هو العاشق
أن يبدأ حديثه بنبرة حزينة عاوزة
تعرفي إيه عاوزة تتأكدي ان اللي قالتهولك البنت اللي اسمها غادة صح و الا كڈب عاوزة تعرفي ليه انا طباعي صعبة و بتقلب لشخص عصبي في ثواني عاوزة تعرفي انا ليه انسان مهوس بيكي و متملك من ناحيتك و مش عاوز حد يشاركني فيكي حتى مامتك و اخوكي و بتجنن لما بتنطقي بكلمة بعد أو أنك تسيبيني عاوزة تعرفي ليه انا اخترتك انت من كل البنات اللي انا قابلتهم في حياتي رغم انهم كلهم كانوا يتمنوا إشارة مني و أسئلة ثانيه كثير بتدور في دماغك الحلو داه....
انا عاوزة اعرف كل حاجة و مهما كانت إجاباتك انا عمري ما حفكر اني اسيبك او ابعد عنك... اصلا انت مستحيل تخليني اعمل كده.
ابتسم بمرارة و طوفان من الذكريات المريرة يجتاح مخيلته پعنف ليجيبها بصوت مرتعشطبعا مستحيل اسيبك انت الحاجة الوحيدة اللي حفضل متمسك بيها لآخر نفس فيا...
انا كنت صغير جدا لما فقدت عيلتي حاډثة
كان عمري وقتها خمس سنين كنت عيل معرفش اي حاجة و لا فاهم اللي بيحصل حواليا... حتى اهلي أعمامي و اخوالي رفضوا انهم يقبلوني.... فأخذوني لدار أيتام و هناك بدأت معاناتي أشكال و الوان...شخط و ضړب و اهانة و حرمان من الاكل و كمان كانوا بيحطوني في اوضة ظلمة لوحدي.... كل داه عشان كنت پصرخ و بنادي اني عاوز ماما و بابا...و كنت رافض اني اعيش في الملجأ.. انا كنت طفل صغير مكنتش فاهم اصلا انا ليه فجأة بقيت هناك....انا كنت كل ليلة بنام و عندي امل اني اصحى الاقي نفسي في كابوس و ان انا رجعت لبيت و لحضن عيلتي... انا فاكر شوية من ملامح امي... كانت حنينة اوي و بابا كمان هي كان اسمها سمية و بابا اسمه مدحت... كان بيدلعها بيقولها يا سمسم كان عندنا بيت صغير بس فيه جنينة
كبيرة كنت بلعب فيها و كان مرجيحة كانت أمي بتقعد فيها و بتبصلي و انا بلعب...
المهم انا لما عملت الحاډثة حصلي شوية تشوهات في ظهري فالاطفال كانوا بيتنمروا عليا و بيعايروني بالمشوة و كنت بتشاجر معاهم و بضربهم...
صمت قليلا ليضحك پتألم ثم يكملرغم اني كنت صغير بس ما كنتش بسيب حقي... و كنت بتعاقب... و كنت بضربهم اكثر و بردوا مديرة الدار بتعاقبني اكثر.... و فضلت كده سبع سنين و بقى عندي اثناشر سنه بقيت بنقم على كل الناس... اهلي اللي سلموا فيا و اللي بيشتغلوا في الدار و الأطفال اللي معايا... كانوا كلهم بالنسبة ليا وحوش معندهمش رحمة و لا ضمير بقيت طفل عصبي جدا و مش بتقبل اتكلم او اتناقش مع أي حد بقيت بستعمل ايدي قبل لساني...
لمعت عينا آدم بسعادة انبثقت فجأة من بين أطياف الحزن المحيطة به ليجذبها بقوة اليه قائلا عارفة دي اول مرة تقوليلي يا حبيبي... المهم يا ستي لما بقى عمري اثناشر سنة قابلت ماجد الحديدي اللي قرر يتبناني هو و مراته دولت هانم... اختاروني انا عشان كنت ذكي جدا... تقريبا كنت بحصل على الدرجات النهائية في أغلب المواد في المدرسة و هو كمان كان عاوز ولد عمره يكون فوق العشر سنين عشان انا وقتها كنت مبسوط جدا قلت ياااه و اخيرا حتبقى
زاد من لها لتشعر ياسمين بارتجاف جسده و كأنه يحتمي بها من تلك الذكريات التي لازالت تألمه بشدة رغم مرور سنوات طويلة...ليصلها صوته المخټنق انا عشت معاهم اقل من شهر و بعد كده سفروني أمريكا عشان اكمل دراستي... هما مكانوش عاوزيني انا... كانوا بس عاوزين طفل ذكي عشان لما يكبر يقدر يدير املاكهم حتى اسمي غيروه...مكانش همهم بزياده و خلوه زي الحجر و زودوا غربتي بقيت لوحدي في بلد ثانيه على الاقل لما كنت في الملجأ كان عندي امل و لو صغير
ان حد من عيلتي يفتكرني او قلبه يحن و ييجي ياخذني او حتى يزورني....
