روايه كامله سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
تسوء حالتها أكثر فهي قد فهمت وأدركت جيدا ذلك الخطأ الذي وقعت به..
أقتربت منها تقول بهدوء وبراءة
هتلعبي معايا أنا وتيته
أومأت برأسها وهي تقترب منها تنخفض إلى الأسفل تقبلها بنحو ورفق لأول مرة تستعمله معها
هلعب معاكي طول الوقت
أقتربت منها ټحتضنها ببراءة شديدة والفرحة ترتسم على ملامحها وكأنها تلمس أحد نجوم السماء بيديها الطفولية الصغيرة بعد أن أتى لها والدها بالألعاب ووجدت من يقوم بمبادلتها اللعب..
كان جبل قد جلس منذ أن ولج إلى الغرفة يتابعها بعينين محبة شغوفه ينظر إلى براءتها وطفولتها الحيوية الجميلة ونبرة صوتها الرقيقة المستغرب منها تماما من أين أتت بها والدتها ليست هكذا أبدا..
ابتسم وهو يتابعها لتتقدم تقف جواره فجلست زينة وأخذت تمارا مقعدها بجوار فرح و وجيدة بمحاذاة زوجته
عملتي ايه في جبل يا زينة
استدارت برأسها إليها بعد أن نظرت إليه هو باستغراب تسألها مستنكرة
عملت ايه يا طنط ولا حاجه
رفضت والدته حديثها وهي تؤكد قائلة بصرامة
لأ عملتي
تدخل جبل يبصر والدته بقوة قائلا
عملت ايه يما.. مافيش حاجه
استنكرت بخبث ومكر مفتعلة صوت بفمها تهتف مبتسمة
وضع يده على يد زينة فوق الطاولة يضغط عليها قائلا بهدوء وجدية موضحا دون أن يفقد هيبته
عملت كل حاجه حلوة شبهها
واضح يا حبيبي ما شاء الله جيت على ايد زينة ربنا يخليها لينا هي ووعد وتجبلنا ولي العهد
أومأ إليها وهو يشدد بيده على يدها وعقب واثقا
قريب قريب أوي إن شاء الله
مش هنفطر ولا ايه
أبعدت زينة وجهها إليها ببرود تام ولا مبالاة مبتسمة بخبث يخرج صوتها بتشفي
ما تفطري يا حبيبتي هو حد منعك
بادلتها بنظرات حاړقة تنهشها الغيرة والحقد ناحيتها..
تسائلت وجيدة بجدية
أختك فين يا زينة
أجابتها بهدوء
أومأت إليها ثم شرعوا في تناول الطعام ولكن زينة نظرت إلى ابنتها قائلة بهدوء
تعالي كلي يا وعد
أومأت إليها برأسها بهدوء ورفق وتقدمت ذاهبه إلى الناحية الأخرى متقدمة
بين فرح و تمارا تجذب كوب الماء من على الطاولة لترتشف منه على الرغم من أن هناك آخر قريب ولكنها لم تراه..
جذبته بيدها بهدوء ولكنها اهتزت وهي ترفعه ليقع من بين يديها منسكبا على جسد تمارا يبلل ملابسها..
أنتي غبية يا بنتي ما قدامك الطفح هناك أهي
تكونت العبرات بعين وعد وهي تبتعد للخلف خوفا من ثورتها عليها لتقول بضعف
مقصدتش أنا آسفة
صړخت پغضب أكبر تخرج كل ما كنه قلبها من غل وحقد تجاهها هي ووالدتها
آسفة ايه وزفت ايه على دماغك
وقفت زينة هي الأخرى قبالتها بعصبية شديدة فلم تتحمل أن تعامل طفلتها بهذه الطريقة القاسېة لأجل خطأ لم تقصده طفلة مثلها.. خرج صوتها حاد بقوة وقسۏة تنظر إليها بعصبية شديدة
أنتي اټجننتي بتتكلمي كده إزاي مع البنت قالتلك آسفة متقصدش
رفعت تمارا وجهها إليها پغضب قائلة بضيق واستهجان تهينها
ما لازم تبقى متخلفة ما أنتي أمها
رفعت سبابتها بوجهها تناظر عيناها بقوة وتحدي وأردفت بټهديد واضح
الزمي حدك معايا يا بت أنتي.. أنتي متعرفنيش لسه
ما كادت إلا أن تتحدث پعنف تسبها إلا أن جبل بتر الكلمات في فمها قبل خروجها ناظرا إليها پعنف وقسۏة يصيح بهميجة
