رواية بقلم إيمان حجازي
!
عبدالله الحمدلله بدأتي تفهمي اهوه .. اسألي بقه نفسك ليه اولفت تعمل معاكي كده الا لو كانت متفقه مع ناجي انهم ميخلصوكيش من الديون دي ويورطوكي اكتر !
مرام پصدمهانا بجد مصدومه ومش عايزه افكر ..
عبدالله بهدوء متفكريش يا مرام عشان متتعبيش كل اللي بطلبه منك انك تنفذي اللي هقولهولك وبس .. ومبروك عليكي ملكيه المجمعات الطبيه يا دكتوره رسميا وقانونا
نظرت له مرام بحب وسعاده عارمه لدرجه انها ارادت خطفه من العالم الي احضانها وتذيقه من الحب ما يشتهي لتعلن للعالم انه حبيبها واغلي ما تملك بالحياه وانه سندها ورفيقها وصديقها الأبدي .. نظر اليها ولم يعلم بما تفكر ولكنه شعر بسعادتها فأمسك بيدها في حب وهو يبتسم لها فبدون اراده منها اطبقت علي يديه وقبلت باطنها وهي تمررها علي وجهها في شوق وسعاده .. حتي وجدته يقف بالسياره فشعرت انها تخطت حدودها معه فقالت بقلق وهي تترك يديه انت وقفت ليه !
نظرت مرام حولها في دهشه ثم هبطت من السياره لتجد اسوار مرتفعه بشده وطاقم حرس كبير جدا جميعهم يرتدون بدل رسميه يقفون بأحترام امام تلك الاسوار بتلك المنطقه الراقيه فقالت بتعجب اي ده يا عبدالله !
اقترب عبدالله منها قائلا بأبتسام نورتي قصرك يا دكتوره
نظرت له بتعجب ودهشه قصري ! .. هو ده قصر ! .. انا مش شايفه حاجه !
عبدالله بضحك وهتشوفي ازاي وانتي بره ! .. تعالي معايا وانا هفرجك عليه واحده واحده بس خلي نفسك طويل !
هتشوفي بنفسك انا مجهزلك ايه!
زاد الحماس بداخلها كطفله صغيره تجرب شيئا جديدا واخذت تبتسم في سعاده وتشوق .. امر عبدالله الحراس بفتح الابواب له فلبوا امره في طاعه وبينما تفتح الابواب الكترونيا في بطئ حتي اصدع هاتف عبدالله بالرنين .. اخرجه من جيبه وهو ينظر الي ذلك الرقم الغريب الذي لم يظهر علي شاشه هاتفه سوي كلمه unknown number .. شعر ببعض القلق فقام بالرد عليه..
الو ! .. مين معايا...!
اتاه صوت انثوي رقيق وهادئ قائلا
انا اللي عندها اجابه لكل سؤال بيدور في راسك دلوقت .. من ايام الماضي وحتي الحاضر .. قابلني في فيلتك القديمه الساعه 6 المغرب .. دا لو
الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني
حلقه 18
وبعض الود يصان بالبعد أحيانا..
وصل الاطفال بصحبه مسعد وزوجته وايضا ايمان قطب التي اصرت علي الذهاب معهم لرؤيه المفاجأه التي اعدها عبدالله لمرام .. اخذ الجميع يستكشف القصر وينظر بتمعن الي كل ركن به من حيث الشكل الهندسي والمعماري بجانب الحدائق وحمام السباحه الكبير
وايضا التحف والاثاث العالميه ..
واااااو يا مرام .. بجد مكنتش اعرف انك غاليه قوي كده عند عبدالله .. انا في حياتي مشفتش قصر بالجمال ده ! .. دا ولا الف ليله وليله يا بنتي
نظرت له زهره بضيق قائله والله ! .. دا بدل ما تحس علي دمك وتجيبلي واحد زيه! .. اه يا حظي القليل ياني .. مع ان عبدالله ده صاحبك بس انتو مفيكوش حاجات مشتركه خالص .. طول عمري حظي قليل انا عارفه
ضحك الجميع بأستثناء عبدالله فأكمل مسعد مزحه وهو يوجه كلامه لعبدالله شفت يا عم عبدالله عمايلك !! .. وهو يعني عشان تبان جنتل قدام الحته بتاعتك تجيبلي انا التهزيق !