عارفة ايه احساس طفل صغير منبوذ الكل بيكرهه و مش عاوزه و بينظروله و كأنه مرض
الفصل الواحدو الثلاثون
بعد يومين
تجلس ياسمين مع رنا على إحدى الارجوحات تتحدثان
رنا بضيق آدي يا ستي كل اللي حصل.
ياسمين بضحك يعني آخر يوم في شهر العسل كنتي حتبوزي كل حاجة... و الله و بقينا بنحب و نغير.. اكملت و هي تقلد بسخرية صوت رنا... مش عاوزة اتجوز يا ياسمين عاوزة اكمل دراستي برا و....
رنا بصياح و هي ترمي عليها إحدى الوسائدخلاص بقى اسكتي فضحتيني...بس انا زعلانة منك يعني المصاېب اللي حصلت معاكي كلها و متقوليليش و كمان الكلبة غادة ناكرة الجميل...دا انا كنت بعاملها زي اختي بالضبط و كنت مستحملة طباعها الزفت كنت بعدي عليها كل يوم بعربيتي و آخدها معانا للكلية عشان متتمرمطش في المواصلات و دخلتها لمطاعم و محلات مكنتش تحلم تعدي من ادامها... الجربوعة الواطية دا لولايا انا مكانتش حتقدر تعتب باب شركة الاستاذ آدم بس نقول ايه كلبة
و لاتسوى خليني بس اشوفها اقسم بالله لكون محرجراها من شعرها في الشارع بقى تتفق هي و الحية سهى عليكي .. .
ياسمين بهدوء اللي فات ماټ يا رنا انا نسيت كل حاجة و قررنا انا و آدم اننا نبدأ صفحة جديدة.. .
رنا بابتسامة انا مبسوطة عشانك جدا يا ياسمين
يا رب تفضلي دايما انت طيبة اوي و تستاهلي تكوني سعيدة.
اشرق وجه ياسمين بابتسامة عذبة لتقول و انت كمان يا روني...طيب حنعمل ايه في الملل داه... جوزي و جوزك أخذوا الاستاذ رامي عشان يركبوا الخيل و احنا قاعدين نتمرجح هنا. .
ياسمين بتهكم متعودتيش... بقى بعد كل اللي حصل ما بينكم قي شهر العسل و لسه متعودتيش... اشحال لو مكنتوش قاعدين شهر و نص بحالهم في ايطاليا... .
رنا مقاطعة بسسسس ايه داه انت بقيتي قليلة الادب على فكرة مالك يا ختي و مال اللي حصل بيني انا و جوزي الله... و بعدين ما انت كمان كنتي مقضياها في السانتوريني و لحد زعجكم لو كانت واحدة غيرك كان زمانها حامل في توأم... .
الفيلا...توقفت عندما وجدت زاهر و آدم و رامي يجلسون سويا في الصالة...
زاهر بقلق و هو يرى رنا تلهث بشدة ووجها احمر مالك يا حبيبتي... في حد بيجري وراكي.
رنا و هي تومئ برأسهادي...ياسمين.
هب آدم واقفا هو الاخر واقترب من رنا ليصيح بنبرة غاضبة ياسمين... مالها انطقي.
انكمشت رنا على نفسها و هي ترى ملامح آدم المخفية ليتحدث زاهر محاولا تهدئة الوضع اهدي يا آدم حيكون في إيه يعني. ثم الټفت الى رنا يشجعها على التكلم لتنظر له ببرائة قبل أن
تركهم آدم و خرج للبحث عن زوجته... الټفت يمينا و يسارا قبل أن يصله صوتها و هي تتحدث في الهاتف بانسجام خلاص
يا حبيبي متزعلش و الله و انت كمان واحشني جدا انا بقالي كتير مشفتكش...كانت عندي ظروف كدة...يا بكاش يعني وحشتك انا اكثر منها... .
تصلب جسده ليغمض عيناه بشدة
و يضغط على قبضة يده بشدة حتى ابيضت مفاصله...هل هو يحلم ام ان هناك شيئا خاطئا...زوجته واقفة امامة و تتحدث مع أحدهم... بل و تتغزل به و تتبادل معه كلمات رومنسية..
