الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه كامله سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 57 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

النهاردة يخليني امحيكي بس أنا مش هعمل كده
وضع يديه في جيوب بنطاله وأقترب يتابع ذلك البرود الذي هو عليه ينظر داخل عينيها مباشرة
عايزة تمشي مع السلامة يلا.. بس لوحدك
أقتربت من والدته راجية إياها بعدما اخفضت نظرها من عليه
طنط لو سمحتي اتصرفي أنتي معاه
أبعدت والدته نظرها من عليه واتجهت إليها هي تنظر إليها بحدة واستغراب تام أهذا هو ابنها وهذه زوجته هل هي من حسدت ما كان بينهم ليصل الأمر إلى هنا بهذه الطريقة الموجعة..
سألتها باستغراب
أنتي عملتي ايه
وجهت عينيها إليه بقلة حيلة لا تدري ما الذي تقوله فأجاب هو بدلا عنها بسخرية ثم أكمل بجدية
ما تقولي ليها عملتي ايه يا غزال.. تمارا راجعة وأنتي تروحي تلمي حاجتك من اوضتي
أكمل بصرامة
لو هتقعدي هنا هتقعدي علشان خاطر بنتك ومزاجي بس
وجدها تنظر إليه بعيون حزينة وملامح مقهورة مخذولة منه أيشعر بالشفقة عليها! أم يعود في حديثه مرة أخرى ويترك كل شيء يذهب عرض الحائط... لا سيكمل ما بدأه
اسطرد ثانية بقسۏة
غير كده لأ
صاحت پغضب تجيب عليه بعدما لم تستطع مجاراة حديثه أو حتى فهم ما الذي يريده منها

ألم ينتهي الأمر في المساء
وأنا مش هستحمل كده ومش مجبوره استحمله
ابتسم بسخرية شديدة ولم يعطي لڠضبها اهتمام بجيبها بجود
هتستحمليه ڠصب عن أهلك
أشار إليها بعصبية بعدما وجدها تقف تنظر إليه بعمق وعينيها تحاكيه بكثير من القهر والألم الممزوج بحزنها منه
غوري لمي حاجتك من اوضتي
غادرت الغرفة سريعا بعدما هبطت الدمعات من عينيها وهي تدرك جيدا أن حديثه صحيح لن تستطيع الخروج من الجزيرة وهم معها إلا بإذن منه وهذا لن يحدث لن يكن هناك مجال لأن تقف أمامه تجادله وتعاديه..
أقنرب من شقيقته قائلا
معاكي رقم تمارا مش كده
أومأت إليه برأسها وهي تنظر إليه پخوف وقلق فقال بجدية
هاتيه
أعطته الرقم تحت نظراته الجامدة عليهم فلم تستطع فهم أي شيء مما حدث بينهم ومازالت والدته هي التي تقف تتابع ما فعله بأعين حادة قاسېة تصمت وتكبت بداخلها تفكر فيما يفعله أو ما فعله ويريد التكملة به.. ترى أن زينة مؤكد فعلت شيء بشع للغاية حتى يتحول هكذا ولكنها حتى لم تدافع عن نفسها أمامهم ولم تكابر في الحديث معه.. ولم تقول سبب ما حدث بينهم في الأمس ولم يدلف عقلها أي من كل هذا.. الأمر مريب وليس كما يبدو وعليها أن تعلم ولكن ولدها لن يتفوه بحرف معها أنها تعرفه جيدا..
أن يجعل تمارا تعود بهذه السرعة!.. يتزوجها وعلم قيمتها ويترك تلك التي ذاب بها عشقا.. ابتسمت ساخرة وهي تراه يخرج من الغرفة.. أيعتقد والدته طفلة بلهاء حتى يدلف عليها هذا الحديث ولكن صبرا كما يقولون للحديث بقية ولن تكن هذه النهاية من المستحيل أن تجعل تمارا زوجة له من هنا سيبدأ الخړاب أن حدث وستبتعد حفيدتها عنها عنوة عن الجميع.. صبرا
تحدث مع تمارا بعدما أخذ رقم الهاتف الخاص بها من شقيقته قدم إليها الكثير من الاعتذارات عن كم كان قاسې معها وتناسى كل ما كان بينهم لأجل تلك الغريبة التي اقټحمت عالمه دون إنذار..
قابلته بالسعادة الخالصة متعلقة في شباك غرامه الذي عبر إليها عنه من خلال المكالمة ولم تكذب الخبر ووافقته على كل ما يريد وطالبت هي بالعودة إلى الجزيرة مرة أخرى لتسترد حقها بعدما أعطاه إليها كامل..
قد كان بعد ساعات مرت أرسل رجاله إليها ليعودوا بها إلى الجزيرة مرة أخرى..