رفع عبدالله رأسه إليه بعدما انتبه الي ما أردف به الحته بتاعتي!... بيئه أوي
مسعد بضحك طول عمري الحمدلله
لم يجيبه عبدالله بينما نظر في ساعته وقال معلش يا جماعه .. عندي مشوار مهم نظر الي مسعد وزوجته مسعد انك واسرتك البيت بيتكم وفيه هنا ييجي 15 اوضه اختار اللي يعجبك .. عن اذنكم
ثم تركهم وغادر دون انتظار تعليق اي منهم شعرت مرام بالقلق منذ تلك المكالمه التي اتته وبدلت حاله علي هذا النحو ..
هو راح فين ومشوار ايه ده !
وجه ذلك السؤال مسعد الي مرام التي نظرت اثار عبدالله وقالت في خفوت مش عارفه ..
بعد غروب شمس ذلك اليوم ..امام تلك الاسوار العاليه كانت تجلس امرأه يكسو علي ملابسها السواد وعلي وجهها
الحزن الدفين تفرك يديها في توتر وهي تنتظره .. لا تدري كم من الوقت مر وهي علي هذه الحاله بعد كل هذه السنوات ستراه مره اخري وتملي عينيها منه كانت بين الحين والاخر تنظر الي ساعه يديها في توتر وكأن الوقت لا يمضي .. وعلي ملف الطريق من بعيد لمحت سياره قادمه اليها فشعرت بأنها له وتهللت اساريرها الحزينه حين رأته توقف بسيارته ونزل منها وهو يقف امامها يتفحص ملامحها بدقه معقوله ! .. انتي سمر !!
تراقص قلبها فرحا وهي تمد له يديها مرحبه به قائله في اعجاب ازيك يا عبدالله وحشتني قوي .. احم .. قصدي يعني ليك وحشه والله !.. لسه شكلك زي ما هو متغيرتش
تردد قليلا ولكنه ادرك يدها الممدوده فمد لها يده ايضا متشكر يا سمر .. بس معقوله انتي اللي كلمتيني ! .. واسرار ماضي ايه اللي انتي هتقوليهالي
نكست سمر رأسها لأسفل في الم وحزن وصل الي عبدالله فشعر بها وتعاطف لحالتها التي اصبحت رثه متعجبا قائلا لنفسه بقي معقوله دي سمر اللي مكنتش بتهتم غير بنفسها وشكلها عشان تكيد اللي حوليها !! .. اي اللي جرالها وغيرها كده وبقت عامله زي الست اللي عندها خمسين سنه !!
رددت سمر في الم انا جايالك يا عبدالله وطالبه
منك انك تساعدني وفي نفس الوقت تساعد نفسك ..
عبدالله انا مش فاهم حاجه قصدك ايه ! .. وبعدين مش انتي من شهرين كنتي جايه هنا برضه ! ..ايه تبريرك بقه للي حصل ! .. تظهري فجأه قدامنا وبعدها حد يضرب علينا ڼار ونتفادي الموقف بصعوبه ونرجع نلاقي سيادتك فص ملح وداب
هبطت الدموع من عيني سمر بغزاره قائله والله العظيم ما ذنبي انا عارفه ان يمكن تكونو شكيتو فيا بس اقسم بالله يا عبدالله انا وقتها برضه كنت حابه اسلم عليك لما عرفت انك خرجت من السچن لانك كنت واحشني .. وبرضه كنت محتاجالك وقتها زي ما انا لسه محتاجالك دلوقت
شعر عبدالله بكم الحزن والالم بداخلها فربت علي كتفها وهو يحاول تهدئه روعها قائلا اهدي يا سمر .. انا احساسي فيكي عمره ما يخيب وعشان كده وقتها لما ادهم اصر انك يستجوبك انا وقفته وقلتله ان انتي هترجعي تاني .. واهوه اللي قلته طلع مظبوط
نظرت اليه سمر وسط بكائها قائله متشكره يا عبدالله
عبدالله بود طيب مش هنتكلم هنا .. تعالي جوه
وقام بفتح البوابه الكبيره لتلك الفيلا مرحبا بها في الداخل وقام بصنع فنجانين من القهوه لهما ..