فتح عيناه لتظهر تلك الشعيرات الحمراء المتجمعة من شدة غضبه و شيطانه يدعوه الى الفتك بها...
شهقت بفزع عندما جذب أحدهم الهاتف من يدها... التفتت ورائها و هي تضع يدها على قلبها لتجد آدم...هدأت قليلا و هي تمتم بسم الله الرحمان الرحيم... ايه يا آدم حرام عليك خضتني هات التلفون.
نظرت الى هيأته المرعبة لتشعر ببرودة فضيعة تكتسح عظامها.. انها نفس النظرة التي ترتسم على ملامحه عندما يكون غاضبا... تراجعت الى الخلف و هي تراقب نظراته الغامضة و المبهمة لتتذكر تلك الليلة...ابتلعت ريقها بصعوبة و تعالت دقات قلبها عندما رفع هو الهاتف الى أذنه و يستمع الى صوت طفل صغير...
حدق ببلاهة في الاسم المدون على شاشة الهاتف ليقرأه بصوت عالطنط رجاء..رفع عينيه التي لا تزال محمرة قائلا بتعجبمين داه.
ياسمين بتوتر دا دودي اخو رنا...
ياسمين. هي تتراجعدا ولد صغير يا آدم
و انا مشفتوش بقالي اكثر من شهر طنط رجاء جابته مرة معاها لما جات القصر .
آدم بانزعاجمليش دعوة متقوليش حبيبي لغيري.
قفز خطوتين الي الامام حتى وصل إليها ليمسكها من ذراعها ط ليشعر بارتعاش جسدها ثم يهمس باعتذار انا آسف... عارف انك خفتي مني بس أعمل إيه ڠصب عني مش عاوزك تكلمي حد او تنشغلي بأي حد غيري انا بقيت حاسس نفسي اني طفلك المدلل و انت بتهتمي بيا طول اليومين اللي فاتوا مش لاقي كلام اعبر بيه عن سعادتي..مش قادر اقلك غير اني بحبك اوي اوي.
ياسمين بصوت مرتجفانا عارفة انه مش بإيدك بس انت لما بتتعصب بتخوفني منك اوي.. انا حسيت نفسي اني بعمل حاجة غلط و اني... .
قاطعها بلهجة صارمة تحمل بعض اللين خلاص يا حبيبتي حقك عليا يلا ندخل عشان زمانهم مستنينا عالغدا... اصل بنت خالتك الغبيه......
لم يستطع ان يسمع بقية كلامها الذي يفسر بدقة سبب غضبه الغريب منذ قليل فهو فعقله السخيف صور له انها تكلم رجلا غريبا...وبخ نفسه في داخله على شكوكه التي تولدت في لحظة جنون... بالرغم من ثقته التامة
بها... حاوط كتفيها بذراعه ليسير بها متجها الى الداخل و هو يسرد لها ما حصل مع رنا... في محاولة منه لتبديد خۏفها و جعلها تنسى تصرفه الاهوج معها....
في فيلا سعد الحديدي
طرقت سهى غرفة نوم والدتها لتأذن لها الأخرى بالدخول...
دلفت لتجد صفية تقف أمام خزانة ملابسها
تنتقي بعض الملابس استعدادا للخروج.
سهى بتسائل هو انت خارجة يا مامي.
رفعت صفيه حواجبها باستنكار فليس من عادة ابنتها ان تسألها مثل هذه الاسئلة
ايوا رايحة الجمعية عند دولت.
سهى و هي تلوي فمها بتهكم اااآ قصدك جمعية العواجيز بتاعت طنط دولت....
صفية بنبرة متضايقةعاوزة ايه يا سهى قبل ما ادخل اغير هدومي.
سهى بابتسامة متوددهو لا حاجة يا مامي.. زهقت بس قلت آجي اشوفك على العموم انا حسيبك براحتي... حروح اكلم راندا عشان وعدتها نتغدى سوى في النادي.
نظرت لها صفية بلا مبالاة ثم اخذت ملابسها و دخلت الحمام...قلبت سهى عيناها في كامل .
لمعت عيناها فجأة عندما لمحته فوق التسريحة لتندفع مسرعة نحوه...تعلم أن والدتها لا تضع رقمت سريا لهاتفها مما سهل عليها مهمتها... تمتمت بحنق أثر فتحتها صفحة المحادثات التي احتوت عدة أرقام هواتف بدون اسماء هو اي رقم فيهم انا سمعتها بتكلمها امبارح الساعه 4 و شوية مش