وقف أمامها في المكتب بعدما عادت تنظر إليه بحزن اجادت تصنعه جيدا تقول
أنا زعلانه منك أوي يا جبل
بدى وكأنه رجل مسالم للغاية يتحدث برفق معتذرا وملامحه هادئة
أنا آسف.. أنا مكنتش عارف قيمتك يا تمارا كل اللي عملته معاكي كان من حړقتي علشان مشيتي وسيبتيني ولما رجعتي كانت زينة معايا بس خلاص
علقت عينيها عليه تسأله بلهفة
خلاص ايه
أمسك يدها بين يديه بحنان بالغ ونظرته نحوها تحمل الأسى والندم
أنا عرفت قيمتك.. تمارا
أكمل بحزن شديد
تمارا زينة خانتني وغدرت بيا وأنتي عارفه الخېانة عندي ديتها ايه
سألته وهي تقترب منه للغاية متعلقة بعيناه وراق لها كثيرا رؤيته هكذا محب مسالم حزين من أخرى يلقي بنفسه بين أحضانها فاستغلت الفرصة قائلة
وهي لسه هنا ليه يا جبل أنت عمرك ما سامحت حد خان
دقق النظر بها وأردف بجدية بعدما زفر بضيق
أنا مش عايز اقټلها.. اللي عملته قهرها أكتر أنا كنت هخرجها من الجزيرة لولا أمي رفضت خروجها علشان وعد
ترك يدها واستدار يعطي إليها ظهره قائلا بشړ
استني بس عليا أنا بحضرلها مفاجأة يا تمارا
أقتربت منه تضع يدها على كتفه تسترق السمع لحديثه بتركيز شديد متسائلة باستغراب
ايه
استدار ينظر إليها بقوة يجيبها بجدية
هخليها تتنازل عن كل حاجه ليها هنا حتى بنتها وهطردها من الجزيرة كلها زي ما عملت معاكي وهجبلك حقك..
أكمل ناظرا إلى داخل عينيها بعمق وآسف نادما على كل ما بدر منه تجاهها
أنا آسف سامحيني أنا دلوقتي بس عرفت إني ماليش غيرك على الأقل أنتي بنت عمي اللي متربية معايا.. عمرك ما هتغدري بيا
اقتربت منه للغاية تجذبه لتحتضنه بحب والسعادة ترفرف داخل قلبها مبتسمة باتساع وتشفي
أنت بتقول ايه يا جبل أنت حبيبي.. أنا أبيع نفسي وأنت لأ
رفع يده يبادلها العناق وقال بثقة
عارف.. علشان كده عايزك تسامحيني
أومأت إليه برأسها ومازالت محتضنة إياه
سامحتك
سألها برفق
هتستحملي معايا لحد ما أخرجها من هنا واتجوزك
أومأت محركة رأسه عليه بقوة تؤكد بثقة كبيرة
طبعا يا جبل أكيد
لم يأخذ وقت في إقناعها بأنه نادم ولم تأخذ وقت في العودة إلى الجزيرة شعرت أن الحياة تبتسم إليها مع جبل من جديد لتسرق منه الفرصة التي من الأساس هو قدمها إليها على طبق من حديد قاسې معتقدة أنها عادت مرة أخرى إلى الجزيرة تسترد أملاكها بها.. القصر والجزيرة و جبل.. والكلمة وكل ما أخذته زينة منها لتبقى هي سيدة القصر وزوجة جبل العامري لتتمتع بالنفوذ والجاه وكل شيء يملكه هو بعدما علمت أنها أخطأت في تركه..
ذهبت في أول مرة بكامل إرادتها وفي المرة الثانية عندما ذهبت عنوة كانت على علم أنها ستعود بإرادته..
ابتسم هو ومازال محتضنا إياها

يشدد على عناقها يقربها منه أكثر بعدما أبعد زينة عنه ليستطيع أن يرى الحقيقة بعيدا عن ذلك الحب الذي شوش قلبه وبدأ في تخريب حياته وتدميرها..
نظر إلى الخارج عبر باب المكتب الذي كان مفتوحا ليرى زينة تنظر إليه پحقد دفين وشړ لا نهاية له ولو وقع بين يدها الآن ستقتله دون شفقة أو رحمة.. رأى الغيرة واضحة بعينيها والحزن قابع بقلبها ولكنه مخفي عنه..
ابتسم إليها باتساع يتشفى بها يقترب من تمارا أكثر يحرك يده على ظهرها لتنظر الأخرى إليه بكره أكبر لما يفعله ثم سارت مبتعدة قبل أن ټنفجر به وبها وتقلبها رأسا على عقب..
دلفت تمارا إلى غرفة جبل في المساء لتجد زينة مازالت تجمع في أغراضها نظرت إليها بشماته وتشفي وخرج صوتها باستهزاء
ايه ده زينة أنتي لسه هنا.. هو مش جبل حبيبي قالك تخرجي من اوضته.. علشان هتبقى بتاعتنا إن شاء الله بس أنا مش هدخلها على نفس العفش ده..