عبدالله وهو ينظر اليها في اهتمام طيب مش هتقوليلي بقه وتحكيلي عايزاني في ايه !
جففت سمر دموعها بيدها واخذت نفس طويل واطلقته ببطئ قائله سيف .... !
انتهي عمله لذلك اليوم يوما لم يكن مختلفا عن بقيه الايام فمنذ ان غادر بيت اهله والايام تمر تباعا لا يبالي بها .. يذهب لعمله يؤديه كما ينبغي ثم يعود ادراجه الي تلك الشقه الكئيبه التي انتقل اليها مؤخرا .. جمع اغراضه بجانب مفاتيحه وهاتفه وقبل ان يغادر مكتبه استوقفه احدهم وهو يطرق علي باب الغرفه فأذن له ..
عمر
بيه .. الحمدلله اني لحقتك
قال ذلك اسلام بعد ان دخل غرفه مكتب الرائد عمر ووجده يهم بالذهاب .. اجابه عمر بلامبالاه خير يا اسلام ..
اسلام بتوتر وارتباك انا .. انا .. كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع كده يعني .. لو تسمحلي!
وضع عمر هاتفه ومفاتيحه علي المكتب مره اخري وهو يشير اليه بالجلوس .. فاكمل اتفضل .. موضوع ايه !
اسلام بارتباك احم .. هو حضرتك ايه رأيك فيا !
عمر بتعجب يعني ايه !
اسلام بتوتر يعني حضرتك شايفني ازاي كشخصيه .. اخلاقي .. شغلي .. كل حاجه
عمر وهو ينظر له بأستنكار انت مقعدني عشان تقولي قولي رأيك فيا ! .. انت بتهزر !
اسلام باحترام العفو يا فندم بس .. انا قلت كده عشان ده هيترتب عليه حاجه تانيه هقولها لحضرتك دلوقت !
عمر بنفاذ صبر اسلاااام .. جيب من الاخر !
اسلام بصراحه انا من يوم ما كنت مع حضرتك عشان ننقذ الانسه ايمان بنت عمك وانا مش قادر انساها .. انا كنت حابب اكلم حضرتك الاول بحيث انك تكلم اهلها في البيت عني وتتوسطلي عندهم عشان اجي اتقدم لها
عمر بتلقائيه وڠضب ومين قالك انك تستاهل ايمان !! ولا مين قالك اني موافق اصلا!
اسلام بدهشه وليه شايفني اني مستاهلهاش ! .. ما انا قلت لحضرتك قولي رأيك فيا وانت مرضتش .. وبعدين انا قلت كده من باب الاحترام لحضرتك لكن المفروض الرأي الاول والاخير ليها هي .. وبعدين ابوها وامها
نهض عمر من علي المكتب وهو يلتقط اغراضه
مره اخري بغض وردد تمام .. روح بقه دور علي مواضيعك دي بنفسك متدخلنيش انا .. انا مش ولي امرك
خرج وتركه في حيره من
امره علي تصرفه هذا فقرر اللجوء الي المقدم ادهم .. بينما توجه عمر الي سيارته وقادها باقصي سرعه وهو لم يندرج تحت تفكيره الا امر واحد فقط .. ماذا ان وافقت ايمان علي عروض الزواج تلك واصبحت يوما ما لغيره !!
هو من اخطأ وعليه تحمل نتيجه اخطائه .. حتي وان كلفه الامر عشقه الوحيد ..
سيف يا عبدالله من وقت ما مرام بعدت وانت دخلت السچن .. يعني بالظبط من سبع سنين .. اتحول 180 درجه .. بقي حاجه عمرنا ما شفناها ولا تخيلنا انها ممكن تكون موجوده .. استغل مۏت والده وان محدش بقي ليه كلمه عليه واتحول لشيطان .. ساب خطيبته بعدها وكانها فرده جزمه كان لابسها يومين ولا كأنها كانت بنت ناس وبابا مديلهم كلمه والمفروض نحترمها .. فضل يدور علي مرام كتير بس معرفش يوصلها دا طبعا بعد ما ساب المخابرات وبقي في الشرطه العاديه و سجل والدي وتاريخه شفعله عند المدراء بتوعه ومرفدهوش بعد الجرايم اللي كان بيعملها