امبارح عملت ايه
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها
_ بس ياعمي
_ بدون بس
_ طب سبني وقت أفكر
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها
تفكر دائما
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر
_ انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع من اول ماتش
_ معليش يارامي كنت تعبان والله
_انت مش عجبني اليومين دوول
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة
_ انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه
_انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات
_نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال
_لو مسكتش هزود انا بقولك اهو
_ خلاص يخربيتك هتموتنا
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له
طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ويتصفح وجهها بغرابة حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة
فاستيقظت ياسمين
تتأوه اثر اصطدام رأسها بالباب ولكنها اكملت نومها مرة اخرى بسبب الارهاق الشديد
وعند الوصول الى منزل الجد
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة وتظهر اشعتها تارة اخرى وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت
كان المنزل صغيرا بلون اللبني يوجد على ساحل البحر يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر وشجرتان أحدهما موز والاخرى تفاح
وشرفه كبيرة فى المدخل
كانت ياسمين تنظر الي البيت بعجب فالشمس بقرصها الكبير تنعكس داخل عيناها ونسمات البحر تأتى اليها مسرعه بنعومة على كافة جسدها أمام المنزلمما يمرر داخلها بالهدوء والراحة فالنسمات تحتضن جفونها التى انتفخت من كثرة البكاء تشعرها بالاسترخاء
_ ازيك ياكبير ايه الاخبار
هتف بها رامي وهو يحتضن جده بعناق اشتياق فرد علي الجد
_ ياوحش ياواد ياوحش لسه فاكر جدك
_ ماانت عارف بقي اللى فيها يا كوكو
دا اسلام صحبي
_ اهلا وسهلا بيك ياحبيبي أنيست وشرفت قالها الجد لياسمين وهو يقوم بمصافحتها وينظر اليها بغرابة
وبعد أن جلست ياسمين فى حديقه المنزل تتصفح الزهور والاشجار وتنصت الى صوت البحر سحب الجد رامي الى الداخل وقال له
_ جايب ياخويا الولد الحلو دا منين مش عارف تجيبه لتوفى أختك
_توفى ايه ياجدي دلوقتى أأأأأه صحيح توفى الواد اسلام دا مفيش زيه أزاى أنا مفكرتش فى حاجه زي دى
_
عيل أهبل زي ابوك المهم شكلك مش عجبني انت مبتجيش ليا غير فى المصاېب
ايه المصېبه اللى عملتها
_ ليه ياجدو تقول كدا أنا جايا اطمن عليك
_ اهى نبرتك دى بتقلقنى أصلك ندل متعرفش حد غير فى المصلحة
تنهد رامي وهو ينظر الى جده فجده قادر على قراءة مابداخله بنظر واحده لكن هل يخبره بما لا يستطيع أن ينطق به
تنهد رامي وقال بعدين خلينا دلوقتى نهوى نفسنا
_ ماشي ياخويا أنا طالع أنادى توفى
ابتسم رامي وهو يتابع جده وفكر فى توفى فى أخته الصغيرة التى أنجبها والده من زوجة اخرى ومن ثم تخلت عنها والدتها لتقتن معهم لم تحب توفى والدة رامي والحياة معهم وبقت مع جدها ولأنها كانت تكره المدرسه فتوقفت فى المحله المتوسطه
رجع رامي الى اسلام وهو ينظر اليه بخباثة ويرقص حاجبيه ذهابا وايابا
فابتسمت ياسمين واطلقت ضحكة وهى تراه بهذه الطريقة ومن
ثم جلس مقابلا لها
_ ها ايه رايك
_ المكان هنا جنة أنا لو مكانك أجى هنا على طول
تنهد رامى وهو ينظر اليه طويلا وقال
_ شكلك مكتئب زيى يترى ايه اللى عامل فيك كدا
انفتح ثغرها تريد أن تخبره بما يحدث معها لكن الخۏف من رده فعله وخاصة بعد ردة فعل أدم جعلتها تخشاه أكثر فان نفر منها أيضا الى اين ستذهب فلا يوجد لديها أى أصدقاء
فأردف رامي وهو يتابع صمته ونظرات عيناه المريبة
_ قولى يااسلام لو مثلا أنت اتجوزت ومراتك مش بتخلف هتعمل ايه
هتعيش معاها ولاتسيبها ولا تتجوز عليها
أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة ومن ثم قالت
_ لو انت مثلا اللى مبتخلفش هتحب انها تختار ايه
شعر رامي بالتوتر ولم يستطع أن يجيب فأردفت ياسمين
_ هاه سبحان الله مافيش حاجه كامله فعلا كل واحد عنده حاجة بتخليه يحس بالنقص
وكأن ماقاله رامي وما أجابت عليه ياسمين كان ردا لها على حزنها بأن الجميع لديه حفرة يخشي أن يسقط فيها وينفر منه الجميع
فى تلك اللحظة دخلت فتاة ترتدي فستانا بينك ولديها شعر طويل وعيون واسعه تنبض بالعشب الاخضر
دهشت ياسمين وهى تنظر الى تلك الفتاة الجميلة الرقيقه وخاصة بعد أن وقف رامي بجانبها ويضع يده على كتفيها
_ دى بقي توفى أختى الصغيرة
أبتسمت ياسمين وقامت مرحبه بها ونست تماما أنها أمامهم شابا يريدون أصطياده لتلك الفتاة
جلس الجميع أمام بعضهما وقدمت لهم العصائر الملونه والفاكهه وخاصة الموز بكمية كثيرة
_ توفى معتيش تاكلى موز هتبقي قردة
قالها رامي وهو يغمز لها وينظر الى اسلام بنظرات لم يفهما هو
كانت أصواتهم تعلو بالضحك تمتزج مع صوت البحر
والطيور التى تذهب الى عشها مودعة النهار
ومع دخول الليل اخذ رامى اسلام الى البيت المجاور لبيت جده
_ البيت دا كنت بعد ألعب فيه مع البنات منساش ابدا بنت اسمها تونة كانت بتحبني أووى وكل شوية تمسك فى ايدي والعيال يعدو يذفونا زى العرسان أأأه كانت ايام الواحد مكنش بيشيل هم اى حاجه
مطت ياسمين شفتيها بضيق وتنظر اليه باستحقار وتمتمت
_ تيييييت همه البنات
لم ينتبه رامي الى تمتمت ياسمين فقد لمح