الفصل الثاني والثالث من أسرت قلبه بقلم سولية نصار
معها والدتها عمر الذي أصرت أن يبيت معها بضعة أيام تاركة الراحة للعروسين ...كانت والدتها أن تتمنى أن تستقر ابنتها سما مع أمير ...فسما قد تجاوزت الثلاثون من عمرها وكانت ترفض كل من يتقدم لها...وعندما خطبت تركت خطيبها بدون سبب ...لن تنكر معرفتها بمشاعر سما لأمير ...لقد عرفت بطريقة ما رغم محاولات سما لإخفاء تلك المشاعر ...عرفتها من عيونها الحزينة ...تجنبها الغريب لأمير ...كانت لا تكون في مكان هو به...بقدر الإمكان كانت تبتعد عن أي مناسبة تجمعها به...لم يفهم الجميع ما بها الا هي ...هي من كانت تفهم ابنتها جيدا!!! ابتسمت سما وهي تقول
بعد ذهابهم ....
أمسكت سما كف عمر ثم ذهبت به إلى الغرفة كي تبدل له ملابسه ...ذهب أمير خلفهم ليجدها تشع من وجهه...لم يرى ابنه سعيد لتلك الدرجة من قبل فبعد ۏفاة مريم شعر أن عمر ..هذا الملاك ينطفئ....سما فقط من كانت تخرجه من حالته تلك ...ولعل هذا السبب الذي جعله يتقبل أن يتزوج منها رغم اعتراض والدته بشدة ....ولكن سما الوحيدة بعد مريم التي سوف يكون مطمئن وعمر معها ...تلك ثقة عظيمة لا يمكن أن يعطيها لأي أحد ...الا هي !!
موافق يا خالتو .
قالها بسعادة لتمسك هي كفه وتذهب به الي المطبخ متجاهلة تماما امير ...عبس بشدة وهو يفكر هي ماذا تحاول أن تفعل ...هل ټنتقم منه لما قاله بيوم زفافهما ...ولكنها أخذت حقها جيدا فهي منذ تلك اللحظة وهي تتجاهله بشكل يثير أعصابه...هو يكره التجاهل. ..يمقته ...... أراد الذهاب خلفهما ولكن توقف في اخر لحظة .....ماذا ستقول لو رأته يشاهدها بتلك الطريقة ...هي قررت تجاهله وهو أيضا سوف يتجاهلها ...هم الأثنان هنا من أجل عمر فقط...فقط يجب أن يتذكر هذا ...هز امير رأسه ثم قرر الدخول لغرفته ليأخذ بعض الملابس ..قرر أن يستحم ثم يخرج قليلا يريد أن يصفي عقله ويرتب حياته من جديد...لقد تبعثرت قليلا منذ دخول تلك المرأة لحياته ...
عقد حاجبيه وهو ينظر للأرض ليجد دفتر وردي ملفت للنظر ...حمله لتقع منه صورة ...امسك الصورة واتسعت عينيه بقوة وهو يجدها صورته ....فتح الدفتر والذي لم يكن إلا مذكرات سما ...وما وجده جعله يبهت تماما ....
فجأة انتزع أحدهما منه الدفتر نظر ليجدها سما تنظر إليه پغضب ثم صړخت به بإنفعال
اقترب منها وهو يقول پغضب
ايه الهبل اللي مكتوب في الدفتر ده ..
ميخصكش
قالت ببرود ولكنها لم تستطع منع تلك الرجفة التي ظهرت في صوتها والتي عبرت بوضوح عن توترها الشديد ....
ازاي ميخصنيش والكلام كله عني أنا ...حبك ليا وايه اللي حصلك لما اختارت اختك ...صح ولا غلط
قولتلك ميخصكش
صړخت به وكادت أن ټنهار من شدة الضغط
انا قولتلك متحطيش امل صح ...لاني مش هحبك ده مستحيل أنا مش شايفك اصلا ولا حاسس بيكي بس أنت مصرة ټعذبي نفسها
ايه الجنان اللي بتقوله ده ! اللي قريته في دفتر مذكراتي اللي مفروض متقرهوش...الكلام ده انا كتبته من زمان ...من قبل ما تتجوز اختي لكن بعد ما اتجوزتها انت بقيت زي اخويا وشيلتك من دماغي
يا شيخة وايه اللي خلاكي تسافري اسكندرية وتقعدي عند خالتك بعد جوازنا ...ايه اللي خلاكي تتجنبيني في كل مرة اجي عندكم لما رجعتي من عند خالتك ...حتى الاحتفالات العائلية لما بكون موجود أنت كنت بتغيبي عنها ..ممكن اعرف ده ليه ...وكمان خطوبتك وفسخ خطوبتك فجأة!!
قالها ساخرا لتضحك سما وتقول
انت اكتر شخص نرجسي قابلته في حياتي ...فاكر إن الكون بيدور حولك وبس ...فاكر اني سافرت عشان انساك...فاكر أنه كنت مبكونش في التجمعات العائلية بسببك ...أو اني اتخطبت أو فسخت بسببك !!! ...فوق يا امير ...أنا صحيح كان في مشاعر جوايا بس المشاعر دي انتهت وانا اتجوزتك بس عشان خاطر عمر. ..وان كان علي الدفتر اللي مزعلك ده ...فأنا هحرقه زي ما مشاعري ليك ماټت من زمان...هحرقه عشان ترتاح وتعرف انك دلوقتي مجرد جوز اختي وأبو عمر ..عمر اللي هربيه إكراما لمريم ..هكون الأم ليه وياريت تحترم ده وتعاملك معايا يكون بحدود انت ليك عندي الاكل والشرب والاهتمام بإبنك وانا ليا عندك الحماية والنفقة والاحترام طبعا وبس ...علاقتنا واضحة وصريحة متعقدهاش اكتر من كده ومتفكرش ..لاني مشاعري كانت مشكلة خاصة بيا وانتهت ...متوقفش عندها كتير. ..وصدقني دلوقتي هحرق الدفتر ده
هاتي يا ستي البطاقة عشان أجيبلك عيش...الواحد ميعرفش ينام في البيت ده أبدا !
يا بت انت رايحة تتخطبي عشان تحطي البتاع ده على وشك ..ده أنت رايحة الفرن ... ابن عمك لو شافك هيبهدلك يا جيلان ...
نظرت جيلان الى والدتها ببرود وقالت
أنا مبخافش منه يا أمي ...يعمل ما بداله ...هو مش أبويا .
زفرت جيلان بضيق ثم أمسكت الحجاب ولفته بطريقتها المعتادة حيث انها بينت خصلات من شعرها عسلي اللون ...نظرت الى والدتها بعينيها العسلية المتسعة وابتسمت وهي تقول
هاتي يا ستي أجيبلك عيش ...يالا سلام
ثم أرتدت حذائها ذو الكعب المرتفع وخرجت ..كانت حقا متأنقة بعباءة سوداء أنيقة وحجاب ينسل من تحته خصلات شعرها ..ملمع الشفاه كان يلائم جدا بشرتها البيضاء ....
جيلان!!!
جمدها صوته مكانه ...ابتلعت ريقها وهي تنظر وتجد أمجد أمامها ...ضمت شفتيها كي لا يرى ملمع الشفاه