اعتذري لوعد ولزينة
أبعدت نظراتها منها إليه تنظر إليه بقوة غير واعية لما يقول أيريد منها هي الاعتذار رفضت حديثه قائلة پغضب
اعتذر لمين يا جبل أنا مش هعتذر لحد البنت قليلة الأدب زي أمها اللي واقفة تهددني قدامك
وقف هو الآخر ببرود شديد استطاع رسمه على وجه وجسده ولكنه ينظر إليها بحدة وامتعاض
الزمي حدك زي ما قالتلك زينة البنت اللي بتتكلمي عنها دي تبقى بنتي وأمها تبقى مراتي وعلشان منكترش كلام قدامك حل من الاتنين أما إنك تعتذري أو إنك تطلعي تلمي حاجتك ونوصلك بره الجزيرة
نهش الغل داخلها تربع على عرش قلبها بينما هي تستمع إلى كلماته وتدرك جيدا مدى الاستغناء عنها الذي وصل إليه فهو الآن يطردها مقابل اعتذار
أنت بتطردني علشانها يا جبل
اعفته زينة عن الرد قائلة بشماته وقوة الأنثى داخلها خرجت بشراسة
أنتي مستنية يرد عليكي يقولك ايه آه بيطردك علشان مراته وبنته
رفعت يدها بوجهها وفتحت فمها لتصرخ بها تسبها
أنتي
قاطعتها پعنف وشراسة قبل أن تخطئ مرة أخرى بحقها تناظر عيناها بقوته وليس قوتها يخرج صوتها بنبرة واثقة قوية استمدتها منه بسبب أفعاله السابقة معها لتتحدث بأريحية والشماته تتخلل قوتها
خليكي فاهمه إني هنا مرات جبل العامري صاحبة القصر وصاحبة الكلمة هنا بعد جبل وطنط فبلاش تنسي نفسك يا تمارا.. اللي ليكي أنتي رمتيه وأنا أخدته بلاش بقى الشويتين دول علشان قرفوني بصراحة
أقتربت من جبل بطريقة أمامهم تضع يدها تنظر إليها بمكر واستطردت
آه.. وبلاش بردو كل شوية ترمي نفسك عليه مش هيبصلك علشان هو رماكي
تحدثت وجيدة بعد صمت دام طويلا ولكنها للحق كانت سعيدة للغاية برد زينة واهتياج جبل عليها ووقوفهم هكذا أمامها
اعتذري يا تمارا أنتي هتكسري كلام جبل
نظرت إليهم پحقد دفين الشړ اخترق نظراتها نحو الجميع لم تستطع حتى التعبير عنه إلا من خلال اهتياجها ونظرتها القاټلة لو كانت النظرات تصيب باسهمها لكانت أصابتهم ليقعوا أسفل أقدامها ولكن هذا من حسن حظهم..
وقفت لحظات هكذا والنيران تنهش داخلها تشتعل أكثر وأكثر مخلفة في الداخل خړاب لا مثيل له تاركة كل شيء رماد حتى قلبها.. تنفست بهدوء وهي تحول نظرتها إلى أخرى اعتيادية هادئة في لمح البصر وكأن شيء لم يحدث لتقوم بفعل ما أراد منها بهدوء
أنا آسفة يا وعد هانم..
نظرت إلى زينة لحظة واحدة فقط ثم خرجت كلماتها مشټعلة بالنيران المصاحبة للغيرة الشديدة التي ټقتل أن لزم الأمر إلى ذلك
أنا آسفة يا زينة هانم
ضيقت عينيها عليها وهي تقف تجواره بكل هذه السهولة والبساطة أمام الجميع وهي لم تستطع فعلها يوم على الرغم من أنهم كانوا على علم بحبهم الكبير الذي تبخر كأنه ماء اشتد غليانه وأخذ وقت أكبر بكثير من وقته المعتاد..
ولكن هل يقبل المرء بالأمر الواقع أمامه أن يفقد كل ما كان ملكه في يوم وليلة إن كان هو من تركه ليتقبل الأمر ولكن إن كان أراده وسلب منه فلن يتقبل الأمر إلى الممات سيفعل أي شيء أي شيء يجعله يعود بأملاكه أو خسارتها كلها بما فيهم مالكها!..
خرجت من الغرفة بخطوات واسعة وعقلها بدأ في التفكير المفرط كيف سينفذ تلك الخطة التي سيقتل بها الأملاك والمالك.. ليحرم على الجميع السعادة إن كانت آتية من غيرها!..