تركت زينة ما بيدها وهي تزفر بضيق تستغفر ربها مطالبة بالثبات والهدوء كي لا تأتي لها من خصلات شعرها
أنتي ايه دخلك الاوضه اطلعي بره
سارت بغنج واضح قائلة ببرود
السؤال ده المفروض أنا أسأله دي بقت اوضتي أنتي لسه هنا ليه
استدارت لتجذبها من يدها پعنف وقوة تقبض عليها بشراسة وهي لا تحتمل الحديث مع أحد يكفي ما مرت به اليوم صړخت بوجهها
بت أنتي اطلعي بره وإلا والله العظيم هزعلك
دفعتها پعنف للخلف وتحولت نظرتها إلى الكره الشديد والڠضب الذي سيفتك بها قبل أي أحد تحدثت بشړ قائلة
تزعلي مين يا بت أنتي.. أنا لو قولت يا جبل دلوقتي ونزلت دمعتين هيجي يفرمك ويرميكي بره..
قطبت جبينها ثم تحدثت ضاحكة بقوة
وده من ايه إن شاء الله
وضعت تمارا يدها الاثنين أمام صدرها قائلة بتعالي وإهانة واضحة ترسلها إليها من خلال نظراتها وحديثها المهين
مبقاش عايزك ولا بيحبك ولا بيطيقك.. عايزني أنا بنت عمه وحبيبته.. آه وكمان مش خاېنة وغداره
وقفت زينة تماثلها تنظر إليها مبتسمة بغل تود الفتك بها الآن والندب عليها وكأنها كانت من الغوالي ولكن هذا لم يحين وقته إلى الآن فقالت مدافعة عن حقها به
وهو لو مش بيحبني سابني هنا ليه
أجابتها ببرود
علشان بنتك مرات عمي عايزاها
ابتسمت باتساع قائلة بمكر وخبث ومازالت تتمسك به إلى أبعد حد
يعني مش علشان هو عايزني
أشارت إليها بأصابع يدها وهي تبتعد تسير في الغرفة تشير إليها بكراهية وبغض
تؤ تؤ.. علشان بنتك.. جبل رجعني علشان نتجوز بس لسه شوية كده يكون خلص من أشكالك
صړخت زينة بها ولم تحتمل الحديث أكثر من ذلك أنه لحديث أطفال ليس به أي شيء نافع أنها تريد أن تكيدها وهي لا تستطيع الإجابة عليها بصدق ووضوح
اطلعي بره يا بت
ذهبت تجلس على المقعد واضعة قدم فوق الأخرى تبصرها بتشفي قائلة ببرود
مش طالعه قولتلك دي مبقتش اوضتك يلا أنتي لمي حاجتك وخلصينا
أقتربت منها الأخرى بعدما نفذ صبرها تجذبها عنوة عنها لتقف على الأرضية رغما عنها تصيح بها وهي تقبض عليها پعنف وشراسة
والله يا تمارا هزعلك
رفعت أحد حاجبيها ثم أبعدت يدها عنها بالقوة وقالت مرددة باستنكار
تزعليني طب ماشي
رفعت يدها ولطمت وجهها پعنف وقسۏة فتركت علامات أصابعها على وجهها ثم صړخت پعنف وقوة تبكي وهي تضع أظافرها في لحم ذراعيها تخدشهما پعنف تحت نظرات زينة المستغربة منها ومما تفعله ولكنها أدركت سريعا ما تريده..
وقفت مبتسمة بهدوء تبصر ما تفعله إلى أن أتى جبل يدلف إلى الغرفة هلعا خوفا من أن تكون فعلت بها شيء مرة أخرى..
أقتربت منه تمارا تلقي نفسها داخله تبكي بقوة وصوت مرتفع تقول وشهقات بكائها تقاطعها
شوفت عملت فيا ايه.. ضړبتني وبهدلتني يا جبل
رفع نظره من على تمارا إلى زينة التي كانت تقف ضاحكة لا يهمها أي مما تفعله ولكنه تبدلت ملامحه من الاستغراب إلى القسۏة الشديدة.. تطلق ملامحه عليها شړ لأ نهائي وهو يربت على ظهر تمارا..
بقيت تتابعه مبتسمة بلا مبالاة وهو يبادلها الشراسة والغلظة بنظراته ولكن العيون داخلها يتبادل غير ذلك.. والقلوب تهتف بترابط غير ذلك.. فما يصدر عنهما أمام الجميع ليس هو ما تحمله الأرواح والقلوب..
ربما حب مغلف بشړ لحمايته ربما قوة تتخفى بضعف لتجنب المعركة.. ربما كثيرا وكثيرا بينهم مخفي..
صړخ جبل بصوت مرتفع حاد ينظر إليها بشراسة بعدما أبعد تمارا عنه
اعتذري حالا
تابعته بنظرات باردة تبادل نيرانه المشټعلة بمحيط جليدي رفعت يدها الاثنين أمام صدرها لتقف قائلة بعناد
مش هعتذر.. هتعمل ايه
أقترب منها بخطوات بطيئة وعيناه
56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 69 صفحات