دلفت إلى فرح في نفس اليوم ليلا بعد أن أعمت الغيرة عينيها عن كل شيء ولم تعد ترى غير زينة التي تربعت على العرش مكانها مستمتعة للغاية بازلالها
جلست على الفراش بعد أن ولجت إلى الغرفة مغلقة الباب وقالت دون سابق إنذار بجدية تامة
بقولك ايه أنتي معايا في أي حاجه مش كده
اعتدلت فرح في جلستها حيث أنها كانت ممدة على
الفراش تنظر إليها باستغراب وسألتها مضيقة عينيها عليها
حاجه ايه بالظبط يا تمارا
تحدثت بخبث معتقدة أنها تستطيع الوصول إلى ما تريد من خلال هذه النقطة
هو أنتي مش عايزة إسراء تمشي من هنا علشان يخلالك الجو مع عاصم بتاعك
لوت فرح شفتيها باستهجان وأكملت ما بدأته ابنة عمها تقول بسخرية
وأنتي عايزة زينة تمشي علشان يخلالك الجو مع جبل صح
أومأت إليها الأخرى بقوة تؤكد حديثها
صح
ابتسمت بتهكم ساخرة على ما بقي برأسها بعد أن رأت كل ما يحدث بينهم بعينيها ولكنها للأسف لا تريد تقبل الوضع تنفست بعمق ونظرت إليها بقوة وأردفت بجدية شديدة تلقي عليها الحقيقة التي تهرب منها
طب اسمعي بقى الخلاصة.. جبل مش هيبصلك تاني خلاص زينة دخلت قلبه مش دماغه بس وعاصم مش هيبصلي تاني ده لو كان في أولاني أصلا خصوصا بعد اللي عرفه عني
اعترضت على حديثها قائلة
بلاش كتر كلام واسمعي مني خلينا نعمل حاجه ولما يبقوا يغورو من هنا نبقى نشوف هنعمل ايه
عادت فرح للخلف بضيق وامتعاض تنظر إلى البعيد قائلة بحزن
أنا مش هعمل حاجه يا تمارا خلاص.. عاصم بيحب إسراء وعمره ما هيبصلي لو سمحتي بلاش تفتحي معايا الموضوع ده أنا ما صدقت بدأت أنساه
تابعتها بغل واضح ناحيتها هي الأخرى ولكنها حاولت مداراته وتحدثت بأنانية
طيب يا ستي متعمليش أنتي حاجه لسي عاصم وانسيه براحتك بس ساعديني اتخلص من زينة دي وتغور في داهية
عادت إلى الأمام مرة أخرى تخترقها بنظرتها صائحة
ولا حتى هعمل حاجه لزينة عارفه ليه
زفرت الأخرى بضيق شديد وهي تنظر إليها بكره قائلة بتبرم
ليه بقى إن شاء الله أنتي هتبقيها عليا
أومأت إليها بتأكيد واثقة من حديثها تردف متذكرة ما فعلته معها
آه هبقيها عليكي علشان زينة هي الوحيدة اللي أخدت بالها مني وهي الوحيدة اللي خاڤت عليا وكانت بتدخلي في كل وقت بعد اللي حصل
اسطردت تكمل بنبرة حادة تنظر إليها بقوة تخترقها بحديثها الحاد ليصل إليها المعنى
جبل منع عني الأكل مرة واحدة بس في اليوم هي كانت بتجبلي من وراه وهي اللي جابتلي أدوية علشان أخف بعد ما كنت بمۏت من اللي عمله فيا
أكملت تضيق عينيها عليها
حتى لما نزلت النهاردة.. كانت هي السبب لما اتحايلت على جبل يخرجني بسبب حالتي
وجدتها تنظر إليها بسخرية وتهكم لا تعير حديثها أي اهتمام فأكملت تحدثها عن الذي فعلته زينة ثم أكملت بقسۏة تنظر إليها بتقليل وخيبة أمل
على الرغم من أن علاقتي بيها كانت زفت وعمر ما كان في بينا كلام عادي حتى.. بس هي الوحيدة اللي وقفت معايا وحسيت أن قلبها عليا وبتعمل ده من غير مقابل.. عملت اللي كان المفروض أنتي تعمليه
صاحت بوجهها بقوة تهينها دون رحمة
اعمل ايه يابت أنتي عبيطة.. دا جبل كان دبحني حرج علينا كلنا هو أنا حمل علقة من اللي اخدتيها
ابتلعت تلك الإهانة منها وأكملت بحديث ذو مغزى
ماهو حرج عليها بردو.. بس هي مطلعتش واطية مع أن لو مكانتش عملت كده مكنتش هزعل لأنه متوقع لكن خالفت توقعي..
زفرت بضيق ثانية وهي تتابعها پغضب قائلة بنبرة ممتعضة متسائلة
من غير تلقيح كتير أنتي معايا ولا لأ
عادت للخلف وتابعتها بهدوء لتجيبها برفق زائف
أكيد لأ مش معاكي في حاجه
نظرت إليها پغضب ثم وقفت لتذهب تاركه إياها قائلة بغيظ
ماشي
ولكن تمارا عزمت أمرها على إنهاء كل هذا اليوم لتستمر في دفع السکين بها إلى أن وقف على بعد هفوة واحده من